[إبداع] [ رِوَايـَة] نِدَاءُ قَلِبٍ يُدْعَى..عَذّارِي

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 2 من 2

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية للذكرى حنين

    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المـشـــاركــات
    1,537
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [إبداع] [ رِوَايـَة] نِدَاءُ قَلِبٍ يُدْعَى..عَذّارِي



    .
    .
    .



    ::
    ::




    كيف حالكم إخواتي وأخواتي ؟

    أتمنى أن تكونوا بصحةٍ وعافيةٍ إن شاء الله ..

    كنتُ قد وعدتُ فتاتين بروايةٍ لي هذه العطلة .. ولم يتيسر لي أن أبدأها إلا هذا الاسبوع ..

    هذه هي روايتي الأولى ولا زلتُ في طور كتابتها ، لذا أريدُ نقدكم ، ورأيكم .. وأشكركم سلفًا على مروركم ..

    ستتحدثُ الرواية إن شاء الله عن فتاةٍ من مجتمعنا ، عن حياتها بأغلب التفاصيل ،

    عن نداءِ قلبها ، و عن بهجتها /خوفها /حزنها/وعزمها ..

    الأحداثُ واقعيةٌ بنسبةِ 99% ، إذ ما أضفته هو مجردُ لحظاتٍ أو أشياء قليلة ، و ستصلُ آراؤكم لصاحبةِ الأحداثِ المذكورة ..


    ربما تجدُ الكثير من الفتياتِ نفسها مكان الفتاة ، أو يجد فتى نفسهُ خلال الأحداث ..

    لذا أتمنى وتتمنى هي أيضًا أن ينفع الله بالرواية و يجعلها خالصةً لوجهه الكريم ..

    بالنسبةِ لنقاشِ الفصولِ فهو هـــنـــا ..

    وٍاحاولُ وضع فصلٍ جديدٍ كل فترةٍ بعونِ الله ..

    ( شكرٌ خاصٌ للأخ Kais ، على التصميم الجميل جزاك الله خيرًا وكثر من أمثالك ، و لكلِّ من

    ناقشني في الرواية سواءً في صغيرةٍ أو كبيرة
    )


    ولكم تحيتي ومودتي ..

    ::
    ::

    على بركةِ الله :

    الإهداء:

    لربِّ العالمين، حمدًا يليق بجلالكَ ربي..

    ما كانت هذه الكلماتُ دون توفيقك ، فأعنِّي على إيصالِ رسالتها..

    ولهـا ..

    واحدةٌ أو أكثر من مشاعري كان أنتِ ..

    ربما..لن يتسنى لي أن أناديكِ بـ [ ... ] ..هنا

    لكنكِ دومًا ستظلين (عذاري) البريئة في نظري..

    وحدها مشاعركِ سأسطرها، ووحدهم سيقرؤون ..

    سأشكرُ الكثير والكثير ، لكنني سأشكرُ قلبكِ أكثر على ولادةِ طفلتي الأولى..

    قلتِ لي : لا تجعليها غامضة..

    وأظنُّ أن نوركِ سيجعلها كوضاءةِ الشمسِ سويعات الظهيرة..

    فـ إليكِ ، سأهدي أولًا روايتي..

    ولوالديَّ..على أفضالهما طوال حياتي.. وإن كان شيئًا قليلًا..

    وثمَّ..لأخيتي الكبرى ، التي لم تفتأ تبسـمُ لي كلما هجرتني الحياة..

    وبعدها، لعقدِ اللؤلؤ ..أخواتي جميعًا..

    أوائلُ من يقرؤني..ومن يصنعُ فرحتي..فلله درهن..

    لقارئيّ..فرادى وجماعاتٍ ..

    لناقديَّ ، فردًا فردًا ..
    ::
    ::

    الفصل الأولُ


    طـِفـْـلًـــةٌ



    " أيها الماضي..لا تغّيرنا كلما ابتعدنا عنك!"( محمود درويش)


    نسيمُ الفجرِ يشعرني بجمال ابتداء وخطات الشروق ، و ذراتُ النسيم العليل تشي بي لأن أحلق في مخابئ الكون وأنهل من كل بستانٍ زهرة ..

    يشعرني الصباح اللذيذ بدفقة أمل لا متناهية ، بطريقٍ جميلٍ يدفعني للعطاء .. ببدايةٍ واثقةٍ كما بدايتي..

