السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
كان خطابها لي جاداً وصارماً
خطاباً .. يحمل في حناياه نضارةٌ كخضرتها
أرجوك ..
قٌم بزرعي في أي بيئة تسمح لي بالعيش والنمو !
لأحيا وأعيش ،
ثمّ لاتكتفي بتزويدي بالهواء .. فقط!!
أحتاج على الأقل لمرونة وانسيابية منك .. وعندها سأعيش،!
.
أوه .. يبدو أن هناك ضيفاتٍ جديدات أتى بهنّ أحدهم
ويبدو أن تقصيري بحق الضيافة بات واضحاً ومن يومهنّ الأول معي : (
أما في اليوم الثاني ، فحدث مالبم يكن في الحسبان،
فقد قمت بنقلهم من الأصّيص للتراب
لأفاجأ بها "تموت" =(
حقاً .. إن تقصيري مال للإجحاف بهنّ
ألم يكن عليّ "إكرام نزلهنّ" ؟
خطابٌ آخر منها ،
ولكن اختلافه عن الأول .. أنه لا يحوي أمراً ونهياً !
قالت لي بكل رقة وحنية ،
أُبصر في كلِّ شيء درساً وحكمة
من الزهرات الملونة .. أتعلم أن ألون حياتي ، وإن أضنتني شمس ظهيرة الحياة !
فمن حياة تلك الزهرات
تعلمت أن *الحياة دورة
خضِرةٌ نظرة ، إن أردت أن أراها كذلك : )
*من ذبولها عند كثرة الماء تعلمت أن "آخذ ما يكفيني بالمعروف"
*ومن تعلمي منها ، أن أتعلم (كل) شيء ،
وإن بدا في كينونته أصغر مني!
.
مرّت الأيام ، وفي أحدها هبّت .. رياح!
هوت بتلك "الخضرة النضرة" ليرتطم بقسوة بالأرض ،
و .. ي ت ح ط م : (
ظلّت هكذا منذ صباح فجرها وحتى خروجي وقت المغرب
لا بأس لا بأس عليكِ ، سنجد أصيصاً آخر
ويحتوي على صاحب لكِ أيضاً .. ،
نظرت إلي لتعاود خطابها بنبرة ملئها التفائل ،
أتعلم :
مات عزيز علي ، من كان لي سنداً ، وحملني مدة ليست بيسيرة
ثم هويت معه لقسوة الأرض
ثم سمحت لكَ بمد يد العون وفتح باب مشاركة هم ووجدان !
لو لم يكن لظللت للقسوة مرميّة ، و (متّ)
وها أنا قد انتقلت لمكان جديد ، بتربة جديدة ، وعزيز جديد : )
تعلمت .. أن أُعطِ لمن يحبني فرصة بزرع أخضر في دربي
وإن لم أره (:
.
بحلتها الجديدة ، كنت أسقيها أنا ،
وفي أحيان يسقيها المزارع ، وقد تسقيها الخادمة ،
قالت لي ذات سقيا :
ثمّة فرق شاسع بين سقيا وسقيا !!
سقيا حب ، وسقيا خبير ، وسقيا نحتاجها يومياً
وهكذا إخال قلوبنا ،
تحتاج للحب ، وللتذكير ،
وتهذيب لحناياها يومياً .....!
.
مضيت أسير في "حوشنا"
لأفاجئها أنا هذه المرة"
ثمة تساؤل أخير :
هل تستطيعين إخباري "كيف سأترك الغضب؟"
التزمت هي الصمت ..
واكتفيت أنا بـ .. ربما ، وحتى ذلك الحين
سأظل أدرس (:
دمتم بخير ،،
المفضلات