بسم الله الرحمن الرحيم
منذ الصف الأول وحتى الآن وصديقتي معي في كل مراحلي الدراسية، لم تفارقني أبداً،
إنها نعم الصديقة التي تتمناها أي فتاة. مضت السنون و أنا الآن في الصف الثاني عشر الذي
أعتبره بمثابة بدايةَ للتخطيط لمستقبلي الزاهر.
أنا في الصف الثاني عشر وصديقتي لا تزال معي، حقاً أنا محظوظة بهذه الفتاة إنها كالأخت
بالنسبة لي غير أننا لا نعيش في نفس البيتــــ ووالدينا مختلفينـــــ.
طلبت مني في يومٍ من الأيام أن أعطيها صورتي لتحتفظ بها كذكرى بعد تخرجنا من الثانوية وقد
هززت رأسي موافقة على الفور فهي صديقتي الحميمة التي أثقـــــ بهـــــا.
حقاً كم أنت غبية وساذجة، صديقتي التي أثق بها، هل عشت معها في نفس البيت ورأيتها
على حقيقتها لتثقي بها كل هذه الثقة العمياء، هل غصت في أعماق قلبها ورأيتها على
حقيقتهـــا،
أنت معها منذ عقدٍ كاملٍ وأكثر وتعرفينها على أنها الفتاة الخلوقة الصادقة ولكنــــــ،
ما أدراك بأن هذا كله ليس إلا قناع تضعه لتخفي عيوبها عن الآخرين وتكسب صديقاتن ثم
تدمرهن وهن لا يزلن في بداية طريقهنــــــ،
ولنقل بأنها كما قلت عنها مالذي يدريك بأنها لن تتغير مع الزمن وتتحول إلى وحشٍ بهيئة إنسان
فالزمن قادرَ على أن يغير ما في النفوس بلحظةٍ واحدة من الأسوأ إلى الأحسن أوحتى من
الأحسن إلى الأسوأ، ألست خائفة من أن تري هذه الصورة منتشرة على صفحات الإنترنت أو
ربما في أيدي الشبانــــ،
ألست خائفة من أن يدمر مستقبلك بسبب هذا الشيء الذي يدعى (صورة) لما لم تفكري
بعقلك قبل أن تفكري بعاطفتكــــ،
أووه نسيت بأننا (ناقصات عقل)، لكن هذا لا يعني بأننا أغبياءَ وسذج ولا نفكر بعقولنا، إن الله
منحنا هذا العقل لنفكر به قبل القيام بأي شيء، فلا تطبقي مقولة ( العقل زينة) على سائر
الأمور.
لا بد وأن الندم سيتخلخل إلى نفسك بعد تلك الغلطة الفادحة، إن الندم أصعب شعورٍ قد يمر به
الإنسان وكم هو غريبَ هذا الإنسان أيجب أن يشعر بالندم حتى يشعر بفداحة عمله، حقاً أمره عجيبــــــ .
تبقى كلمةَ أخيرة علي ذكرها، إن طلبتاحدى صديقاتك صورتك، لا تقولي صديقتي الحميمة أثق
بها، بل قولي لها ,,,صديقتي الحميمة، أثق بكــــ لكنني لا أثق بالزمنـــــ ,,,.
ما دفعني لكتابة ذلك، هو رؤية الكثير من الفتيات اللذين يحتفظون بصور صديقاتهم في
حاسوبهم أو هواتفهم، لذلكـــــــــــ .
كانت تلك بضع جملٍ اخنزنها قلبي لكمــــ، فنثرها قلمي لتكون لكمــــ..
في حفظ المولى
المفضلات