    وحدها شرفتي ، تقاسمني ابتسامات الربيع تلك .. مع فنجان الحليب و ملعقة العسل ..
    وذكرياتي ..


    كنتُ طفلةً ، أبصرُ الكون زهرة ، والحياة عمرًا رائعًا أجمع فيه ألعابي .. وحتى والدي ، ظننتُه يومًا خارج قائمة العائلة ..ولم أحبَّ شيئًا كما أمـي .. التي كنتُ أغرقُ في ابتسامتها كل يومٍ ، و تعقدُ فوق رأسي بعضًا من خصلاتي حتى أبتسم جذلى ، كنتُ هادئة الطباع خجولة لا أشاركُ في اصطخاب الصغارِ عدا مع خالي ( عزوز) إذ كان صديقي ، صديق الطفولة العزيز ، ألاعبه حتى تتراقص وجناتنا فرحًا عبثيًا ، نلهثُ حين نركض وسط المزارع المنتعشة بهجةً ، نبني قلاع الطين و نلطخُ ثيابنا بفاكهةِ الفرح ، ندخلُ البيوت المتهرئة طينًا و ننشرها حبًا ، نصعدُ الجبال و نرتقي السحاب ، نحاولُ الوصول للسماءِ جذلًا ، نلاعب الحيواناتِ من حولنا ، ثم نهجع مع سحر الغروبِ لفرشنا ، حالمَينِ بالغدِ القريب ..

    وقتها ، كنتُ ولازلتُ (عذاري) البريئة ، التي تشبهُ طفلةً تنشدُ للقطارِ باسمةً : قَدِمَ قطاري من بيروت ..

    وقتها ، كان الفرحُ جزءًا من خفقاتي ، و كان (عزوز) جزءًا آخر من مملكتي ، و كذا جاء البقيةُ ..وحتى هذه اللحظاتِ ما زلتُ ألاطفه بـ (عزوز) الاسمُ الذي أردف مع اسمه مذ ذلك الحين ..

    كلما تذكرتُ تلك اللحظاتِ ، وتذكرتُ مواقفي الصغيرة .. ابتسمتُ ، مواقفي التي ما فتئت أثبتُ فيها قوتي وصلابتي ، والتي أنال آخرها جزاء فعلتي ، إما بالتوبيخٍ أو بالذهابِ للمشفى أو بلا خسائر ، وتذكرتُ جدتي الرقيقة ، وحرب الكويت .. و كفاح والدي للحفاظ علينا ..حينها أتوق لأن أعود تلك الطفلة الصغيرة ، أشقى بحزنِ صديقي ، أجمعُ طعام النمل ، أنادي أمي وأبكي لتضمد جرحي ، أنتظرُ الغد بشوقٍ ليس يهدأ ..طفلةً حرةً ، تلون المطر ، وتجمع قطر الندى ، وتعيد بهاء القمر حلوًا ، و تبحثُ عن بلاد الأحلام السعيدة ..

    في مراحل حياتي الأولى .. وعند عتبات المدرسة دلفتُ بخوفٍ في ثوبي الرمادي ، وبكيتُ بشدة في أسبوعِ اللعب*، وحين بدأت المعلمةُ بعدِّ الأسماء ذكرت اسمًا مشابهًا لاسم أختي التي تدرسُ الصف الثالث الابتدائي وقتها ، فتساءلتُ ببراءةٍ صرفة : (فلانة) هذه أختي ؟! كيف علموا عنها ؟

    وقتها ، أردتُ التشبث بأختي .. رفضتُ الحلوى و أصناف ما عُرِضَ عليَّ ، حتى نادوا : ( فلانة ) تُنشِدُ الآن ..

    انتشيتُ فرحةً وركضتُ أنظرُ أختي ، لأجدها فتاةً أخرى وأكمل النحيب ..

    ضاق الجمع ذرعًا بي فما كان من فتاتين إلا أن عرضتاني على الفصول فصلًا فصلًا ، أملًا أن نجد أختي ، تفتحان باب الفصل وتسألان : أخت من هذه ؟!

