|[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 30
  1. #1

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ،،، وبعد :

    فإن اللحية هي نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم عن النساء ، وجعلها زينة لهم لما تضفي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار.


    وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط ، بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله بإعفائها وتعظيمها، قال تعالى{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } ، فهي من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ، وقد أمر بإعفائها وإرجائها.


    ولكن على الرغم من كل ما جاء في تعظيمها والأمر بإعفائها إلا أن كثيراً من المسلمين - هدانا الله وإياهم - في هذا الزمن قد احتقروا هذه الشعيرة العظيمة وامتهنوها وحلقوها من وجوههم ، والذي لم يحلقها كلها أخذ يتلاعب بها ، فمنهم منيجعلها صغيرة على الذقن ، ومنهم من يجعلها خفيفة كأنها خط أسود خفيف ، ومنهم من يربط شاربه مع لحيته ويجعلها على شكل دائرة!!

    إلى غير ذلك من الأشكال المحزنة والمضحكة في نفس الوقت والتي لا تليق بأي عاقل أن يفعلها بوجهه ، فضلاً عن أن يكون مسلماً قد أمر بتكريمها وإعفائها ، وإنه ليندر أنيرى وجه الإنسان المتأدب بآداب الشريعة الذي يبقي لحيته كما خلقها الله ، فلا حولولا قوة إلا بالله .






    قيمة اللحية ومكانتها عند السلف :

    إن إعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وكذلك الصحابة الكرام والسلف الصالح -رضي الله عنهم أجمعين- ، فلم يذكر عن أحد منهم أنه كان يحلق لحيته ، بل على العكس من ذلك كانوا يعظمونها ويعلون شأنها ، كان قيس بن سعد -رضي الله عنه- رجلاً أمرد لالحية له ، فقال قومه الأنصار : " نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له ، فوالله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية " !!


    وهذا الأحنف بن قيس كان رجلاً عاقلاً حليماً وكان أمرد لا لحية له وكان سيد قومه فقال بعضهم : " وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف "..! ، فلم يذكروا حنفه ولا عوره وإنما ذكروا كراهية ، عدم وجود اللحية عليه ، وما ذلك إلا لأن اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم . وكان الواحد منهم أهون عليه أن تزول رقبته ولا تزول لحيته .


    أما اليوم فكثير من أبناء المسلمين لا يتمنى أن يشترى له لحية بل إنه يدفع الأموال لإزالتها من وجهه ، بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائياً وساق على ذلك آلاف الداراهم!! نعوذ بالله من ذلك .




    أدلة تحريم حلق اللحية :


    قال تعالى { وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ} ، وحلق اللحية أو الأخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله وتمثيل بالشعر أيضاً وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (( من مثّل بالشعر فليس له عن الله خلا ق)) ، قال أهل اللغة : مثل بالشعر صيّره مُثْلة بأن حلقه من الخدود أو نتفه أو غيره بالسواد.


    وقال -صلى الله عليه وسلم- في تحريمها (( خالفوا المشركين ، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب )) متفق عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام (( جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى )) رواه مسلم ، وقال -صلى الله عليه وسلم- (( من لم يأخذ من شاربه فليس منا )) رواه مسلم . وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- يقتضي الوجوب .

    وقال ابن تيمية : يحرم حلق اللحية .
    وقال القرطبي : لا يجوز حلقها ولا نتفها ولاقصها .
    وقال عبد العزيز بن باز : إن تربية اللحية وتوفيرها وإرخائها فرض لا يجوز تركه.
    وقال الألباني -رحمة الله عليه- بعد أن ساق مجموعة من الأدلة على وجوب إعفاء اللحى و حرمة حلقها : " مما لا ريب فيه عند من سلمت فطرته , و حسنت طويته , أن كلاً من الأدلة السالفة الذكر كاف لإثبات وجوب إعفاء اللحية , و حرمة حلقها , فكيف بها مجتمعة " .


    وحلق اللحية ليس من الأمور الصغيرة كما يتوهمه البعض ، بل ربما يكون حلقها أعظم إثماً من بعض المعاصي الأخرى ، لأن حلقها يعتبر من المجاهرة بالمعصية ، وقد لا يتعافى حالقها ولا يغفر له بسبب هذه المجاهرة لقوله-صلى الله عليه وسلم- ((كل أمتى معافى إلا المجاهرين)) .


    إضافة أيضاً إلى أن كراهية اللحية أو الاستهزاء بها وبأهلها يخشى على فاعله من الردة والكفر والعياذ بالله ، لأن من نواقض الإسلام الاستهزاء والسخرية بهدي النبي-صل الله عليه وسلم- أو كراهية ماجاء به ، وحلق اللحية قد ينم على كراهيتها والتخلص منها ، وكراهيتها قد يكون أيضاً سبباً لحبوط الأعمال كما في قوله تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَاأَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } ، فليحذر المسلم من أن يحبط عمله ، أو أن يخرج من الإسلام وهو لا يشعر.


    فيا أخي الحبيب :
    يا من اعتدت على حلق لحيتك ، تب إلى الله من هذا العمل واترك لحيتك كما خلقها الله لك واتبع سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- الذي أمرك بها ، ولا تعرض نفسك لسخط الله وعقابه بسببها ، فكما أنك يا أخي قد أطعت الله في الصلاة والصيام وبعض الواجبات الأخرى فما الذي يمنعك من أن تطيعه كذلك في أمر اللحية؟ أليس الذي أمرك بكلا الحالتين هو الله جل وعلا؟ لماذا تفرق بين أوامره فتطيعه في أمر وتعصيه في آخر؟ أين تعظيم الله؟ أين صدق الإيمان؟ أين الاستجابة للرحمن؟ لماذا هذا التلاعب بأوامر الشرع والاستخفاف بها؟! .


    إن الله قد ذم من يفعل مثل ذلك من أهل الكتاب فقال تعالى{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ، فلا تعرض نفسك أخي الكريم لمثل هذا الذم ، وتتشبه بهم ، والتزم بجميع أوامر الله صغيرها وكبيرها تسعد في الدنيا والآخرة .






    رسالة إلى صاحب صالون الحلاقة :

    أخي صاحب صالون الحلاقة :

    إذا تبين أن حلق اللحية حرام كما هو واضح من الأدلة السابقة ، فإن الأجرة على حلقها أيضاً حرام ، لأن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه ، لذا فاحرص بارك الله فيك أن لايكون صالونك هذا محلاً لحلق لحى المسلمين ومكاناً تباد فيه سنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الذي تبرأ ممن رغب عنها بقوله (( من رغب عن سنتي فليس مني )) ، وأن لا يكون صالونك هذا مكاناً تنقض فيه عروة من عرى الإسلام وواجب من واجبات هذا الدين ، لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } ، ولأن المال المكتسب من هذا العمل حرام سحت لا خير فيه ، قال -صلى الله عليه وسلم- (( كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به)) .


    فكن أخي الحبيب قوي الإيمان بالله قوي التوكل عليه ولا تسمح بحلق اللحى في محلك ، وتأكد أن ربحك لن يتأثر من جراء ذلك بإذن الله ؛ لأن الله تعالى يقول { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)) ، وثق أن الله تعالى لا يمكن أن يخلف وعده أبداً لمن صدق معه ، لكن لابد للإنسان من الصبر وعدم الاستعجال .

    واعلم أن المال الحلال وإن كان قليلاً فهو خير من المال الحرام الكثير وبركته أعظم وأنفع لقوله تعالى { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} .


    وحتى لو فرض أن الربح انخفض قليلاً فليس هذا مبرراً لأن يلجأ المسلم إلى ارتكاب الحرام طمعاً في زيادة ربحه ، بل عليه أن يصبر على ذلك وأن يقنع بما أعطاه الله ويرضى به لأن هذا قد يكون ابتلاءً من الله له ليختبره وليرى مدى قوة إيمانه وتوكله عليه ، وقد يوقفه الله ويبارك له بالقليل أو يفتح له أبواب رزق أخرى لم تخطر له على بال ويغنيه بها نتيجة توكله عليه وعدم ارتكابه للحرام .


    فتنبه أخي لذلك جيداً واحرص على أن تكون ممن يصبر ويقنع بالحلال ويرضى به ولو كان قليلاً ، وإياك إياك أن تجعل حب المال ينسيك ربك وينسيك دينك وينسيك مصيرك ومآلك فإن هذا المال الحرام سيذهب سريعاً وسيبقى عذابه طويلاً .


    يقول ابن القيم : ثم تأمل لما صارت المرأة والرجل إذا أدركا وبلغا اشتركا في نبات العانة ، ثم ينفرد الرجل عن المرأة باللحية ، فإن الله عز وجل لما جعل الرجل قيِّماً على المرأة وجعلها كالخول والعاني ( الأسير ) في يديه ميزه عليها بما فيه المهابة له والعزة والوقار والجلالة ، لكماله وحاجته إلى ذلك ، ومُنعَتْها المرأة لكمال الاستمتاع بها والتلذذ لتبقى نضارة وجهها وحسنه .





    الجمال ليس في حلق اللحى :

    كيف يخلق الله رجلاً ويميّزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله ويتشبه بالنساء وبأعداء الإسلام ويتوهم أن في ذلك زيادة جمال له وأناقة ؟!! { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } .


    وكأن جمال الإنسان وأناقته لا تتم إلا بحلق اللحية أو بتقصيرها وتخفيفها واللعب بها!! والله إن جمال الرجل وبهاءه وهيبته في إبقاء لحيته كما خلقها الله تعالى لأن الله أعلم بما يناسب الرجل لذا خلق له هذه اللحية .


    فكيف يليق بمسلم عاقل أن يرفض ما اختاره الله له؟ أهو اعلم بما يناسبه من الله { أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ } ، ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعماً بدون لحية لم يعجزه ذلك ، ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية ، ولكن بعض الرجال - هدانا الله وإياهم - لا يريدون هذا التكريم وهذا التمييز ، بل يحاربونه ، نسأل الله السلامة والعافية من ذلك .




    فيا أخي المسلم :

    يا من تحلق لحيتك ، كيف يهون عليك أن تفرط في لحيتك التي فيها وقارك ورجولتك وجمالك؟ والله لا يليق ذلك بك وأنت الرجل المسلم العاقل ، ثم قل لي بربك : ماذا ينفعك حلقها؟ هل لك في ذلك أجر وثواب؟ هل لك في ذلك مصلحة دنيوية؟ لماذا تُعرض نفسك للعذاب وأنت في غنى عنه؟ ولماذا تُتعب نفسك، لأن حلاقتها كلها تعب وخسارة وإضاعة وقت ومال! .


    لماذا كل ذلك يا أخي؟ اترك لحيتك في وجهك كما خلقها الله لك ولا داعي لإتعاب نفسك ، هي كم وزنها حتى تزيلها من وجهك؟! هل ثقلت عليك أو شوهت وجهك؟ لا أظن أن شيئاً من ذلك يحصل بسبب اللحية .




    العناد والمخالفة الصريحة :

    رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ((خالفوا المشركين وفرو اللحى وأحفوا الشوارب)) ، ولكن بعض الناس يعارض قوله-صلى الله عليه وسلم- معارضة صريحة وقوية ويقول : لا يا رسول الله ، لا سمعاً ولا طاعة في هذا الأمر!! فيعكس الأمر فيحلق لحيته ويترك شاربه!!.


    فلماذا يا أخي هذا العناد؟ لماذا تخالف هدي نبيك -صلى الله عليه وسلم- ؟ هل أنت في غنى عن هديه عليه الصلاة والسلام ، وهل لك هدي خاص وسنة خاصة؟ والله يا أخي إنه شرف لك أن تكون من أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- المطبقين لسنته.


