أين أنتم يادعاة حرية المرأة ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------
● قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : توفي خالي عثمان بن مظعون ، فأوصى إلى أخيه قدامة ، فزوجني بنت أخيه عثمان ودخل المغيرة بن شعبة على أم النت ،
فأرغبها في المال ورأي الجارية من رأي أمها، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل قدامة ، فقال : يارسول الله بنت أخي ،
ولم آلُ أختار لها ، فقال : ( ألحقها بهواها ، فإنها أحقُّ بنفسها ، فانتزعها مني وزوجها المغيرة بن شعبة ) .
● يروي ابن الأثير الجزري في أسد الغابة عن الخنساء بنت خدام ين خالد الأنصاريةأنها أخبرت عن نفسها أنها أيمت من رجل فلما انتهت عدتها ،
زوجها أبوها من رجل من بني عمرو بن عوف ، وأنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبدالمنذروهي تميل إليه فأرتفع شأنها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمر أباها أن يحلقها بهواها فتزوجت أبا لبابة .
----
هذا دين الإسلام ، دين الحرية الراشدة ، ورعاية الحقوق بما يصمن للناس رجالاً ونساءً حياةً حرةً كريمة ، نماذج مضيئة في ديننا الحنيف يتعامي عنها
فريقين من المسلمين :
الفريق الأول :-يتناساها أمام هواه وعاداته وتقاليده ، ومصالحه الشخصية ، فينفذ مايراه بعيداً عن معايير الشرع الحكيم العادل ومن هذا الفريق أولئك الأولياء
الذين يعضلون النساء ، ويحبرونهن على مالا ترضة به نفوسهن ، ويمنعونهنّ حقوقهن المعنويه والمادية ويقدمون تقاليد أقوامهم البالية
على تعاليم الإسلام السامية . وهؤلاء يرتكبون خطـأ مركباً من ظلمهم لأنفسهم وللنساء اللاتي تحت ولايتهم ، ومن إساءتهم إلى دينهم بإعطاء أعدائه ذريعة
لمحاربته ، واتهامه لعدم رعاية حقوق المرأة كما نرى ونسمع في هذا العصر ، وهذا الفريق يحتاج إلأى النصيحة وإلى مواجهة اجتماعية قوية من
أهل العلم والعقل والبصيرة .
الفريق الثاني :-يتناساها أمام انخداعه بدعاوى تحرير المرأة عند الغرب ، وتلك الدّعاوى الباطلة التي خدعت المرأة عن حريتها الحقيقية ، وألقت بها في خضم الحياة
المادية القاتلة التي جعلتها سلعةً تباع وتسترى وعلى رأسها لافته "تحرير المرأة ، وحقوق المرأة"وهذا الفريق من المسلمين يرتكب أخطاءً مضاعفة ، يظلمه لنفسه حيث أقحمها في لجة معصية ربه وبظلمه لمجتمعه وأمته بالسعي الدائب
تحت شعارات "حرية المرأة " إلى تحطيم القيم الإسلامية والحياء والعفة والترابط الأسري .
-----
( إن الاسلام هو الدين الحق الذي يرعى حقوق الإنسان رجلاً أو امرأةً
رعاية كامله ) .هذه حقيقة ثابتة لاتقبل النقض ، وإذا رأى المتابع خَلَلاً في تطبيق تعاليم هذا الدين العظيم ، فهو من البشر الذين لم يلتزموا بها ، وخالفوها إفراطاً وتفريطاً .
في الحديثين السابقين نرى عبارة "ألحقها بهواها" تتكرر ، لتؤكد لنا رعاية الإسلام لحقوق المرأة بعيداً عن المزايدات ودعايات الانتخابات
وكسب الأصوات . لو كانت المسألة مسألة "هوى النفس" و "محاباة الشخصيات" ، لحكم الرسول صلى الله عليه وسلم ببنت عثمان بن مظعون لآبن خالها
عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وأجبرها على ذلك لكون الفاروق من أهم الرجال المحيطين برسول الله عليه الصلاة والسلام ،
ولكون ابنه عبدالله من أبرز فقهاء وعبّاد الصحابة ، ولكن المسألة مسألة دين ، وشرع حكيم فيه المصلحة الحقيقية للناس جميعاً ،
وهاهو ذا عبدالله بن عمر يروي لنا الخبر السابق ويقول – بنفس راضية مطمئنة - : فانتزعها مني
وزوجها المغيرة بن شعبة .
---
يالها من عظمةٍ لدين الإسلام !!ألا يحق لآ أن نكرر بثقة عبارة "بشروا ولا تنفروا"
المرجع :
كتاب "بشروا ولاتنفروا" .
د/ عبدالرحمن العشماوي
المفضلات