رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 19 من 19
  1. #1

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

    خطر في بالي قبل مدة أن أجمع بعض كتابات الكاتب "فاروق جويدة" في موضوع هنا في قسم اللغةِ العربية لا أعلم
    لِمَ ولكن ما شجعني
    للتنفيذ هو قراءتي لرأي حنين به حين قالت " رائع" !
    شاعر يتميز بالبساطة وسلاسة الأسلوب, يسهل على الجميع القراءة له! (:
    سأعتبر هذا الموضوع رحلةٌ بين حروف الكاتب ليس للنقد بل للتأمل .. لا أجيد المقدمات فعلًا لكن في الحقيقة

    لا أطمح لردود مشجعة وشاكرة لجهدي في قراءة أحدَ عشرَ كتاب له في يومين ومحاولة اختيار الجميل من
    كتاباته !
    لكن بحق أودُ فقط أن ينال استحسانكم ما اخترتُ وأُذكر قبل كل شيء" أن ليس بالضرورة أني أتبنى أو أؤيد
    كل ما نقلته عنه.. وربما يكون سطر واحد أو عبارة وحيدة حملتني نقل نصٍ كاملٍ إليكم" !
    وقبل أن أنسى أشكر أسامة لمساعدتي في الكتابة فقد كانت متعبةً بحق وهو السبب الثاني لتشجيعي على المتابعة
    فلست أحب
    تضييع جهد أي أحد سدى!
    . . .


    ما أصعب أن تنتظر حبيبًا ..

    أسوأ الأشياء في الدنيا هو الانتظار .. أن تنتظر حلمًا .. أو ردًا أو جوابًا عن سؤال .. أن تنتظر حبيبا وأنت تعتقد أنه ربما عاد يوما .
    أن تنتظر حلما سقط منك في زحمة الحياة .. وما زال يراودك بريقه القديم .
    ولقد عشت حياتي كلها لا أحب الانتظار .. لأن الانتظار يعني أن أقدارك وحياتك وظروفك في يد شخص آخر .. وأنا لا أحب أن أضع مصير حياتي في أيدي الآخرين مهما كانت مكانتهم عندي .
    من الصعب أن تنتظر ترقية من رئيسك في العمل لأن ذلك قد يعني تنازلات كثيرة قد لا ترضاها لنفسك وتفرضها عليك الظروف .. ومن الأصعب عليك أن تنتظر من أحد شيئا وأنت تشعر في قرارة نفسك أن الكبرياء يمنعك من هذا الانتظار .
    ومن أصعب الأشياء على الإنسان أن ينتظر حلما خذله .. وهو لا يستطيع استعادته .. إنه يشعر أن الحلم يوشك أن يموت في أعماقه وهو عاجز أن يفعل له شيئا .. إنه يترنح في لحظات النهاية وهو لا يملك غير الدموع .
    وما أصعب أن تنتظر حبيبا .
    في بعض الأحيان يكون انتظار الحبيب أجمل شيء في الحياة لأنك تعرف متى سيعود .. وتتحول لحظات الانتظار إلى سيمفونية جميلة من الشوق واللهفة والحنين .. ثم تصل إلى ذروتها والأيدي تبحث عن الأيدي والعيون تحتضن نظرات العيون ، وما بينهما أنهار من الشوق الجارف والحنين الصاخب المجنون .
    وفي أحيان أخرى يتحول الانتظار إلى كابوس طويل .. لأن الذي تنتظره اختار طريقا غير طريقك ورضي لك ما لا ترضاه أنت لنفسك وهانت عليه كل الأشياء .
    وما أطول ساعات الانتظار وأنت تجلس وحيدًا تحدق أحيانا في وجهك ، وأحيانا أخرى تنظر للهاتف في عتاب .
    وتحاول أن تبعث في نفسك الأمل الواهن الذي يذوب أمامك كأنه شمعة حزينة تعيش لحظاتها الأخيرة قبل أن يطويها الظلام .
    وتحاول أن تستعيد ذكريات الأمس وتراها حولك أشباحا صامتة لا تتكلم .. إنها تماثيل من الشمع تحولت إلى هياكل أثرية لأيام جميلة .
    وتقرر بينك وبين نفسك ألا تنتظر أحدًا .. وتقول لنفسك لمَ أبقيه وما أبقى عليّ .. ثم تتفجر في داخلك شلالات الحنين وتجد نفسك مرة أخرى تعيد قصة الانتظار .
    وفي أحيان أخرى تطفو على الأفق سحابات من اليأس تغطي كل شيء حولك .. وتجد من يقول لك : لقد مضى كل شيء .. ولم يبق أي شيء يمكن أن تعيد معه هذا الماضي الجميل .
    وتحاول أن تبعد عن عينيك هذه الأشباح المخيفة .. وتفحص عينيك مرة أخرى وأنت تستعيد صورة آخر لقاء .. وأول لقاء .
    وكيف كانت البداية زهورًا جميلة .. وكيف كانت النهاية سهاما دامية .. وما بين لون الزهور الحمراء الزاهية .. ولون الدماء التي حملتها السهام القاسية .. تجلس وحيدا تنتظر .
    بعض الناس يقولون .. لا تنتظر حبيبا باع .
    وبعضهم يقول .. ربما أعاده حنينه ..
    وهناك من يقول .. العمر أقصر من أن نضيعه على الأطلال .
    وأقول لنفسي شيئًا وأفعل غيره .

    بالأمس عاهدني قلبي أن نحاول معًا النسيان .. وكلما انطلق صوت الهاتف انتفض قلبي بين جوانحي في لحظة انتظار لا أجد لها نهاية .



    كل عام وأنتِ حبيبتي!

    الأيام تجمع أوراقها وترحل.. وهاهو العام يطوي حقائب أسفاره
    ويمضي في رحلة أبدية.. بينما يظل في الأفق عام جديد.
    إذا كان هناك عام حمل ذكرياته ومضى فهناك عام آخر
    نستقبل معه أحلامًا جديدة.
    ولن ننسى ذكريات عامنا الذي رحل.
    في هذا العام عشنا لحظات توحدنا فيها رغم انشطارنا في
    بلاد الله شرقًا وغربًا وفي كل اتجاه استطعنا أن نلملم شظايانا
    المتناثرة في كل مكان. الأوراق المبعثرة صارت كتابًا.. والنغمات
    الحائرة صارت لحنًا.. والجدران المحطمة صارت قصرًا..
    والأحلام القليلة منحتنا القدرة على أن نواجه الحياة جمعنا كل
    هذه الأشياء وصنعنا منها عالمًا جديدًا.
    في هذا العام تجسدت أحلامنا ورأيناها تتجاوز الحدود
    والظروف والألم. كان كل واحد منا يحاول أن يحلق بجناح واحد,
    فيسقط وحينما حلقنا معًا استطعنا أن نطير رغم أن كل واحد
    فينا يحمل جناحًا مكسورًا.. واكتشفنا أننا استعدنا قدرتنا على
    الطيران رغم أننا تصورنا يومًا أننا لن نعود للسماء مرة أخرى.
    رسمنا أحلامًا صغيرة.
    إننا لا نريد شيئًا من الآخرين.. ولكننا نريد أنفسنا.. لا
    نحمل كرهًا ولا حقدًا لأننا لا نعرف كيف نكره ولم نتعلم كيف
    نحقد.. ولكننا اخترنا الحب طريقًا.
    حاولنا أن نجد أنفسنا في أشياء صغيرة.
    في لحظة تتجاوز حدود الزمن والناس.
    وفي حلم يتجاوز حدود الأشياء.
    وفي غد يمكن أن يمنحنا الأمان.
    وفي ماضٍ يمكن أن يعلمنا الدرس.
    وفي اختيار ننقذ به أنفسنا قبل أن يأتي الطوفان.
    وأدركنا ربما بحكم الزمن والتجربة أن ما يسعدنا قليل..
    وأنه ممكن. وأن ما تصورناه السعادة يومًا... كان حلمًا زائفًا..
    وأملًا كاذبًا.
    أدركنا أن حولنا وجوهًا كثيرة ولكن في النهاية نحن نحتاج
    لوجه وحيد يؤنسنا ويسعدنا ويحتوينا.
    تعلمنا أننا قد نملك أشياء كثيرة.. ولكن ربما تغنينا أشياء
    قليلة.
    في هذا العام اقتربنا من أنفسنا أكثر.. لقد اكتشفنا أن هذا
    الضجيج الكاذب لا يغني عن لحظة صفاء مع النفس يشعر فيها
    الإنسان أنه أكبر من كل الإغراءات.. وأسمى من كل هذا الزيف..
    وفي هذا العام أحببتك أكثر.
    ابتعدنا أحيانًا واكتشفنا أن البعد يزيدنا شوقًا .. وأن لحظات
    البعد علمتنا كيف نحافظ على المشاعر الجميلة التي جمعت
    بيننا.. وأن الأيام زادتنا تماسكًا.. وأن البعد قربنا أكثر وأكثر.
    وحينما كنا نقترب كنا نشعر بأن الزمن يحاول أن يكون
    كريمًا معنا, وأن الحياة ما زالت تعلمنا.. وأدركنا يومها أن ما بيننا
    يستحق أن نضحي من أجله وأن نتحمل المشاق في سبيله. في هذا
    العام أحببتك أكثر.
    إن المشاعر أمام قسوة الظروف.. والألم.. والمعاناة يمكن أن
    تتراجع أو تتغير أو تصيبها موجات اليأس.. ولكنني اكتشفت في
    هذا العام أن الظروف زادتنا إصرارًا.. وأن البعد زادنا قدرة.. وأن
    اللحظات التي توحدنا فيها كانت تغنينا عن كل سنوات العمر الذي
    تسرب من بين أيدينا وضاع.
    سوف أظل مدينًا لهذا العام الذي رحل.. لقد حلمنا فيه
    كثيرًا وحقق بعض أحلامنا .. وتناثرنا فيه.. وانشطرنا.. ثم تلاقينا
    وتوحدنا.. وتجاوزنا محنة الظروف.
    كان عامًا غريبًا في كل شيء, في مفاجآته.. وتقلباته..
    رأيناه يتنكر لنا حينًا.. ويعانقنا أحيانًا.. ويشقينا حينًا.. ويسعدنا
    أحيانًا.. أخذ منا وأعطانا.. ولكن أجمل ما كان فيه أنني أودعه
    الآن وأنا أشعر أني أحبك أكثر.
    الأيام التي تمنحنا الحب لا يمكن لنا أن ننساها!



