تَأَلَّقَ ذَاتُ البيـاضِ بروحي
يَزِيدُ ائتِلاقاً ..
أزيدُ احتراقاً ..
و يزدادُ قُرْباً فتخبو جروحي
تَجَرَّدتُ من كلِّ أسبابِ قَهْرِي
و كَسْرِي
و أَسْرِي
و أَبْحَرتُ نحوَ البياضِ بِشِعْري
خُطَايَ تُسَابِقُ دَقَّاتِ قلبي
التي أفْلَتَتْ من بَقَايا شَجَنْ !
حنَانَيكَ لا طَعْمَ للكونِ كَلاّ ..
قَدْ استَبْشَعَ القَلْبُ نَبْضَ الحَياة
فَما راقَهُ العَيش بالأمنياتِ
و قَد ْكُنْتُ ظِلَّكَ
هاقدْ رَحَلْتَ ...
أَ أُكْمِلُ عُمري معَ النّاسِ ظِلاّ ؟!
و كَيفَ سَنُبْقِي على ظِلِّ شيءٍ
إنِ الشّيء يا أقربَ الخَلْقِ وَلَّى ؟!
حنَانَيكَ كَـلاّ ..
حنَانَيكَ كَـلاّ ..
حَنانيكَ يا والِدي ضاقَ صدري
و قَد شاطرتني الفَواجِعُ عمري
تَفَانَى الأنينُ بمَلءِ دروبي
سراباً
عذاباً
أكنتُ سأقوَى ؟
أمِ الفَقدُ أقوى ؟
و قد كنت َتَدري بما لستُ أدري
فأوصيتَ عينايَ ألاّ تذوبي
و إن طالَ يا أقرب الخلقِ هَجري !
أُطِلُّ على الأمسِ
من شُرفَةِ اليومِ
تَهتِفُ نفسـي ..
أيا قادِماً من بقيّةِ أمسي
ليُلقِي على مُقلَتيَّ سلاما
أكنتَ مُجَرّد طيفٍ يلوحُ
لعينِ الصّغيرةِ عطفاً و يمضي ؟
ألا فابقَ حتّى و إن كنتَ طيفاً
فإن عَزَّ كُلّي قنعتُ ببعضي !
حنانيكَ لازلتُ رغمَ أنيني ..
ورغمَ حنيني ..
و رغم الشّرودِ الذي يعتريني
على العَهدِ أملاُ كلّ فَراغٍ
يَشِبُّ على راحَةِ الفَقدِ صبرا !
حنَانَيكَ لا تَمْضِ ..
لا تَتْرُكِ النّبْضَ تُرثِيكَ يا مَنبَعَ الحُبِّ عُمْرا
و تَبْكِيكَ دَهْرا ..
و تشتاقُ تَشْتَاقُ تَشْتَاقُ جَهْرا
أيُعْقَلُ أنّ الحَنَانَ الذي فاضَ من مُقلَتَيكَ تلاشى !
و أنَّ الذي فاتَ ماتَ
و أنّ المشَاعرَ تُصبِحُ ذكرى !
حنانيكَ و الذّكْرَياتُ رَمَتْنِي
بِسَهْمٍ من الشَّوقِ ما أخْطَأتني
فَتاقتْ لكَ النَّفسُ يا - قلب - توقَاً
و فاضتْ إليكَ المَدامِعُ شوقاً
فغادرتُ نَفْسي
و من قبلِ ذلكَ كانتْ شجوني
على إثْرِ ذِكْراكَ قدْ غادَرتني
فطِرْتُ إليكَ و قدْ خَفَّ حِمْلي
أرومُ أماناً
أرومُ حناناً
أرومُ الأيادي التي كمْ
بحلوايَ في يومِ عيدي أتَـتْنِي !
أتدري ؟!
عَجِبْتُ لِحلْوايَ تبقى
و تَفْنى الأيادي التي أسعَدَتْني !
حنانيكَ أسْمَعُ أصداءَ صوتِكَ ..
" يا كلّ دُنيايَ لاتجزعي
و طيبي بأقدارِ مولاكِ نَفْسَاً
و للهِ دونَ العِبادِ الْجَئي
.
.
أيا عينها ..
بعثِري العِقْدَ هيّا ..
ويا زَفرَةَ الرّوحِ فَلْتهدئي " !
-
دمتم كما تحبون ..!
المفضلات