يا ربي لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهك وعظيمِ سُلطانِك..
الحمد لله تم الإنتهاء من تنسيق هذا الموضوع أخيرًا..
وجزاكِ الله خيرًا لؤلؤة على تصميمكِ للفواصل الرائعة..
وجعل عملكِ في موازين حسناتكِ..
.
.
هذا الموضوع يضم أفعالًا خاطئة شائعة بين الناس..
ما هو هذا الخطأ؟
والرد عليه بالفتوى..
وبانتظار المزيد من إضافاتكم..
... عدم تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة ...
السؤال :
هل يلزم تحريك الشفتين في الصلاة والأذكار والقراءة؟ أم يكفي أن يقرأ بدون تحريك الشفتين؟
الجواب :
لابد من تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة وكذلك في قراءة الاذكار الواجبة كالتكبير والتسبيح والتحميد والتشهد ,
لأنه لا يسمى قولا الا ما كان منطوقا به ،،
ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان , ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
باضطراب لحيته أي بتحركها ،،
ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يسمع نفسه أو يكفي أن ينطق بالحروف ؟
فمنهم من قال : لابد ان يسمع نفسه , أي لابد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه ،،
ومنهم من قال : يكفي إذا أظهر الحروف وهذا هو الصحيح ..
...............
فتوى الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – ..
قال – رحمه الله تعالى – في " الشرح الممتع " :
قوله : «وغيره نفسه» . أي: ويُسمِعُ غيره، أي: غيرُ الإِمام ، ومن غير الإمام ؟ المأموم ، والمنفرد ..
يُسمعُ نفسَه، يعني: يتكلَّم وينطق بحيث يُسمعُ نفسَه، فإن أبان الحروفَ بدون أن يُسمعَ نفسَه لم تصحَّ قراءته،
بل ولم يصحَّ تكبيره ،،
ولو كبَّر وقال: «الله أكبر» ،، ولكن على وجه لا يُسمعُ نفسَه لم تنعقد صلاتُه ؛؛ لأن التكبير لم يصحَّ ،،
ولكن يُشترط لوجوب إسماعِ نفسِه أن لا يكون هناك مانع مِن الإسماعِ، فإن كان هناك مانع؛ سقط وجوبُ الإسماع؛
لوجود المانع ،،
فلو كان يُصلِّي وحولَه أصواتٌ مرتفعة، فهذا لا يمكن أن يُسمعَ نفسَه إلا إذا رَفَعَ صوته كثيراً،
فنقول: يكفي أن تنِطقَ بحيث تُسمعُ نفسَك لولا المانع ..
ولكن سبق لنا أنه لا دليلَ على اشتراطِ إسماعِ النَّفْسِ ، وأنَّ الصحيح أنه متى أبان الحروفَ فإنه يصحُّ التكبيرُ والقراءةُ،
فكلُّ قولٍ فإنه لا يُشترط فيه إسماعُ النَّفْسِ ..
والغريب أنهم قالوا هنا - رحمهم الله - : يُشترط إسماعُ النَّفْسِ في التكبيرِ والقراءةِ، وقالوا فيما إذا قال الإِنسان لزوجته أنت طالق : تَطْلُقُ، وإن لم يُسمع نفسَه ! ،،
وكان مقتضى الأدلَّة أن تكون المعاملة بالأسهل في حقِّ الله، فكيف نعامله بحقِّ الله بالأشدِّ،
ونقول: لا بُدَّ أن تسمعَ نفسَك ؛
وفي حقِّ الآدمي - ولا سيما الطلاق الذي أصله مكروه – نقول : يقع الطلاق وإن لم تُسمعْ نفسَك ..