    نحن وأخطاء الآخرين

    يحاول الإنسان أحيانًا أن يجمل صورة إنسان أساء له يوما .. ربما كان حبيبا .. ربما كان صديقا .. ربما كان زميل عمل أو رفيق مهنة .. وتحاول بينك وبين نفسك أن تغير ملامح صورته المشوهة على امتداد سنوات العمر .. تحاول مثلا أن تبرر أخطاءه معك .. أو تعطيه عذرًا فيما فعل فتقول كان الطموح يسيطر عليه .. أو كانت حساباته خاطئة .. أو كان فهمه للناس محدودًا بحكم العمر والتجربة .. وتنجح محاولاتك .. وتتغير مشاعرك وتتلاشى من خيالك كل صور الماضي القبيح .. تجد مكانًا جديدًا في قلبك لإنسان أساء إليك .. وتشعر أنك نسيت إساءته وغفرت له خطاياه .. ولم يبق داخلك إلا كل إحساس جميل .. تفعل هذا وأنت مؤمن بأن الغفران أجمل كثيرًا من الحقد .. وأن الحب أبقى من الكراهية .. وأن النبل أعظم من السفه والترخص .. وتفتح صفحة جديدة تنسى بها كل ما فعل الآخرون .

    وتكتشف الكارثة .. أن الذين أساءوا إليك في البداية لديهم إصرار غريب أن يسيئوا لك ألف مرة وحتى نهاية العمر .. وأن الذين غرسوا السهام في قلبك لديهم استعداد لأن يغرسوا في نفس القلب ألف سهم جديد .. وتقف حائرًا مع نفسك وتتساءل .. أيهما كان أفضل: ما فعلته أنا أم ما يفعله الناس عادة في مثل هذه المواقف .. بألا تتوقع حبا من إنسان كرهك يوما .. ولا تتوقع شهامة من إنسان خذلك يوما ولا تتوقع من البخيل كرما ولا من الوضيع ترفعا .. ولا من القاتل إحساسا بالذنب .. هكذا يتصور الناس عادة .. ولكنني كنت دائما أقول إنه ليس هناك شر مطلق وليس هناك أيضا خير مطلق .. ولكن هناك أشياء تتغير .. وتتغير معها طباع الناس .. إن اللص الفقير يحلم بأن يجد ما يكفيه فيمتنع عن السرقة .. والإنسان الذي حرمته الحياة من الحب يمكن أن تختلف طباعه إذا وجد من يحبه .. والصفح والنسيان والغفران أجمل كثيرًا في إيقاعها ككلمات .. وأثرها كسلوكيات .. وقيمتها كأفعال .
    فإذا كنت قادراً على الحب فلماذا أكره ؟ وإن كنت قادرًا على العطاء فلماذا أبخل ؟ وإذا كنت قادرًا على نسيان خطايا الآخرين فلماذا أعيش بها وأظل أحمل عبثًا ثقيلاً على قلبي ؟

    كنت أتخيل أن الناس يمكن أن تتغير .. وأن من كرهك يمكن جدًا أن يحبك خاصة إذا لم يكن هناك ما يبرر الكراهية .. واكتشفت أنني واهم وأن ما يقوله الناس هو الأسلم والأصدق .. فالثعبان لن يكون يوما قطا أليفا .. والكلب لن يكون أبدًا عصفورًا مغردًا .. والعقرب لن يكون في يوم من الأيام نحلة تعطي الشهد أو فراشة تعطي الجمال .

    اكتشفت أنه من الصعب جدًا أن يغير الزمن أساسيات السلوك في البشر .. لأن الذي اعتاد أن يكون بخيلاً طوال حياته لا يمكن أن يصبح كريما بين يوم وليلة .. والذي أدمن القتل لا يمكن أبدا أن يترك العصافير تلهو في السماء وتغني في الحدائق .
    من الصعب جدًا أن يصير الخفاش بلبلا يغني في ضوء النهار ، وإذا طلعت على الخفاش الشمس فإنه يبحث عن أقرب "خرابة" يختفي فيها .. وهناك خفافيش تحمل وجوها آدمية مهما حاولت أن تكون إنسانا معها فلن تفيد إنسانيتك .. إن في أيدي هذه الخفافيش الآدمية سهاما جاهزة وفي عيونهم حقدًا أبديًا .. وفي أظافرهم بقايا من دماء الأبرياء .
    فإذا حاولت أن تضع بدلاً من السهم زهرة .. وبدلاً من الحقد محبة وبدلاً من الانتقام تسامحًا وغفرانًا .. إذا حاولت ذلك سوف تكتشف أن المحبة خذلتك .. وأن التسامح خدعك لأن الأيدي لم تتغير والوجوه هي نفس الوجوه والعيون التي اعتادت الكراهية لن تعرف أبدًا طرق الحب .

    فإذا كان من الأفضل ألا تكره فمن الأفضل أيضًا ألا تحب هؤلاء ، وإذا كان التسامح مطلوبا .. فإن الحذر والخوف من الخفافيش مطلوب أكثر ، ولا تكن ساذجا مثلي حينما تصورت أن من أساء لي في البداية يمكن أن يكون نبيلاً معي ونحن على اعتاب النهاية .. لأن ذلك وهم كبير .