    ثم اعلم أخي الكريم أن القضية ليست قضية شعر فقط ، إنما القضية قضية استسلام وخضوع لأوامر ، وأتباع لهدي الرسول- صلى الله عليه وسلم- واعتزاز به وانقياد لأوامره.



    وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



    هذه المطوية من إعداد : دار القاسم


    التعديل الأخير تم بواسطة ابن القلعة ; 1-1-2011 الساعة 02:41 PM سبب آخر: تمت تلبية طلبك

  2. #2

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    بوركت أخي عمر .

    الحمد لله أن جمل الله الرجال باللحى، فما بال هؤلاء يحلقونها متشبهين بالنساء ، وعاصين لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذنب الحلق ملازم لهم طالما هم يحلقون .

    فاللحية واجب إعفائها لأنها أمر مطلق من النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر المطلق في علم أصول الفقه يفيد الوجوب ، وحالق اللحية واقع في منكرات عدة منها ، عصيان أمر رسول الله، التشبه بالنساء وقد لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والعكس، ومخالفة سنن الفطرة وغير ذلك.

    هذا ناهيك عن الأضرار التي يقولها الأطباء فيمن يحلق لحيته.

    هدى الله شباب المسلمين.

    بارك الله فيك أخي عمر.

  3. #3

    الصورة الرمزية kaitou1412

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    245
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    الله يجزاك خير ويبارك فيك

  4. #4


    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    3,560
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    جزيت خيراً يا عمور ، رفع الله قدرك

  5. #5

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    بارك الله فيك وجزاك الله جنة النعيم
    وجعلها الله فى ميزان حسناتك
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل صلاة و أتم تسليم

    إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وبصراحة .. بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلي الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته و أقصر ثوبه .. ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. و أسبل ثوبي .. وأدخن.. وجعل هذه الأمور حائلاً بينه وبين الدعوة إلي الله تعالي ونصح المقصرين .. وهذا خطأ من وساوس الشياطين .

    نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه .. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات .

    بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلي أشخاص أن يصلهم الداعية المستقيم .. فأنت وإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلي أن يصلي .. فترك الصلاة كفر .. أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك .

    بل قد يجالس الداعية المستقيم بعض الناس ولا يعلم أنهم يأكلون الربا .. أو يقعون في الفواحش .. أو يتركون الصلاة .. لأنهم يتظاهرون بالخير أمام الصالحين .. أما من رأوه مثلهم فلا يتصنعون أمامه بشيء .. بل يكشفون أمامه أوراقهم .. ويظهرون كل شئ .. أما كيف تنصحهم وتدعوه .. فهذا يكون بأساليب شتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكم أحيانا ً.. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك .. ولا تقل أنا غير ملتزم فكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة .. كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل بن آدم خطاء ..

    ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد ؟!



    وقال أحد الشيوخ :
    خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولني ظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له .. ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم ..

    وقد قال صلي الله عليه وسلم : (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً . )) رواه مسلم .



    وقال أحد الشيوخ :
    أعرف أثنين من الشباب - المقصرين يهديهم الله - هما منذ سنوات إذا أقبل شهر رمضان أو موسم الحج ركبا سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء .. ثم توجها إلي مكة .. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين و أصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهم المسلمين .. ولا أحد يعرف ذلك عنهما ..


    وقال أحد الدعاة :
    طرق علي الباب في آخر الليل .. فخرجت فزعاً فإذا شابُ عليه آثار التقصير والمعصية .. فسألته ماذا تريد ؟! .. فقال : معي في السيارة إثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد احضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب عن أسئلتهما .. !! فقلت .. كيف دعوتهما ؟ .. فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب و الأشرطة حتى أسلما ..


    - وحدثني أحد العاملين فى مكتب للدعوة والإرشاد أن شابا ًمدخناً وعنده معاصٍ أخرى ، ومع
    ذلك فإن هذا الشاب إذا أقبل رمضان جمع تبرعات من التجار ثم اشترى الآف الأشرطة
    وحملها إلى مكاتب الدعوة لتوزيعها خلال نشاطاتهم في رمضان ، طالما اشتكي العاملون
    في مكاتب الدعوة والإرشاد من قلة المتعاونين معهم ، يقسم لي أحدهم : أن بعض العمال
    الكفار ليس بينه وبين الإسلام إلا أن يتفرغ له شخص أسبوعاً أو أسبوعين يأتي به إلي
    مكتب الدعوة لحضور المحاضرات ، ولا يجد المكتب متعاوناً يهتم بمثل هذا .
    بل كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا أهدوا لها كتاباً ولا شريطاً
    عن الإسلام ، فبقيت على كفرها ، وكم من شاب فاجأه الموت وهو تارك للصلاة
    أو مقيم على كبيرة من الكبائر لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه ، وأصحابه
    ما نشطوا في نصيحته .
    وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة بل وأرقام
    الهواتف المشبوهة ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا احتاج إلي من ينصحني
    أنا مقصرة ، إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .. عجباً .
    ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..
    كيف دخل الإسلام إلي أفريقيا والهند والصين !! حتى صارفي الهند مائة مليون مسلم
    ، وفي الصين قريباً من ذلك .. من دعا هؤلاء ؟؟
    إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا من كليات شرعية
    أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود
    والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار .
    لقد سألت مراراً عدداً من العمال الكفار الذين في محطات البنزين أقول لأحدهم : منذ
    متى وأنت في هذه البلاد فيقول : منذ خمس سنوات وسبع سنوات .. فأقول : هل أعطاك
    أحد شريطاً أو كتاباً عن الإسلام منذ جئت إلى هنا ؟! فيعتصر قلبي بقوله : لا .. كل الناس يملئون سياراتهم بالوقود ويذهبون ..
    يا أخي قد تكون مقصراً .. بل قد تستمع إلى الأغاني وقد تدخن وقد تقع فى المعاصي ولكن
    أنت مسلم أولاً و أخيراً ...


    وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم : (( بلغوا عنى ولو آية ... ))

    .. أفلا تحفظ آية فتبلغها .
    إن توزيع الأشرطة ونشر الكتب وتوزيع بطاقات الأذكار أمور لا تحتاج إلى علم .. من منا
    إذا سافر أخذ معه مجوعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها ، والبعض الآخر في مسجد المحطة أو وزعها على السيارات الواقفة .. الناس في الطريق لابد أن يستمعوا إلى أي شئ فكن معيناً لهم على سماع الذكر والخير ..
    من منا إذا رأى كتاباً نافعاً اشترى منه كمية ووزعها في مسجده أو أهداها لزملائه في العمل أو طلابه في المدرسة ..
    وأنا بكلامي هذا لا أسوغ الوقوع في المعاصي أو أج العذر لأصحابها .... ولكن ذكر إن نفعت
    الذكري ولا ينبغي أن تحول المعصية بين صاحبها وبين خدمة هذا الدين ..


    * قصة أبو محجن الثقفي

    أبو محجن الثقفي رضى الله عنه رجل من المسلمين كان قد ابتلى بشرب الخمر وطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول :

    إذا مت فادفني إلي جنب كرمة ترمي عظامي بعد موتي عروقها
    ولا تدفنني في الفلاة فإننــــــي أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهــــــا


    فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن الثقفي رضى الله عنه وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمراً دسها بين متاعه فلما وصلوا القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قائد المسلمين ، وبدأت المراسلات بين الجيشين ، عندها وسوس الشيطان لأبى محجن رضى الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر ، فلما علم به سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه غضب عليه وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل وأغلق عليه في خيمة .

    فلما أبتدأ القتال وسمع أبي محجن صهيل الخيول وصيحات الأبطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق إلي الشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله تعالي .. نعم .. وإن كان عاصياً .. وإن كان مدمن خمر .. إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله فأخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلاً :

    كفى حزناً أن تدحم الخيل بالقنى = وأترك مشدوداً علـــــــي وثاقيــا
    إذا قمت عناني الحديد وغلقــت = مصاريع من دوني تصم المناديا
    وقد كنت ذا مال كثيـــــر وأخوة = وقد تركوني مفرداً لا أخا ليـــــــا
    فلله عهد لا أحيــــــف بعهــــده = لإن فرجت الأ أزور الحوانيــــــا

    ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ..
    فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟؟
    فقال : فكي القيد من رجلي وأعطني البلقاء فرس س فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعى القيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت قيده وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..
    علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين .ز حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله ... نعم مضى أبو محجن ..
    أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يراقب القتال من بعيد ، فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله .. وقال : الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء .. وأبو محجن في القيد والبلقاء في الحبس !! فلما أنتهي القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة
    أبي محجن فرضى عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبداً . فقال أبو محجن : وأنا والله
    لا شربت الخمر أبداً ...
    رضى الله عنهم .......

  6. #6


    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المـشـــاركــات
    834
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    لقد أصبح المسلم الذي يترك لحيته ولا يحلقها محلاً للسخرية في زمننا هذا .
    فاللحية التي ميز الله بها الرجل أصبحت اليوم عيباً لدى الجهلاء وما أكثرهم .
    وأنا شخصياً عانيت كثيراً بسبب عدم حلقي للحيتي .
    عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية كنت ألقى معاملة سيئة من زملائي في الصف .. فهذا يستهزئ وهذا يوصيني بحلق اللحية !!!
    حتى إذا أردت الحديث مع أحدهم يقول وبكل جرأة ( إحلق لحيتك أولاً ثم تكلم بعد ذلك )
    !!
    وأنا لا أعمم هنا ... فهناك من الزملاء من يكن لك كل الإحترام في حديثة معك , والابتسامة لا تفارقه .
    اللهم صل وسلم على محمد .


  7. #7

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أخى عمر على الموضوع المهم
    وبارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك
    فاللحية التي ميز الله بها الرجل أصبحت اليوم عيباً لدى الجهلاء وما أكثرهم .



  8. #8

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    حتى إذا أردت الحديث مع أحدهم يقول وبكل جرأة ( إحلق لحيتك أولاً ثم تكلم بعد ذلك ) !!

    ((دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها))
    ليس كل من ربى لحية مستقيم فالكفار يربون اللحية وليس من أخطأ من المستقيمين يعد خطأه من الدين إنما خطأه لنفسه
    ومن منا لا يخطئ { فكل ابن آدم خطاء وخير الخطآيين التوابون } واللحية من صفات
    الحبيب صلى الله عليه وسلم فهل بعد هذا تستهزأ وتحلق وهي من صفات الرجولة والسجايا الحسنة وفي الجاهلية يعد من حلق لحيته عيبا في رجولته وهم أهل كفر فاظفر بصفات الحبيب صلى الله عليه وسلم وبكرم الأخلاق والصفات ومعاني الرجولة فإن عائشة رضي الله عنها تقول
    (( سبحان الله الذي جمل الرجال باللحى والنساء بالحياء )) واترك عنك من همز ولمز واترك الإستهزاء فهو إثم عظيم وجرم بحق الدين وكفر والعياذ بالله ..



  9. #9

    الصورة الرمزية ALKOON

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    3,015
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    وعليكم السلام ورحمة الله
    جـزاك الله خير الجزاء أخي الكريم على الموضوع
    وفقك الله للخير والصـلاح ~

  10. #10

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    بارك الله فيكم أخوتي جميعاً ،،، من معقب وشاكر ومقيّم ......

    أنار الله دربكم وأعتذر على عدم الرد عليكم ،، لضيق الوقت والإختبارات

    فلا تنسونا من الدعاء

    نراكم على خير وفي أمان الله

  11. #11

    الصورة الرمزية أفنانـْ

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المـشـــاركــات
    1,125
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    ههه حسناً أول فتاة من بين المشاركين و لكن أحببت أن أعقب.

    ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعماً بدون لحية لم يعجزه ذلك ، ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية
    أصبحت اللحية تشوه من قبل الإعلام، هذه البلوى التي يديرها الغرب و يبث من خلالها سمومه ليخرق بها ديننا. أصبح الملتحي ،كالمسلم، شخصاً إرهابياً متطرفاً يقتل و يذبح بدون سبب ، كأنه سفاح سفاك للدماء يجد متعة في ذلك... أليس ذلك مقصوداً ؟؟ لذلك اصبح الكثير يجد نفوراً من الإلتزام بسنة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم بحجة ضرورات مواكبة العصر، و هي لعمري حجة واهية مدحوضة عند كل ذي عقل و لب..

    و لكني سمعت كثيراً من العلماء الذين اثق بهم يقول بأن المحرم هو إزالتها بالكامل، و لكنها يجب أن يكون بقدر قبضة يد أو لا أعلم ما قاله بالضبط ، و يمكن تقصيرها إذا تجاوزت ذلك، على شرط أن تبقى بهذا القدر. فهل لذلك أدلة أم لا ؟
    جزاك الله خيراً


  12. #12


    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المـشـــاركــات
    50
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    طيب يا إخوان لقد اختلفت كثير من الآراء حول حلق اللحية
    و أنا عن نفسي لا أحلقها و لا أعفيها بل أعمل بالوسط و ذلك يكفي من ناحية أنها تميزني عن النساء
    و في نفس الوقت لا تكون إطالتها سبب لقبح المنظر

    و إذا قلنا بأن حلقها حرام فما الدليل الذي نستند عليه في ذلك و لماذا علماء الأزهر و أتباعهم يحلقون لحاهم
    هل يوجد لديهم ما يستندون عليه من أحلية حلق اللحية

    سؤال آخر
    يؤمن البعض بأنه يحرم تقصير اللحية و أن الواجب إعفاؤها تماما و البعض اتجه إلى اكتفاء في الطول أن لا تتجاوز قبضة اليد
    و كان التبرير بأن حلق اللحية من التشبه باليهود
    و لو نراجع أنفسنا نرى أن الحاخامات اليهودية تطيل لحاها

    بصراحة موضوع اللحية حساس و ذلك لأن الكثير لا يكترث بالحكم الشرعي و يحب أن يكون تبع الموضة و يقدم الموضة على الدين
    أشكر صاحب الموضوع على الطرح الجميل و أتمنى أن ألقى ردا على تساؤلاتي

  13. #13

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    شكرا اخي عمر على الموضوع الجميل والرائع

    أسأل الله ان يهدي كل حالق إلى إعفائها فالطاعات واجبة الاداء

    وجميع الأوامر تفيد الوجوب وكل الأحاديث جاءت على هيئة الامر

    شكرا اخي عمر وبالتوفيق

  14. #14

    الصورة الرمزية قُطْرُب

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    463
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
    أحسنتَ
    وأحب أن أعقب
    " أنَّا لا يجب علينا أن نقيم الناس بمظاهرهم "
    وهذا لا يعني بالضرورة رد الحكم ..
    وفقكم الله

  15. #15

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أحسنت وكفيت وأوفيت جزاك الله خيراً
    ومعذرة لم أنوي وضع رداً لأن الموضوع خاص بالرجال " الرجال "
    وما جعلني أن أشارك هو أن هناك للأسف من يتركون ما شرعه الله وبينه رسوله
    صلى الله عليه وسلم ويتجهون لآراء عباد الله ويتخذونهم قدوة وأسوة
    جمهور الفقهاء من أحناف ومالكية وحنابلة وقول عند الشافعية على وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها والكلام في هذه المسألة قليل جدا في كتب الفقه المذهبية والمستقلة وذلك لأنه لم يكن بهم حاجة للخوض في هذه المسألة لأن المجتمع كله-تقريبا-كان ملتحيا عادة أكثر منه عبادة فلم تكن بهم حاجة لحلقها.

    ,من المعروف أن المعتمد عند الشافعية كراهية حلق اللحية لا حرمته .
    ذكر ذلك شيخا المذهب الشافعي: الإمام النووي والإمام الرافعي، وأقرهم عليه المتأخرون كابن حجر الهيتمي والرملي وهما عمدة من جاء بعدهم في الفتوى على المذهب .

    وهذه بعض الأدلة على وجوب إعفاء اللحية
    المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني
    قال رحمه الله
    ...... قرأت منذ بضعة أيام كتاب " الإسلام المصفى " لأحد الكتاب الغيورين على الإسلام - كما يبدو ذلك من كتابه - والحريصين على بقائه نقيا سليما كما كان في عهده صلى الله عليه وسلم فإذا به يقول - بعد أن ساق أحاديث صحيحة في الأمر بإعفاء اللحية مخالفة للمشركين - ما نصه : " والأمر بإعفائها لم يكن إلا من قبل الندب وشأنها شأن كل المظاهر الشكلية التي لا يهتم بها الإسلام ولا يفرضها على أتباعه بل يتركها لأذواقهم وما تتطلبه بيئاتهم وعصورهم " فانظر لهذا الغيور على أحكام الإسلام كيف مهد لنسف الأمر بإعفاء اللحية بأن حمل الأمر بها على الندب أولا ثم زعم أن الإسلام ترك هذا الأمر المندوب لأذواق المسلمين وبيئاتهم فإذا استذوقوه فعلوه لا لأنه أمر به صلى الله عليه وسلم بل لأنه موافق
    لذوقهم وعصرهم وإن لم يستذوقوه تركوه غير مبالين بمخالفتهم لأمره صلى الله عليه وسلم ولو فرض أنه للندب وإني لأخشى أن يكون رأي المؤلف قريبا من هذا وإلا فما باله لم يتعرض لبيان حكم الإعفاء مع كثرة النصوص التي تتعلق به كما يأتي بيانه بينما نراه قد جزم ببيان حكم الختان مع أنه لا نص فيه كما أشار إليه فيما تقدم مع الرد عليه اللهم إلا تعليقه على قوله صلى الله عليه وسلم : " وفروا اللحى . . " : " حمل الفقهاء هذا الأمر على الوجوب وقالوا بحرمة حلق اللحية . . " فإنه ليس صريحا في التعبير عن رأيه الشخصي وبخاصة أنه يعلم أن مخالفة الإعفاء أكثر وأظهر من مخالفة الختان فإن كثيرا من خاصة العلماء والشيوخ قد ابتلوا بالوقوع فيها بل وبالتزين والتجمل بها بل إن بعضهم قد يتجرأ على الإفتاء بجواز حلقها ولاسيما في مصر التي يعيش فيها السيد سابق والأستاذ السمان فهذا وحده كان كافيا في أن يحمله على بيان حكم هذه المخالفة ولذلك فإني أهتبل هذه الفرصة لأبين حكم الشرع فيها وأستحسن أن يكون ذلك بالرد على تلك الفقرة التي نقلتها عن كتاب " الإسلام المصفى " لشديد صلتها بالموضوع فأقول : أولا : ذكر أن الأمر بإعفاء اللحية للندب وقد سمعنا هذا كثيرا من غيره وإبطالا لهذه الدعوى أقول : هذا خلاف ما تقرر في " علم الأصول " : أن الأصل في أوامره صلى الله عليه وسلم الوجوب لقوله تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " وغيره من الأدلة التي لا مجال لذكرها الآن والخروج عن هذا الأصل لا يجوز إلا بدليل صحيح تقوم به الحجة وحضرة الكاتب لم يأت بأي دليل يسوغ
    له خروجه عن هذا الأصل في هذه المسألة اللهم إلا ادعاؤه أن الإسلام لا يهتم بكل المظاهر الشكلية . . ومع أنها دعوى ***** عن الدليل فإنها منقوضة أيضا بأحاديث كثيرة وهو في قولنا : ثانيا : زعم أن كل المظاهر الشكلية لا يهتم بها الإسلام وأن اللحية منها
    أقول : هذا الزعم باطل قطعا لا يشك فيه ذلك أي منصف متجرد عن اتباع الهوى بعد أن يقف على الأحاديث الآتية وكلها صحيحة : 1 - عن ابن عباس قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال "
    أخرج هذه الأحاديث الشيخان في " صحيحيهما " : إلا الأخير منها فتفرد به مسلم وهي مخرجة في " آداب الزفاف " و " حجاب المرأة المسلمة "
    وفي الباب أحاديث كثيرة جدا وهى مادة كتاب : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " لشيخ الإسلام ابن تيمية فليراجعه من شاء
    فهذه نصوص صريحة تبين أن الإسلام قد اهتم بالمظاهر الشكلية اهتماما
    بالغا إلى درجة أنه لعن المخالف فيها فكيف يسوغ مع هذا أن يقال : إن كل المظاهر لا يهتم بها الإسلام . . ؟ إن كان حضرة الكاتب لم يطلع عليها فهو في منتهى الغرابة إذ يجرؤ على الكتابة في هذه المسألة التي لها ما وراءها من الفروع الكثيرة لون أن يراجع ولو مصدرا واحدا من مصادر الإسلام الأساسية وإن كان اطلع عليها فإني أخشى أن يكون جوابه عنها أنها لا توافق الذوق أو يقول : لا يقرها المنطق كما قال ذلك في مسألة نزول عيسى عليه السلام ( ص 75 ) وحينئذ أعترف بأنه لا جواب إلا الشكوى إلى الله تعالى . . مما سبق من النصوص يمكن للمسلم الذي لم تفسد فطرته أن يأخذ منها أدلة كثيرة قاطعة على وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها : أولا : أمر الشارع بإعفائها والأصل في الأمر الوجوب فثبت المدعى
    ثانيا : حرم تشبه الرجال بالنساء وحلق الرجل لحيته فيه تشبه بالنساء فيما هو من أظهر مظاهر أنوثتهن فثبت حرمة حلقها ولزم وجوب إعفائها
    ثالثا : لعن النامصة - وهي التي تنتف شعر حاجبيها أو غير بقصد التجميل - وعلل ذلك بأنه تغيير لخلق الله تعالى والذي يحلق لحيته إنما يفعل ذلك للحسن - زعم - وهو في ذلك يغير خلقة الله تعالى فهو في حكم النامصة تماما ولا فرق إلا في اللفظ ولا أعتقد أنه يوجد اليوم على وجه الأرض ظاهري يجمد على ظاهر اللفظ ولا يمعن النظر في المعنى المقصود منه ولاسيما إذا كان مقرونا بعلة يقتضي عدم الجمود عليه كقوله عليه السلام ههنا : " . . للحسن المغيرات خلق الله "
    وثمة دليل رابع وهو أنه صلى الله عليه وسلم جعل إعفاء اللحية من الفطرة كما جعل منها
    قص الأظفار وحلق العانة وغير ذلك مما رواه مسلم في " صحيحه " ففيه رد صريح على الكاتب ومن ذهب مذهبه أن اللحية من أمور العادات التي يختلف الحكم فيها باختلاف الأزمان والعصور ذلك لأن الفطرة من الأمور التي لا تقبل شرعا التبدل مهما تبدلت الأعراف والعادات : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ( 1 )
    فإن خولفنا في هذا أيضا فإني لا أستبعد أن يأتي يوم يوجد فيه من الشيوخ والكتاب المتأثرين بالجو الفاسد الذي يعيشون فيه وقد سرت فيه عادة إعفاء شعر العانة مكان حلقه وإعفاء اللحية وإطالة الأظافر كالوحوش لا أستبعد أن يأتي يوم يقول فيه بعض أولئك بجواز هذه الأمور المخالفة للفطرة بدعوى أن العصر الذي هم فيه يستذوقها ويستحسنها وأنها من المظاهر الشكلية التي لا يهتم بها الإسلام بل يتركها لأذواقهم يقولون هذا ولو كان من وراء ذلك ضياع الشخصية الإسلامية التي هي من مظاهر قوة الأمة فاللهم هداك .....
    2 - عن عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لعن الله الواصلة والمستوصلة "
    3 - عن ابن مسعود مرفوعا : " لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " 4 - عن عبد الله بن عمرو قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال : " إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما "


    " تمام المنة في التعليق على فقه السنة المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني 1/78 "

    و قال رحمه الله

    خلاصة القول: إن هذا الحديث يدل على أن الأصل في إثبات هلال رمضان يكفي فيه الشاهد الواحد، ولكن ينبغي أن يكون هذا الشاهد معروفاً عند الوالي المسئول الذي يعلم إثبات هلال رمضان اعتماداً منه على هذا الشاهد الواحد.