في الانصاف :
قَوْلُهُ: (وَبِالْقِرَاءَةِ بِقَدْرِ مَا يُسْمِعُ نَفْسَهُ) يَعْنِي أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمُصَلِّي أَنْ يَجْهَرَ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ السِّرِّ
وَفِي التَّكْبِيرِ وَمَا فِي مَعْنَاهُ بِقَدْرِ مَا يُسْمِعُ نَفْسَهُ، وَهَذَا الْمَذْهَبُ وَعَلَيْهِ الْأَصْحَابُ..
وَقَطَعَ بِهِ أَكْثَرُهُمْ وَاخْتَارَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ الِاكْتِفَاءَ بِالْإِتْيَانِ بِالْحُرُوفِ ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْهَا،
وَذَكَرَهُ وَجْهًا فِي الْمَذْهَبِ قُلْت : وَالنَّفْسُ تَمِيلُ إلَيْهِ ،،
وَاعْتَبَرَ بَعْضُ الْأَصْحَابِ سَمَاعَ مَنْ بِقُرْبِهِ قَالَ فِي الْفُرُوعِ : وَيُتَوَجَّهُ مِثْلُهُ فِي كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنُّطْقِ كَطَلَاقٍ وَغَيْرِهِ..
قُلْت : وَهُوَ الصَّوَابُ .
تَنْبِيهٌ : مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ " بِقَدْرِ مَا يُسْمِعُ نَفْسَهُ " إنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَانِعٌ ، كَطَرَشٍ أَوْ أَصْوَاتٍ يَسْمَعُهَا تَمْنَعُهُ مِنْ سَمَاعِ نَفْسِهِ
فَإِنْ كَانَ ثَمَّ مَانِعٌ أَتَى بِهِ، بِحَيْثُ يَحْصُلُ السَّمَاعُ مَعَ عَدَمِ الْمُعَارِضِ ..
.. إضافة ..
قال ابن مالك : كلامنا لفظ مفيد كاستقم ..... واسم وفعل ثم حرف الكلم ..
ولو قلنا إن الكلام من غير تحريك الشفتين يصح في القراءة والأذكار.... لبطلت صلاة كثير من الناس !!!!
كيـــــــــف ؟؟؟
العلماء مجمعون على أن الشخص إذا تكلم في صلاته بكلام أجنبي متعمدا لغير مصلحة الصلاة بطلت صلاته .
فإذا اعتبرنا الكلام النفسي كلاماً حقيقة ،،
لَبَطُلت صلاة أكثر الناس إذ لا يوجد أحد إلا ويكلم نفسه ويسهو ويذهب ويرجع ..وكل هذا أثناء الصلاة ولا يكاد يسلم أحد ..
والله أعلم ..
... قول أحدهم: هذا مسيحي ...
الأفضل قول نصراني ..
لماذا؟؟
لأن القرآن سماهم نصارى ..
الأمر الآخر أن كلمة مسيحي نسبة إلى المسيح عيسى عليه السلام ..
إذاً من اتبع عيسى عليه السلام وآمن به يطلق عليه مسيحي ..
وهذه النسبة غير صحيحة في الواقع ، لأنهم لو كانوا أتباع المسيح حقاً لآمنوا أنه عبد الله ورسوله ،
ولآمنوا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ، كما بشرهم بذلك المسيح نفسه ، وأمرهم بالإيمان به ،
قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ
مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6 .
فتبين بذلك أنهم ليسوا اتباعاً للمسيح عليه السلام حقيقةً ..
..........................
السؤال :
شاع منذ زمن استخدام كلمة مسيحي، فهل الصحيح أن يقال : مسيحي أو نصراني ؟الجواب :
معنى مسيحي:
نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنهم يُنتسبون إليه، وهو بريء منهم وقد كذبوا؛
فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله، ولكن قال : عبد الله ورسوله..
فالأولى أن يقال لهم : " نصارى " ، كما سماهم الله سبحانه وتعالى ،
قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) البقرة/ 113" ..
و سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة " مسيحية " حتى إنهم لا يميزون بين كلمتَي " نصراني "،
و " مسيحي " ، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى : مسيحيين ،
فبدل أن يقولوا : هذا " نصراني " ، يقولون : هذا " مسيحي " ، فنرجو التوضيح لكلمة " المسيحية " هذه ،
وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم ؟؟
فأجاب :
الذي نرى أن نسمي النصارى بـ " النصارى " ، كما سماهم الله عز وجل ،
وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين ، كانوا يسمونهم : " اليهود والنصارى "..
لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين؛
ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ ،
وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليهوسلم بريء منهم ،
وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) المائدة/ 116..
سيقول :
( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ
إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ...)
المائدة/ 116، 117 ، إلى آخر الآية .
سيقول :
هذا في جانب التوحيد، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول: يا رب إني قلت لهم: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) ..
الصف/ 6 ..
فهو مقرر للرسالات قَبْلَه،وللرسالة بَعْدَه عليه الصلاة والسلام، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ ولكن أمته كفَرَت ببشارته،وكفَرَت بما أتى به من التوحيد،
فقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) المائدة/ 73، وقالوا: ( الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ) التوبة/ 30،
وقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 17 ،
نسأل الله العافية..
الحاصل : أني أقول : إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم ، ومما هم عليه من الدين اليوم ،
وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ ليكونوا عباداً لله ،
قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران/ 64"
انتهى .
والله أعلم..
... قول: إن شاء الله في الدعاء وهو ما يسمى إستثناء ...
وحكمه: أنه لا يجوز ..
لأن عليه عزم المسألة ..
..................
السؤال :
ما حكم قول الإنسان في دعائه: "إن شاء الله"؟
الجواب :
لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول: "إن شاء الله" في دعائه، بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة،
فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له، وقد قال سبحانه وتعالى: {ادعوني أستجب لكم}، فوعد بالاستجابة،
وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال: "إن شاء الله" لأن الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته،
أو بأن يرد عنه شراً، أو يدخرها له يوم القيامة،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت،
اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له".
فإن قال قائل: ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: للمريض: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
فنقول: بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء، وإنما هو من باب الخبر والرجاء وليس دعاءً،
فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء، والله أعلم.
... فتوى الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ...
السؤال :
ما حكم القول: (في الجنة نلتقي إن شاء الله) جزاكم الله خيراً؟
الجواب :
هذا القول طيب ولا بأس به. نسأل الله أن يجمعنا بإخواننا في الجنة وأن نلتقي في الجنة،
لكن لا يقول: إن شاء الله، فلا يستثني،
بل يقول: نسأل الله أن نلتقي في الجنة بفضله، الله يجمعنا في الجنة، فلا يقول: إن شاء الله،
ولا يستثني في الدعاء.
.........
.. فتوى الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله ..
.. فتاوى الشيخين عبد الرحمن السحيم و الشيخ عبد الرحمن البراك ..
... قـــــــــــــــول: لا سمـــــــــــــــح الله ...
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ما رأيكم في هذه العبارة "لا سمــــــــــــــــــــــــــــــــح الله"؟
الجواب :
فأجاب قائلًا: أكره أن يقول القائل: لا سمح الله؛
لأن قوله: "لا سمح الله" ربما توهم أن أحدًا يجبر الله على شيء فيقول: "لا سمح الله"..
والله - عز وجل - كما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، (لا مكره له).
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يقول أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت،
ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له، ولا يتعاظمه شيء أعطاه)..
والأولى أن يقول: لا قدر الله بدلًا من قوله: لا سمح الله لأنه أبعد عن توهم مالا يجوز في حق الله تعالى..
...كتابة لفظ الجلاله "الله" وبجانبها لفظ "محمد صلى الله عليه وسلم"...
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ محمد بين صالح العثيمين:
كثيرًا ما نرى على الجدران كتابة لفظ الجلالة "الله"، وبجانبها لفظة محمد، صلى الله عليه وسلم،
أو نجد ذلك على الرقاع، أو على الكتب، أو على بعض المصاحف، فهل موضعها هذا صحيح؟.
