بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأنك قلب واحد يحل جسدا واحدا لايتحول إلى غيره أبدا , وعندما يعيش أيضا بين جدران أربعة , وأمام عالم وهمي (الشبكة ونحوها) , يضمحل إحساسك بالآخرين , بخلاف حياة كل الأولين في الزقاق في السوق عند القرطاسي عند الإسكافي في حوزة البيطار...إلخ هناك حياة , أناس تبيع وتشتري تضحك وتبكي مع بعضها تولد وتكبر وتشيخ ثم تموت وتدفن قرب بعضها حتى في المقابر حياة ..
ما ستجده هنا يخرجك من حيز ذاتك لتعيش حياوات أخر .. إنها فرصة لتعيش بقلب نابض لتعيش عدة مرات .
-------------------------------------------------
هذا
شخص قالب لنسكب فيه قصص أشخاص أخر .
ما طريقة القصص ؟
- تكون من نسج خيالكم .
- عندما يكتب آخر عضو قصة
يضع صورة لقصة جديدة بعنوانها
وتنسج أنت ع غرارها
ثم تضع صورة لقصة جديدة بعنوانها
ليأتي عضو آخر وينسج وهكذا .
يعني رَدٌّ تلو رد .
هل من شروط ؟
- محور القصص أشخاص فقط .
- يمنع القصص الرومانسية والغير لائقه بنا كمسلمين والرمزية.
-يسمح بأي أسلوب قصصي (السرد , ضمير المتكلم ...إلخ).
-طول القصة وقصرها ليس مشروطا ما دامت تحوي مفهوم القصة.
-تمنع الأحاديث الجانبية إلا ضمن نسجك لقصة .<<كرد الأخت جهاد تحت.
-النقاش حول القصص مفتوح لو بلا إضافتك قصة..ويكون نقاشا بمعنى الكلمة.
-الفصحى فقط..
-عدم استخدام صور مخالفة.
يجدر الإشارة إلى أن هذا الموضوع نتيجة لموضوع سابق من أراد المشاركة به فليتفضل (هنـ فلنصنع قصة ـا) .
ملاحظة :
ضع ردا تفيد فيه بأنك ستضع القصة التالية ثم عدل الرد في مدة لا تتجاوز الساعة (حتى لا يكتب عضوان في وقت واحد )
-------------------------------------------------------------------------------------------------
سأفتتح الموضوع حتى تتضح الصورة بسم الله
عنوان القصة : مذكرات تحت الأنقاض .
مع صياح الديك أطلق مواليد صبيحة يوم السبت صرخاتهم إلا واحدة وهي أنا , بالكاد ولدت أمي وكأنني تشبثت برحم أمي لا أريد الخروج كان لي بدن هزيل ولم يزل لم أستطع الحركة والخروج ولدت أخيرا بعملية قيصرية في مشفى بلدتنا (بلدة أباد ) المتهالك أو بالأحرى لم أع أنه متهالك , ها أنا قد ولدت ولا أدر ما سأواجه .
أمي أصيبت باكتئاب ما بعد الولادة أخبروها أن ابنتها تحتاج لكمية دم كبيرة فقر الدم لديها مرتفع ( أما هذه النقطة فقد تعجبت منها كثيرا ستعرفون أن الدم أصبح في بلدتنا بالمجان ) كما عرفت يعدُ أن أمي لم يشكل أمري ضيرا عندها , فلعلي أموت في مهدي فلا أزيد من هم المعيشة , تبرع رجل فلاح بدمه فأنقذ حياتي -أتمنى أن لا يتحسر على فعلته- , لكن شفتي الأرنبية لم أجد أحدا يتبرع بإنقاذي منها .
قدر لي أن عشت وكبرت درست في مدرسة البنات القريبة من حدود القرية , مستوى المعيشة بيننا متقارب نوعا ما في الحقيقة لم أتصور في حياتي شخصا باذخا كيف يكون شكله ياترى ؟
في الصف الأول الابتدائي :
المعلمة :
-ما اسمك يا عزيزتي ؟
بت أنظر إلى الأرض لم أشأ أن أقول (سارة) إن نطقي لها يضحك الفتيات بتن يلمزنني باسمي .