    وقد سمعتم أن الذي رأى الهلال في هذا الحديث هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وهو صحابي ابن صحابي، وهو معروف عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم تمام المعرفة؛ فلا جرم أنه عليه الصلاة والسلام اعتمد على خبره برؤيته لهلال رمضان، وأثبت بناءً عليه شهر الصيام، لكن ليس كذلك هؤلاء الشهود الذين يشهدون في هذه الأيام؛ لا سيما إذا أردنا أن نطبق شروط المسلمين العدول المنصوص عليها في كتب الفقه، وبعضها بلا شك صواب لا ريب فيه، فإننا لا نستطيع اليوم أن نثبت هلال رمضان إلا بواسطة أفراد قليلين جداً، ولنذكر على ذلك مثلاً نضربه ونحن -كما يقال- نرمي بذلك عصفورين بحجر واحد لقد جاء في كتب الأحناف التنصيص بأن الذي يحلق لحيته لا تقبل شهادته، فهل الحُكام اليوم إذا جاءهم مخبر بإثبات هلال رمضان وهو حليق يقبلون شهادته أم لا يقبلون؟ يقبلون، بينما المنصوص عليه أن هذا لا يقبل شهادته؛ والسبب في ذلك أن حلق اللحية معصية، وهذه المعصية باتفاق الأئمة الأربعة، لا فرق بين أبي حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد ، فكلهم متفقون على أن حلق اللحية معصية؛ لأن في ذلك ارتكاباً لمخالفات عديدة ثابتة في السنة، يكفي في ذلك مثلاً قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( حفوا الشوارب وأعفوا اللحى، وخالفوا اليهود والنصارى ) اليهود والنصارى يحلقون لحاهم فأنتم خالفوهم، الذين يقتلون المسلمين اليوم.
    ولا مؤاخذة من الحاضرين المبتلين بهذه المعصية، فإن الدين النصيحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة! قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، وللأئمة المسلمين وعامتهم ) فنحن من عامة المسلمين يجب على أحدنا أن ينصح الآخرين؛ لأن الدين النصيحة كما سمعتم، لذلك فحلق اللحية معصية باتفاق الأئمة الأربعة، ونص الحنفية فيما علمت وقد يكون آخرون نصوا على ذلك: بأن من حلق لحيته لا تقبل شهادته.
    أما الآن فقد أصبح حلق اللحية أمراً عادياً، وعلى العكس من ذلك أصبح الذي يوفر لحيته موضع نظر غريب جداً من جماهير الناس وكأنه متوحش، وكأنه -كما يقولون اليوم- رجعي، ولا يحسون أبداً أن إعفاء اللحية هو من أمور الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولذلك كان الأنبياء جميعاً و بخاصة آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام -كانوا ذوي لحى، ففي القرآن الكريم: { قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ } [طه:94] إلى آخر الآية، فهارون عليه الصلاة والسلام كسائر الأنبياء كانوا محافظين على هذه الفطرة، فجماهير المسلمين اليوم بسبب غلبة العادات الغربية، حينما غزا الأوروبيون بلاد الإسلام بأبدانهم وبعاداتهم؛ انتشرت هذه العادات الفاجرة الفاسقة، وطبع بها جماهير المسلمين إلا القليل منهم ممن هداهم الله عز وجل، يعرفون أن نبيهم وأن أسوتهم الوحيدة كان ذا لحية جميلة، وأن هذا النبي الكريم أمرهم بأن يعفوا لحاهم ولا يتشبهوا بالكفار.
    لما أصبح أكثر الناس اليوم مبتلين بحلق اللحية رأى هؤلاء الحكام أن يتساهلوا في الموضوع، وأن يقبلوا شهادة حليق اللحية، وأريد من هذا المثال أن أقول: إن هناك تساهلاً في تعديل الشهود، ولذلك فإذا تثبت الحاكم ولم يقتصر في إثبات هلال رمضان على شهادة مسلم واحد فلا مانع من ذلك؛ لأن هذا المسلم سوف لا يكون مثل عبد الله بن عمر بن الخطاب من حيث إيمانه وصدقه ويقظته ونباهته من جهة، ومن جهة أخرى: فسوف لا يكون هذا الشاهد في الغالب معروفاً عند الحاكم كما كان عبد الله بن عمر معروفاً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    دروس للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
    الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - 46 درسا

    ************
    وجوب إعفاء اللحية
    وتحريم حلقها وتقصيرها
    لسماحة الشيخ
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
    فقد ورد إلي سؤال عن حكم حلق اللحية أو قصها، وهل يكون من حلقها متعمدا معتقدا حل ذلك كافر؟ وهل يقتضي حديث ابن عمر رضي الله عنهما وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أم لا يقتضي إلا استحباب الإعفاء؟
    جواب: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: « قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين » متفق على صحته، ورواه البخاري في صحيحه بلفظ: « قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين » ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس » ، وهذا اللفظ في الأحاديث المذكورة يقتضي وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتحريم حلقها وقصها؛ لأن الأصل في الأوامر هو الوجوب، والأصل في النواهي هو التحريم - ما لم يرد ما يدل على خلاف ذلك - وهو المعتمد عند أهل العلم، وقد قال الله سبحانه: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ، وقال عز وجل: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
    قال الإمام أحمد رحمه الله: الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله - يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم - أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على أن الأمر في هذه الأحاديث ونحوها للاستحباب، أما الحديث الذي رواه الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها فهو حديث باطل عند أهل العلم؛ لأن في إسناده رجل يدعى عمر بن هارون البلخي، وهو متهم بالكذب، وقد انفرد بهذا الحديث دون غيره من رواة الأخبار، مع مخالفته للأحاديث الصحيحة فعلم بذلك أنه باطل لا يجوز التعويل عليه، ولا الاحتجاج به في مخالفة السنة الصحيحة، والله المستعان.
    ولا شك أن الحلق أشد في الإثم؛ لأنه استئصال للحية بالكلية، ومبالغة في فعل المنكر، والتشبه بالنساء، أما القص والتخفيف فلا شك أن ذلك منكر، ومخالف للأحاديث الصحيحة، ولكنه دون الحلق.
    أما حكم من فعل ذلك فهو عاص وليس بكافر ولو اعتقد الحل بناء على فهم خاطئ أو تقليد لبعض العلماء، والواجب أن ينصح ويحذر من هذا المنكر؛ لأن حكم اللحية في الجملة فيه خلاف بين أهل العلم هل يجب توفيرها أو يجوز قصها؟ أما الحلق فلا أعلم أحدا من أهل العلم قال بجوازه، ولكن لا يلزم من ذلك كفر من ظن جوازه لجهل أو تقليد، بخلاف الأمور المحرمة المعلومة من الدين بالضرورة لظهور أدلتها، فإن استباحتها كفر أكبر إذا كان المستبيح ممن عاش بين المسلمين، فإن كان ممن عاش بين الكفرة أو في بادية بعيدة عن أهل العلم فإن مثله توضح له الأدلة، فإذا أصر على الاستباحة كفر، ومن أمثلة ذلك: الزنا، والخمر، ولحم الخنزير وأشباهها، فإن هذه الأمور وأمثالها معلوم تحريمها من الدين بالضرورة، وأدلتها ظاهرة في الكتاب والسنة، فلا يلتفت إلى دعوى الجهل بها إذا كان من استحلها مثله لا يجهل ذلك كما تقدم.
    وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع، والعمل الصالح، وأن يمنحنا الفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، إنه سميع قريب..
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فقد سألني بعض الإخوان عن الأسئلة التالية:
    والجواب عن هذه الأسئلة: أن نقول:
    قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أحفوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين » ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس » ، وخرج النسائي في سننه بإسناد صحيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من لم يأخذ من شاربه فليس منا » ، قال العلامة الكبير، والحافظ الشهير: أبو محمد بن حزم : "اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض" .
    والأحاديث في هذا الباب، وكلام أهل العلم فيما يتعلق بإحفاء الشوارب وتوفير اللحى وإكرامها وإرخائها كثير لا يتيسر استقصاء الكثير منه في هذه الرسالة.
    ومما تقدم من الأحاديث، وما نقله ابن حزم من الإجماع - تعلم الجواب عن الأسئلة الثلاثة، وخلاصته: أن تربية اللحية، وتوفيرها، وإرخاءها فرض لا يجوز تركه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وأمره على الوجوب، كما قال الله عز وجل: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .
    وهكذا قص الشارب واجب، وإحفاؤه أفضل، أما توفيره أو اتخاذ الشنبات فذلك لا يجوز؛ لأنه يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم: « قصوا الشوارب »« أحفوا الشوارب »« جزوا الشوارب »« من لم يأخذ من شاربه فليس منا » وهذه الألفاظ الأربعة كلها جاءت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللفظ الأخير: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: « من لم يأخذ من شاربه فليس منا » وعيد شديد وتحذير أكيد، وذلك يوجب للمسلم الحذر مما نهى الله عنه ورسوله، والمبادرة إلى امتثال ما أمر الله به ورسوله، ومن ذلك تعلم أيضا أن إعفاء الشارب واتخاذ الشنبات ذنب من الذنوب ومعصية من المعاصي، وهكذا حلق اللحية وتقصيرها من جملة الذنوب والمعاصي التي تنقص الإيمان وتضعفه ويخشى منها حلول غضب الله ونقمته. وفي الأحاديث المذكورة آنفا الدلالة على أن إطالة الشوارب وحلق اللحى وتقصيرها من مشابهة المجوس والمشركين، والتشبه بهم منكر لا يجوز فعله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من تشبه بقوم فهو منهم » ، وأرجو أن يكون في هذا الجواب كفاية ومقنع. والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 1- هل تربية اللحية واجبة أو جائزة؟ 2- هل حلقها ذنب أو إخلال بالدين ؟ 3- هل حلقها جائز مع تربية الشنب ؟


    **************
    العلامة محمد بن صالح العثيمين
    الخطبة الرابعة في حكم إعفاء اللحية وتغيير الشيب
    للعلامة محمد بن صالح العثيمين