    هل يقتل البعد .. الحب ؟

    حين يصبح البعد رغبة واختيارًا فهذا يعني أن الحب قد

    وضع أقدامه على أول طريق للنهاية.. فماذا تفيد رغبتي في
    البقاء مع من أحب إذا كان قد قرر الرحيل؟.. وماذا يفيد حرصي
    عليه إذا كان هو قد قرر بينه وبين نفسه أن يقطع كل خيوط الود.
    وفي هذه الحالة يمكن أن يكون البعد هو النهاية..
    أما إذا كان البعد نتيجة ظروفٍ قهرية فرضتها الحياة ..
    فإن ذلك يعني أن الحب يتعرض لظروف صعبة.. لأن البعد
    الاختياري يعني بداية النهاية.. أما البعد القهري فيعني أن الحب
    يواجه ظروفًا صعبة .. قد يخرج منها سليمًا معافى .. وقد يخرج
    منها مكسورًا .. وقد يخسر فيها الكثير.. وقد يزداد معها قوة
    وعمقًا وتواصلًا.
    إن البعد يمكن أن يكون أقصر الطرق للنسيان.. وقد يكون
    أيضًا اختبارًا دقيقًا للمشاعر..
    قالت وماذا تقول عن شخص اختار البعد لينسى؟.. هل
    يمكن أن ينجح في ذلك؟ ..
    قلت: إن ذلك يرجع إلى مدى قوة المشاعر.. فإذا كان هذا
    الشخص قد ابتعد لينسى فربما عاد وهو أكثر قربًا ممن ابتعد
    عنه. وقد ينجح أيضًا في النسيان لأن ذلك يرتبط في الأساس
    بمدى عمق المشاعر.
    ولكن البعد في كل الحالات عبء ثقيل على الحب.. لأنه
    يضع المشاعر في امتحان كل يوم.
    والمشكلة الأساسية أننا قد نحفظ بيننا وبين أنفسنا صورة
    من نحب ونبقيه داخلنا رغم المسافات.. ثم تمضي الأيام ونكتشف
    أن الطرف الآخر قد تغير وأننا وقفنا وحدنا أمام تمثال للذكرى
    نسترجع أيامنا .. بينما أصبح هذا التمثال أمام من نحب صورة
    باهتة لعمر مضى وأيام عابرة..

    البعد يمكن أن يحول الحلم إلى وهم وسراب مضى وغاب
    ويمكن أن يبقيه داخلنا حلمًا عزيزًا غاليًا ربما أصبح في يوم
    حقيقة.
    وما بين الحلم والوهم .. ومابين الواقع والسراب .. تبقى
    مشاعر الإنسان حائرة بين البقاء واللا بقاء .. والحب .. واللا حب.
    لكنني أكره البعد ولا أحبه .. فإذا لم ينجح في اقتلاع جذور الحب
    فهو على الأقل يتركنا مشاعًا للظنون.


    لم أحاول أن أقول لك شيئًا .. فلم يعد لدي ما أقوله .. ولم أسمع منك
    شيئًا لأن خيوط الكلام ذابت مع قسوة القلوب.



    يا صديقي .. لست وحيدًا

    لا تحزن كثيرًا إذا وجدت نفسك وحيدًا في الطريق .. لا تحزن إذا وجدت سحابة سوداء داكنة تبدد صفاء أيامك وتغوص بك في بحر من الأحزان .. لا تحزن إذا تخلى عنك حلم .. أو رفيق .. أو حبيب .. أو صديق عمر .

    إذا حاصرتك ليلة شتوية باردة .. واقتحم أيامك مارد من اليأس .. فلا تنس أن لكل شيء في الحياة وجهين .
    لا يمكن أن تبقى وحيدًا .. سوف يخرج من تلال هذا الحزن الطويل وجه جميل بشوش يبدد وحشة الأيام وسوف تظهر نسمة باردة جميلة تنعش زمانك الذي اكتوى بنار الصحراء .. وسوف يطل خلف الأفق ضوء جديد يزيل تلك السحابات السوداء التي اقتحمت سنين عمرك وأنت أحوج ما تكون لقلب صغير يؤنس أيامك .
    لا تقلق يا سيدي إذا تغيرت ملامح الزمن .. وساءت وجوه الحياة وتبدلت أخلاق الناس واختلت موازين البشر .. لأن الأساس في الحياة هو الجمال .. وليس القبح .. والأساس في الأشياء هو التوازن وليس الخلل .. والأساس في المشاعر هو الحب وليس الكراهية .. والنبل وليس الخداع .
    فإذا تغيرت أحوال النشرة الإنسانية .. وأصبح الجو غيما .. وتكدست السماء بالسحب .. واختفى وجه الشمس .. وغابت حرارة الكون .. فلا تنزعج .. سوف يعود الجو إلى حالته مرة أخرى .
    سوف تظهر الشمس وتضيء كل شيء .. وتعيد الحياة .. سوف تنبت أشجار جديدة في تلك المساحات الصفراء التي أصابها العطب .. وتخرج من هذه الأرض التي ظننتها أجدبت زهورًا تحمل العطر والجمال والسعادة ..
    إذا كان هناك رفيق تخلى عنك فسوف تلتقي برفيق آخر وإذا كان هناك صديق خدعك في منتصف رحلة العمر .. فهناك صديق آخر سوف يحفظك إلى آخر العمر .
    إذا كانت هناك أيادٍ طاوعت نفسها واغتالت أجمل المشاعر فيك فهناك أيادٍ أخرى سوف تلملم جراحك وتعيد للقلب الكسير نبضه الجميل ..
    إذا كانت هناك أشواك أدمت أقدامك في رحلة حب مجنونة ، فهناك زهور سوف تستقبل أيامك في مظاهرة حب كبيرة ..
    لا تحزن لشيء مضى .. لأن القادم أجمل ..
    ولا تحزن على جرح أصابك .. لأن الزمن والأيام كفيلة بأن تداوي كل الجراح مهما كانت عميقة ..
    في نفس الطريق الذي سلكته وحيدًا ستجد هناك قلوبًا وحيدة مثلك .. وسوف تجد أيضًا دماء ضحايا خدعتهم الأيام والمشاعر .. سوف تكتشف في هذا الطريق المظلم لؤلؤة جديدة داستها أقدام عابثة كما داستك يوما قلوب لم تعرف الراحة .. سوف تمتزج دماء ضحايا هذا الزمن العابث المجنون .. وسوف تنبت منها أشجار وطلال .. وسوف تخرج منها وجوه مضيئة تعطي للحياة جمالا .. وللبشر إيمانا عميقا بقيمة الأشياء .. ها هي لؤلؤة جميلة تطل من بعيد في آخر الدرب الموحش .. ضع جراحك على جراحها .. واخلط دماءك بدمائها .. وافتح عينيك وحاول أن ترى الأفق من جديد ..
    لا يمكن أن يعيش الإنسان سجين ذكرى لا يجد منها غير الألم .. ولا يمكن أن يبقى سجين إحساس تخلى عنه .. ولا يمكن أن يظل وحيدًا في الطريق وحوله أكثر من رفيق .. يخطئ الإنسان إذا تصور أن الحياة تنتهي أمام كبوة جواد أو خطيئة قلب .. أو قصة حب عابثة .. افتح عينيك يا صديقي لضوء الشمس .. وسوف تكتشف أنك لست وحيدًا ..

    .
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة Ash..!! ; 10-4-2010 الساعة 06:20 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!


    حنينٌ إلى الماضي

    لا يستطيع الإنسان أبدًا أن يتنكر لماضيه أو أن يقرر بينه
    وبين نفسه أن ينسف تاريخه مرةً واحدة.. إن ماضينا جزء
    من حياتنا .. وهو الأب الشرعي للحاضر .. ومن لا ماضي له..
    لا حاضر له ولا مستقبل.. لا توجد شجرة عريقة بدون جذور..
    ولكن توجد نباتات متسلقة.. ولا يوجد إنسان بلا ذكريات وإذا
    قرر الإنسان يومًا أن يقطع علاقته بالماضي فسوف يقطع علاقته
    بالحاضر بعد ساعات من رحيله.
    وأنا أخاف من الشخص الذي حطم صور الماضي وجلس على
    أطلالها ولا أخاف شخصًا آخر حافظ عليها..

    هناك فرق كبير بين الحنين أحيانًا للماضي ومعايشة هذا الماضي.
    لأن الحنين يعني أن هناك شيئًا مضى ويحملنا الحنين إليه ولكن
    المعايشة تعني أننا مازلنا نتألم مع هذا الماضي.. والحنين يعني أن
    الإحساس مات ولم يبقى منه سوى لحظات تذكار عابرة ولكن
    المعايشة تعني أن الإحساس مازال حيًا بداخلنا ولا نملك الخلاص منه.
    ومن الظلم للإنسان أن ييم لنفسه سجنًا وأسوارًا من الماضي بحيث
    يصبح سجينًا له خاصة إذا كان قد عبر ولم يترك خلفه إلا الألم.
    ومن الخطأ أن تنسى الشعوب ماضيها.. بشرط واحد ألا
    يصبح هذا الماضي هو رصيدها الوحيد.
    ومن الخطأ أيضًا أن نفقد التواصل مع ذكرياتنا, ولكن لا ينبغي أبدًا أن
    تصبح هذه الذكريات كل ما نملك.
    وقد يصبح الماضي عبئًا على الحاضر لن الإنسان غير قادر
    على تجاوزه من الممكن جدًا أن تقف امرأة في طريق إنسان طوال
    حياته فلا هي كانت له .. ولا هو أصبح قادرًا أن يكون لغيرها.
    وهناك نماذج فريدة من البشر في كل شيء .. إنها نسخة
    وحيدة صاغها الخالق سبحانه وتعالى وخلق منها شخصًا واحدًا
    ووحيدًا.

