هذه أول مواضيعي في المنتدى
من أهم كتاباتي أرجو أن يعجبكم
الظلم ظلمات يوم القيامة...
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي...
كلمات و كلمات في الظلم و وصف سوءه و عاقبته الوخيمة و لكن للأسف نجد أن الظلم سلعة رخيصة في ايدي ذوي النفوذ و السلطة و القوة في مجتمعاتنا و لكن السؤال المطروح الآن..
ما هو أشد نوع من أنواع الظلم؟؟
أعتقد أفظع أنواع الظلم هو أن تحرم إمرأة من ولدها و لعل أكثر من شعرت بمرارة هذا الظلم هي السيدة والدة سيدنا موسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام...
( و أصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)
إنها رغبة تلك المسكينة في حماية وليدها من بطش ذلك الطاغي المتكبر فرعون مصر الذي كان يحرم أمهات بني إسرائيل من أبنائهم الذكور لخوفه من خروج أحدهم و أخذ الأمر و السلطة منه...
فقد يقول قائل أنك جعلت هذا النوع هو الأشد لأنك أم أو إمرأة أو أنثى على الأقل و في يوم ما ستذوقين معنى أن تكوني أما و أنا أقول نعم هو الأشد لربما لهذا السبب و ربما أيضا لأن المرأة مخلوق حساس مرهف وضع الله في قلبها شعور العطف و الحنان تجاه وليدها الضعيف المحتاج للرحمة و الحنان و العون...
فإن حرمانها من هذه النعمة التي منحها الله تعالى إياها لعله بفطر قلبها و يفرغه حزنا و غما على فقيدها الصغير...
و لعل تلك المسكينة تتمنى رؤية وليدها جثة هامدة بين يدها فضلا على أن تلقيه إلى مصير مجهول لا يعلمه إلا الله...
لعلها ترغب بدفنه داخل قلبها المنفطر حزنا عليه و لا تتمنى أن يسقط بين يدي فرعون الطاغية...
فأي شيء أفظع من فقان فلذة كبدك و نور حياتك!!
فأقول لكل من ظلم أما و حرمها من ولدها سواء كان والده أو جده أو عمه أو خاله أو حتى ملكا طاغيا أو قاضيا جائرا أو زعيما متمردا أقول لهم تذكروا ما حدث لفرعون فما حدث له لم يكن قليلا...
إياك ثم إياك أن تحرم أما من ابنها فلكأني بأم موسى ترفع وليدها إلى السماء و هي واقفة في اليم و تدعو على فرعون دعوة مظلومة مكلومة باكية مفطورة القلب على وليدها...
دعت عليه دعوة هزت عرش رب العالمين و قال لها لأنصرنك و لو بعد حين...
و لعل دعوتها تلك كانت سببا في هلاك فرعون في دنياه و عذابه في آخرته.
المفضلات