عيدكم مبارك
وكل عام وانتم بخير ..
كثيراً ما أفكر في شمولية دين الإسلام ..
و من الحالات التي أفكر فيها بهذا الأمر ..
عندما أرى مشروعاً قام بأيدٍ متطوعة لا تريد من غير الله جزاءً و لا شكوراً ..
و أقول : لو لم يكن في ديننا ما يحث على عمل الخير و احتساب الثواب عند الله ..
هل كان لمثل هذا المشروع أن يقوم؟!
و لمّا كان ذلك كذلك .. وجب على الأمة بكل فئاتها تبني ثقافة التطوع ..
ما أعني بالثقافة هنا هو أن تكون لدى المجتمع القابلية لإنتاج أعداد كبيرة و نوعيات جيدة من المشاريع التطوعية و المتطوعين ..
بمعنى أننا بحاجة لوجود وعي من كافة شرائح المجتمع بضرورة التطوع بل و صحيته بما ينعكس على إيجاد الرغبة و المبادرة إلى التطوع.
و لا شك أن انتشار ثقافة التطوع في أيٍ من المجتمعات هو مؤشرٌ صارخ على تقدمه و رقيه في كافة المجالات.
من المؤسف بحق أن تكون المجتمعات الإسلامية في مؤخرة الركب في التطوع
فلا تكاد تجد إلا أعمالاً إما أن تكون فردية أو تكون ارتجالية أو محصورةً في مجالٍ معين ..
و لا أعمم .. نعم هناك تجارب أشرقت هنا و هناك لكنها تعد قليلة بشكلٍ مخجل
إذا ما قورنت بمشاريع تطوعية ضخمة و كثيرة يديرها
و يستفيد منها غير المسلمين!
و بجولة سريعة في محرك البحث الشهير "google"، ستكتشف أن المسافة هائلةٌ جداً بين "متطوع" و "Volunteer"
كل هذا يحدث و نحن الأمة التي من صميم رسالتها التطوع .. و البذل و التضحية .. و استثمار الطاقات و توظيفها فيما يخدم الأمة ..
و كل هذا يحدث و نحن نقرأ في دستورنا القرآن الكريم
قوله تعالى "و يطعمون الطعام على حبه مسكيناً و يتيماً و أسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً و لا شكوراً" ..
و لن أستطرد في ذكر الآيات الحاثة على التطوع ..
فيكفيك أخي الكريم أن تقدّر عدد المرات التي أثنى الله عز و جل فيها على "الذين آمنوا و عملوا الصالحات" ..
و لا يكون العمل صالحاً حتى يكون خالصاً لله تعالى ، على نهج النبي صلى الله عليه و سلم ..
و ذلك هو ما يعنيه التطوع بصورته الشمولية الصحيحة.
و لا بد هنا من الإشارة إلى الأسباب التي أثّرت في تغييب هذا المبدأ عن كثير من المسلمين ..
بعموم فضفاض .. فإن ابتعاد الأمة عن روح الإسلام و الحياة به و له أفرز الكثير من الإشكاليات على مستوى التصور و الإدراك ..
اليوم .. أصبح من المستغرب بشدة عند الكثيرين أن يجدواً فرداً أو جماعةً يعملون بلا مقابل ..
و كأننا أصبحنا كائنات نفعية لا هاجس لها إلا ما ستجنيه من المنافع المادية بعد ذلك العمل ..
و لقائلٍ أن يقول أن الحياة عند الكثير قد حصرت في مرتكز وحيد و هو مرتكز المادة و مشتقاتها
التي بالطبع لا تتضمن التطوع من أي وجه كان !
و من نافلة القول .. أن نقول : إن مما أسهم في الوصول إلى هذه المرحلة – عند الكثير – هو طابع "لقمة العيش" الذي
أضحى شرساً
إذا تأملنا في عدد الساعات المستهلكة يومياً في الوظائف و ما يصدق عليه أن يكون سبيلاً لتحصيل لقمة العيش هذه،
أخذاً بالاعتبار أن أبرز ما يحتاجه العمل التطوعي – على مستوى الفرد – هو الوقت.
أما على الصعيد المؤسساتي .. فنجد – في أغلب المؤسسات- تخبطاً و عشوائية في التعاطي مع التطوع و المتطوعين ..
بدءاً من نشر الثقافة .. مروراً بآليات استقطاب المتطوعين و تأهيلهم .. و انتهاءاً بالاستفادة من طاقاتهم و مواهبهم ..
و بطبيعة الحال سيشتكون من قلة المتطوعين .. أو عدم استمرارهم في العمل .. أو مستوى كفاءتهم ..
وهنا .. ينبغي أن يُعلم .. أن متطوعاً لن يأتيَ مالم يقل له أحدهم : أهلاً بك .. الطريق من هنا!