    الحمد لله الذي فطر الخلق على الدين القيم ملة محمد وإبراهيم ، ووفق من شاء برحمته ، فاستقام على هدى النبيين والمرسلين ، وخذل من شاء بحكمته ، فرغب عن هديهم وسنتهم ، وكان من الخاسرين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها الفوز بدار النعيم والنجاة من العذاب الأليم ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الخلق طريقة وأقومهم شريعة وأقربهم إلى الخير العميم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما .
    عباد الله : لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا خطب يوم الجمعة : « أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها » . ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، والهدي هو الطريق والشريعة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات والأخلاق الظاهرة والباطنة ، ولقد كان من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، وهديه الكامل إعفاء اللحية ، وإحفاء الشارب قال جابر بن سمرة : كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية ؛ لأنه كان صلى الله عليه وسلم يعفي لحيته ، وكذلك الأنبياء الكرام قبله ، قال الله تعالى عن هارون أنه قال لموسى : { يَاابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي } . وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعفي لحيته ، فقد أمر أمته بذلك كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « وفروا اللحي واحفوا الشوارب » فاجتمع في هاتين الفطرتين أعني إحفاء الشوارب ، وإعفاء اللحى قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله ، وتبين أن هذا هو هديه
    ، وهدي الأنبياء قبله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم » فتمسكوا أيها المسلمون بهدي نبيكم ، فإنه خير لكم في الدنيا والآخرة ، إن التمسك بهديه يورث الوجه نضرة ، والقلب سرورا ، والصدر انشراحا ، والبصيرة نورا إن الحياة الطيبة ، ونعيم القلب والروح لا يحصلان إلا بالإيمان والعمل الصالح ، قال الله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . ولا سيما إذا التزم العبد شريعة الله مع قوة الداعي إلى مخالفتها ، فإن ذلك أعظم لأجره ، وأكمل لإيمانه ، فالإنسان ربما يشق عليه إعفاء اللحية ؛ لأنه ينظر إلى أناس نظراء له قد حلقوا لحاهم فيحلق لحيته اتباعا لهم ولكن هذا في الواقع استسلام للهوى وضعف في العزيمة ، وإلا فلو حكم عقله ، وقارن بين مصلحة إعفائها ، ومضرة حلقها لهان عليه إعفاؤها ، وسهل عليه الأمر ، ولعله أن يكون باب خير لنظرائه وأشكاله ، فيقتدون به لا سيما إذا كان عنده قدرة على الكلام والإقناع وإذا كان إبقاء اللحية شاقا عليه لما
    ذكرناه كان أجره عند الله أكبر وأعظم ، ولقد كان بعض الناس يظن أن إعفاء اللحية ، أو حلقها من الأمور العادية التي يتبع الناس فيها عادة أهل وقتهم ، وهذا ظن غير صحيح ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها ، وما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فامتثال أمره فيه عبادة ، ثم لو فرض أنه عادة ، فلنسأل أيما أفضل عادة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها ، وفعلها بنفسه ، وفعلها الأنبياء قبله ، وجرى عليها السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان أيما أفضل عادة هؤلاء أم عادة قوم يخالفونهم في ذلك ؟ وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حلق اللحية حرام ، وقال شيخنا عبد الرحمن السعدي في خطبة له : أيها الناس اتقوا الله ، وتمسكوا بهدي نبيكم المصطفى ، وامتثلوا أوامره ، واجتنبوا ما عنه زجر ونهى ، فقد أمركم بحف الشوارب ، وإعفاء اللحى ، وأخبركم أن حلق اللحى وقصها من هدي الكفار والمشركين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم إلى أن قال : فالله الله عباد الله في لزوم دينكم ، ولا تختاروا عليه سواه ، فوالله ما في الاقتداء بأهل الشر إلا الخزي والندامة ، ولا في الاقتداء بنبيكم صلى الله عليه وسلم
    إلا الصلاح والفلاح والكرامة ، وإياكم أن تصبغوها بالسواد ، فقد نهى عن ذلك خير العباد هذا كلام شيخنا عبد الرحمن السعدي رحمه الله ، وقال شيخنا عبد العزيز بن باز في جواب له في مجلة الجامعة الإسلامية عن سؤال يقول : ما حكم حلق اللحى أو تقصيرها هل هو مكروه أو محرم ؟ فأجاب قد ثبتت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن ذلك محرم ومنكر فالواجب على كل مسلم تركه والحذر منه ، ولا ينبغي للمسلم أن يغتر بكثرة من فعل ذلك من المسلمين ، فإن الحق أحق بالاتباع ، ولو تركه الناس . أ هـ .

    الضياء اللامع من الخطب الجوامع المؤلف : محمد بن صالح العثيمين 1/276

    وقال رحمه الله
    المسألة الخامسة: في إعفاء اللحية، فإعفاء اللحية من سنن المرسلين السابقين واللاحقين، قال الله تعالى عن هارون أنه قال لأخيه شقيقه موسى: {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى إِنِّى خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى" إِسْرا"ءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى } وكان خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم قد أعفى لحيته، وكذلك كان خلفاؤه، وأصحابه، وأئمة الإسلام وعامتهم في غير العصور المتأخرة التي خالف فيها الكثير ما كان عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وسلفهم الصالح رضوان الله عليهم، فهي هدي الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، وهي من الفطرة التي خلق الله الناس عليها كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، ولهذا كان القول الراجح تحريم حلقها كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وتوفيرها.
    وأما كون الحكمة من إبقائها مخالفة اليهود وانتفت الآن فغير مسلَّم؛ لأن العلة ليست مخالفة اليهود فقط بل الثابت في الصحيحين خالفوا المشركين، وفي صحيح مسلم أيضاً خالفوا المجوس، ثم إن المخالفة لهؤلاء ليست وحدها هي العلة؛ بل هناك علة أخرى أو أكثر مثل موافقة هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام في إبقائها، ولزوم مقتضى الفطرة، وعدم تغيير خلق الله فيما لم يأذن به الله، فكل هذه علل موجبات لإبقائها وإعفائها مع مخالفة أعداء الله من المشركين والمجوس واليهود.
    ثم إن ادعاء انتفائها غير مسلم، فإن أكثر أعداء الله اليوم من اليهود وغيرهم، يحلقون لحاهم، كما يعرف ذلك من له خبرة بأحوال الأمم وأعمالهم، ثم على فرض أن يكون أكثر هؤلاء اليوم يعفون لحاهم، فإن هذا لا يزيل مشروعية إعفائها؛ لأن تشبه أعداء الإسلام بما شرع لأهل الإسلام لا يسلبه الشرعية، بل ينبغي أن تزداد به تمسكاً حيث تشبهوا بنا فيه وصاروا تبعاً لنا، وأيدوا حسنه ورجعوا إلى مقتضى الفطرة.
    وأما كون بعض الدول الإسلامية يعتبرون اللحية تطرفاً دينياً، فإننا نسأل: ماذا يعنون بالتطرف؟
    أيعنون التطرف إلى زاوية الانحراف؟ أم إلى زاوية التمسك والحفاظ على شعار المسلمين، وهدي النبيين، والمرسلين؟
    فإن أرادوا الأول فاعتبارهم غير صحيح، وكيف يكون هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه وأصحابه، وسلف الأمة تطرفاً إلى زاوية الانحراف؟! ومن اعتبر ذلك تطرفاً إلى زاوية الانحراف فقد طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه وصار هو المتطرف.
    وإن أرادوا الثاني فنحن سنتمسك بديننا، ونحافظ على شعارنا، وهدي الأنبياء والرسل، وليعتبروه ما شاؤوا من تطرف أو توسط، فالحق لا ينقلب باطلاً باعتبار المفاهيم الخاطئة، كما لا ينقلب الماء الزلال زعافاً باعتبار فساد ذوق المريض.
    وأما توهم التعرض للخطر بإعفاء اللحية، فهذا من الوساوس التي لا حقيقة لها، وإنما يلقيها الشيطان في القلب، ثم إن قدر لها حقيقة فالواجب على المسلم أن يصبر إذا أوذي في الله وأن لا يجعل فتنة الناس كعذاب الله.
    أسأل الله أن يعيننا جميعاً على التمسك بشعائر الإسلام، وهدي خير الأنام، ظاهراً وباطناً، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 16/27

    وسُئل الشيخ : عما يقوله بعض الناس من أن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث وهي علة ليست بقائمة الآن لأنهم يعفون لحاهم ؟
    فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله : جوابنا على هذا من وجوه :
    الوجه الأول : أن إعفاء اللحية ليس من أجل المخالفة فحسب ، بل هو من الفطرة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، فإن إعفاء اللحي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وعلى استحسانها ، واستقباح ما سواها .
    الوجه الثاني : أن اليهود والنصارى والمجوس الآن ليسوا يعفون لحاهم كلهم ولا ربعهم بل أكثرهم يحلقون لحاهم كما هو مشاهد وواقع .
    الوجه الثالث : أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة او لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب ، ألا ترى إلى الرَّمل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجلد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب ومع ذلك فقد زالت هذه العلة وبقى الحكم حيث رمل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .
    فالحاصل : أن الواجب أن المؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يقول سمعنا وأطعنا كما قال الله تعالى : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ، ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون "(1) . ولا يكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا أو يلتمسوا العلل الواهية والأعذار التي لا اصل لها فإن هذا شأن من لم يكن مستسلماً العلل الواهية والأعذار التي لا أصل لها فإن هذا شأن من لم يكن مستسلما ًغاية الاستسلام لأمر الله ورسوله يقول الله عز وجلّ : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً " (2) . ويقول تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً "(3) . ولا أدري عن الذي يقول مثل هذا الكلام هل يستطيع أن يواجه به ربه يوم القيامة ، فعلينا أن نسمع ونطيع وأن نمتثل أمر الله ورسوله على كل حال .
    __________
    (1) سورة النور ، الآيتان : 51 ، 52.
    (2) سورة الأحزاب ، الآية : 36 .
    (3) سورة النساء ، الآية : 65 .

    سُئل الشيخ : هل يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة فقد سمعنا أنه يجوز؟
    فأجاب فضيلته بقوله : جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب " . هذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم : " خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى " وفي لفظ : " أعفوا " وله من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جزوا الشوارب وأرخو ا اللحى خالفوا المجوس " . وله من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عشرٌ من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية " وذكر بقية الحديث .
    وهذه الأحاديث تدل على وجوب ترك اللحية على ما هي عليه وافية موفرة عافية مستوفية ، وأن في ذلك فائدتين عظيمتين .:
    إحداهما : مخالفة المشركين حيث كانوا يقصونها أو يحلقونها ، ومخالفة المشركين فيما هو من خصائصهم أمر واجب ، ليظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر كما هو حاصل في الباطن ، فإن الموافقة في الظاهر ربما تجر إلى محبتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فرق بينهم وبين المؤمنين ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " أقل أحوال هذا الحديث التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم " .
    ثم إن في موافقة الكفار تعزيزاً لما هم عليه ، ووسيلة لافتخارهم وعلوهم على المسلمين حيث يرون المسلمين أتباعاً لهم ، مقلدين لهم ، ولهذا كان من المتقرر عند أهل الخبرة في التاريخ أن الأضعف دائماً يقلد الأقوى .
    الفائدة الثانية : أن في إعفاء اللحية موافقة للفطرة التي فطر الله الخلق على حسنها وقبح مخالفتها ، إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته . وبهذا علم أنه ليست العلة من إعفاء اللحية مخالفة المشركين فقط بل هناك علة أخرى وهي موافقة الفطرة .
    ومن فوائد إعفاء اللحية : موافقة عباد الله الصالحين من المرسلين وأتباعهم كما ذكر الله تعالى عن هارون أنه قال لموسى صلى الله عليهما وسلم : " يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي وولا برأسي " (1) . وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : وكان كثير شعر اللحية .
    أما ما سمعتم من بعض الناس أنه يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة ، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم فيما زاد على القبضة ، وقالوا : إنه يجوز أخذ ما زاد على القبضة استناداً إلى ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه . ولكن الأولى الأخذ بما دل عليه العموم في الأحاديث السابقة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن حالاً من حال .

    مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 11/84

    **********
    العلامة صالح بن فوزان الفوزان
    - حكم إعفاء اللحية :
    ثم بحث المؤلف في موضوع إعفاء اللحية في صفحة ( 81 ) من الطبعة الرابعة لكتابه ووقع منه أخطاء في هذا الموضوع إليك بيانها :
    الخطأ الأول : قوله ( وليس المراد بإعفائها ألا يأخذ منها شيئا أصلا فذلك قد يؤدي إلى طولها طولا فاحشا يتأذى به صاحبها . بل يأخذ من طولها وعرضها كما روي ذلك في حديث عند الترمذي وكما كان يفعل بعض السلف . اهـ .
    فقوله : ليس المراد بإعفائها أن لا يأخذ منها شيئا - نقول عنه : بلى والله إن هذا هو المراد بإعفائها الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة وقال به الأئمة .
    قال النووي في شرحه لصحيح مسلم ( 3-194 ) : وأما إعفاء اللحية فمعناه توفيرها وهو معنى : ( أوفوا ) في الرواية الأخرى وكان من عادة الفرس قص اللحية فنهى الشرع عن ذلك . إلى أن قال فحصل خمس روايات ( أعفوا . وأوفوا . وأرخوا . وأرجوا . ووفروا ) ومعناها كلها تركها على حالها هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه - اهـ . وقال مثل ذلك الشوكاني في نيل الأوطار ( 1-131 ) .
    وقول المؤلف : بل يأخذ من طولها وعرضها كما روى ذلك في حديث عند الترمذي . نقول هذا الحديث الذي أشار إليه حديث لا تقوم به حجة لأنه ضعيف جدا وألحقه بعض العلماء بالموضوعات - قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وهذا أخرجه الترمذي ونقل عن البخاري أنه قال في رواية عمر بن هارون لا أعلم له حديث منكرا إلا هذا - اهـ .
    وقد ضعف عمر بن هارون مطلقا جماعة - اهـ كلام الحافظ وقال الشوكاني في نيل الأوطار ( 1-131 ) ولكنه قد أخرج الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها ) وقال غريب قال سمعت محمد بن إسماعيل يعني البخاري يقول : عمر بن هارون يعني المذكور في إسناده مقارب الحديث ولا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث لا نعرفه إلا من حديث انتهى . وقال في التقريب إنه متروك - قال الشوكاني : فعلى هذا أنها لا تقوم بالحديث حجة [ ببعض اختصار ] اهـ .
    وقال النووي في المجموع شرح المهذب وأما حديث عمر بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها فرواه الترمذي بإسناد ضعيف لا يحتج به . اهـ ( 1-290 )
    وقول المؤلف : وكما كان يفعل بعض السلف - نقول الحجة فيما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا فيما خالفه - قال الشوكاني في نيل الأوطار ( 1-138 ) على قول صاحب المنتقى : ( وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه ) قال : وقد استدل بذلك بعض أهل العلم . والروايات المرفوعة ترده - انتهى ونقول أيضا لم ينقل عن أحد من سلف الأمة أنه كان يأخذ من لحيته بل هم متمسكون بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر بإعفاء اللحية . نعم جاء عن ابن عمر كما تقدم أنه إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته وأخذ ما زاد على القبضة وليس في هذا دلالة على الأخذ من اللحية مطلقا وإنما يفعله ابن عمر إذا أدى نسكا حجا أو عمرة مع حلقه لشعر رأسه أو تقصيره يأخذ ما زاد على القبضة . فنطالب الأستاذ بصحة ما نقله عن السلف المعتبرين من أخذ شيء من لحاهم وأنى له ذلك .
    الخطأ الثاني : قول المؤلف : ( وبهذا نرى أن في حلق اللحية ثلاثة أقوال : قول بالتحريم وهو الذي ذكره ابن تيمية وغيره . وقول بالكراهة وهو الذي ذكر في الفتح عن عياض ولم يذكر غيره . وقول بالإباحة وهو الذي يقول به بعض علماء العصر . ولعل أوسطها وأقربها وأعدلها وهو القول بالكراهة فإن الأمر لا يدل على الوجوب جزما وإن علل بمخالفة الكفار وأقرب مثل على ذلك هو الأمر بصبغ الشيب مخالفة لليهود والنصارى فإن بعض الصحابة لم يصبغوا فدل على أن الأمر للاستحباب .
    صحيح أنه لم ينقل عن أحد من السلف حلق اللحية ولعل ذلك لأنه لم تكن بهم حاجة لحلقها وهي عادتهم ) . اهـ .
    نقول : إن ترجيح المؤلف للقول بكراهة حلق اللحية فقط ترجيح باطل لا دليل عليه . والأدلة الصحيحة تقتضي خلافه وتدل على أن الصواب هو القول الأول وهو تحريم حلق اللحية . قال ابن حزم في مراتب الإجماع صحيفة ( 157 ) واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : يحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة ولم يبحه أحد .
    وأما قياس المؤلف الأمر بإعفاء اللحية على الأمر بصبغ الشيب في أن كلا منهما يفيد الاستحباب فهو قياس باطل لأنه قياس مع الفارق إذ الأمر بإعفاء اللحية لم يأت ما يصرفه عن الوجوب إلى الاستحباب بخلاف الأمر بصبغ الشيب فقد جاء ما يصرفه عن الوجوب إلى الاستحباب قال النووي في شرح صحيح مسلم : ( 14-80 ) وقال القاضي : اختلف السلف من الصحابة والتابعين في الخضاب وفي جنسه فقال بعضهم ترك الخضاب أفضل ورووا عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن تغيير الشيب . ولأنه صلى الله عليه وسلم لم يغير شيبه . روي هذا عن عمر وعلي وأُبَيّ وآخرين رضي الله عنهم . وقال آخرون الخضاب أفضل وخضب جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم للأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره ، إلى أن قال : قال الطبري الصواب أن الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب وبالنهي عنه كلها صحيحة وليس فيها تناقض بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبي قحافة والنهي لمن له شمط فقط قال : واختلاف السلف في فعل الأمرين بحسب اختلاف أحوالهم في ذلك مع أن الأمر والنهي في ذلك ليس للوجوب بالإجماع ولهذا لم ينكر بعضهم على بعض خلافه في ذلك . اهـ .
    ونقول أيضا ليست العلة في إعفاء اللحية مخالفة الكفار فقط كما في الصبغ بل وكون إعفائها من خصال الفطرة كما في الحديث الصحيح . وأيضا الصحابة والتباعون ومن بعدهم لم يختلفوا في مدلول الأمر بإعفاء اللحية . وقد اختلفوا في مدلول الأمر بصبغ الشيب ، فظهر من هذه الوجوه الفرق بين الأمر بإعفاء اللحية والأمر بصبغ الشيب وبطل قياس المؤلف إعفاء اللحية على صبغ الشيب .
    وأما تعليله عدم حلق أحد من السلف للحيته بكونهم لم يكن بهم حاجة إليه وهي عادتهم فهو تعليل ساقط ، يكفي سقوطه عن رده .
    ونقول : عدم حلق أحد منهم للحيته يدل على عدم جوازه عندهم . وقد كانوا يعظمون اللحية ويعلون من شأنها كما في قصة قيس بن سعد رضي الله عنهما فقد كان أثط أي أمرد لا لحية له فقالت الأنصار : نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له فوالله لو كانت اللحية تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية ليكمل رجل ، هذا شأن سلفنا الصالح في اللحية وتعظيمها وأنها علامة على كمال الرجولية . وقد قرر العلماء فيمن جنى على لحيته فتساقط شعرها ولم ينبت أن على الجاني دية كاملة كما لو قتله فكيف يقال بعد هذا إن حلقها ليس بحرام ؟ ! .


    الاعلام بنقد كتاب الحلال والحرام
    للعلامة صالح الفوزان

    وقال حفظه الله

    ثم قال الكاتب : " والذي ورد في اللحية هو الأمر بإعفائها؛ مخالفة للمجوس , وأنا أرى أن ذلك لا يفيد حرمة الحلق " .
    ثم علل لذلك بثلاثة أمور :
    أحدها : إن الأمر بالشيء على المختار عند الحنفية لا يستلزم حرمة ضد المأمور به .
    الثاني : أن الأمر بالشيء إذا اقترن بعلة معقولة المعنى؛ أي : أن الشارع لم يطلبه لذاته , بل لأمر آخر مقترن به عند صدور الأمر إذا انفك هذا المقصد عنه؛ لم يفد الأمر الوجوب , والأمر بالإحفاء والإعفاء المقصود منه مخالفة المجوس كما قال ابن حجر في " فتح الباري " .
    الثالث : أن مخالفة المسلمين غيرهم مطلوبة فيما هو من شعائر دينهم , لا مطلقًا , والرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبس الألبسة التي يلبسها الكفار , وترد من بلادهم , وليس من شعائر دينهم . راجع : " زاد المعاد " . وفي " سبل السلام " ( 2/ 156 ) أن التعليل بكون الوصال من فعل النصارى لا يقتضي التحريم . . . . . .
    - والجواب عن ذلك من وجوه :
    أ - قوله : " إن الأمر بالشيء لا يقتضي حرمة ضد المأمور به على المختار عند الحنفية " :
    جوابه أن نقول :
    أولًا : الأمر بالشيء يقتضي وجوب المأمور به فالأمر بإعفاء اللحى يقتضي وجوب إعفائها , وهذا هو المطلوب .
    ثانيًا : كون الأمر يقتضي حرمة ضد المأمور به أو لا يقتضي , هذا ينبني على الخلاف بين الأصوليين : هل الأمر بالشيء نهي عن ضده أو لا ؟ وفي المسألة ثلاثة أقوال : أصحها أن الأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به؛ فهو واجب؛ لأن المأمور به لا يمكن وجوده مع التلبس بضده؛ لاستحالة اجتماع الضدين .
    ب - وأما قوله : أن الأمر إذا اقترن بعلة معقولة المعنى . . . . . . إلخ " .
    فالجواب عنه أن نقول :
    أولًا : لا نسلم أن الأمر بالإحفاء والإعفاء المقصود منه مخالفة المجوس فقط , بل المقصود مخالفة المجوس وكون ذلك من خصال الفطرة التي فطر الله عليه رسوله وسائر الأنبياء , ففي صحيح مسلم عن عائشة :
    " عشر من الفطرة : قص الشارب , وإعفاء اللحية . . . . " الحديث . قال النووي في " شرح صحيح مسلم " ( 1/147 - 148 ) :
    " وأما الفطرة؛ فقد اختلف في المراد بها هنا , فقال أبو سليمان الخطابي : ذهب أكثر العلماء إلى أنها السنة , وكذلك ذكره جماعة غير الخطابي؛ قالوا : ومعناه أنها من سنن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم , وقيل : هي من الدين " ا . هـ .
    ثانيًا : لو سلمنا جدلًا أن المقصود من المراد بها مخالفة المجوس فقط؛ فهذا المقصد باقٍ , لم ينفك عن الأمر؛ لأن مخالفة المجوس مطلوبة دائمًا , فيلزمه وجوب إعفاء اللحى وإحفاء الشوارب , وهذا هو المطلوب .
    ج - قوله : " والأوامر بالإحفاء والإعفاء المقصود منه مخالفة المجوس؛ كما قال ابن حجر في " فتح الباري " . . . . . " .
    نقول : عبارة ابن حجر في " فتح الباري " ( 10/349 ) هذا نصها : " قوله : ( خالفوا المشركين ) ؛ في حديث أبي هريرة عند مسلم : ( خالفوا المجوس ) , وهو المراد من حديث ابن عمر؛ فإنهم كانوا يقصون لحاهم , ومنهم من كان يحلقها " ا . هـ . فتبين أن ابن حجر يقصد تفسير لفظة المشركين الواردة في حديث ابن عمر أن المراد بهم المجوس؛ كما في حديث أبي هريرة، ولم يرد بيان العلة وحصرها في المخالفة .
    د - قوله : " ومخالفة المسلمين غيرهم مطلوبة فيما هو من شعائر دينهم لا مطلقًا . . . . إلخ "
    جوابه : أن الأمر بمخالفة المشركين والنهي عن التشبه بهم كل منهما عام فيما هو من شعائر دينهم وغيره مما انفردوا به من عاداتهم , ومن ادعى التخصيص؛ فعليه الدليل .
    راجع : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( ص 177 - 180 ) .
    وقد راجعت " زاد المعاد " لابن القيم حيث أحال الكاتب عليه , فلم أجد فيه مستندًا له فيما ذكره . انظر ( 1/34 - 37 ) في ذكر ملابسه - صلى الله عليه وسلم - : فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى ابن عمر عن لباس الكفار .
    هـ - وأما ما أشار إليه في " سبل السلام " من أن كون الوصال من فعل النصارى لا يقتضى التحريم؛ فقد ذكره صاحب " السبيل " من ضمن أجوبة الذين لا يرون تحريم الوصال؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - واصل , وهو جواب فيه نظر , وخاص في هذه المسألة؛ لتعارض الأدلة فيها , وليس هذا مما نحن فيه .
    - ثم إن الكاتب جعل مدلول حديث : ( اعفوا اللحى وخالفوا المجوس ) مثل مدلول حديث : ( صلوا بالنعال وخالفوا اليهود ) ؛ لأن الحديثين متماثلان في الصحة والورود والتعليل , وحديث الصلاة بالنعال لم يفهم أحد منه الوجوب , وحديث : ( اعفوا اللحى ) مثله , وأيضًا حديث : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون؛ فخالفوهم ) وقد فهم منه الصحابة الندب . ومقصود الكاتب من هذا كله أن يحمل مدلول حديث ( اعفوا اللحى ) على الندب كهذين الحديثين :
    - ونجيب عن ذلك بجوابين :
    الأول : أنا قد بينا أن المقصود بالإعفاء كونه من خصال الفطرة ومخالفة الكفار .
    والجواب الثاني : أن نقول : حديث الأمر بإعفاء اللحى لم يصرفه صارف عن الوجوب إلى الندب؛ بخلاف الحديثين المذكورين معه .
    وإليك ما قال الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 2/135 ) على حديث الصلاة بالنعال بعد أن ذكر الأحاديث التي بينها وبينه شبه تعارض؛ قال " ويجمع بين أحاديث الباب بجعل حديث أبي هريرة وما بعده صارفًا للأوامر المذكورة المعللة بالمخالفة لأهل الكتاب من الوجوب إلى الندب؛ لأن التخيير والتفويض إلى المشيئة بعد تلك الأوامر لا ينافي الاستحباب " اهـ . وقال أيضًا على حديث : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم) بعد ذكر ما يعرضه ( 1/132 ) في " نيل الأوطار " :
    " قال الطبري : الصواب أن الأحاديث الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتغيير الشيب وبالنهي عنه كلها صحيحة , وليس فيها تناقض , بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبي قحافة , والنهي لمن له شمط فقط " .
    قال : " واختلاف السلف في فعل الأمرين بحسب اختلاف أحوالهم مع أن الأمر والنهي في ذلك ليس للوجوب بالإجماع , ولذا لم ينكر بعضهم على بعض " اهـ . وانظر : " فتح الباري " ( 10/355 ) .
    ثم قال الكاتب " وقد يرد على هذا الاحتجاج بأنه يرد أن أحدًا من الصحابة حلق لحيته ليفهم منه الندب " .
    قال : " والجواب : أن إعفاء اللحى عادة العرب كلهم قبل الإسلام وبعده , فيحتمل أنهم أعفوها لهذا لا للوجوب , ومعلوم أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال؛ بطل به الاستدلال " .
    والجواب أن نقول : ما تخوفته لازم لك؛ فإن كون الصحابة - رضي الله عنهم - أعفوا لحاهم؛ لأنهم فهموا الوجوب من أمر نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وهذا مما يدل على حمل الحديث على الوجوب وعدم وجود الصارف له عن ذلك .
    والجواب الذي ذكرته يلزم منه أن الصحابة ما أعفوا لحاهم امتثالًا لأمر الرسول وإنما أعفوها اقتداءً بعادة العرب , وهذا اتهام ينزه عنه الصحابة - رضي الله عنهم - وأرضاهم , وهو تشكيك وليس احتمالًا , فلا يسقط به الاستدلال .

