بدايتي المتواضعة في تأليف القصص
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم يا أعضاء منتدى مسوموس الكرام
إنشاء الله تكونون بخير
اليوم أحببت أن أضع لكم أول قصة من تأليفي بعد تردد كبير
و إنشاء الله تعجبكم
أبطال القصة جميعهم من الخلال
و أرجو منكم التفاعل والنقد للإفادة
أترككم مع القصة
في يوم من أيام الشتاء البارد النادر الوقوع عندنا خرجت أنا يوسف إلى شرفة غرفة حيث الهدوء المهيمن على المكان خصوصاً وأن الساعة نقارب منتصف الليل مستمتعاً بالهدوء و سكينة و مداعبة النسيم البرد لي و لم أكن لأحلم بأجمل من تلك اللحظات إلى أن استنكرت رؤية أحد أبناء جيراننا يدخل إلى المنزل المجاور لنا و هو منزلٌ مهجور مترهل بعض الشيء فاستغربت و شعرت بالحيرة قليلاً ثم ما لبثت بعض الوقت حتى نسيت أمره و ذهبت إلي سريري و حشوت نفسي به و غادرت إلى عالم الأحلام .
و حل صباح اليوم التالي و كان كأي صباح حتى سمعت حديث أمي الغالية مع جارتنا التي كان صوتها متوتراً و قلقاً فقد كانت تسأل أمي إن كانت قد رأت ابنها حمد الذي خرج منذ الليلة الماضية و لم يعد ألي المنزل بعد .
و مر اليوم كغيرة حتى المساء عندما سألتني أمي إن كنت قد قابلت حمد اليوم فأجبتها بلا و هذي أمر طبيعي فأنا شاب هادئ أميل إلى العزلة و الهدوء أكثر من الاختلاط مع الناس قليل الصداقات و الكلام إلى أبعد الحدود .
و لا كنني خلال مقابلاتي القليلة بحمد التي لا تتعدى السلام و دقائق قليلة من المجاملات و حديث والداي عنه أدركت أنه شاب مرح اجتماعي على عكسي طيب القلب سريع الوثوق بالناس ليس من عادته الغياب كل ذاك الوقت عن المنزل دون أن يبلغ والديه و لمست من حديث والدي مدى قلق أهله عليه و أنهم ينوون أبلاغ الشرطة إذا لم يعد اليوم .
و قد تستغربون لم قالت لا و لم أقل لهم أني رأيته يدخل لذاك المنزل لأني لم لكن متأكداً من أنه هو فالظلام كان حالك و لم أركز على الأمر عند حديثهم معي ثم أني رأيت شاباً يخرج من المنزل بعد فترة فظننته هو .
ثم عدت إلى غرفتي و كعادتي بعد إبحاري في عالم الانترنت خرجت إلى شرفة غرفة ككل يوم فرأيت شاباً يدخل إلى المنزل المهجور فبدأ الشك يلعب في رأسي و انتظرت إلى أن خرج ذلك الرجل و كان يتلفت في كل الاتجاهات كأنه يتحقق من أن لا أحد يراه و لحسن الحظ لم ينتبه لوجودي فقد كان ضوء غرفتي خافتاً جداً .
فبدأ الفضول و الشك و الحيرة و القلق يتسلل إلى قلبي و ذهني رويداً رويدا إلى أن قررت كسر تلك الشكوك و الإصغاء لصوت قلبي و الدخول إلى المنزل المهجور بعد تردد كبير خصوصاً و أن الأمر اقتحام لمنزل و أي منزل منزل مهجور يحيط به رعب الزمن وسلطان الليل ثم توقفت عن التفكير و أنا أجد نفسي أمام بوابة ذلك المنزل الذي بدا لي أن كان يعج بالحياة في يوم من الأيام و أنه كان لعائلة ذات مستوى راقي من مساحته و منظر حديقته المزرية و تصميمه الفاخر.
و الحمد لله تمت عملية الاقتحام بنجاح و أمان كان منزلاً عادياً ما يرعب فيه هو بناؤه المترهل و ظلام الليل و رحت أتجول في المنزل و أمرر شعاع المصباح اليدوي في أرجائه و للحظة سمعت أنين شخص أفزعني و أوقف نبضات قلبي فبدأت بالاقتراب من مصدر الصوت الذي كان في السرداب فاقتربت أكثر و أكثر من الشخص فتبين لي أنه حمد ابن جيراننا و هو في حالة مزرية حتى إني لا أعرف كيف تعرفت عليه و هو هكذا فقد كانت الجروح تملأ جسده و هو ينزف من كل مكان بالإضافة إلى الكسور التي أضنها تملؤه أيضاً و كأنه تعرض للفرم و التقطيع .
فوقفت مشدوهاً لما أرى ثم هرعت لمساعدته فهمهم بكلمات لم أفهمها و أطلقت عليه مجموعة من الأسئلة مثل
ماذا حدث لك ؟ و كيف حصل بك كل هذا ؟ و من فعل بك كل هذا ؟ و أساساً لم أنت هنا ؟
حتى أدركت أنه بحال لا تسمح له بأي شرح فحاولت حملة و بصعوبة وصلنا إلى نهاية السلم لأفاجأ بمصيبة كبرى .