    وإذا قابلنا هذا الشخص في حياتنا وقدرت الأيام أن نفترق
    فإن الماضي هنا يتحول إلى كابوس دائم.. إن الإنسان في هذه
    الحالة يحاول أن يبحث عن هذا الوجه الذي قابله يومًا ولكنه
    يفشل في الوصول إليه.. ويتحول عمر الإنسان إلى رحلة بحث
    أبديه عن صورة نادرة, وتكتشف أنها غير قابلة للتكرار.. وهنا
    يظهر أمامنا ذلك الطيف البعيد الذي يشبه السراب, وكلما اقتربنا
    منه اكتشفنا أنه وهم خادع.. هنا فقط يصبح الماضي كارثة لأنه
    ملك علينا الماضي والغد, وما أصعب أن تجلس وحيدًا وأمامك
    صورة امرأة رحلت وأخذت معها كل الماضي وصادرت الحاضر
    واقتحمت أسوار الغد.

    هنا فقط يصبح الماضي محنة إنسان لم يستطع أن يتجاوزه حتى

    وإن حاول ذلك لأنه وهب عمره للبحث عن وجه واحد نسميه
    الحلم المستحيل.


    مقتطفات!

    لو كانت هناك امرأة ملكت كل ما فيك .. ولم تعد تسمع لها
    صوتًا .. ولا ترى لها وجهًا .. وكل ما بقي بينكما ظلال أيام رحلت..
    حزنت.. وبكيت.. ومرضت.. وشفيت.. ولم تسمع لها صوتًا.
    سوف تشتاق إليها.. وربما اشتاقت إليك.. سوف تعود إلى ذكرياتك
    معها.. سوف تراها حلمًا أو خيالًا أو ذكرى عابرة..
    ولكنك لن تراها حقيقة لأنك لا تستطيع والحب لا يعيش على
    الذكرى إلا إذا مات .. إن الذكرى هي الكفن الذي نلف به مشاعرنا
    القديمة حتى لا يأكلها التراب.. والذكرى منطقة بعيدة عن الحب..
    إنها التابوت الذي تدفن الحب فيه لكي نزوره حينما نريد .
    والذكرى آخر الأنفاس التي نشعر بها في الحب.. إنها اللحظات
    الأخيرة .. إنها نوبة سكون أبدية..




    فشلت أن أبقيك حقيقة لأنني لا أستطيع . ولو كنت قادرًا على ذلك
    لكنت أنت أكثر حقيقة في حياتي.
    وفشلت أن أبقيك حلمًا لأنك الآن أقرب للسراب, وفشلت أن أجعلك
    ذكرى .. فمازلت في حياتي كيانًا نابضًا حيًا أشعر بكل شيء فيه !
    يمكن أن يصبح السحاب إحساسًا خريفيًا رائعًا .. ويمكن أن يصبح شيئًا كئيبًا
    يملأ القلوب بالوحشة .. والفرق بين الاثنين هو الأسلوب الذي نرسم به
    الأشياء في عيوننا لنراها.

    هناك لحظات قليلة من الزمن تشعرنا أننا نخلق من جديد ونعيد ترتيب
    العمر والبشر والأشياء.

    والحب هو الدقيقة التي أتحكم في كل ثوانيها .. والحلم هو العام
    الذي يشطرنا شرقًا وغربًا.
    الحب هو اللحظة التي أملك كل تفاصيلها .. والحلم هو
    المسافات البعيدة التي تحملنا للمستحيل.
    وأنا أحبك حتى لو خذلتني أحلامي .. وتسربت مني ..
    وأصبحت أطاردها كالمجنون في الطرقات.




    هناك ثلاثة أشياء تقتل الحب وإن اختلفت درجتها..

    الإهمال.. والجفاء.. والخيانة.

    وقد يكون الإهمال فعلًا غير مقصود خاصة في ظروف
    الحياة الحالية وما فيها من مشاغل .. وقد يتحول الإهمال
    إلى سد يزداد مع الأيام ارتفاعًا حتى يحجب الرؤية ..
    وتتوه الملامح .. وتتراجع المشاعر .. ويموت الحب إما
    عن قصد.. أو غير قصد..
    والنتيجة واحدة.
    وفي أحيان كثيرة يتحول الإهمال المقصود إلى شيء آخر
    نسميه الجفاء.. وهو إحساس يكبر داخلنا أمام الإصرار على
    الإهمال .. وفي أحيان كثيرة يتمثل الإهمال في درجة من درجات
    البعد المقصود.. ومع الوقت يتحول البعد إلى جفاء.. والجفاء
    أيضًا يقتل الحب.. وأخطر ما في الجفاء اللامبالاة .. لأن الإنسان
    يشعر في ذلك الوقت أن الأشياء تساوت فأصبح القرب لا يختلف
    كثيرًا عن البعد .. وهنا يموت الحب بسرعة غريبة .. وربما نرك
    بعده ظلالًا كثيرة من الإحباط والمرارة.
    ونهاية الحب هي التي تترك آثاره .. ولهذا تختلف آثار النهاية حسب
    كل حالة .. فقد ينتهي الحب نهاية مؤلمة ولا يبقى منه إلا الرماد ..
    وقد ينتهي الحب في الواقع ليبدأ رحلة جديدة هي ما نسميه الذكرى.

    والفرق بين الرماد.. والذكرى هو الفرق بين نهاية تركت جراحًا ..
    ونهاية أخرى تركت أجمل الأشياء فينا وصارت أكبر من النسيان.

    أما الخيانة فهي الجريمة التي تحمل الحب إلى حبل المشنقة دون
    حكم أو دفاع أو قضية.

    إن الخيانة جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد.. وليس فيها
    دفاع أو محاكمة .. خاصةً إذا ثبتت أدلتها وجوانب الفعل فيها ..
    ومن الصعب جدًا أن نصدر عفوًا أو تسامحًا حول هذه الجريمة ..
    حتى لو تصورنا أن ذلك ممكن.

    الخيانة هي الضربة القاضية التي تجهض الحب تمامًا.



    لا ينبغي أبدًا أن نترك الواقع يحاصرنا وإذا كنا غير قادرين
    أن نواجه ملامحه القبيحة فيجب ألا نفقد إيماننا بقدراتنا
    على أن نواصل أحلامنا في زمن أجمل.
    إن الإنسان يخطئ كثيرًا إذا وضع كل حساباته على اليوم..
    فالزمن كائن ممتد لا أول له ولا آخر .. هذا اليوم الذي نعيشه كان
    بالأمس طيفًا .. وغدًا يصبح ذكرى .. ومادام الإنسان قادرًا على
    أن يحلم .. ويعطي ويحب .. فلا ينبغي أبدًا أن يجلس على أطلال
    يوم موحش ويبكي عليه.. لدينا الأمس بذكرياته .. ولدينا الغد بكل
    الأمل فيه .. ولدينا الحياة باتساعها.. ولدينا البشر باختلاف
    جوانب القبح فيهم .. المهم ألا نقف عند نقطة واحدة ونتصور أنها
    نهاية الكون .. فليس للكون نهاية!
    التعديل الأخير تم بواسطة Ash..!! ; 10-4-2010 الساعة 10:44 AM

  3. #3

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    بعضٌ من قصائده الشعرية !

    ديوان " دائمًا أنتِ بقلبي "


    لو أننا . .

    لو أنَّنَا يومًا
    نَسجنَا عُشَّنَا
    عبرَ الأثيرِ
    على رُبَا الأزهارِ
    لو أنَّنَا يومًا
    جعلنَا عمرنََا
    بين الظلالِ
    كروضةِ الأشعارِ
    لو أننا عُدنا
    إلى أحلامنا
    سَكرْى نُنَاجيها
    مع الأطيار
    لو أننا صرنا
    خمائلٌ أسدلتْ
    أهدابها
    فوق الغدير الجارِي
    لو أننا طِفلانِ
    في أحزاننا
    ننسَى الحَياةَ
    على صَدى مزمارِ
    لو أنَّ حُبك
    عاشَ يَسْكرُ من دمي
    ويصولُ كَيف يشاءُ
    في أفكاري
    لو أن قَلبكِ
    ظل مرْفأَ عمرِنا
    نُلقي عليه
    متاعبُ الأسفارِ
    لو أننا عند المساء سحابةٌ
    ترنُو إلى همسِِ الهلالِ الساري
    لو أننا لحنٌ على أنغامهِ
    نامَ الزمان وتاه في الأسرارِ
    لو أننا ...
    لو أننا ...
    لو أننا ...
    ما أسهل الشَّكوى من الأقدارِ.


