[تفاعلي] نتائج مسابقة القصة القصيرة ( القصص و الفائزون )

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 20 من 64

مشاهدة المواضيع

  1. #4

    الصورة الرمزية MaJiD

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,259
    الــــدولــــــــة
    بريطانيا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: نتائج مسابقة القصة القصيرة ( القصص و الفائزون )

    القصة الفائزة بالمركز الثالث
    بقلم : Shion

    الصورة الثالثة .. [ قصاصة ]
    كل شيء تغير منذ أن وقعت عيني عليها، فقد انقلبت حياتي مئة وثمانين درجة. لا دري كيف أصف سعادتي بها! وبالتأكيد كثُر حُسَّادي عليها، إلا أني لا ألقي لهم بالاً. كل ما يشغل بالهم هو دفعي لتركها!! ألأنها لم تخترهم واختارتني أنا بين بينهم جميعًا؟! ألأني لا أملك من المال والجاه ما يملكون؟! أم لأني والحظ في خصام منذ أن أبصرت عيني النور لأول مرة؟! قبل أن تجد حبيبتي طريقها إلي، كنت في ضياع وتعاسة. لا يطول بي المقام في وظيفة بعينها إلا وتحصل لي مشكلة أكون فيها الطرف الأبدي الخاسر. وبالطبع نفر مني جميع معارفي من كثرة اقتراضي منهم. حتى أن بعضهم هددني بإبلاغ الشرطة إن اقتربت من الحي الذي يقطنون فيه!! لكن هذا كله تغير منذ أن التقيت بها..