أقبع دائما في باحة المدرسة الخلفية تحت شجرة عملاقة إنها عظيمة أضحت مركن أحلامي أحب الجلوس تحتها , نعم !
كان هناك عش عصفور كم غمرتني السعادة فقد فرخت عصفورا صغيرا شق البيضة لوحدة كبر وطار لوحده لكني كبرت ولا زلت لم أتحرر من نظرات الآخرين .
أنقذتني كمامة كادر طبي زار بلدتنا :
-أريد كهذه .
نظر إلي وأنا أشير إلى كمامة تتدلى من أذنيه .
زغللت عيناه .
- خذي .
أعطاني إياها وكأنه يختلس .
علا صوت ابن جارتنا الصغير :
-وأنا أريد .
ابتسم إلي الممرض وفر هاربا من تجمهر أطفال يخشاه .
استخدمتها كثيرا لأخفي شفتي المشوهة , حتى كنت أغسلها إلى أن انتهى عمرها تمنيت أن يزورنا الكادر مرة أخرى .
أنقذني هذه المرة فصل الشتاء ابتاعت لي أمي من مزاد الخميس في المنطقة كنزة مستعملة لها رقبة عالية أخفيت فيها نصف وجهي طيلة الشتاء .
حل الصيف لأرغم على خلعها عدت لأطرق رأسي مرة أخرى لا أريد أن يرى أحد وجهي حتى كسرة المرآة المكسورة قذفتها في مستنقع الملاريا (هذا اسمه عندنا ) لا أريد أن أرى وجهي لا أريد .
في الفصل وأمام السبورة وقفت أمينة وصاحباتها يرسمن بالطاباشير حيوانات ونبات , أطرقت رأسي وادعيت النوم حينا كما هي عادتي لكني أسمع لعبهن :
-ارسمي بطة .
-نعم بطة بطة .
يا لسعادتهن وأخذن يضحكن ويكملن.
-حسنا أمم ارسمي وردة .
-هاه رسمتها .
-أمم بقربها أرنب .
- آآ...
-لا لا أرنبة .
رفعت رأسي بسرعة وشخصت ببصري أعرف لم تكن تعنيني لكن...
نظرن إلي وجعلت إحداهن تضحك :
-لا نعنيك , لا نعنيك .
وطفقن يضحكن مثلها .
كاتمت ألمي هربت من الصف إلى تلك العظيمة , ليس الآن ... لقد وجدت ريشا مبعثرا وهرا يلعق فاه .
يا إلهي هل باتت اللغلبة للأضخم ؟
أريد أن أعيش حرة أريد أن أطير .
وعلى مر الأيام في المدرسة ما إن يرينني البنات حتى يهمسن تارة ويسمعنني أخرى :
-أرنبة تقفز .
-انظري في الحشائش هل من أرنبة ؟
-أرنبة ......إلخ .
ما قرأتموه سابقا هو أمر ماض ماض جدا .
أما اليوم فنحن في السنة الخامسة من الحرب .
التي كانت مدرستي هدت .
أمي وأنا فقط هم العائلة الآن توفي أخ أكبر مني يدعى سعد الدين وأبي مات مريضا .
أمينة هي صديقتي الآن في الحقيقة تسكن عندنا أبيدت أسرتها كلها بالقنابل الفيسفورية .
لم يعد أحد الآن يبحلق في وجههي ويعيرني .
أنني أتساءل :
هل فرقت القنابل الأشلاء وجمعت القلوب ؟
هل غبار الفاقة أجلا عيون الناس ؟
كم أحب الأمن !
لكني أفكر .. هل أدعو ليعود الأمن لبلدتي ؟
أريد أن يستمر الناس في طيبتهم لكن أخشى أن تستمر الحرب
وأخشى أن تنقشع الحرب فيعود الناس إلى لمزي ؟
ا.هـ
-----------------------------------------------------------------
للعضو التالي :
قصة بعنوان : طبيب في المناوبة الليلية
تفضلوا
المفضلات