    وببراءةٍ أتتبع الوجوه المتصفحة لي ، ونتحركُ عبر الفصول مرارًا ، حتى وصلنا لصف أختي فردت : أنــا

    رمقتني المعلمةُ وقتها ثم وافقت على دخولي الفصل على عهدٍ أن أنتظر أختي في المراتِ القادمةِ ، فجلستُ مسرورةً بجانبها ، بينما تحركت الفتاة جانبها لمكانٍ آخر ..

    وفي الأسبوع الثاني تمَّ اختيار الفصول ، كنت في الفصل الأول بين الفصول **، حينها ..تطلّعتْ إلي فتاةٌ تُدعى ( سعيدة) .. سعيدةُ المبسمِ ، جميلة الحركة .. مشاكسةٌ تحبُّ التنقل بين الطاولات و القفز فوقها مع البقية ..وأرقُبُها جاهلةً بنظام الفصلِ و نظامِ ترتيب الفتيات ، ومعنى كلمة: "فصل" ..

    كانت مضامين حياتي الصغيرة التي تخصني هي كلّ حياتي ، أما محيطُ المدرسةِ فوقتها لم أعرف ماذا يعني أن أذهب للمدرسةِ ، وأقابلَ الصديقاتِ أو حتى أفضي بما لديَّ من جواهر ..

    اقتربت (سعيدة) مني وسألت بلطفٍ : ما اسمكِ ؟

    -.....

    فكرتُ برهةً : اسمي ! ماذا تعني اسمي ! .. أعلمُ أنهم ينادونني (عذاري) ، لكن أيجبُ أن أخبر الناس به ؟

    وقتها ، كانت الحياةُ أشبه بلعبةٍ تفاجئني .. أفكرُ قبل أن أقدم على الخطوة التالية .. و أترقبُ النتائج بشغفٍ ..

    لذا لم أُخبر ( سعيدة ) باسمي ، حتى بدأت معلمتي بإذاعة الأسماء لترتيبنا فركضت (سعيدةُ ) قائلةً: عرفتُ اسمكِ ..

    ( سعيدةُ) .. طفلةُ الأمسِ ، وصديقةُ الطفولة حتى أواخر المراهقة ، والتي اكتشفتُ فيما بعدُ أنها ابنةُ جيراننا .. وأسماءٌ كثيرة أذكرُ منها وجهًا صافحني عند أولى الخطواتِ في عالمِ المدرسة ( فادية ) ..ووجوهٌ وأيدٍ و ألعاب .. وقلبًا كان أنا ..

    في نهايةِ الفصلِ ، تسلقتُ الجدارَ اقتداءً بإخوتي ، ووقعتُ لأحدثَ جرحًا على جانب جبهتي ، وكم أسعدني ذلك الجرح إذ نلتُ اهتمام معلماتي يوم استلام الشهادةِ : ما بكِ ( عذاري )؟ عسى أن يكونَ خيرًا ؟!

    شعرتُ أن الجروح تعني مزيدًا من حبٍ واهتمام ، فطفقتُ أتمنى أن أشهر جرحي أمام الجميع ، لأنال ذات الاهتمام مرةً بعد أخرى ..





    ****

    ذكرياتٌ محكمةُ الائتلاق في عقلي ، ذكرى حصة القرآن ، والأستاذة ( بدرية ) .. والصفِّ الثاني الابتدائي ..

    كان من عادةِ الطالبات أن يقرأن من المصحفِ ويتتبعن الآياتِ بأصابعهن الرقيقة ، وكنتُ أنا التفردَ الصغير بينهن ، فلم أكنْ أتتبعُ بإصبعي .. في عقلي الصغير كنتُ أسخرُ ممن يلمسُ الآياتِ بإصبعه !

    كنّا نقرأ سورة " الماعون" ، وكنتُ أتتبعُ المصحف ببصري ، لأفاجأ بصفعةٍ قويةٍ على وجهي ، أرفع رأسي وعيناي تتساءل : لماذا ؟!

    -لمَ لا تتابعين بإصبعكِ؟

    لم يتحرك لساني من هول صدمتي ، أحسستُ بسهامٍ حارقة موجهةٍ إليّ في شكلِ نظرات الطالبات المشفقات عليّ من حولي ..

    -أكملي اقرئي .. قالتها لفتاةٍ أخرى ..

    و دسستُ وجعي بين كفيَّ وتركتُ الدموع لتحكي ، وسافر الودُ من قلبي إلى مكانٍ آخر ..