    كان ذلك يومًا صيفِيًّا حارًا. وكعادتي كنت أتجول في الأزقة بعد أن أيقنت أني لن أجد من يقبل بعاثر الحظ مثلي. وقد قررت حينها ألا أعود للمنزل حتى منتصف الليل؛ عندها يكون المستأجر قد يئس من الانتظار وقرر العودة غدًا. ابتعت في طريقي زجاجة عصير رحت أرشفها وأنا أجوب الشوارع بلا هدف. ولما أنَّت قدماي من طول المسير، بحثت لي عن مقعد أستريح عليه لبعض الوقت. كانت هناك حديقة صغيرة في نهاية الشارع، دخلتها باحثًا عن أقرب مقعد ظليل أقيل عليه لبعض الوقت. ليس من عادتي أن أقيل في الظهيرة، لكن للبطالة أحكام! وجدت مقعدًا صخريًا مالت عليه شجرة لتمده بشيء من ظل أغصانها الواهنة. وعلى الفور، خلعت سترتي وكوَّمتها على يميني لأتوسَّدها. ظللت أحدق فيمن حولي حتى يغلبني النعاس. هناك أمامي وعلى بُعد بضعة أقدام تحلقت أسرة صغيرة من زوجين وابنهما. كان الأب منشغلاً في شوائه الذي دغدغت رائحته معدتي الخاوية. وبقربه كانت زوجته تناوله الأسياخ المثقلة بقطع اللحم وتأخذ الأخرى الخاوية. وابنهما جلس بعيدًا ضامًا ركبتيه إلى صدره. بدا هادئًا على غير عادة أقرانه الذين علت أصواتهم من حولنا. كان يوليني ظهره فلم أعرف تمامًا ما الذي يبقيه بهذا الهدوء. ربما كان يلعب بإحدى تلك الألعاب الإلكترونية! أو كانت مجلة مصورة ابتاعها له والده من البائع العجوز أمام بوابة الحديقة. رفعت معصمي ألقي نظرة على الساعة.. الواحدة والنصف!! يستحسن أن أغفو قليلاً قبل أن أبدأ جولةً جديدة من التسكع.
    -"(حسام)!! ما الذي تفعله؟!".
    فتحت عيني على الصيحة التي شقت مسامعي بغتة. تلفت قليلاً لتقع عيني على الصبي وقد جذبته أمه من معصمه ليقف على قدميه. ماذا تراه فعل؟! ضيقت عيني عساني ألمح شيئًا يبين لي الذنب الذي اقترفه المتهم الصغير، إلا أني لم ألمح سوى قصاصة صغيرة في يده التي أظنها احمرت تحت وطأة أصابع أمه...
    -"كم مرة قلت لك أن تترك عنك هذه القصاصة؟! لم تصر على عصياني؟!".
    شدت الأم القصاصة من يده ورمتها بعيدًا، وجرت ابنها الذي بدأ في البكاء ليمثل أمام سيادة القاضي – والده الكريم..
    التفت إلى حيث ألقت الأم بالقصاصة، وكلي فضول لمعرفة ما استدعى ثورة الغضب تلك. واضعًا سترتي على كتفي، سرت نحو القصاصة ملتفتًا إلى حيث وقف الأبوان يعاتبان الصغير. وبسرعة التقطت القصاصة ودسستها في جيبي لأنطلق بعدها مغادرًا الحديقة ..
    ******************** ********************
    -"اليوم يومك.. سيفتح الحظ أبوابه".
    هذا كل ما حوته تلك القصاصة!!
    حدقت في القصاصة بخيبة أمل. أهذا ما استدعى تلك الصيحة المخيفة؟! ألقيت بها في سلة القمامة التي بجانبي، وأشعلت التلفاز أقلب في قنواته بحثًا عن شيء أقضي به ما تبقى من سويعات الليل.. رسوت على برنامج مسابقات كان في دقائقه الأخيرة. كانت المذيعة تجري سحبًا بأسماء الفائزين. مرت دقائق من الحركات الغبية التي كانت تقوم بها المذيعة قبل أن تسحب ورقة وتبدأ في قراءة اسم الفائز.. قرأت المذيعة الاسم للمرة الثانية متبوعًا برقم هاتفه ..
    جحظت عيناي في عدم تصديق!! أهذا اسمي على شاشة التلفاز!! مستحيل!! قفزت كالملدوغ لأجثو أمام سلة القمامة أنبش في عن تلك القصاصة.. رفعتها بيدي المرتجفتين في انبهار.. ولدهشتي.. تلك الجملة اختفت لتحل أخرى محلها بوعد آخر.
    ******************** ********************
    من يومها وقصاصتي العزيزة لا تفارقني. لا أخالف لها رأيًا. فأحيانًا تخبرني بالأيام التي قد يجانبني فيه الحظ فأقلل من تجوالي فيها أو أقبع في قصري الصغير. وفي الأيام القليلة السابقة كانت القصاصة تتنبئ بأيام مشؤومة جعلتني أكتئب نوعًا ما. أسأظل حبيس جدران هذا القصر الفاخر؟.. حتى أني بت أخشى النظر فيها كي لا أقرأ تحذيرًا آخر وشؤمًا جديدًا.
    وظهر هذا اليوم جاءني اتصال وأنا أتناول غدائي. كان صديقًا قديمًا لم أكد أتعرف على صوته من طول العهد. دعاني لكي أزوره مساءً. نستعيد ذكرياتنا ونحن نتاول العشاء. ترددت كثيرًا في القبول. فأنا لم أقرأ بعد ما تتنبؤه القصاصة لي! أخذت رقمه على أن أتصل به لاحقًا لأعطيه جوابًا قاطعًا. اقتربت من الدولاب الذي أحتفظ فيه بالقصاصة مؤخرًا. فتحت بابه الزجاجي وتناولتها برفق.
    -"ليكن يومًا سعيدًا.!! أرجوك".
    تمتمت بهذه الكلمات من أعماق قلبي؛ فقد أضنتني الوحدة. وفتحت عيني ببطء لأقرأ ما تحمله لي القصاصة ..
    -"شمس حظك تمد أيديها المضيئة لتقشع غمامة نحسك..".
    تهلل وجهي فرحًا وانسابت دموعي تبلل وجنتي.. أخيرًا يمكنني أن أرى النور خارج أسوار سجني الفاخر!!
    بحلول السادسة مساءً، كنت قد ترجلت من سيارتي على الرصيف الذي يفضي إلى منزل صديقي. تلفت يمنة ويسرة أنظر في لافتات المحال التي امتدت على طول الرصيف. لم أشأ أن أزوره خالي اليدين. ليس بعد أن بت أتقلب في الغنى. سرت بضع خطوات لأقف أمام مكتبة صغيرة. أجل.. ليس أفضل من كتاب تهديه لدودة كتب! دخلت وتأملت المكان لثوانٍ.. يبدو أنها كتبة عتيقة!! الكتب ركمت فوق بعضها دون ترتيب معين.. بانتظار أن تُملأ بها الأرفف الفارغة. أيجب أن أبحث عن مكان آخر؟! ألقيت بنظرة خاطفة على ساعتي فأدركت أنه ما من وقت لهذا. ربما أجد هنا كتابًا أثريًّا يسيل له لعاب ذاك الصديق!! سرت بصعوبة بين أكوام الكتب التي تفاوتت في ارتفاعها. جلت بعيني سريعًا على عناوين الكتب عساني أجد ما يثير الاهتمام. انحنيت لأصل لمستوى الكتب في أسفل الأكوام وأقرأ ما كتب عليها. عندها انسلت القصاصة من جيب سترتي لتسقط وتندس تحت أكوام من الكتب.. أصابني الفزع مع ما حدث!! هذه هي المرة الأولى التي تفارقني فيه قصاصتي!! ماذا عساي أفعل؟! اعتدلت وصحت بحثًا عن صاحب المكتبة..
    -"هل من أحد هنا؟!".
    لم يجبني أحد.. نظرت لساعتي مجدَّدًا. يجب أن أكون في بيت صديقي بعد دقائق! تلفت في المكان تارة وتارة أخرى أرمق القصاصة حيث استقرت تنتظرني في سكينة. أخشى أن أتركها لحظة فأفقدها للأبد!! لا تبدو بعيدة المنال.. لو انحنيت قليلاً ودسست يدي تحت مكتبة الرفوف تلك ربما أصل إليها!! لا أريد ن أبتاع شيئًا .. سآخذ قصاصتي وأغادر على الفور.. وبعد لحظات من التردد .. جثوت على ركبتي ودسست يدي تحت المكتبة.. آه..
    -"تبًا".
    شعرت بها تلامس أطراف يدي وتبتعد بدفعي لها..!! خفضت رأسي لأرى حيث صارت الآن .. ألازالت قيد المنال؟! ربما.. لأجرب ثانية.. دسست يدي مجدَّدًا وحاولت هذه المرة بحذر.. أين هي؟!.. تعالي..!! تعالي.. آه ها هي .. قليلاً .. أنَّت يدي مع ضيق المكان إلا أني دفعت بها أكثر .. وما أن لامست وسطاها القصاصة.. لم أشعر إلا بركبتي تنزلق فجأة وتندفع ساقي للخلف لتصطدم بكومة الكتب .. التي اهتزت قليلاً قبل أن تقرر السقوط بقوة ..
    ******************** ********************
    التعديل الأخير تم بواسطة MaJiD ; 16-12-2008 الساعة 08:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...