ثم إنه لن يستمر و لن يبدع ما لم يُجعل في المكان المناسب رغبةً .. و طاقةً .. و بيئةً.
ولنا في الغرب عبرة .. "VolunteerMatch.org" موقع أمريكي يتيح لمن أراد التطوع إيجاد الفرصة المناسبة له ..
لقدراته .. لرغباته .. و القريبة من مكان إقامته .. عن طريق بوابة لربط المتطوعين بالجهات المستفيدة ..
وبهذا يتحقق مراد المتطوع و الجهة المستفيدة باحترافية اختصرت في "ضغطة زر"!
و هذا نموذج واحد .. من أعداد كبيرة من المواقع الأجنبية التي تخدم التطوع بطرق مختلفة.
و لذلك .. فلا عجب أن تذكر بعض الإحصائيات أن معدّل تطوع الفرد الأمريكي في الأسبوع هو من 4 إلى 5 ساعات! ..
هذا فضلاً عن الاستفادة من المتقاعدين و شغل أوقاتهم بأعمال تطوعية مناسبة .. في الوقت الذي يُعدون فيه في بعض مجتمعاتنا أناساً انتهت "صلاحيتهم" و عليهم أن يستريحوا !
و تُقتل فيهم روح العطاء و البذل – التي تسهم في إسعادهم و شعورهم بالرضا النفسي- تحججاً بهذه الفكرة الخاطئة الكاذبة!
ألا يحق لنا أن نتساءل : أين أمة التطوع من كل هذا ؟
أجزم أننا نملك العقول المفكرة .. و السواعد الفتية .. و المواهب المبدعة ..
و لكننا بحاجة لمن يعلق الجرس .. و يدخل الباب!
نحتاج لمشاريع جبارة تفعّل التطوع في مجتمعاتنا الإسلامية .. تستفيد من التجارب .. و تروّض التقنية .. و تنتهج التطوير الدائم على كافة الأصعدة ..
باختصار .. نحن نحتاج أن نقول : "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر و عجز الثقة"
هذا مقال لأحد الاخوان الكرام في إحدى المنتديات نقلته لكم لكي أضيف لديه شيء ما لانه قام بتاكيد فكرة
نحن بصدد إنشاء مشروع تطوعي كبير في النت ( موقع ) يقوم بنفس مقام ذلك الموقع الامريكي مع أختلاف المسميات والجوانب التطوعيه
نعرف أن الشباب يريدون التطوع ولكن لا يجدون أين يذهبون كما قال صاحب ذلك المقال
أن متطوعاً لن يأتيَ مالم يقل له أحدهم : أهلاً بك .. الطريق من هنا!
ثم إنه لن يستمر و لن يبدع ما لم يُجعل في المكان المناسب رغبةً .. و طاقةً .. و بيئةً.
نرغب في إنشاء تلك البيئة
مثلا علي شاب لديه القدره الماديه ويريد أن يتبرع ببعض من مصروفه يخدم به مسجده القريب منه ولكنه لا يعرف كيف يخدمه باستطاعة أن يضع في صندوق المسجد ما تجود به نفسه وانتهى الاشكال ولكن علي يريد أن يتطوع يريد أن يتفاعل بما يبذله هذا المشروع سوف يلبي رغبة علي وغيره فمثلا يعطى المشروع فكرة أنشاء مجلة حائطيه في المسجد وكيفية أنشائها وتكاليفها ووووو الخ .
وبالتالي على يتكلم مع شباب ذلك المسجد عن هذه الفكره وتتكون الفكره ويبدأ العمل التطوعي ويشاهد علي ثمار تطوعه وبذله أمامه وبأشرافه هذه كفرد .
هذه نقطة من غيث ولكن لكي نوضح امفهوم
كمجموعه التطوع سيكون عباره عن التعاون في البر والتقوى فمثلا مجموعه من شباب ذلك الحي المشروع سيدعمهم بطرح عليهم كيفية عمل التوعية الثقافية ، كالحرص على نشر ثقافة معينة في المجتمع .. ثقافة الالتزام بالنظام ، ثقافة زراعة الأشجار ، الخ ...
المشروع سيكون موجه للفرد والفرد يقوم بتكوين مجموعه في نطاق الحي ويكون مجال التطوع في بداية المشروع لمجموعة في نطاق ذلك الحي
المشروع سيقوم بتطوير ثقافة التطوع لدى شباب الحي ليقوموا باستغلال وقتهم في ماذا يفيد
وحالما يكبر المشروع وينجح سوف يكون هنالك عمل قاعده لحصر أمكان التوظيف في الاعمال التطوعيه
فمثلا أنا شاب في الرياض واريد أن أصبح متطوع ولكن من أين أبداء الطريق
المشروع سيوجهه الى أقرب مؤسسة خيريه أو أقرب مكان يحتاج للعمل التطوعي
.........
