الدكتور يوسف القرضاوي له جملة رائعة
إن من الخيانة لأمتنا اليوم أن نغرقها بالفروع من الجدل مسائل اختلف فيها السابقون
وتنازع فيها اللاحقون ولا أمل أن يتفق فيها المعاصرون في حين ننسى
مشكلات الأمة الكبرى العظيمة التي تؤثر في مستقبلها الفعلي
الذي يتكلم عنه والذي تكلم عنه الدكتور يوسف القرضاوي هو فقه الأولويات
سوف نشرح لكم بأسلوب عملي ما هو فقه الأولويات إذا اعتبرنا أن هذا الإناء
يمثل الوقت لشباب المسلمين
فإذا شغلنا الأمة بأمور مثل من مسائل الفروع
1ـ تغطية الوجه هل هي واجبة أم سنة
2ـ بحكم الأغاني حلال أم حرام
3ـ موضوع إطلاق الحية للرجال هل هي واجبة أم سنة
4ـ نتف الحواجب هل هو حرام أم مكروه
5ـ تقصير الثوب للرجال هل هو واجب أم سنة
و نأتي نتكلم عن الأمور الأساسية التي هي فيها مستقبل الأمة
1ـ أهمية القراءة والعلم
2ـ أهمية القضاء على الرشوة
3ـ إتقان العمل
4ـ الإخلاص
5ـ الخشوع في الصلاة
الان سأعرض الأدوات المستخدمة في التجربة ..
إناء كبير لنملأه بالمطلوب
كؤوس كبير تحتوي على الرمل الذي هو عبارة عن مسائل الفروع
مكعبات عبارة عن المسائل الأساسية
الخطوة الأولى نملأ الإناء بمسائل الفروع وهي الرمل الذي بداخل الكؤوس
نلاحظ أن الإناء امتأ بها ولم يبقى غير مساحة قليلة منه
والان نملأه بالمسائل الأساسية وهي المكعبات
نلاحظ أن الإناء لم يتسع لهذه المكعبات كلها
وبهذا نستنتج أنه إذا شغلنا حياتنا بالمسائل الفرعية قبل الأساسية
لن نستطيع أن نحقق أهدافنا الأساسية
والان سنقوم بالتجربة لكن بالعكس
نقوم أولاً بوضع المكعبات والتي هي المسائل الأساسية
نجد أن الإناء قد اتسع لها
وبعد ذلك نفرغ الرمل من الكؤوس الكبيرة والتي هي المسائل الفرعية
ونلاحظ أن الإناء قد اتسع لها أيضاً
وبالتالي نستنتج أنه علينا أن نحدد الأمور الأساسية في حياتنا ونبدأ بتحقيقها
ثم نهتم ونتفرغ للأمور الفرعية ولا نشغل بالنا فيها أولاً
لأنه إن أنهينا الأساس يتبقى لدينا متسع من الوقت للفرع
من علامات اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل
عن القيام بالحقوق والواجبات
بن عطاء الاسكندري
إعادة نفس الموقف لكن بإعادة ترتيب الأولويات
فهذا ما فعله سلفنا الصالح وهذا ما فعلته الأمة الإسلامية في عزها فقد شغلوا نفسهم بالأساسيات
أولا سيطروا على العالم ملكوا الدنيا وما فيها ثم أصبح لديهم مزيد من الوقت للحديث عن مسائل الفروع
يجب تحديد الأولويات
من ضمن فقه الأولويات تعاملنا مع القران الكريم أيهما أفضل أن تختم القران بدون تدبر
أو أن تقرا آية واحدة لكن بتدبر
فابن القيم يجيب على هذا فيقول
قراءة آية بتفكر وتدبر خير من قراءة ختمة بغير تدبر فهي أنفع للقلب واقرب إلى حصول الإيمان وتذوق حلاوته
يجب أن يكون شاننا كم مرة تأثر قلبنا بالقران وليس كم مرة ختمنا فيها القران
فعلينا أن نطور من تعاملنا مع القران الكريم بعدد المرات التي نبكي فيها عند قراءة القران
المفضلات