    يريد الكاتب من هذا أن إعفاء اللحية ليس بواجب .
    - والجواب عن ذلك من وجوه :
    الأول : أنه لم يذكر كلام ابن دقيق العيد بلفظه , وإنما نقله بمعناه بعبارة من عنده وهذا فيه خيانة في النقل , وغلط في اسم الشرح , فسماه باسم الحاشية , واسم الشرح " إحام الأحكام " وأما كلام الأمير الصنعاني صاحب الحاشية؛ فقد تصرف فيه وزاد ونقص , والواقع أن الصنعاني يتكلم في تقدير أحد أدلة القائلين بأن الختان سنة , وهذا نص كلامه , قال :
    " والثاني : أن قرائنه التي ضم إليها وشاركه في الحكم غير واجبة , فيكون غير واجب , وإلا لكان الحكم بأن بعضها واجب وبعضها غير واجب تحكمًا , وهذا ينهض على من يقول : إنها غير واجبة " اهـ .
    فقارن أيها القارئ بين عبارة الصنعاني والعبارة التي ذكرها الكاتب ونسبها للصنعاني؛ لترى :
    أولًا : أن الكاتب جعل هذا رأيًا للصنعاني وهو رأي لغيره حكاه عنه .
    وثانيًا : أن الكاتب زاد لفظه : " وكلها سواء في الحكم " من عنده , وأضافها للصنعاني !
    وثالثًا : أن الكاتب بتر آخر العبارة , وهو يقول الصنعاني : " وهذا ينهض على من يقول : إنها غير واجبة " ؛ يعني : قرائن الختان؛ لأنه لا يناسبه .
    وليس هذا لائقًا بأهل العلم والأمانة .
    الوجه الثاني : أن نقول : إن الأشياء المذكورة مع إعفاء اللحية في الحديث لم يُتفق على أنها سنن , ففي بعضها خلاف قوي؛ كالمضمضة والختان والاستنشاق .
    قال النووي في " شرح صحيح مسلم " ( 3/148 ) :
    " ولا يمتنع قرن الواجب بغيره؛ كما قال تعالى : { كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ } [ الأنعام : 141 ] , والإيتاء واجب , والأكل ليس بواجب .
    الوجه الثالث : أن وجوب إعفاء اللحية مستفاد من غير هذا الحديث؛ من أحاديث الأمر بالإعفاء وما بمعناه .
    قال الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 1/131 ) : " قد حصل من مجموع الأحاديث خمس روايات : اعفوا , وأوفوا , وأرخوا , وأرجوا , ووفروا؛ ومعناها كلها تركها على حالها " .

    " وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله على وسلم - كان يأخذ من لحيته من طولها ومن عرضها " .
    يشير إلى حديث ورد بذلك .
    - والجواب : أن الحديث في ذلك لم يثبت كما زعم , وقد كفانا الشيخ حمود التويجري - وفقه الله - ببيان درجة هذا الحديث في رده على مفتي " مجلة العربي " ؛ قال في ( ص 11 ) من الرد المذكور :
    " والحديث المروي في ذلك ضعيف جدًا , وألحقه بعض العلماء بالموضوعات , وهو ما رواه الترمذي من طريق عمر بن هارون البلخي عن أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها .
    قال الترمذي : هذا حديث غريب .
    قلت (1) : وكذبه أيضًا صالح بن محمد الحافظ المعروف بجزرة , وقال ابن حبان : يروي عن الثقات المعضلات . ثم أورد له هذا الخبر , وقال ابن الجوزي حديث لا يثبت , والمتهم به عمر بن هارون . قال العقيلي : لا يعرف إلا به . وذكر الترمذي عن البخاري أنه قال : لا أعرف لعمر بن هارون حديثًا ليس له أصل - أو قال : يتفرد به - إلا هذا الحديث , ولا نعرفه إلا هذا الحديث , ولا نعرفه إلا من حديث عمرو بن هارون .
    وأما أسامة بن زيد الليثي؛ فقد ضعفه القطان , وقال أحمد : ليس بشيء . وقال النسائي : ليس بالقوي " اهـ .
    وقال الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 1/131 ) بعد ذكر كلام الحفاظ في عمر بن هارون هذا : " فعلى هذا لا تقوم بالحديث حجة " .
    فانظر أيها القارئ ما قاله الحفاظ في درجة هذا الحديث الذي عده الكاتب ثابتًا , وكان في أول كتابته لا يجيز الاستدلال إلا بقطعي الورود قطعي الدلالة . . . . . إلخ لتري التناقض العجيب .

    " والذي أقوله : إن حلق اللحية ليس حرامًا حرمة صريحة , فضلًا عن أن يكون كبيرة من الكبائر , وليس مباحًا جائزًا , ولكنه مكروه " .
    ومثل هذا ما ذكر في مطلع كتابه .
    - والجواب عن ذلك أن الأحاديث الصحيحة تدل على حرمة حلق اللحية , ولم يقدم الكاتب دليلًا على رأيه , فلا يلتفت إليه وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وغيره :
    " يحرم حلق اللحية " .
    انظر " الاختيارات " ( ص 26 )

    فكأنه بقوله هذا يري أن إعفاء اللحية صار مهزلة وشعار فساد وموضة انحراف , فلم يثبت على رأيه أن حلق اللحية مكروه " , فما هذا التناقض ؟ !
    - وهذا مصداق ما جاء في الخبر من عود المعروف منكرًا , والمنكر معروفًا , والسنة بدعة , والبدعة سنة فلا حول ولا قوة إلا بالله .
    اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه .
    اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا , وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان , واجعلنا من الراشدين .
    وقد سبق إلى هذه الشبهة مفتي " مجلة العربي " حيث قال : " ونحن لو تمشينا مع التحريم لمجرد المشابهة؛ لوجب علينا الآن تحريم إعفاء اللحى؛ لأنه شأن الرهبان ورجال الكهنوت في سائر الأمم التي تخالفنا في الدين " .
    فكان من رد الشيخ حمود التويجري عليه باختصار :
    - أن إعفاء اللحية من خصال الفطرة التي كان عليها الأنبياء المرسلون وأتباعهم , فموافقة الرهبان ورجال الكهنوت في إعفاء اللحى لا تضر المسلمين شيئًا , وليس ذلك من المشابهة المذمومة؛ لأن المسلمين لم يقصدوا مشابهة الرهبان وتقليدهم في إعفاء اللحى , وإنما أعفوها امتثالًا لأوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - .


    هذا , ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن ينصر دينه ويعلي كلمته , وأن يثبتنا على الإسلام . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
    البيان
    لاخطاء بعض الكتاب
    (مجموعة ردود ومناقشات في مواضيع مختلفة )
    بقلم
    صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
    7 - ثم قال الكاتب : 8 - ثم قال الكاتب : 9 - ثم ختم الكاتب بقوله : أنه ذهب إلى أوروبا للتداوي , ورأى أن إعفاء اللحية صار شعار الطائفة الهيبيين الفاسدين , وأنها حلية المنحرفين . 2 - أن يقال : الرهبان ورجال الكهنوت هم المتشبهون بالمسلمين في إعفاء اللحى؛ إما قصدًا , وإما اتفاقًا , ومن تشبه بالمسلمين؛ فهو أحسن حالًا ممن خالفهم . 3 - مرجع الأحكام إلى الكتاب والسنة , لا إلى الرأي والنظر فما وافق الكتاب؛ والسنة فهو حق , وما خالفهما؛ فهو باطل مردود .
    6 - ثم قال الكاتب : " وإذا ذكرت أفعال متعددة , وأعطيت حكمًا واحدًا؛ سرى هذا الحكم على جميعها , وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم : ( عشر من الفطرة : قص الشارب , وإعفاء اللحية واستنشاق الماء , وقص الأظافر . . . . ) إلى آخر الحديث . وقال ابن دقيق العيد في " العدة شرح العمدة " ( 1/357 ) : الفطرة لفظ واحد استعملت في الكل , فلو أفادت مرة الوجوب ومرة الندب؛ لاستعمل اللفظ الواحد في معنيين . وقال محشيه الأمير الصنعاني ( 1/353 ) : كلها سواء في الحكم , والقول بأن بعضها غير واجب تحكم " .


