.
.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...

أنتم يا أصحاب التصاميم .. التهمتم الأخضر و اليابس .. حتى لم تدعوا لنا شيئاً نسترزقه .. و ما إن نجد لُقمةَ عيشٍ إلا تقاسمتموها معنا .. بل و التهمتموها عنا .. لا ضركم الله .. ما شاء الله تبارك الله ...

موضوع جميل جداً .. الموت و الموت و الموت .. لا يمر يومٌ واحد .. إلا و أعتقد أنه يوم وفاتي .. و ما إن أصاب بـ شئ إلا و أتخيل أنها إصابة ما قبل الموت .. حتى أن كثرة التفكير في ذلك أثرت علي كثيراً .. لا أعلم فـ هل أنا طبيعي .. أم في وسوسة ؟؟ ...

يحوي الموضوع معلومات لم أقرآها من قبل .. زادت معرفتي كثيراً .. و رفعت يقيني أكثر ...

لإنسان موتتين وحياتين .. قال الله تعالى: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } البقرة -28
كثيراً ما أقرأها .. و لكني لم أفكر فيها من هذا المُنطلق ..


والحديث الذي رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم :
" يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة ،
فيقول : يا رب أشقي أو سعيدٌ ؟ فيكتبان ، فيقول : يا رب أذكر أو أنثى ؟ فيكتبان ،
ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ، تم تطْوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص " .
هذا الحديث .. يجعل قلوبنا تطمئن كثيراً .. فـ كل ما حصل و ما سيحصل .. مُسجلاً مسبقاً .. و لا يرده إلا الدُعاء ..

اللهم اجعلنا من السعداء .. لا من الأشقياء .. فـ نشقى في الدنيا و الآخرة ..

تُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه
أليس هو نفسه الموت ؟؟ .. لا أعلم و لكن هل هناك فرق بين معنى الموت .. و بين معنى الوفاة ؟؟ ...

لا أعلم لكني لم أفهمها جيداً ...

إذا الدنيا وسيلة للآخرة .. والآخرة عاقبة لأعمال الدنيا ..
اللهم فـ اجعلنا خير من يُتقن هذه الوسيلة .. و خير من يحسن استخدامها .. فـ نُفلحَ دنيا و هي الوسيلة .. لـ نُفلحَ آخره و هي المطلب ..


إن الحياة في سبيل الله أعظم من الموت في سبيله
بعضهم له تحفظٌ عليها .. فـما أعظمٌ شئٍ من الموت في سبيل الرحمن ؟ .. قلت بعضهم .. و أنا لستُ من هؤلاء و لا من هؤلاء بل مذبذبٌ بينهم .. حالياً لا أعلم أيٌ القولين أحق ...

من هلع وجزع بذكر الموت إلا أن للموت لحظات جميلة .. وهي للمؤمن خاصة ..
يبتدأ بخلاصه من الدنيا الزائلة ..
كما أنه يرى ملك الموت وملائكة الرحمة بيض الوجوه وبصوره حسنة, ويخرج روحه
بكل يسر وسهوله, ويفوح من كفنه رائحة كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ..
ويفتح باب للجنة في قبره فيأتيه من ريحها و طيبها ، فيفسح له في قبره مد بصره

وأجمله فأجمله لقاء الله عز و جل ..
اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين ...

~ ~

أعجبتني هذه الجملة فـ اقتبستها :
كونه الحقيقة الوحيدة في حياتنا التي لا يصدقها كثير منا

~ ~

اللهم أحيينا حياة السُعداء .. و أمتنا موت الشُهداء ...


بورك طرحكم المبارك .. لا حرمكم الله أجر ما كتبتم .. و ما بذلتم ...

تمنياتي لكم بـ التوفيق ...

ألقاكم .. على خير ...

.
.