السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..حين نكون بين تلك الجموع ..
لا مدخل ولا مخرج ..
ولا تناثر ..
لا رياح .. لا دقائق .. لا حبَّات مطر ..
إنها أنفُسنا تُحادثنا بالكثير ..
الكثير ..
لكنَّه .. دومًا ..
صادق ..
......................
نضحك مع أحاديثهم .. دون أن ندركها ..
نجيبُ تساؤلاتهم .. دون ان نعلمها ..
وتدورُ نظراتنا بينهم ..
حاضرين .. غائبين ..
يتعالى الضجيج فجأة .. وينخفض فجأة ..
ندور بمتاهات أفكارنا..
ندخل عوالمنا الخاصة ..
نبقى .. ما بين دخولٍ وعودة .. بين عالمين عبر بابٍ سريٍ .. بيدنا مفتاحه ..
لقفلٍ .. قد يفتح تلقائيًا .. وقد يُعيدنا رغمًا عنَّا .. حين نتنبه لموجاتٍ في آذاننا تطرقنا فجأة ..
" ما رأيك يا فلان؟" ..
قد يكون ذاك القفل متأرجحًا .. فنعود إليهم بلحظة ..
"هذه النظرية تحتاج .. "
لكم أتحدث بتلك الأمور .. وأُلقَّنُ الجديد عنها يوميًا .. لأتعايش معها .. وكأنَّـها أكاذيب اخترعناها .. وصدَّقناها ..
...........
وأحيانًا .. تكون الأقفال مغلقةً جيدًا .. فيأتي صوت النداء الذي يعيدنا .. لكنَّا نحتاج السؤال مجددًا ..
نتسائل عن أي صدق أكاذيب رغبوا منَّا إجابتها؟
قد يبسمون لحالنا ويثيرهم الفضول لمعرفة ما يشغلنا ...
وقد يرمقونا بنظرة رغبةٍ بالقتل، ظنًا منهم أننا سافرنا بملئ إرادتنا، وتجاهلناهم ..
نعتدلُ في جلستنا ونحاولُ تفادي ذاك الإحراج .. ونبدأ بفلسفاتنا التي حفظناها ..
وكأنَّا نتظاهر بأنَّا نفهم ..
وكلما ازدادت فلسفاتنا طلاسمًا .. كلما اعتقدونا أفضل .. فنُدرب ألسنتنا على أصعب المصطلحات نطقًا، حتى تكون فرصتنا أكبر..
...........
وأحيانٌ أخرى .. يكون القفل مهترئاً لدرجة أن العودة تكون مستحيلة ..
عندها ..
نتوه بعوالمنا تلك.. ورائحة الغبار تملأ جنبات المكان.. والشمس لم تظهر منذُ أمد .. ومزاريب التصريف لا تقدر على استيعاب بضع قطراتٍ أُخرى ..
وهناك ..
نبني قصورنا في المكان الذي نتخيَّره .. يحوي ردهاتٍ تشقَّقت جدرانه ..
على مشارف بحيرةٍ جفَّت .. وبجعاتٍ تركتها .. لغير عودة ..
وهناك ..
قد نبحث السبيل للعودة ..
وقد نرضخ لحكمنا الأبدي لها .. فرحين أن انتصرنا في عالمٍ نحنُ أسياده...
...........بلحظة .. نلتفت للوجود من حولنا ..
نجدُ تلك التي تُتمتم في أُذُن الأخرى ..
وأخرى واقفة تنتظر الدور ..
وآخرٌ رُبَّما يرمقنا بتلك النظرة ..
"هل قضت كل ذلك الوقت تكتب رسالةً لصديقتها لترُدَّ بموعد اجتماع الغد؟" ..
اجتماعُ الغدِ لأجل الحديث عن المزيد من الأكاذيب التي اخترعناها ..
رُبَّما ..
كان من الأفضل العودة لذلك العالم .. قبلَ أن نُـتَّهم بالجنون أو الاكتئاب ...
................
مجرد أحاديثُنا للنفسِ .. أم أنها أحاديثم؟
لا عليكم ..
لكننا
لن نُسر ولن نغفر .. إن وجدناها منقولة باسماء غيرنا ..
كونوا بخير ..
المفضلات