بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع أضعه على عجالة دون تحضير مسبق لذا أرجو عدم المؤاخذة خصوصا في الأخطاء الكتابية ^^"
عنوان غريب اليس كذلك؟
فكرت في هذا الموضوع بسبب بعض ما قرأته وبعض ردات أفعال الأعضاء تجاه الأخبار الأخيرة المؤلمة التي حدثت في المنتدى
كأني بنظرات بعض الأعضاء تقول لي ولغيري:
ماذا فعلنا لكم لتقطعوا قلوبنا هكذا بمثل هذه الأخبار؟
أوقفوا هذه المواضيع التي لا فائدة ترجى منها غير تقطيع القلوب والتسبب في الألم
من يرحل فلتدعوه يرحل بهدوء، فقط اتركونا نعيش بسلام
حسنا أخي وأختي لم لا نناقش الأمر معا بروية؟
أولا لو رحل/ت صديق/ة غال/ية على قلبك ولم تعرف/ي انه/ا رحل/ت ثم عرفت ذلك بعد فترة طويلة قدرا فستكون الصدمة أكبر، وسوف تتهم/ين نفسك بالتقصير تجاه ذلك/تلك الأخ/ت على انك لم تعلم/ي هذا الأمر ولم تقم/تقومي بالدعاء له/ا وما شابه ذلك
تذكروا ان اول منازل الاخرة هي القبر وأن بداية القبر تكون بسؤال الملكين ولو لم نعرف عن موت شخص في نفس لحظة موته فلن ندعوا له بالثبات عند سؤال الملكين له والذي ان نجا منه أفلح بإذن الله تعالى
ما يدريك أيها القارئ أن دعاءك ربما سيكون هو ما ينجي هذا العبد من العذاب برحمة من الله تعالى؟
أيضا ألا يرضيك ان يدع لك العديدون بالثبات لو كنت في نفس الموضع؟
نحن ندعوا لبعضنا في كل وقت هذا صحيح لكنها عادة ما تكون دعوات عامة، لكن ألست الان بعد سماعك بخبر فلان أو فلانة تخصهم بدعاءك؟
أليس في هذا خير لهم، بل وخير لك أيضا وثواب عظيم يكتب في صحيفتك جراء دعائك لأخيك المسلم؟
نحن نعلم انه "كما تدين تدان" والقاعدة تطبق في الخير والشر فلو حرصنا على نفع اخواننا من بعدنا بالدعاء والتصدق عنهم بالصدقات الجارية وما شابه ذلك فوالله الذي لا اله غيره لنجدن مردود ذلك علينا نحن أيضا
أيضا لو عرفنا عن موت فلان من الناس رغم عدم توقعنا لذلك فهذا الأمر يجعلنا ننتبه ونتعظ ونفيق من الغفلة التي نحن فيها جميعا إلا من رحم ربي، ويجعلنا هذا الأمر للدنيا زاهدين وعلى الأخرة مقبلين وإلى الله راجعين وعن المعاصي تائبين
هذا الأمر يجعلنا نذكر الموت الذي كثيرا ما نغفل عنه فنحمد الله تعالى على أن أحيانا الى هذه اللحظة كي نتوب إليه وأنه لم يجعلنا عبرة لغيرنا بل جعل غيرنا عبرة لنا لنتعظ ونتوب
ثم إن فقداننا لمن أحببناهم يجعل الإنسان منا يتفكر في الناس الذين قصرنا في حقهم كإخواننا في فلسطين والعراق وكيف أنهم يفقدون اولادهم وإخوانهم وآبائهم وأمهاتهم في غارات غادرة وحروب ظالمة ونحن في غفلة عما يشعرون به إلا قليلا ثم إننا ننسى ما يشعرون به من الم وحزن على أحبابهم الذين فقدوهم مع مرور الوقت
اذن أليس الخير القادم من معرفتنا لمثل هذه الأخبار رغم انها تكون مؤلمة هو خير كبير أكبر من أن نحاول تجنب معرفتها؟
هل يظن اي شخص انه في حالة اجتنابه لمجتمع ما هربا من الأخبار السيئة أو المصائب التي ترده انه في معزل ومأمن من أن تصيبه أي مصيبه؟
لا والله هذا لن يحدث قط، فالدنيا ما جعلت إلا للإبتلاء ولو ظن الإنسان انه يستطيع هجر هذه الإبتلاءات والإبتعاد عنها بهجرانه مجتمع كثرت فيه المصائب فهو مخطئ
نعم نحن نتألم ونحزن على أحبابنا واخواننا وربما نتصرف تصرفات طائشة حين يبلغنا الخبر فنقرر ترك قسم من أقسام المنتدى بحجة ان هذا القسم لا يخرج منه إلا الأخبار السيئة والتي لا نستطيع احتمالها وأعلم يقينا انني أحد هؤلاء الذي فكروا مرة من المرات في ترك المنتدى تجنبا لمثل هذه الأخبار، لكن الأمر يكون امنية قلبية فقط تنبعث من القلب لحظة تألمه جراء الصدمة حين معرفة الخبر، طاغية بذلك على التفكير المنطقي والسليم ومقدمة للعواطف على نداء العقل الواهن في تلك اللحظات
