ريمي: أرد عليك لردكِ على الأخ قطرب، ما دام لم يسلم فسلمي إذن!! ^^ >>> ما شاء الله محامية الأخ قطرب ^^
لكن ليس لأيما سبب و إنما لأنه طرح موضوعاً حساساً للغاية بالنسبة لي، جدتي.... ذكرتني بها سامحك الله، ليس لأنها توفيت فهي ما زالت على قيد الحياة و الحمد لله، إلا أنها كانت لي أماً قبل أمي، و قلباً حانياً أكثر من حضن أمي و بركة تحل على أهل الدار.... أجل، فلم تهتم بي أمي الموظفة بقدر ما كانت جدتي تفعل حين تتركني أمي عندها لتذهب لعملها ثم لا اراها حتى العصر. جدتي... ليس من يد دافئة بقدر دفء راحتيها. و عذوبة صوتها حين كانت تغني لي ،و أنا مرتمية في حضنها، أغانٍ من ذاك الطراز القديم مثل " يلا تنام" و " القطة سيسي"....
جدتي، في كل حرف موسوعة قائمة بحد ذاتها ،فالجيم جمال، و الدال دمعة، و التاء تسبيح و الياء ينبوع. لو أستطيع أن أعود طفلة حتى أمرغ جبيني في تراب الأرض أقبل رجليك، سامحيني على تقصيري و أنا اشاهدك تتألمين بسبب مرضك ثم أقف عاجزة مأخوذة بهول الموقف.... لأني ضعيفة، أجل ضعيفة أمامك لا أستطيع أن أخفي دمعتي إذا ما انهمرت لإدراكي بأنه سوف يحين قريباً ...الفراق.
أدامكِ الله لي و حفظكِ من سوء و عافاكِ مما أصاب ركبيتيك اللتين لم أشهدهما إلا ساجدتين لله تعالى.
عذراً على الاستطراد و لكنك أشعلت من ذكريات الطفولة أعذَبها و أكثرَها حساسية! لم أستطع تمالك نفسي عن البكاء!!! و تلومُني...

ها أنا من بعد أعوامٍ رمام
ليتني كنتُ جماداً لم يشاهد
دفنَ جثمانكَ من تحتِ ركام
خذ عهوداً صادقاتٍ والتزام
قلبكَ الرحبُ سيمضي في طريقي
شعلةً تخفي الظلام
يا تباريح مساءاتِ صبيٍّ
يا نداءات فضاءٍ سرمديٍّ
قبلةٌ قبلَ الختام
رحمه الله و جمعكما في جنانه.
ما شاء الله، اللهم بارك كما عودتنا أخي، لم أعد أستغرب حينما أجد موضوعاً بهذا الإبداع و الجمال. و القوافي تكاد تكون ضرباً من السحر.
صدقاً فاضت عيناي منذ المقطع العاشر... عبرات خانقة تقاتل بعضها للمثول في أسطر حازمة....
شكراً لإبداعك. و إن كان الشكر قليلاً مقابل هذه المتعة الخيالية التي أحسست بها أثناء قراءتي .
الإنتظار قاتل فلا تطل الغياب.
أختكَ
ღ أفنان ღ