..
"لندن".. مدينةٌ ضبابية.. لم تعرف أرضها معنىً للضوءِ و دفء الشمس في يومٍ ما..
مُذْ أعلنتَ انتقالك بعيداً عن أرض احلَامي.. تقبلتُ أمرك بصدرٍ رحب.. أخفيتُ حُزني و ألمي لكن قدَّمتُ راحتك على راحتي و راحتنا جميعاً.. فلك عليَّ معروفاً لن أنساه..
و عِشنا حيثُ لَا طعم للشتاء!.. فارقنا الْأحباب.. فارقنا ذكريات اللون "الورديّ".. فارقنا من كانوا يُبطنون عشقاً لنا.. و يُظهرون أنهُم يحبوننا "قليلَاً"..
خمسُ سنوات.. تقطِّعهُا زياراتٌ متفرقة لتلك الأرض.. فقط.. زيارات!
لَا أدري أكانتْ هدراً.. أم صقلَاً لي و لشخصيتي و ذاتي...؟
لتُكن ما تكُن.. لم أحبذها يوماً قطْ!
في طيَّاتِها.. حدث مالمْ أتصوَّرهُ في يومٍ لي.. أدهشني.. أبكاني.. أسعدني.. شتَّتني.. آلمني.. أضحكني..
ففيها.. عادتْ روحُ بلسمي إلى السَّماءِ و فارقتني.. تركتني وحيدةً بين أضلعِ الحُزن أرقبُ من حولي يحادثونني.. يكلمونني ينتظرون مني جواباً أو حرفاً ولَا أجيبُهم.. مُنتظرتاً إياها تقولُ لهُم "دعوها و شأنها".. كم كنتِ جزءاً منِّي.. بل لَا زلتِ.. ولَا زلتُ أحبكِ..
:
"لندن".. أنانية!
فهي لَا تجدُ سواك أنت كي تأخذك و تجعلك داخلها.. أجاذبيتُك قويةٌ لتجعل تلك الـ"لندن" تختارُك أنت من بين آلَاف الرِّجال؟!
أم أنك أفضلُهم.. لهذا فضَّلتك عليهم و اختارتك لتقطن في شوارِعها!!
:
أتيتُك في إحدى الليالي الضبابيةِ المُثلجة.. طالبةً منك معروفاً صغيراً.. منحتني ما أردتُهُ و زيادة.. تلك الليلة.. كانتْ جميلة و مُمتعة.. فقط لِأنَّك كنت بيننا.. و بداخلنا..
أذوقُ الحلو برؤية وجهك السعيد..
:
كانتْ نتائجَ اختباري مُفرحةً لدرجةِ أنني كِدتُ أُجنُّ من الفرحة.. لم يكُن اختباراً عادياً.. كان اختباراً للـ"قُرآن".. نجحتُ فيه و بكلِّ جدارة..
بادرتني بنظرةٍ ملؤها الفرحُ و السرور و الرضى التَّام.. اقترب موعدُ غروب الشَّمس.. أخذتُ أغني أمام مرآتي.. ذهبتُ لِأقفز فوق سريري.. قفزتُ.. قفزتُ..
و........ غطَّتني الدِّماء.. في كل مكان في جسدي.. لم أعُد أرى سوى "الدماء"..
صرخاتي تعالتْ.. أيقظتك من نومِك.. أتيتني مفزوعاً.. حملتني و أسرعت للمشفى.. حالتي كانت حرجة.. حرجة بحق..
"طوارئ.. طوااااااااااارئ"
...........!
أحبك يا أبي.. أحبك.. لكن هلَّا أخذت إجازةً لتجلس معنا؟
ولو لفترةٍ قصيرة.. أسبوع.. على الأقل.. أو يومان.. ثلاثة..
لكن ابقى معنا..
:
..Still waiting
..
المفضلات