عمل بسيط أردت طرحه قبل حوالي الشهر من الآن. ولكن تكالبت الظروف لتمنع طرحها قبل وقتها المفترض. وقبـل يـومين نالت الظـروف مني لتمنعني أكثر مـن طـرحها ولـكن ولله الحمـــد، فإن أعز مخــلوقة لــي علــى الأرض تعافـــت واطمأننت عليها. فالحمدلله.
لذا حان الوقت!
التاريخ: 09/03/1405 هـ ، المكان: حوش الجوهري (منزل كان يقع داخل منطقة العنابية قرب المسجد النبوي الشريف وأزيل ضمن خطط التوسعة القديمة) ، الوقت : التاسعة مساءً
رقــدت على ظهـري متظاهرًا بالنوم بينما أطرق بسمعي لتلك الأصوات من حولي. أصواتٌ كثيرةٌ, وكل صوتٍ يختلف عن الآخر، أستطيع أن أشعر بتلك الأصوات تأتي من عدة جهات مختلفة.
هكذا صرخت بأولائك النساء من حولي، ألا يملون؟ ولكن تلك الصرخة دوت في عقلي الداخلي وترددت بصدىً عنيف. لا أدري كيـف ولا بأي ..لغــة كانت تلك الصرخة، إلا أنني فهـمتها ولكنها لم تخرج من فمي بل خرج صوت صوت غريب جعل الجميع يلتفت نحوي ويقتربون لينظروا إلي مباشرًة بأعين امتلأت شغفًا وبشكل غريب بالحنية!
كانوا فرحين رغب غضبي. ألا يرون بأنني راغب حد الموت بالنوم؟ ألا يعلمون كم الساعة الآن؟ لم الجميع فرحٌ هكذا؟ هل تراهم يسخرون مني لأنني غاضب؟
لكم أردت أن أنهض لأريهم ذلك الغضب المشتعل بداخلي وقلة شعورهم بالمسؤولية.
وياللعجب. كما لم أستطع التحدث سابقًا، لم أستطع النهوض! يا إلهي، ليتني أعرف السبب. حسنًا، سأســــامحهم هذه المرة لظروفي الخارجة عن الإرادة.
توقفوا فجأة عن اصدار تلك الأصوات وعادوا لحديثهم السابق مع هدوء نوبة غضبي وصراخي المستمرين. تنبهت في تلك اللـحظة أن أحدهن لــم تزل ورائي مرقدي والذي بدا في ذلك الوقت كســجن أحاطته أعمــدة خشبية من كل جهة، شعرت وقتها بالأرض تزحف يمينًا وشمالاً، .......جيئةً وذهابًا في إيقاع متناسق وحاولت حساب زمن الذهاب والعودة في كل مرة، ولكن يومها علمت مدى فشلي في الأرقام والمعادلات والقوانين، فأعتزلتها.
توقفــت الأرض بعد إن انخــفضت ســرعتها ومـن حــيث لا أعلم أضيء المكان بضوء خاطف لم أدرك كنهه أبًا ومن ثم أُطفئت الأنوار. حمدًا لله، والآن سأنام ملئ جفني وبسلام.
ماذا تعني جملة (ماذا تعني كلمة (يوم))
ما معنى (كلمة) و (جملة)؟!!
التاريخ: 09/03/1431 هـ , المكان: منزل ما بإحدى الأحياء القريبة من المسجد النبوي الشريف بمنطقة الحزام الأخضر ، الوقت: التاسعة صباحًا.
منـذ انتهاء صــلاة فجر ذلك اليوم، عدت ورقدت فوق سريري أتأمل السقف الأبيض. حاولت أن أنام لأعوض ســــاعات النوم القليلة ذلك اليوم والتي بالكاد حصلت عليها، فقد كان يومًا شاقًا . كانت الليلة السـابقة مليئة بالأحاديث والتــي لــم تجعلني أنام ناهيكم عن تلك الأسئلة التي كادت تقتلني. وتذكرت وقتها أن التلفاز كان يعمل وقتها أيضًا ولكنني لـم أعرف اسمه وقتها.
فجأة وخلال تحديقي بالسقف، شعرت بها!
أسبق وشردتم بذهنكم بعيدًا وفجأة يتشكل عالم أمامكم؟ سواء أكانت فكرة، أو قصة، أو شعور يجتاح العقل والكيان ويطالبكم بإخراجه من القفص بداخلكم؟
أعتقد بأن هذا ما حدث لي تمامًا. فقد مددت يدي للدرج بجواري مخرجًا قلمي ودفترًا منه.
بداخــل الــدفتر، كانت الصــورة. صورة ذلك الطفـــل الصغير. تلك الصورة التي أخذت للطفل ليلة اليوم الذي ولد فيه. الطفل الذي أقبل لهذا العالم بين أشخاص أحبوه وأحتووه بكل حب وحنان، وتربى على أيــديهم على الإيمان وحـب الغير ومساعدة من احتاج طالما كان السبيل متاحًا دون تردد وعلى *** العلم دون توقف.
صورة التقطت قبل هذا اليوم الذي جلست أكتب في ذلك الدفتر أسطري هذه، انه اليوم الفائت.
نعم، أنا الطفل الغاضب يوم أمس..
أمسٌ مرت عليه 26 سنًة وكان أول يوم في سنتي الأولى..
وهــا أنا أكتب هذه الكلمات في أول أيام سنتي الأخيرة محاولًا اختصار تلك السنوات التي قد تبدو طويلة ولكنها مرت كيوم وليلة.
فحياتنا كهذه الأسطر، قصيرة ..
ولكن، ماذا قرأنا وتعلمنا مما وجد بين تلك الأسطر من بدايتها حتى نهايتها؟
مالذي سنقدمه ونعمله بعد انتهائنا من تلك القراءة؟
وكما علمتني طاعتك واتباع القول الحسن واشغلتني بهما لـ 26 عامًا، علمني أكثر وأشغلني أكثر وقربني لك..
فحياتي وعملي ووجودي خالصين لمرضاة وجهك الكريم..
تمت بحمد الله بتاريخ
09/03/1431 هـ
الثانية عشرة مساءً
المفضلات