الجواب :
فأجاب قائلًا: موضعها ليس بصحيح لأن هذا يجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، ندًا لله مساويًا له،
ولو أن أحدًا رأى هذه الكتابة وهو لا يدري من المسمى بهما لأيقن يقينًا أنهما متساويان متماثلان،
فيجب إزالة اسم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويبقى النظر في كتابة: "الله" وحدها، فإنها كلمة يقولها الصوفية،
ويجعلونها بدلًا عن الذكر، يقولون: "الله الله الله"،
وعلى هذا فتلغى أيضًا، فلا يكتب "الله"، ولا "محمد" على الجدران، ولا في الرقاع ولا في غيره.
...حكم كتابة: (ص) و (صلعم) ...
السؤال:
هل يجوز كتابة (ص) أو (صلعم) إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، بدلاً من كتابتها كاملة؟
الجواب :
المشروع هو أن نكتب جملة "صلى الله عليه وسلم"، ولا ينبغي الإكتفاء باختصاراتها، مثل "صلعم" أو "ص" ..
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد،
ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره،
وفي مواضع أخرى؛
فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك..
والمشروع أن تُكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها،
ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة ( ص ) أو ( صلعم )،
وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين،
لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسْليماً )
الأحزاب/56 ...
مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله عليه وسلم ) كاملة..
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه..
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه،
" في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده "
قال ما نصه، التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره،
ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته،
ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما..
وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية،
ولا يقتصر فيه على ما في الأصل..
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك،
إلى أن قال : ( ثم ليتجنب في إثباتها نقصين :..
أحدهما : أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك ،
والثاني : أن يكتبها منقوصةً معنىً بألا يكتب ( وسلم ) .
وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث،
وكنت أكتب عند ذكر النبي ( صلى الله عليه ) ولا أكتب ( وسلم )،
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة عليَّ ؟
قال : فما كتبت بعد ذلك ( صلى الله عليه ) إلا كتبت ( وسلم ) ...
إلى أن قال ابن الصلاح : قلت : ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله أعلم .
انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً .
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي "
ما نصه : ( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها )،
أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة -
كما يفعله ( الكتاني ) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة ،
فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم ) أو ( صلعم )
فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى.
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " :
( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره
لقوله تعالى : ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبهما بكمالها )
انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا .
.........
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه ،
إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
.. إضافة ..
كلمة صلعم إختصار لـ صلى الله عليه وسلم هى فى الأصل كلمة صلم،
وتعنى وثن عند العرب الوثنيين راجع ج2 ص 687 كتاب المفصل لجواد علي..
...حكم قول: فــــــــلان شهيـــــــــــد ...
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
عن حكم قول: فلان شهيد؟
الجواب :
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف..
مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد،
ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك،
فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ونعني بقولنا :ـ جائز ـ أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقًا لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين..
مثل أن تقول لشخص بعينه : إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم،
أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك..
وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله: "باب لا يقال: فلان شهيد" قال في الفتح 90/6 :
"أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي، وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خَطب فقال:
تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدًا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته،
ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات في سبيل الله أو قُتل فهو شهيد..
وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما،
من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" ا.هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيدًا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا
وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى ذلك:
(مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله).
وقال: (والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة
وكلمه يثعب دمًا اللون لون الدم، والريح ريح المسك).
ملاحظة: ـ يكلم: يعني يجرح ـ
رواهما البخاري من حديث أبي هريرة،
ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين،
ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء، فإذا كان مقتولًا في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه
من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة،
فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، بالوصف أو بالشخص،
وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه،
وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ.
وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق،
لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه سبحانه وتعالى..
...حكم قول: دُفـــــِـنَ في مثواه الأخيـــــــــــر ...
