بسم الله الرحمن الرحيم
لو جاز لنا تشبيه السؤال بشيء لقلنا إنه يشبه الهواء الذي نتنفسه ويحيط بنا باستمرار
لا انقطاع فيه ومع ذلك يندر أن نلتفت إليه في ذاته أو أن نحسب حساب وجوده في
حياتنا على نحو واع وواضح .
ولا شك في أن عمر السؤال من عمر النطق عند الإنسان وهو الباب الرئيسي إلى المعرفة والإكتشاف
والعلم ، وإدراك الإنسان لحقيقة العالم الذي يحيط به .
أولم ترفع إحدى كُبريات الجامعات في أمريكا شعاراً لها يقول :
" ماهو الإنسان إن لم يكن سؤالاً ؟ "
وإذا كان السؤال الشفهي يتخذ طابعه من خلال ( تلحين ) مفرداته ، فللسؤال المكتوب
حيث التلحين غير ممكن رمز محدد يحل محل اللحن للإشارة إلى أن هذه الجملة تعبر عن عدم معرفة شيء معين أو عن البحث عن حقيقة : إنها علامة الإستفهام
السؤال هو الجهد الذهني الذي لم يغب يوماً عن حياة الإنسان على مر التاريخ ، فكما
أن السؤال طريق الإنسان القديم للحصول على طعامه أو طريدته يبقى هو نفسه اليوم الطريق
إلى المعرفة عند العلماء وغالباً ما تؤدي الإجابة عن سؤال في العلم إلى ولادة أسئلة ما كانت لتخطر على بال صاحب السؤال
أصل علامة الاستفهام **
تتعد التفاسير الباحثة عن أصل هذا الشكل الذي يرافق كل سؤال مكتوب
" ولكن علامة الاستفهام حول أصل علامة الاستفهام "
لا تزال بلا جواب علمي يقطع الشك باليقين. فهل هي مجرد رسم مبسط لشكل الأذن
التي نسمع بها السؤال كما يقول بعض الذين بحثوا في أصلها ؟
أم هي تطوير لشكل الهمزة العربية المستقاة من حرف الألف تعلوه همزة التي تبدأ به إحدى صيغ السؤال مثل القول: أتريد كذا ؟
ء
أم أنها أشتقت من كلمة Quastio اللاتينية والتي تعني " سؤال " والتي اختصرت في القرون الوسطى
فأخذت من حرفها الأول Q الشكل المستدير ومن حرفها الأخير النقطة السفلى ؟
إذ ينسب بعض المؤرخين الأوروبيين أصل علامة الإستفهام أي شكلها المكتوب الذي نعرفه اليوم إلى
القرن الميلادي التاسع ، حين كانت الثقافة الأوروبية لاتزال تستمد الكثير من مصادرها الأندلسية .
حينذاك كانت هذه العلامة تكتب نقطة يليها قوس مستدير " .) " ويعزز هذا القول الأعتقاد بأن الهمزة
العربية التي تليها نقطة كانت أصل علامة الاستفهام ، وأن الأوروبيون الذين يكتبون من اليسار إلى اليمين
قلبوا الترتيب فوضعوا النقطة قبل القوس مثلما فعل العرب فيما بعد حين قلبوا علامة الاستفهام وجعلوا
يمينها يساراً .
وثمة نظرية تاريخية أخرى تنسب علامة الاستفهام إلى القرون الوسطى وأنها بدأت تُكتب مثل علامة
مفتاح الصول الموسيقي وتحته نقطة وقد يعزز هذا القول بأن علامة السؤال كانت نوعاً من
المكتوب عن تنغيم لهجة السؤال.
أما النقطة التي ترافق علامة الاستفهام فهي شائعة في نظام التنقيط في الكتابة الأوروبية
فنجدها في علامات عديدة هي نقطة الوقوف وعلامة التعجب وعلامة الاستفهام إضافة إلى علامة
النقطة والفاصلة والنقطتين المتعامدتين : والنقط الثلاث ... التي تدل
الاسترسال أو ترك التتمة لخيال القارئ
علامة الاستفهام في العالم **
تعتمد علامة الاستفهام الشكل نفسه في بعض اللغات مثل الفرنسية والإنجليزية حيث لا
تختلف عنها في العربية إلا بكون صورتها معكوسة يميناً يساراً طالما أن العربية تكتب من اليمين الى اليسار ولكن بعض اللغات تختلف في تعاملها مع علامة الاستفهام ففي الأسبانية ولغة بلاد
الغال يجب وضع السؤال بين علامتي استفهام الأولى مقلبوبة رأساً على عقب والثانية مستقيمة وفي اليونانية تستخدم النقطة والفاصلة " ؛ " علامة الاستفهام أما اللغة الأرمنية فتعتمد للإستفهام دائرة صغيرة مفتوحة من الأسفل تعلو آخر حرف علة من آخر كلمة في السؤال .
ويستخدم الصينيون واليابانيون علامة الاستفهام التي نعرفها غير أن استخدامها غير إلزامي
في اليابانية .
متى وكيف تستخدم ؟**
حين نسأل سؤالاً ، فكتابة السؤال تحتاج الى وضع علامة استفام في آخره
كقولك : متى ستزورنا ؟
لكن البعض يخطئ في كثير من الأحيان إذ يضع علامة استفهام في آخر جملة الاستفهام
غير المباشرة مثل قولك : سألته متى ستزورنا . في هذه الحالة لاتوضع علامة استفهام لأن الجملة سردية تشير إلى السؤال الذي سئل ولا تسأل في الحقيقة
وعندما نقول : هل تعرف متى ستزورنا ؟ عندئذ يجب وضع علامة الاستفهام ولكنها متعلقة
بسؤالك : هل تعرف وليست متعلقة بقول : متى ستزورنا.
وفي الختام أخواني وأخواتي الأعضاء أرجو أن تكونوا قد جنيتم المنفعة والفائدة
من هذا الموضوع الذي يشرفني ويسعدني أن أشاركه معكم
تحيتي لكم : Nihon
المفضلات