وهو ذلك الشاب الذي خرج يقف أمامي و الغريب في الأمر أنه كان يبتسم وقفت مشدوها في مكاني أما حمد فبدأ يئن بصوت مرتفع و يصرخ طالباً المساعد و لكن صوته لم يسعفه.
و مرت تلك اللحظات و كأنها دهر بالنسبة لي إلى أن فوجئت بانقضاضه علي بالضرب فبدأ الدم يخرج من فمي كالنهر إلى أن استوعبت الأمر و بدأت بالدفاع عن نفسي فتبادلنا الضرب و الركل و كاب يضرب كالمسعور ثم يقف لوهلة يضحك بها بأعلى صوته و كأنه مجنون و كان يزداد فرحاً بخروج الدم من جسدي و أنيني .
إلى أن مسك عنقي بيديه بشدة فشعرت أن روحي تخرج من جسدي و بدأت ألفض أنفاسي و خارت قواي و رأيت شريط حياتي يمر أمامي فأمسكت بأقرب شيء بجواري فكانت زجاجة عصير زجاجية ضربته بها على رأسه راجياً الإفلات منه و العيش بكل ما تبقى لدي من قوى فسقط أرضاً فبدأت أعبي رئتي بأكبر كمية ممكنة من الأكسجين و لكنه يحاول النهوض إنه فعلاً وحش مسعور لا يهدأ فالتصقت بالحائط من الرعب فأعطاه حمد ضربة قوية فرغ بها كل ألمه وغضبه منه و أخيراً فقد وعيه .
و تركت حمد وأسرعت إلى المنزل بسرعة الرياح أخذاً هاتفي النقال و تصلت بالشرطة و أخبرتهم بالقصة كاملةً و رجوتهم بالإسراع مع إحضار الإسعاف معهم و عدت لحمد و بعد مرور15 دقيقة و صل رجال الشرطة و نقلنا جميعاً إلى المستشفى لمعالجة جروحنا .
و أخذت التحقيقات مجراها الاعتيادي و تم استجواب كل منا , فعرفت أن حمد التقى بخالد منذ فترة ليست بطويلة في أحد المباريات ببين الشباب و جرهما الحديث سوياً إلى تكوين صداقة بينهما بشكل سريع لم يتسنى فيها لحمد أن يتعرف على خالد جيداُ و لكن خالد كان لطيفاً معه و كانا يلتقيان كثيراً في الآونة الأخيرة في المقاهي والمجمعات التجارية و كانا يقضيان وقتاً ممتعاً .
إلى أن اتصل خالد به في الليلة الماضية و أخبره أن عليه القدوم لذلك المنزل المهجور و انتظاره لإعطائه شيء قد وعده به و أنه لن يتأخر عليه و قد كان ملحاً في طلبه فلم يعطي حمد فرصة للرد أو الاعتراض فما كان من حمد إلا أن انتظره عند بوابه المنزل و لكنه دخل عندما سمع صوت خالد مع وجود بعض الضجيج فضن أن مكروهاً قد أصاب صديقة فسارع لدخول .
و تفاجأ بانقضاض خالد عليه و الضرب و الركل و التقييد و التعذيب و العنف و الجنون الذي لم يألفه منه مع مصاحبة لذلك الضحك الهستيري الذي شل تفكير حمد و تصرفاته فلم يستطع الرد و الدفاع عن نفسه و انتهى به الحال فاقداً لوعيه و لقوته و للقبو .
فسجلت قضية و مثلنا أمام القضاء و مع مجموعة من الأسئلة الموجهة لخالد تم تحويله للطب النفسي حيث اكتشفنا أنه مصاب بمرض السّادي و مرض نفسي يجعل الإنسان محباً لدم و العنف و الضرب و أن خالد كان يستمتع بضرب و تعذيب الحيوانات من القطط و الأرانب و لم يلحظ والديه هذا الأمر و النقل أنهم لاحظوا لكنهم لم يعيروه اهتماماً كافياً فتطور حبه إلى لدم إلى أن وصل إلى أضرار الناس و كان أولهم حمد و انتهى الأمر بنقل خالد إلى الطب النفسي ليلقى فيها العلاج اللازم .
و بعد انتهاء تلك الحادثة التي لن أنساها طيلة حياتي عدت إلى حياتي الطبيعية مستعداً لاختبارات الجامعة التي كانت على الأبواب أما حمد فقد مكث لفترة في المستشفى ثم المنزل إلى أن تعافت جروحه و بدأ ينتقى رفاقه بحذر أكبر و لا يرضى بأن يقابلهم إلى في الأماكن العامة حيث يوجد بشر و للعلم أصبحت أنا و حمد صديقين حميمين جمعتنا تلك المحنة .
مرحباً يا أعضاء منتدى مسوموس
عدت لكم مرة أخرى
أرجوا أن تكونوا قد استمتعتم بالقصة
و بانتظار ردودكم
و في أمان الله
المفضلات