للمشروع أفكار أخى غير أيجاد فرص التطوع
فمثلا بتأهيل المتطوعين الشباب ليقوموا بنشر ثقافة التطوع في من يحيطون بهم وايضا لتاهيل المتطوعين في الدعوة وهذا شيء مهم
مساعدة المواقع الاسلامية في التصاميم ..... طرح أفكار لتطوير تلك المواقع ....... أعطاء النصائح لتك المواقع
الفكره كبيره جدا والافكار مبعثرة
ولكن يجب أن نفهم أن إرادة التطوع بالنفس في مجالات خدمة المسلمين ليست كافية لخدمة المسلمين ، يجب أن يتوفر شرطان هما ( الأمانة والقوة) فليس كل متدين جاهل بالضرورة يصلح داعية وجاهزاً لإقامة الندوات هذا في خانة الأمانة ، وليس كل شخص قوي العلم بلا أمانة وديانة مخولا لأجل علمه مع تاريخه الأسود كي يرأس ثغراً تطوعياً قد يلغي الأسس التي أقيمت عليه ، إذ لا بد من موازنة وفي سالفات الأيام قرأت ( يا أخي ماني مطوع ) لأجده يدندن حول ما نددن فيه هنا على مستوى جاهزية الأفراد .
إذن العمل المؤسساتي المبني على الإدارة الحديثة هو المخرج من أزمة تعثر الأعمال التطوعية الموجودة ، وكذا في إيجاد فرص تطوعية محترمة لمن يريد أن يتطوع فيها ، فهو يخفف من المزاجية والمحسوبية والقرارات المرتجلة من الضغط النفسي على العاملين فيه وإفهامهم أنه لا بد التنازل عن بعض الأشياء المحببة إلينا لضمان جودة العمل بمؤسساتيه ، ولنا في ابن باديس والبشير إبراهيم رحمها الله أسوة حسنة ، ذلك في إيجادهم أحد أكثر المؤسسات نجاحاً في الجزائر وهي جمعية العلماء المسلمين التي تحولت فيما بعد إلى مؤسسة تربوية كبيرة في مختلف المدن مما ساهم كثيراً في مقاومة الإحتلال الفرنسي ودفعه بالعلم.
شاهدنا في الايام الماضيه المشروع الذي قام به شباب سودانيين تحت مسمى مجموعة صناع الحياة وهو عمل سوق خيري للفقراء لكي يختاورا مايرغبون بلبسة في العيد وكله بدون مقابل
هؤلاء الشباب من أين أتت لهم لك الفكره الطوعيه اليس لنضج فكر التطوع عندهم
لم أطرح هذا الموضوع الا لكي أتلقى منكم أفكار عن ثقافة التطوع كيف نستطيع نشر هذه الثقافة
ماهي المجالات الممكن تبنيها كبداية للمشروع ........ مثلا التطوع في المسجد ماهي المجالات التي يمكن عملها كاعمال تطوعيه
التطوع في الحي ......... التطوع في المؤسسات الخيريه ..... أين هي ما موقعها
ماهي الاقسام المقترحة التي يرغب في أن تكون في الموقع
ماهي المواقع التي تقوم بالعمل التطوعي والتي يمكن أن نستفيد من أفكارهم وتجاربهم في هذا المجال
في الأخير ...
لأن أعمالنا لا تكون ناجحة إلا إذا بنينا ها على نحو مؤسسي وليس أفراد ، لأن العمل الفردي مهما كان جباراً إلا أنه يذهب بذهابه
وأيضا لأنَّ أكبر شيء يواجه التطوع والمتطوعين هو سوء التخطيط .إن من أول الأشياء التي تأتي بالمتطوعين وتحفزهم ( وجودُ مشاريع ) تم تصميمها على أطر واقعية و"دراسات جدوى" ، أما إن وجد متطوعون ولم توجد مشاريع فإننا سنقيم في "الحسرة" التي عنونت له آماد قبل أن نتحول إلى " الأمل"
فلذلك نريد أن نلم شعثَ العمل التطوعي في مكانٍ واحد مؤسسي يقوم على إدارة حديثه وتخرج أناس لديهم الثقافة اللازمة ليقموا بنشر تلك الثقافة بدورهم
المشروع بدأ تقريبا بمحاولة نشر ثقافة التطوع في الحي الذي أعيش فيه و البدء بالاعمال التطوعية والشباب متحمسين ويرغبون بسماع أرائكم
أرجو من الله التوفيق ، لي ولكم ، وأن لايحرمنا الأجر والثواب .
ولكم أحلى مايك .
أخوكم
albalasi
المفضلات