بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعضاء هذا المنتدى الطيب
كل عام و أنتم إلى الله أقرب ، و كل عام و أنتم بخير
هذا موضوع كتبته في المنتدى قبل أن يتعطل ، و أحببت أن أكتبه من جديد !
الابتسامة و ما أدراك ما الابتسامة ؟ كلمة وهي قاموس ، سهولة و لكن ممتنعة عن كثير من الناس
يقول الشاعر :
إذا كان الكريم عبوس وجه * * * فما أحلى البشاشة في البخيل
فهكذا نرى منزلة الوجه البشوش المبتسم ، و كيف أنها رفعت من قدر البخيل رغم بخله على الكريم المنفق بماله
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( تبسمك في وجه أخيك صدقة ))
بعد هذه المقدمة البسيطة عن الابتسامة و منزلتها دينيا و دنيويا ، أرى أنه أصبح لزاما علينا أن نتساءل ، هل نحن نبتسم ؟ أم أن وجوهنا كالحة مكفهرة
أعجبني ذلك المثل الأمريكي القائل " العالم آلة تصوير . ابتسم من فضلك "
‘ إن الابتسامة مفتاحك إلى قلوب الآخرين . و كما يقول الشاعر :
و ما اكتسب المحامد طالبوها * * * بمثل البشر و الوجه الطليق
قد يتساءل البعض : متى أبتسم ؟ أقول : ابتسم دوما و في كل الأحوال ، حال الرخاء و حال الشدة ، عند الفرج و عند الضيق
قد يظنني البعض مبالغا إن قلت ابتسم عند الشدة و الضيق ، أقول : اقرأوا معي هذه السطور للكاتب المعروف ( إبراهيم المازني )
" و ليس الابتسام سهلا في هذه الحالات ، فإنه مغالبة للنفس ، و مغالبتها تتطلب جهدا عطيما ، و لكن الثمرة تستحق العناء ، و المثوبة على قدر المشقة
و أول ما يجب على المرء أن يتغلب عليه ، هو الاستحياء من أن يبتسم في موقف حزن أو كرب شديد ، مخافة أن يقول الناس أنه يسرف التكلف
و ما من شك في أنه لا يتأتَّى في أول الأمر إلا بتكلف شديد ، و لكنه لا يلبث بعد أن نجح في تكلفه ، أن يصبح طبيعيا ، لأن مجرد الابتسام يفجر ينابيع
البِشْرِ في النفس ، فتفيـــض !" ( ا.هـ)
إنها سطور من ذهب ، تفيض رجاحة و حكمة ، و تصيب كبد الحقيقة ، إذا فلنبتسم دومًا
حتى عند أحلك الظروف !
المفضلات