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ما حكم قولهم : "دُفن في مثواه الأخير"؟
الجواب :
فأجاب قائلًا:
قول القائل : "دفن في مثواه الأخير" حرام ولا يجوز؛
لأنك إذا قلت: في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث،
ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شي، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم،
أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر وقد سمع أعرابي رجلًا يقرأ قوله تعالى : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 1: 2]
فقال: (والله ما الزائر بمقيم) لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح..
لهذا يجب تجنب هذه العبارة فلا يقال عن القبر: إنه المثوى الأخير؛
لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة.
... عدم غسل الكفين أثناء الوضوء ...
بعد الإنتهاء من المضمضة والإستنشاق وغسل الوجه،
يبدأ بغسل ذراعيه من مفصل الرسغ إلى المرفق دون غسل الكفين، بحجة أنه غسل الكفين أول الوضوء،
وهذا خاطئ لأن غسل الكفين أول الوضوء مستحب أما الغسل الثاني فرض..
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ ابن جبيرين رحمه الله تعالى:
ما حكم من يغسل يده من الرسغ إلى المرفق، دون غسل الكف،
مكتفيا بغسلها أول الوضوء ، وهل يلزمه إعادة الوضوء ؟
الجواب :
فأجاب رحمه الله: " لا يجوز في الوضوء الإقتصار على غسل الذراع فقط دون الكف،
بل متى ما فرغ من غسل الوجه بدأ بغسل اليدين ، فيغسل كل يد من رؤوس الأصابع إلى المرافق ،
ولو كان قد غسل الكفين قبل الوجه ، فإن غسلهما الأول سنة، وبعد الوجه فرض،
فمن اقتصر في غسل اليدين من الرسغ إلى المرفق فما أكمل الفرض المطلوب،
فعليه إعادة الوضوء بعد التمام ، أو عليه غسل ما تركه إن كان قريبا ، فيغسل الكفين وما بعدهما "
انتهى من "اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين" ص 77..
... حكم قول: لكَـــ خالص شكري ...
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
ما رأيك بقول الشخص للآخر لك خالص شكري ؟
الجواب:
هذا نبهنا عليه مرارا أنّ الشكر عبادة؛
الشكر عبادة لله جل وعلا ، أمر الله بها " أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك َ" [لقمان:14]،
" وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ " [البقرة:152]،
ولما أمر الله جل وعلا به فهو عبادة عظيمة من العبادات التي يتقرب إلى الله جل وعلا بها ،والعبادات من الدين، والدين الخالص لله جل وعلا، " أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ " [الزمر:3]،
فلا يجوز أن يقال لأحد: لك خالص شكري، لأن خالص الشكر لله سبحانه وتعالى،
أو: لك خالص تحياتي، أو : خالص تقديري، هذه كلها لله جل وعلا ، خالص التحيات..
وخالص التقدير والقدر والتعظيم ، وخالص الرجاء ، ومثل ما يقول وفيك خالص رجائي،
الرجاء والشكر، ومثل هذه الأشياء هي عبادة وخالصها لله جل وعلا .
فلا يجوز أن يقول القائل مثل ما هو شائع في كثير من الرسائل والمؤلفات وتقبل خالص شكري وتقدري؛
لأن هذا إنما هو لله جل وعلا ..
فالشكر الخالص لله، يقال للبشر ولك عظيم شكري ، أو يقال له مع عظيم شكري لك،
مع جزيل شكري، ونحو ذلك، نعم يشكر البشر على ما يقومون به من أنواع الخير، وذلك
لقول النبي صلى الله عليه وسلم « لا يشكر الله من لا يشكر الناس »،
فالذي لا يشكر الناس لا يشكر الله جل وعلا .
نُقِلَ مِن موضوع الأخت ღ ريـ م ـي ღ
ملاحظة: سيتم وضع كلمة جديد بجانب الإضافة الجديدة...
وبانتظار إضافاتكم..^^
المفضلات