    دائمًا . . .
    أنت بقلبي


    قبل أن يرحبَ
    في يأسٍ هوانا
    قبل أن تنهارَ
    في خوف خُطانا
    قبل أن أبحث عنكِ
    بين أنقاضِ صبانا
    خبريني ..
    كيف ألقاكِ
    إذا تاهت رؤانا
    وانطوت أحلامُنا الثكلى
    رمادًا .. في دِمانا
    في زمانِ
    ماتت البسمةُ فيه
    وغدا العمرُ .. هوانا
    خبريني ..
    عندما يُصبح بيتي
    في جنونِ الليل
    أشلاء عبير
    منهكَ الأنفاس
    كالطفلِ الصغير
    كيف ألقاكِ
    إذا صارت أمانينا
    دماءٌ في غديرٌ
    نشرب الأحزانَ منها
    تقتل الأفراح فينا
    والضميرْ ..
    ***
    من سنين
    عشتُ يا عمري
    أخافُ من الضياع
    عندما أدفنُ بعضي
    في سحاباِ وداعْ
    عندما أشعرُ أني
    صرتُ أنقاضَ شعاعْ
    عندما تغدو أمانينا
    فتاةٌ بين أحضانِ الظلامْ
    عندما يغرق قلبي
    في دموعٍ لا تنامْ
    عندما أُصبح شيئًا
    كسطورٍ ساقطات
    كفُتَاتِ .. من كلامْ
    ربما أبحثْ عنكِ
    بينَ أحضانِ كتابْ
    ربما ألقاكِ
    في عمري سرابْ
    من حكاياتِ صحابْ
    عندما يصبِح قََلبي
    بين خوفِ الناسِ
    كالأرضِ الخرابْ
    ربما ألقاكِ
    في الأرضِ الخرابْ !!
    سوف ألقَاك
    ضياءً
    في عيونِ الناس
    يغتال الدموعْ
    رغم كلِ الحزنِ
    يغتالُ الدموعْ
    سوف ألقاكِ حياةً
    في زمانِ
    ميِّتِ الأنفاسِ
    ممسوخِ الرفاتْ
    سوف ألقاكِ عبيرًا
    بين يأسِ الناسِ
    عذبَ الأُمنياتْ
    دائمًا أنتِ بقلبي
    رغم أن الأرض ماتتْ
    رغم أن الحُلمَ .. مات
    ربما ألقاكِ يومًا
    في دموعِ الكلماتْ !!

    لا أنت أنت ..
    ولا الزمان هو الزمان

    أنفاسُنا
    في الأفقِ حائرةٌ ..
    تُفتش عن مكانْ
    جُثَثُ السنينِ تنامً بينَ ضلوعِنا
    فأشُم رائحةٌ
    لشيء ماتَ في قلبي
    وتسقطُ دمعتان
    فالعطر عطركِ والمكان.. هو المكان
    لكن شيئًا قد تكسر بيننا
    لا أنتِ أنتِ ..
    ولا الزمانُ هو الزمانْ
    ***
    عيناكِ هاربتانِ
    من ثأرٍ قديمْ
    في الوجهِ سردابٌ عميقْ ..
    وتلالُ أحزانِ وحلمٌ زائفٌ
    ودموعُ قنديلٍ يفتشُ عن بريقْ..
    عيناكِ كالتمثَال
    يروي قصةٌ عبرت
    ولا يدري الكلام
    وعلى شواطئها بقايا من حُطامْ
    فالحلمُ سافرَ من سنينْ
    والشاطئ المسكينُ
    ينتظرُ المسافرَ أن يعود
    وشواطئ الأحلامِ قد سَئِمَتْ
    كهوفَ الانتظار
    الشاطئُ المسكينُ
    يشعرُ بالدوارْ ..
    ***
    لا تسأليني ...
    كيف ضاع الحبُّ منَّا
    في الطريقْ
    يأتي إلينا الحبُّ
    لا ندري لماذا جاء
    قد يمضي ويتركُنا رمادًا من حريق ..
    فالحبُ أمواجٌ .. وشطآن
    وأعشابٌ ..
    ورائحةٌ تفوحُ من الغريقْ
    ***
    العطرُ عطرُكِ
    والمكانُ هو المكانْ
    واللحنُ نفسُ اللحنِ
    أسكَرنَا وعربدَ في جَوانِحِنَا
    لكنََّ شيئًا
    من رحيق الأمسِ ضاعْ
    حُلمٌ تراجعَ .. !
    توبةٌ فسدتْ!
    ضميرٌ ماتَ!
    ليلٌ في دروبِ اليأسِ
    يلتهمُ الشعاعْ
    الحبُّ في أعمَاقِنَا
    طفلٌ تشردَ كالضَياعْ
    نحيا الوداعَ ولم نكن
    يومًا نُفَكرُ في الوداعْ
    ماذا يفيدُ
    إذا قَضَينَا العمرَ أصنامًا
    يُحاصِرُنا مكانْ
    لِمَ لا نقولُ أمامَ كًُلِّ الناسِ
    ضَلَّ الراهبانْ
    لِمَ لا نقولُ حبيبتي
    قد ماتَ فينَا العاشقانْ
    فالعطرُ عطرُكِ
    والمكانُ هو المكانْ
    لكنني ..
    ما عدتُ أشعرُ في ربوعِكِ بالأمان
    شيءٌ تَكَسر بينَنَا
    لا أنتِ أنتِ
    ولا الزمانُ الزمانْ.

    كان حلمًا..

    وتبكينَ حبًا ..
    مضى عنكِ يومًا
    وسافرَ عنكِ لدنيا المُحَالْ ..
    لقد كان حُلمًا ..
    وهل في الحياةِ ..
    سوى الوهم .. يا طفلتي .. والخيالْ
    وما العمر
    يا أطهر الناسِ إلا
    سحابةَ صيفٍ كثيف الظلالْ
    وتبكين حبًا ..
    طواه الخريف
    وكلُّ الذي بينَنَا .. للزوالْ
    فمن قال في العمرِ
    شيءٌ يدومُ
    تذوبُ الأماني
    ويبقى السؤالْ
    لماذا أتيتُ
    إذا كان حلمي
    غدًا سوف يُصبِحُ ..
    بعضَ الرمالْ .. ؟!


    ضحايا الزمان

    دَعينا من الأمسِ ..
    كُنا .. وكانَّ ..
    ولا تذكر الجُرحَ ..
    فاتَ الأوان.
    تعالي نسامرُ عمرًا قديمًا
    فلا أنتِ خُنتِ ..
    ولا القلبُ خانْ ..
    وقد يَسألونَكِ
    أين الأماني ..
    وأين بحارُ الهوى .. والحنانْ
    فقولي تلاشتْ
    وصارتْ رمادًا
    لتملأ بالعطر .. هذا المكانْ
    رَسَمْنَا عليهًا
    جراحًا .. وحلمًا ..
    كتبنا عليهِ ..
    " ضَحَايا الزمانْ "

    ديوان " زمان القهر علمني "

    أنشودة المغني القديم



    يَقُوُلونَ سَافِرْ ..
    فمهْما عَشِقْتَ
    نهايةُ عشقِكَ حُزنٌ ثقِيلْ
    ستغْدو عَلَيْها زمَانًا مُشَاعًا
    فَحُلمُك بالصًّبحِ
    وهْمٌ جَميِلْ
    فكلُّ السَّواقِي التي أطرَبتْكَ
    تَلَاشى غِنَاهَا
    وكلُّ الأمَانِي التيِ أرَّقَتْكَ ..
    نَسِيتَ ضِياهَا
    ووجْهُ الحَياةِ القدِيمُ البرِيءْ
    ***
    يَقُولُونَ سَافِر ...
    فَمَهْمَا تَمادَى بِكَ العُمْرُ فِيهَا
    وَحَلَّقتَ بالنَّاس بَيْنَ الأملْ
    سَتُصْبِحُ يَومًا
    نَشِيدًا قَديِمًا
    وَيَطْويكَ بالصَّمْتِ
    كهْف الأجَلْ
    زَمانُكَ ولَّى وَأصْبحْتَ ضيفًْا
    وَلَنْ يُنجبَ الزَّيفُ ..
    إلَّا الدَّجلْ ..

