باسمه تعالى

تحيّاتي للأخت العزيزة اللّبنانيّة (بكلّ فخر) ღ أفنان ღ ...


صراحة موضوعك هو صرخة بوجّه كلّ من يبني وجهة نظره تجاه الآخر على أساس الأفكار المسبقة أو ما يقال في الإعلام و في مواقع الإنترنت التي في كثير من الأحيان تشوّه صورة لبنان و أهل لبنان عبر نشر أخبار و معلومات و صور في أحيان قليلة قد تكون صحيحة و لكنّها لا تشمل كلّ الشّعب اللّبناني و في كثيرة أخرى تكون كاذبة أو مغلوطة ...

سأكتب مشاركتي شارحاً سبب هذه النّظرة الخاطئة تجاه لبنان بصفتي شابّاً لبنانيّاً، بقيت على أرضه صامداً في أحلك الظّروف و أشدّ الحروب، فلم أعرف غيره وطناً طوال حياتي.
من أسباب النّظرة الخاطئة تجاه لبنان:


1) سيف الإعلام:
فللأسف كما تعلمين، الإعلام اللّبناني "المسيطر" هو إعلام غير إسلامي. قد نجد قناة أو قناتين تمتّ للإسلام بصلة، لكنّها ليست ذات سمعة كبيرة في العالم العربي. القنوات اللّبنانيّة ذات الصّيت الأكبر في العالم العربي هي قنوات لا تلتزم منهجاً أخلاقيّاً بتاتاً بل تعرض الكثير من البرامج و المسلسلات البعيدة عن الدّين و الأخلاق بل و في بعض الأحيان خادشة للحياء و كلّ هذا تحت مسمّى حرّية الرّأي الإعلام ! و للأسف هذه القنوات تستغلّ المناسبات الإسلاميّة كشهر رمضان أو عيد الفطر للتّرويج لأحدث المسلسلات الأجنبيّة و لأجدد الأغنيات المحرّمة و للإعلان عن حفلات المغنيّات و الرّاقصات ! زمن رديء جدّاً ... فماذا تتوقّعين ممّن يشاهد هذه القنوات أن يأخذ صورة عن لبنان ؟

2) مصالح الأعداء:

و هذا أمر متّصل بشدّة مع مسألة وسائل الإعلام. فلبنان كما تعلمين هو محطّ مطامع الأعداء و عزله عن العالم العربيّ هو هدف يسعى له منذ زمن بعيد جدّاً ( و هذا ما ندرسه في مادّة التّاريخ في المدارس .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" /> ). و لمّا لم ينفع الإستعمار و الحروب الأهليّة التي كانت للأعداء اليد الطّولى في إحداثها و الحروب العسكريّة الإسرائيليّة في عزل لبنان عن المحيط العربي بسبب تمسّك اللبنانيين بهويّته العربيّة عامّة و تعدّده الطّائفيّ خاصّة، عمد إلى شراء الإعلام (اللّبنانيّ و الغير لبنانيّ) بالمال و جعله يبثّ الأخبار و المعلومات المغلوطة عن لبنان حتّى تترسّخ الفكرة الخاطئة في عقول العرب فينظرون إليه كحالة شاذّة مسيئة لصورة المسلمين، فلمّا تضرب لبنان أمواج الحرب سيلاقي لبنان عدم اكتراث الكثير من العرب به تحت شعار "كنتم عاراً على العرب و المسلمين" و بالتّالي يتحقّ حلم الأعداء و المستعمرين.

3) قلّة الديّانون بين الشّباب:

لينان غناه بتعدّده الطّائفيّ، و لا يمكننا إلقاء اللّوم فقط على أبناء الطّوائف الغير الإسلاميّة فيما يحدث من تشويه لصورة اللّبنانيين ...
فهنالك مشكلة كبيرة أراها شخصيّاً بحكم تواجدي في الجامعة اللّبنانيّة، ألا و هي أنّ هنالك العديد من أبناء الطّوائف الإسلاميّة الذين يعتزّون بانتمائهم الطّائفيّ الإسلاميّ و لكنّهم لا يمتّون إليها بأيّ صلة فيشوّهون سمعتها !
هنالك الكثير ممّن يرفعون الشّعارات الإسلاميّة لكنّهم يعملون بعكسها، و كثيرات ممّن تشير أسماءهم إلى دينهم الإسلاميّ لكنّهن "يحاربن الحجاب" و يكنّ مثالاً لأجدد صيحات الموضة و الـ Fashion !!!
و يبقى المصاب الأعظم في الممثّلين أو المغنّين و المغنّيات الّذين يعتزّون بدينهم الإسلامي على الملأ أثناء إحيائهم لحفلة من حفلات الفسق و الفجور !
فبات أبناء وطننا ينظرون نظرة خاطئة لإخوانهم في المواطنيّة ...

يفرض علينا مناطق لنسكن فيها فترى "شمال لبنان" و "صيدا" يتمركز فيه السنة بشكل كثيف أما "الضاحية" و "الجنوب" فالشيعة و "جبل لبنان" للدروز و"بيروت" و "زغرتا" و "زحلة" للمسيحية
للأسف هذا التّقسيم الطّائفي كان نتاج الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان طوال 15 سنة. فقبل الحرب كانت بيروت بأكملها موطناً لجميع الطّوائف، كان هنالك مسيحيّون و سنّة يسكنون الضّاحية الجنوبيّة، و كانت توجد بعض القرى الشّيعيّة في أعالي كسروان و المتن، أما الآن فما ينقصنا سوى جدار فصل عنصريّ حتّى يكتمل المنظر الطّائفيّ ! لكن على الأقلّ ما زال هنالك "بعض الخير" كما يقال، فما زالت هنالك بعض القرى التي يقطنها الشّيعة في عكّار و زغرتا، و بعض القرى ذات الأغلبيّة السّنيّة أو المسيحيّة في أقاصي الجنوب و في شمال البقاع، و هنالك عائلات سنيّة عريقة ما زالت تسكن الضّاحية الجنوبيّة، كما أنّ بيروت بدأت (نوعاً ما) بالعودة لما كانت عليه ... و ما ينقصنا إلّا أنّ "نخلّي اللّيرة ترجع تحكي"

ختاماً، أعتذر عن ابتعادي عن الموضوع و لكنّني أردت أن أتحدّث كلبنانيّ عمّا أراه مسبّباً لتشويه الصّورة هذا و أرجو من كلّ من يمرّ على الموضوع من غير اللّبنانيين أن ينشر صورة لبنان الحضاريّ ( ... أو ما زال يسعى لذلك .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />) الغنيّ بتنوّع طوائفه و المليء بالمسلمين المؤمنين الصّالحين .
و أدعو الله أن تكون هذه العاصفة الهوجاء >> التي أخّرت ردّي بسبب قطعها المتواصل للإنترنت << خيراً على الشّعب اللّبنانيّ بأكمله ...

و أخيراً يبقى الشّكر الأكبر لكِ أختي على الموضوع المميّز ...

أخوكم guzo megure