    ***


    بياضُ شرابي يذكرني بأولِ حبٍّ طفوليٍّ مارسه قلبي الغض ، أحببتُ ( سارة ) معلمة الرياضيات .. أحببتُها لأنني وجدتُ عبق أمي فيها ، و رائحة حنانٍ لذيذة دغدغت شغاف طفلة الصف الخامس الابتدائي ، يقفزُ قلبي طربًا كلما حظيتُ بشيءٍ منها دون الأخريات .. يقتلني انتظارُ يومِ جمع الدفاترِ خاصتي .. لأفرح بلقائها ، حتى جاء يوم الأربعاء ..

    -(عذاري) ، اجمعي الدفاتر .

    -حاضر .

    جمعتُ الدفاتر وأسرعتُ لأذهب إليها في غرفة المعلماتِ ، نزلتُ درجات السلمِ وسط المبنى ، وتوقفتُ برهةً حين سمعتُ شجارًا قويًا ، معلمتي ( سارة ) والمساعدة ، عندها خفق قلبي خوفًا و ضممتُ الدفاتر ترقبًا .. كنتُ كمن اكتشفَ جرمَ من يحبُّ لأول مرة .. أردتُ الرجوع أو الركض ، لم أرِدْ أن أجعل معلمتي تغضبُ أكثر، فتراحعتُ قليلًا .. لكنني لاحظتُ طيف معلمتي يعبر الدرج فتقدمتُ نحوها ومددتُ بكومة الدفاتر لها..وتحدثتُ خائفةً:

    -معلمتي .. هذه هي دفاتر الرياضيات ، جمعتُها ...

    هوتْ ضربةٌ على ظهري بدت وكأنها تشقُ جسدي الصغير وتخترق قلبي ، أحسستُ أن غضبها قد تكوّم في قبضتها ليجد طريقه إلى فؤادي .. وتساقط دفترٌ وراء الآخر على إثرها ..

    ذهبت معلمتي وتركتْ جسدًا واقفًا ذاهلًا ، نظرتُ إلى الدفاتر التي جمعتُها على الأرض ، تذكرتُ الفرحة الجميلة التي غمرتني لأذهب إليها ، و خيالي للدخول إلى غرفة المعلماتِ ، ولقاء معلمتي .. وتحدر خطانِ بحجمِ ألمي على وسادة خدّي ، أحسستُ أن ألم ظهري اليتيم يعادلُ آلام انقطاع أنفاسي مع الشهقاتِ التي أكاتمها ، بحثتُ في الجوار عما إذا كانت إحداهنّ قد شاهدتْ وجعي ، فكانت تلك معلمةُ الغياب والحضور ( مها ) ، اقتربتْ ولاطفتني : أتودين أن تذهبي بهذه الدفاترِ لمكانٍ ما ؟

    رددتُ وأنا ألملم الدفاتر المتناثرة : أجل ..

    و بدأت دموعي تتشكلُ في بلوراتٍ متناميةٍ و ترتسمُ على وجهي المحمر..

    أخذت المعلمةُ الدفاتر ومضت ، لأدخل لدورة المياه أغسلُ بقايا دموعي ، و أعود لفصلي .. وأودع قلب الأستاذةِ ( سـارة ) ..

    لمْ يدُرْ بخلدي ، أن الجروح قد لا تندملُ بكثيرِ اهتمام ، وأنها تبقى في القلوب كالوشم الباقي على مر الزمن ..

    وغدًا إذا ارتجفت اللحظاتُ ، وذاب لحنٌ في الحياة، أغمضتُ جفني واستعدتُ هاتيك الأيام..

    وابتسمتُ كما الآنَ وارتشفتُ لحظةً أخرى ، في دوحة حياتي ، فبعضُ الزمان لا يرحمُ بقايا السكون..





    • أسبوع اللعب : أسبوعٌ لتعويد طلاب الصف الأول الابتدائي على محيط المدرسة .
    • * يتم ترتيب فصول الابتدائية الحكومية ( غير الخاصة وتحفيظ القرآن ) بطريقة الأرقام ( أولى أول ، أولى ثانِ ..إلخ ) وعذاري في الصف ( أولى أول ) .




    الفصلُ القادمُ : واكتملَ القِطافُ ..

    .
    .
    .





    التعديل الأخير تم بواسطة للذكرى حنين ; 9-10-2008 الساعة 01:40 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...