    أريدكِ عمري ..

    هُوَ الدَّهرُ يَبْني
    قُصورَ الِّرمالِ
    ويَهدِمُ بالموْتِ .. ما شيَّدا
    تَعاَلىْ نشُمُّ رَحيقَ السِّنِين
    فسَوفَ نَراهُ رَمَادًا غَدًا
    هُو العَامُ يْسكبُ دَمْعَ الوَدَاعِ
    تعالي نَمُدًّ إليهِ اليَدَا
    وَلا تسْألي اللَّحنَ
    كَيْفَ اْنتهَى
    وَلا تَسألِيهِ ..
    لماذا ابْتدا
    .
    .
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة Ash..!! ; 10-4-2010 الساعة 10:45 AM

  4. #4

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    ديوان "شيء سيبقى بيننا"
    كنتِ يومًا
    كنت يوما ثم لم تعودي
    لا ... لم تعودي ذلك العصفور يسكن
    أعشاش أيامي ويتركني وحيدا للظلال
    لا ... لم تعودي قطرة الماء الخجولة
    تستبيح الزهرة البيضاء
    ثم تعود تلقي نفسها فوق الرمال
    لا ... لم تعودي ذلك الحلم المعربد بين أوهامي
    يمنيني ويتركني وحيدًا للسؤال
    لا ... لم تعودي قطعة مني إذا ما جئت أشطرها
    تقتلني ... ويمزقني المحال
    لا ... لم تعودي هداية القلب العذب
    بين أشباح الغواية والضلال
    فالآن أنت أمام عيني لوحة سوداء ماتت
    مات اللون فيها والخيال
    فأنا دفنتك من سنين بين اعماقي
    وكفنت فيك الجمال

    بقايا بقايا

    لماذا أراكِ وملءُ عيوني
    دموعُ الوداعْ
    لماذا أراكِ وقد صرتِ شيئًا
    بعيدًا .. بعيدًا ..
    توارى .. وضاعْ
    تطوفين في العمر مثلَ الشعاعْ
    أحسكِ نبضًا
    وألقاكِ دفئًا
    وأشعرُ بعدكِ .. أني الضياعْ
    ***
    لماذا أراكِ على كل شيءٍ
    كأنكِ في الأرضِ كلُّ البشرْ
    كأنكِ دربٌ بغيرِ انتهاء
    وأني خُلقتُ لهذا السفر ...
    إذا كنتُ أهربً منكِ .. إِليكِ
    فقولي بربكِ .. أين المفر ؟!

    لأنكِ.. مني

    بعيدانِ نحن ومهما افترقنا
    فما زال في راحتيكِ الأمانْ
    تغيبين عني وكم من قريبٍ
    يغيبُ وإن كان ملءَ المكان
    فلا البعد يعني غيابَ الوجود
    ولا الشوقُ يعرفُ .. قيدَ الزمانْ

    ديوان " كانت لنا أوطان"

    أبحثُ عن شيءٍ يؤنِسني ..
    فِي هذا الزَّمَنِ المَجْنُونْ
    كَثيرًا مَا أَلمحُ نفسِي فَوْقَ الأوْرَاقْ
    فَأرَاهَا تَبْكِي خَلْف العَينِ
    وَتَصْرُخُ حُزنًا فِي الأحداقْ
    وأرَاهَا فِي صَدْرِي حُلمًا
    يَتَكَسَّرُ مِنِّي في الأعماقْ
    قَدْ كُنتُ أرَاهَا حِينَ أحِبُّ
    وّحينَ أضيعُ .. وَحين أمُوتُ مِنَ الأشوَاقْ
    قَلبِي عَانَدَني منْ زَمنٍ
    مَا عَادَ يُحِبُّ .. وَلا يَشتَاقْ ..
    أحزانُ ليلةٍ مُمطِرة

    إِنِّي سأرْحَلُ
    عِندمَا يَأتِي قِطَارُ اللَّيْلِِ
    لا تبكِي لأجلي ..
    لا تَلومِي الحَظَّ إن يَومًا غَدَرْ
    فأنَا وَحِيدٌ فِي ليالِي البَرْدِ
    حَتَّى الحُزْنُ صَادَقَني زَمَانًا
    ثُمَّ في سَأمٍ .. هَجرْ
    إِنِّي أحبكِ
    رغم أن الحُب سُلطانٌ عَظِيم
    عَاشَ مَطْرودًا
    وكَم دَاستْه أقدَامُ البَشر ..
    إنِّي أحِبُّكِ ..
    فاتْركينِي الآنَ فِي عَينَيْك أغْفُو
    إنَّ خَلْفَ البَابِ أحْزانًا وعُمرًا يَنتَحِرْ
    كُلُّ العَصَافِيرِ الجَمِيلةِ أعدَمُوهَا
    فَوْقَ أغصَانِ الشَّجَر ..
    كُلُّ الخَفَافيشِ الكََئِيبةِ
    تمْلأُ الشُّطْآنَ ..
    تَعْبَثُ فَوقَ أشلاَءِ النَّهر

    ديوان "وللأشواق عودة"

    أين أيامك؟

    سيمحو الموجُ أقدامي
    كما يغتالُ أقدامك
    ويدفن بينها حلمي
    رفاتًا بين أحلامك
    وتبقى بعدَنا الذكرى
    تُسائِلُ أين أيامكْ؟!

    مع العراف

    لماذا صارت الأحلامُ أشواكًا
    تُمزقنا بأيدينا ؟!
    لماذا نترُك الأحزانَ تقهرُنا
    وتصفعنَا .. وتُلقينا!؟
    لماذا نقتلُ الأشواقَ . .
    والنجوَى لهيبٌ في مآقينا؟
    لماذا نكره الأحياءَ . . والموتََى
    ونكره كُلَّ ما فينا ؟
    كأنَّ الأرضَ لم تُنْجِبْ
    سوى زمن يُعادينا
    وظل الليلُ بالأحزانِ
    يَسْقينا .. ويَسقينا
    وطيفُ اليأْسِ بالكلماتِ ..
    يُغرِينَا .. وَيُغرينَا
    ذهبتُ اليومَ للعرّافِ أسألهُ ..
    لماذا ترفع الأحزانُ قامَتَها بوادِينَا!؟
    دنا العرافُ في همس
    وقالَ : الخوفُ يا ولدي
    أراه الآنَ يقتُلنَا ويهزمنا .. ويُردينا
    لأن الله يَخلقنا ويُطعمنا .. ويسقينا
    ولا نرضى بأن نَبقَى له دومًا مُطيعينا
    دَعونا نطلقِ الكلماتِ ترحمُنَا .. تُواسينا
    دَعُونَا نرفضِ الأشياءَ
    مثلَ الناس .. أو نحكي مآسينا
    لماذا يأْكلُ الصبَّارُ أزهارًا
    رعاها كُلُّ مافينا؟!
    حياةُ الناس أُغنيةٌ
    وما جدوَى أغانينَا ؟
    وليلُ الصمْت يخنقنا
    ويطحننا .. ويُبْكينا
    ***
    رَعَيْنَا الحُبَّ في أرض
    عشقناها .. مُحبينا
    جعلناها سفينتنا .. رأيناها مراسينا
    تركنا الظلمَ ينخرها
    لتغرق بين أيدينَا
    وهبنا النيلَ قُربانا
    جعلنا ماءَهُ طينا
    تركنا الفقرَ يهزمنا
    يعربدُ في أمانينا
    وقلبي بات يسألني
    متى الأفراحُ تُحيينا ؟
    متى ستضيء قريتُنَا؟ .. متى تشدو ليالينا؟
    فدمعي قد غَدَا نارًا .. ودربي صارَ سِكِّينَا
    وجوعُ الطفل يجعلني أُسَائِل أدمْعي حينًا :
    لماذا الفقرُ يا ولدي يُدمر كلَّ ما فينا ؟!!