انا لا أتحدث عن ترك المنتدى وما شابه فكلنا لابد يوما تاركوه، إنما تحدثت عن دافع الترك هذا، فلو كان الدافع هو للهروب من مثل تلك المواضيع المحزنة فهو أمر غير منطقي وهو الأمر نفسه الذي كتبت بسببه هذا الموضوع اليوم
ربما يفكر أحدهم فيقول طرق الخير كثيرة فلم لا نتجنب هذا الطريق ونسلك الطرق الأخرى فأقول له:
إن من أهم صفات المؤمن الحق هو التوفيق بين الخوف والرجاء وكثير من المسلمين اليوم يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف، فلو تحدث شخص ما عن الموت تجد الناس مدبرة عنه وتقول له لم هذا التخويف والتيئيس من رحمة الله تعالى
الأمر ليس تيئيسا قط بل هو للإنتباه، سأسألكم سؤالا خاصة لمن له أخ صغير او ابن صغير يربيه: ماهو الدافع الذي تقوم بعمله لابنك او اخاك هذا لتحفيزه على الدراسة مثلا؟
تقوم أولا بمحاولة إقناعه، ثم تشجيعه، فإذا لم ينفع الأمر، ألست تقوم مباشرة بالإنتقال الى جانب التخويف؟
تقول مثلا: بني، لو لم تذهب للمدرسة فسيسبقك أخوك وينتهي قبلك من الدراسة، سيظل يلعب وانت تدرس لأنك لم تجتهد مثله، سيعايرك الناس فيقولون فلان رسب، سيهدي الأقارب أخاك العديد من الهدايا احتفالا بانتهائه من دراسته وأنت سينظرون إليك باحتقار، سيقولون عنك جاهل .... وهكذا من الأمور
حسنا لِمَ لَمْ نقل لا يجب علينا التخويف بل يجب علينا مواصلة المحاولة بترغيبه في الجوائز فقط دوون تخويف؟
لأن جانب الترغيب لم ينفع لذا وجب الإنتقال للجانب الاخر
هذا هو ما يحدث هنا، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالموت واعظا" فالناس في غفلة حتى إذا ماتوا انتبهوا
اذن لم نرفض سماع موعظة ساقها الله تعالى الينا لتكون لنا عبرة فنتعظ ونرجع حتى اذا ما حلت آجالنا واجهناها بقلوب ثابتة معمورة بالإيمان واثقة من رحمة الله تعالى ولسان حالنا يقول: اللهم انك تعلم ان هذا أقصى ما نستطيع تقديمه فاغفر لنا وارحمنا فقد فعلنا أقصى ما نستطيع فعله
أليس ذلك أيضا أفضل من أن نكون ممن لسان حاله يقول: (لم انتبه ولم أتعظ فأنا كنت في غفلة عن الموت بسبب عدم عيشي لتلك اللحظات من قبل، رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)؟
اتمنى ان أكون قد وفقت في ايصال هذا الأمر اليكم
واعتذر حقا عن الكلام غير المرتب وعن الإطالة أيضا
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وقبل أن اختم أذكركم إخواني وأخواتي الأفاضل بالمساهمة في نشر مواضيع من عُلم عنهم وفاتهم ممن كانوا معنا في المنتدى او اقاربهم الذين شاركوا في كتابة وعمل مواضيع يُرجى منها ابتغاء الأجر والثواب علكم تجدون من يحرص على نفعكم بعد وفاتكم كما حرصتم على نفع اخوانكم، الأخ أحمد رحمه الله تعالى له موضوع رائع هو لمحة حول علوم الحديث ووالد الأخ (HISOKA) ساعد ابنه في رفع معظم مرئيات موضوع الشيخ أحمد ديدات والأخت سموسم رحمها الله تعالى لها عدة مواضيع منها موضوع رائع بعنوان برنامج لحياة المسلم والمسلمة لاستغلال مواسم الخير
ساهموا في نشر هذه المواضيع عبر المنتديات والإيميلات، ولو أن تضعوها في توقيعاتكم فقط، فمن يدري ربما يصل شخص ما اليها عن طريقك فيقرأها وينتفع بما فيها فيكون لك بذلك الخير الكبير والثواب العظيم من حيث لا تحتسب
في امان الله تعالى
المفضلات