    وتهدأُ الأحزانْ


    إِنْ ضاقَ العمرُ بأحزاني
    أو تاهَ الدمعُ بأجفاني
    أو صرتُ وحيدًا في نفسي
    وغدوتُ بقايا إِنسانِ
    سأعودُ أداعبُ أيكتَنَا
    وأعودُ أرددُ ألحاني
    وأعانقُ دربًا يعرِفني
    وعليه ستهدأُ أحزاني

    عندما يغفو القدر

    ولقد رَجعتُ الآن أذكر عهْدنا
    من خانَ منا .. مَن تنكَّر .. من هجَرْ
    فوجدتُ قلبكِ كالشتاء إذا صَفَا
    سيعودُ يعصفُ بالطيورِ .. وبالشجْر
    يومًا تحملتُ البعادَ مَعَ الجفا
    مَاذَا سأفعلُ خبريني .. بالسهرْ؟!
    ***
    ورجعتُ أذكرُ في الربيعِ عهودَنا
    وسألتُ مَارسَ : كيف عُدتَ بلا زَهَرْ؟
    ونظرتُ لليل الجَحودِ .. وراعَني
    الليلُ يقطَع بالظلامِ يدَ القمرْ
    والأغنياتُ الحائراتُ توقفتْ
    فوقَ النسيم .. وأغمضت عيْنَ الوترْ
    وكأنَّ عهدَ الحبِّ كان سحابةً
    عاشت سنينَ العُمْر تحلُم بالمطرْ
    من خَانَ منَّا؟ .. صدِّقيني .. إنني
    ما زلتُ أسألُ : أين قلبُك.. هل غدرْ؟
    فلتسأليهِ إذا خلاَ لكِ ساعَةً
    كيفَ الربيعُ يغتالُ الشجْر؟!

    العمر يوم




    العمرُ يومٌ سوف نقضيه معًا
    لا تتركيه يضيعُ في الأحزانِ
    ما العمر يا دنياي إلا ساعةٌ
    ولقد يكون العمرُ بضعَ ثوانِ
    أتُرى يفيدُ الزهرَ بعد رحيلهِ
    حزنُ الربيع .. ولوعة الأغضانِ ؟


    التعديل الأخير تم بواسطة Ash..!! ; 10-4-2010 الساعة 10:22 AM

  5. #5

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    ديوان " لو أننا لم نفترق "

    رحلة النسيان

    الوقت ليل .. و الدقائق بيننا
    زمن طويل حين يسكننا الضجر
    مازلت أنظر للسماء فلا أرى
    غير السحاب..
    و رعشة البرق المسافر .. و المطر
    فالسحب ترتع في السماء .. فينزوي
    ركب النجوم..
    و يختفي وجه القمر
    ما عدت ألمح أي شيء في طريقي
    كلما فتحت عيني
    لاح في قدمي حجر
    إني لأعرف أن دربك شائك
    و بأن هذا القلب
    أرقه الرحيل..
    و هده طول السفر
    إني لأعرف أن حبك لم يزل
    ينساب كالأنهار في عمري
    و يورق كالشجر
    و بأنني سأظل أبحر في عيونك
    رغم أن الموج أرقني زمانًا
    ثم في ألم غدر
    و بأن حبك ..
    مارد كسر الحدود..
    و أسقط القلب المكابر .. و انتصر
    أنا لم أكن أدري
    بأن بداية الدنيا لديك..
    و أن آخرها إليك..
    و أن لقيانا قدر
    ***
    الوقت ليل .. و الشتاء بلا قمر
    نشتاق في سأم الشتاء..
    شعاع دفء حولنا
    نشتاق قنديلا يسامر ليلنا
    نشتاق من يحكى لنا
    من لا يمل حديثنا
    تنساب أغنية
    فتمحو ما تراكم من هوان زماننا
    نهفو لعصفور..
    إذا نامت عيون الناس
    يؤنسنا .. و يشدو حولنا
    نشتاق مدفأة
    تلملم ما تناثر من فتات عظامنا
    نشتاق رفقة مهجة تحنو علينا..
    إن تكاسل في شحوب العمر
    يوما نبضنا
    نشتاق أفراحُا..
    تبدد وحشة الأيام بين ضلوعنا
    نشتاق صدر يحتوينا..
    كلما عصفت بنا أيدي الشتاء
    و شردت أحلامنا
    ***
    الوقت ليل .. و الشتاء بلا قمر
    ماذا سيبقى في صقيع العمر
    غير قصيدة ثكلى..
    يعانقها كتاب؟؟
    و أنامل سكنت على أوتارها
    و ترنحت في الصمت بين دفاتر الذكرى
    فأرقها العذاب
    و بريق أيام
    تعثر بين ضوء الحلم أحيانا..
    و أشباح السراب
    و زمان لقيا..
    طاف كالأنسام حينًا
    ثم بعثره الغياب
    و قصيدة ..
    سئمت سجون الوقت .. فانتفضت
    تحلق في السحاب
    و حكاية عن عاشق..
    رسم الحياة حديقة غناء في أرض خراب
    و أتى الشتاء..
    فأغرق الطرقات
    أسكت أغنيات الشمس
    أوصد فى عيوني كل باب
    الوقت ليل .. و الشتاء بلا قمر
    يأتي الشتاء و عطرها
    فوق المقاعد و المرايا الباكية
    و تطل صورتها على الجدران
    وجهًا فى شموخ الصبح
    عينًا كالسماء الصافية
    أطيافها..
    فى كل ركن تحمل الذكرى
    فتشعل نارها
    أحلام عمر باقية
    الكون يصغر فى عيون الناس
    حين يصير عمر المرء ذكرى
    أو حكايا ماضيه
    فى رحلة النسيان
    تلتئم الجراح و تنطوى..
    إلا جراح القلب تبقى فى الجوانح دامية
    ***
    الوقت جلاد قبيح الوجه
    يرصد خطوتي..
    و شتاؤنا ليلٌ طويل عابث
    ما أسوأه
    لا تسأل الملاح
    حين يغيب فى وسط الظلام
    متى سيدنو مرفأه؟
    لا تسأل القلب الحزين
    و قد تناثر جرحه
    عن أي سر خبأه؟
    لا تسأل الحلم العنيد
    و قد تعثرت الخطى
    من يا ترى .. قبل النهاية أرجأه ؟؟
    فالوقت ليل
    و القناديل الحزينة حولنا
    تبدو عيونًا مطفأه
    لا تكتوي بين الشموع
    و أنت ترسم صورة الأمس البعيد
    على رماد المدفأة
    فالعمر أجمل..
    من عيون حبيبة رحلت
    و أغلى..
    من عذاباتِ امرأة!

    السفر في الليالي المظلمة

    وغدًا تسافر
    والأماني حولنا.. حيرى تذوب
    والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا
    ويعصف بالقلوب
    لم يبق شيء من ظلالك
    غير أطياف ابتسامة
    ظلت على وجهي تواسيه
    وتدعو.. بالسلامة
    * * *
    وغدا سمنضي فوق أمواج الحياة..
    لا نعرف المرسى
    وتاهت كل أطواق النجاة
    لم لم تعلمني السباحة في البحار؟
    لم لم تعلمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟
    والصبر.. يا للصبر حلم زائف..
    وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار
    وغدًا تسافر
    والمنى حولي تذوب
    أتراك تعرف كيف يغتال الهوى
    نبض.. القلوب؟
    والآن تجمع في الحقائب
    عطر أيام.. الهوى
    وعلى المقاعد نامت الذكرى
    على صدر المنى..
    ما كنت أحسب أننا يومًا
    سنرجع.. قبل منتصف الطريق
    ومع النهاية نحمل الماضي
    صغيرًا.. مات منا في حريق..
    وتسافر الأشواق في أوراقنا
    والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا
    ويسرع.. نحونا..
    وعقارب الساعات تصمت..
    قد يتوه الوقت..
    قد يمضي قطار الليل
    قد ننسى.. ونرجع بيتنا
    الدرب أظلم حولنا..
    من يا ترى سيضيء
    هذا الدرب.. حبًا مثلنا؟!
    الدرب أقسم أن يخاصم
    كل شيء.. بعدنا
    وهناك في وسط الطريق شجيرة
    كم ظللت بين الأماني.. عمرنا
    مصباحنا المسكين ودع نبضه..
    ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا
    شرفات مسكننا المسكين تحطمت..
    عاشت أمانينا وذاقت كأسنا
    وبراعم النوار بين دموعها
    ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
    سنعود يوما.. بيتنا؟!
    .
    .
    .


    وانتهيتُ أخيرًا! (:

  6. #6

    الصورة الرمزية للذكرى حنين

    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المـشـــاركــات
    1,537
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    لي عودةٌ

  7. #7

    الصورة الرمزية ~ nina

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    210
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    اسمحي لي يا ملاكي..
    أتنفس فقط و أعود

  8. #8

    الصورة الرمزية طَيْفْ

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    3,603
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    ،

    إذن هذا هو ..!

    آش .. لكِ كل الشكر (L)

    سأعود :')

  9. #9

    الصورة الرمزية Blue_Sky

    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المـشـــاركــات
    828
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    لي عودة..^.^

  10. #10

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    بانتظاركم جميعًا!
    جويندا .. هذا الموضوع إهداءٌ لكلِ محبيه! (:

  11. #11

    الصورة الرمزية Ŧ$ỮҜĪ

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    1,527
    الــــدولــــــــة
    الكويت
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    سَآعُود لآمَحآلّه
    فآنتظِرينِي

  12. #12

    الصورة الرمزية غصنُ البَانِ

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    1,461
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!


    سأعود إن شاءالله ^_^

    والله يا آش، ما وجدتُ أصدقَ و أرقّ من قصائد فاروق..
    أعجبُ منه !
    المهم، لا تريدين شكراً و لكن، من لا يشكر الناس.... تابعي :)
    ،
    كان حلمًا..
    ضحايا الزمان
    أنشودة المغني القديم
    بقايا بقايا
    مع العراف
    عندما يغفو القدر
    ....إلى مالا نهاية
    بصراحة آش، لو تابعتُ و نسختُ و ألصقتُ عناوين قصائده التي تُثملني..
    لما انتهيت..
    آش،،
    أيّتها الرمادية..
    شُكراً ملء السّماء لكِ..
    و لموضوعكِ المُبكي..
    أشكركِ بحق..
    ولا أنسى أسامة =)
    دمتِ في سعادةٍ أبديّة (f)~
    التعديل الأخير تم بواسطة غصنُ البَانِ ; 11-4-2010 الساعة 07:29 AM

  13. #13

    الصورة الرمزية الجواد..إس

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    256
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    أهي _كلها_ كتاباته .. أم كتاباتك أيضا
    لم أفهم جيدا ^^"
    وأي أسامة .. أرجو أن أراه ^^

    ....

    فاروق جويدة ليس من الأناس الليسوا كثيرين جدا الذي قرأت لهم
    سأرى موضوع جويندا كذلك..

    ...

    سأقرؤها قطعة قطعة
    وأرى ما إن لدي تعليقات

    ....

    جهد جبار

    شكرا شكرا

    آش
    التعديل الأخير تم بواسطة الجواد..إس ; 11-4-2010 الساعة 02:55 PM سبب آخر: زيادة

  14. #14

    الصورة الرمزية هالة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,808
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    ما عساني أقول لكِ يا آش .. ما عساني أقول؟

    كأنكِ انتقيتِ لنا فقط ..
    ما عانيت أنا منه .. فشعرتُ أن كل ما كُتبَ هنا موجه لي!

    لو تعلمين عزيزتي .. كم كنتُ في حاجة إلى قراءة هذه الوقفات!

    وقد جعلتني أنظم وبكل فخر .. لمحبي هذا الكاتب : )

    .
    .

    جهدٌ لا بد له أن يُشكر ..

    شكرا جزيلا لكِ آش أنتِ ومن ساعدكِ..
    جزاك المولى عنا خير الجزاء..
    ولا حرمكِ الأجر.
    دمتِ.


  15. #15

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    Smile رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    جميلتي تسوكي.. في انتظاركِ أنا! (:

    غاليتي نهى!
    قصائده كأنها من قلبه لقلبكِ وحدكِ !
    أما الشكر فقد فعلتِ! (:
    فيكفي أنكِ قرأتِ الموضوع كاملًا وهذا
    هو أكبر شكر يا حلوة!
    احترتِ .. في ما الذي عليَّ اختياره!
    أيها أروع .. لكني لم أستطع وضعها كلها
    قصائده كثييرة جدًا وهذا ما حيرني أكثر!
    وبالمناسبة بعض القصائد الأخيرة هنا غير
    كاملة
    فقد تعبتُ من الكتابة .. لم أشأ النقل
    مما
    يوجد في مواقع البحث لأنها لا تأتي متحركة!
    فأخذتها من الكتب مباشرةً!
    قد أكملها.. فقد راقني أن أعجبكم! ^^
    شكرًا نهى!
    شكرًا ودمتِ أنتِ الأخرى في سعادةٍ أبدية! (:

    أهلًا بك جواد!
    هي كتاباته وحده ولا أظنني بمستواه لأضع شيئًا
    من كتاباتي مع كتاباته!
    ربما اختلط عليك الأمر حين ذكرتُ الكتابة ..
    قصدتُ نقلها من الكتب وكتاباتها في الحاسوب !
    أما أسامة فهو أسامة ولا أعرف سواه في مسومس! ^^"
    ولا أتوقع أن تراه هنا.. فهو غير مهتم بهذا الموضوع
    وهذا الفاروق xD!

    في الحقيقة لن يكون لنا نفس الرؤية كما تعلم ..
    لذا لن أمتدحه لك, عليك أن تجرب القراءة له
    لتحكم بنفسك ! (:

    أشكرك جدًا وأرجو أن يعجبك الكاتب وما اخترت من
    كتاباته!


    شكرًا لك جواد.. شكرًا لوجودك!
    كن بخير !

  16. #16

    الصورة الرمزية تأبط شرًا

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    363
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    المداد نزاريّ، والنفس نزاريّ، وبعض العبارات والصور نزارية صِرفة؛ مما يجعله نسخة كربونية منه ما خلا فحش نزار، وانتقاء بعض المواضيع!

    استقراء سريع لبعض ما رأيت هنا! ولي عودة للتحقق، إن شاء الله.
    (لأول مرة أقرأ له، ولأول مرة أقرأ هذا القدر من الشعر الحر؛ فأنا أمقته أيما مقت!)

  17. #17

    الصورة الرمزية R.Aللآبد~

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    37
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    مــ ح ـــــــ ج ــــــــوووز//~

    لي ع ــــــوودهـ //~

    ^^

  18. #18

    الصورة الرمزية المجتهد

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    375
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    قبل ابدا اريد ان اشكر اختي Ashعلى ابداعتها في انتقاء المواضيع الجميلة والرائعة
    المواضيع سفن قد أبحرت في بحار قلبي من مبدعنا الاستاذ الكاتب والشاعر فاروق جويدة الذي
    ابدع في نظري بوصف الرائع لروائع الشعر العربي وخاصة قصيدتي لأنك مني و اريدك عمري
    فالشكر كل الشكر للابداعتك الرائعة....

  19. #19

    الصورة الرمزية Ash..!!

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    877
    الــــدولــــــــة
    ايطاليا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رحلةٌ بين حروفِ كاتب!

    الغالية هالة!
    يميز هذا الكاتب ما قلتُ لنهى كلماتهُ
    كأنها لقلبكِ
    وحدكِ.. أي كأن كلماته موجهةٌ لقارئته أنتِ لا أخرى!
    لكم يسعدني يا عزيزتي أني منحتكِ ما كنتِ تحتاجين
    إليه وأفدتكِ ولو بالقليل! ^^
    جميلٌ جدًا أن تنضمي لمحبيه .. وأهلًا بكِ بينهم! (:
    هالة .. لوجودكِ جزيل الشكر!
    ودعواتكِ هي أكثر ما تمنيته وأتمناه دائمًا!
    فجزاكِ الله خيرًا يا عزيزتي! ^^

    الفاضل Mr.K.K.B
    ربما صحيحةٌ كلماتك والسبب أني لستُ قارئة جيدة
    لنزار.. فذلك الكاتب قليلًا لم أشعر بكلماته قلبية! ^^"
    على عكس الفاروق .. أشعر بروحه بين الكلمات!
    وبما أنها المرة الأولى التي تقرأ له ..
    فأرجو أن ما انتقيتهُ قد كان جيدًا ليجعلك تقرأ هذا
    القدر منه ..!
    شكرًا لحضورك!
    أرحبُ بعودتك وسأكون شاكرة لك ولها! (:

    R.Aللآبد~
    أهلًأ بكِ يا آنسة .. بانتظار عودتكِ !

    المجتهد
    جزيل الشكر والإمتنان لكلماتك اللطيفة!
    وهذا قليلٌ من بحر فاروق ولو استطعتُ
    ووجدتُ الوقت فإني سأكمل! (:


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...