    فتوى للشيخ جاد الحق على جاد الحق
    شيخ الأزهر سابقاً ..
    يقول الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق -رحمه الله تعالى- :

    من المسائل الفقهية الفرعيَّة: موضوع اللحية، حيث تَكاثر الخلاف حولها بين الإعْفاء والحلْق، حتى اتَّخذ بعض الناس إعفاء اللحية شعارًا يُعرف به المؤمن من غيره.
    والحق أن الفقهاء اتفقوا على أن إعفاء اللحية، وعدم حلْقها مأثور عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد كانت له لِحيةٌ يُعنَى بتنظيفها وتخليلها، وتمشيطها، وتهذيبها لتكون متناسبة مع تقاسيم الوجه والهيئة العامة.
    وقد تابع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما كان يفعله وما يختاره.
    وقد وردت أحاديثُ نبوية شريفة تُرغِّب في الإبقاء على اللحية، والعناية بنظافتها، وعدم حلْقها، كالأحاديث المُرغِّبة في السواك، وقصِّ الأظافر، واستنشاق الماء..
    وممَّا اتفق الفقهاء عليه ـ أيضًاـ أن إعْفاء اللحية مَطلوب، لكنهم اختلفوا في تكييف هذا الإعفاء، هل يكون من الواجبات أو مِن المندوبات، وقد اختار فريق منهم الوجوب، وأقوى ما تمسَّكوا به ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "خالِفُوا المُشركينَ، ووَفِّرُوا اللِّحى، واحْفُوا الشوارب".
    وما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "احْفُوا الشوارِبَ واعْفُو اللِّحَى". حيث قالوا: إن توفيرها مأمور به، والأصل في الأمر أن يكون للوجوب إلا لصارفٍ يَصْرِفُهُ عنه، ولا يُوجد هذا الصارف، كما أن مُخالفة المشركين واجبةٌ، والنتيجة أن توفير اللحْية، أيْ: إعفاءها واجبٌ.
    قال الإمام النووي في شرحه حديث: "احْفُوا الشوارب واعْفوا اللِّحَى": إنه وردت رواياتٌ خمسٌ في ترْك اللحْية، وكلها على اختلافها في ألفاظها تدلُّ على ترْكها على حالها...
    وممَّا رَتَّبُوه على القول بوُجوب إعفاء اللحية: ما نقله ابن قدامة الحنبلي في المُغني: أن الدية تجب في شَعْر اللحية عند أحمد، وأبي حنيفة والثوري، وقال الشافعي ومالك: فيه حكومة عدْلٍ، وهذا يُشير إلى أن الفقهاء قد اعتبروا إتلاف شَعر اللحية حتى لا يَنبت جِنايةٌ من الجنايات التي تَستوجب المُساءلة: إما الدية الكاملة كما قال الأئمة أبو حنيفة وأحمد والثوري، أو دِية يُقدرها الخبراء كما قال الإمامان: مالك والشافعي.
    وذهب فريقٌ آخر إلى القول بأن إعفاء اللحية سُنَّة يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، وحلْقها مَكروه، وليس بحرام، ولا يُعَدُّ مِن الكبائر، وقد استندوا في ذلك إلى ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "عشْرٌ مِن الفطرة: قصُّ الشارب، وإعفاء اللحْية، والسواك، واستنشاق الماء، وقصُّ الأظفار، وغسْل البراجِم (البراجم: مَفاصل الأصابع من ظهر الكف ". ونَتْفُ الإبِط، وحلْق العانَة، وانتقاص الماء (أي الاستنجاء). قال مصعب: ونسيتُ العاشرة إلا أن تكون المَضمضة.
    حيث أفاد الحديث أن إعفاء اللحية من السُنَن والمَندوبات المَرغوب فيها إذ كل ما نصَّ عليه من السُنَن العادية.
    وقد عقَّب القائلون بوُجوب إعفاء اللحية ـ على القائلين بأنه مِن سُنَنِ الإسلام ومَندوباته ـ بأن إعفاء اللحية جاء فيه نصٌّ خاصٌّ أخرجها عن الندْب إلى الوُجوب، وهو الحديث المذكور سابقًا "خالِفوا المُشركين..".
    وردَّ أصحاب الرأي القائل بالسُنَّة والندْب بأن الأمر بمُخالفة المُشركين لا يتعيَّن أن يكون للوُجوب، فلو كانت كلُّ مُخالفةٍ لهم مُحتَّمة لتحتَّم صبْغ الشعر الذي وَرَدَ فيه حديث الجماعة: "إن اليهود والنصارى لا يَصبغون فخَالِفُوهم". (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) مع إجماع السلف على عدم وُجوب صبْغ الشعر، فقد صبَغ بعض الصحابة، ولم يصبغ البعض الآخر كما قال ابن حجر في فتح الباري، وعزَّزوا رأيهم بما جاء في كتاب نهج البلاغة : سُئل عليٌّ ـ كرَّم الله وجهه ـ عن قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: "غيِّروا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود". فقال: إنما قال النبي ذلك والدِّينُ قُلٌّ، فأما الآن وقد اتَّسع نطاقه، وضرب بجرانه فامرؤٌ وما يَختار..
    مِن أجل هذا قال بعض العلماء: لو قيل في اللحْية ما قيل في الصبْغ مِن عدم الخُروج على عرف أهل البلد لكان أولَى، بل لو تركت هذه المسألة وما أشبهها لظُروف الشخص وتقديره لمَا كان في ذلك بأس.
    وقد قيل لأبي يوسف صاحب أبي حنيفة ـ وقد رُؤي لابسًا نَعْلَيْنِ مَخْصُوفيْن بمَسامير ـ إن فلانًا وفلانًا من العلماء كرِهَا ذلك؛ لأن فيه تَشَبُّهًا بالرهبان فقال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبسُ النعال التي لها شعْر، وإنها مِن لبس الرهبان...
    وقد جرَى على لسان العلماء القول: بأن كثيرًا ممَّا ورَد عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مثل هذه الخِصال يُفيد أن الأمر كما يكون للوُجوب يكون لمُجرد الإرشاد إلى ما هو الأفضل، وأن مُشابهة المُخالفين في الدِّين إنما تَحرُم فيما يُقصد فيه الشبه بشيء مِن خصائصهم الدينية، أمَّا مُجرَّد المشابهة فيما تجري به العادات والأعراف العامة فإنه لا بأْس بها ولا كَراهة فيها ولا حُرمة.
    لمَّا كان ذلك كان القول بأن إعفاء اللحية أمر مَرغوب فيه، وأنه من سُنَن الإسلام التي ينبغي المحافظة عليها مقبولاً، وكان مَن أعفَى لحْيته مُثابًا، ويُؤجَر على ذلك، ومَن حلَقها، فقد فعل مَكروهًا، لا يأثَمُ بفِعله هذا اعتبارًا لأدلة هذا الفريق.
    والله أعلم.
    وجزاك الله خيراً وهدا الله شباب المسلمين لما فيه خيرا لهم في الدنيا والأخرة

  16. #16

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    السلام عليكم ورحمة الله بوركاته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nastorm مشاهدة المشاركة
    طيب يا إخوان لقد اختلفت كثير من الآراء حول حلق اللحية
    و أنا عن نفسي لا أحلقها و لا أعفيها بل أعمل بالوسط و ذلك يكفي من ناحية أنها تميزني عن النساء
    و في نفس الوقت لا تكون إطالتها سبب لقبح المنظر

    و إذا قلنا بأن حلقها حرام فما الدليل الذي نستند عليه في ذلك و لماذا علماء الأزهر و أتباعهم يحلقون لحاهم
    هل يوجد لديهم ما يستندون عليه من أحلية حلق اللحية

    سؤال آخر
    يؤمن البعض بأنه يحرم تقصير اللحية و أن الواجب إعفاؤها تماما و البعض اتجه إلى اكتفاء في الطول أن لا تتجاوز قبضة اليد
    و كان التبرير بأن حلق اللحية من التشبه باليهود
    و لو نراجع أنفسنا نرى أن الحاخامات اليهودية تطيل لحاها

    بصراحة موضوع اللحية حساس و ذلك لأن الكثير لا يكترث بالحكم الشرعي و يحب أن يكون تبع الموضة و يقدم الموضة على الدين
    أشكر صاحب الموضوع على الطرح الجميل و أتمنى أن ألقى ردا على تساؤلاتي

    أهلاً أخي ،، حياك الله

    أعلم رحمك الله ،، بان هذا الأمر لا وسط فيه لأنه تعبدي قد أمرت بفعله وهو ( إعفاء اللحى وقص الشوارب )

    وأما قولك : " و في نفس الوقت لا تكون إطالتها سبب لقبح المنظر " ، فهذه هي ما يدندن عليها الفلاسفة أهل الأهواء


    فاحذر اخي وفقك الله ،، وإياك ثم إياك من الإستهزاء ، وعليك بالتوبة إلى الله فالباب مفتوح .. قبل الندم ( يوم لا ينفع الندم )

    " و إذا قلنا بأن حلقها حرام فما الدليل الذي نستند عليه في ذلك و لماذا علماء الأزهر و أتباعهم يحلقون لحاهم
    هل يوجد لديهم ما يستندون عليه من أحلية حلق اللحية "
    عجباً كل هذه الأدلة وبعدها تقول ما الدليل ؛ سبحان الله !!؟

    ولكن هل قرأت الموضوع جيداً وأيضاً الأخت معتزة قد أضافت ما يفي بما طلبت فإليك به أفضل ...

    واما استدلالك بشيوخ الأزهر ،،، فأقول لك إن ربك الذي في السماء لم يأمرك أن تقتدي بعلماء الأزهر ولكن أمرك بطاعة نبيك صلى الله عليه وسلم ،،، فلا أدري في أي شيء قِست هذا بذاك ...

    وقولك البعض قال بتحريمها ، احذر هداك الله هذا البعض الذي تقول عنه هو النبي عليه الصلاة والسلام وإجماع الصحابة والتابعين والسلف رضوان الله تعالى عليهم ... فأي بعض هذا الذي حرموا حلق اللحية !!؟


    وأما البعض الآخر ، فاستدلوا بفعل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ونحن مأمورون بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وليس بفعل ابن عمر رضي الله عنهما ،،، وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه ...


    لا أدري لماذا تزيد من الأسئلة كثيراً في أمور أراها رد لكلام الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ،،، النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وأنت تقول لا ،،، لا حول ولا قوة إلا بالله ...


    كيف يعني يكون حساس الأمر واضح وجلي الحكم واجب على كل مسلم ( إعفاء اللحية وقص الشوارب ) ..




    أشكر لك مرورك وأتمنى أن تتبع الحق مهما كان الحال ...



    وأشكر جميع الإخوة ، من الأخ أبي النعمان والأخ محمد والأخت أفنان ، وإلى الأخت معتزة ( بوركت أختاه على الإضافة النافعة ، جزاك الله خيرا )

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  17. #17

    الصورة الرمزية azooozs

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    1,126
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة


    فأن حلق اللحاء سار موضة بين سائر الناس


    قكما قلت اخي


    لقد أصبح المسلم الذي يترك لحيته ولا يحلقها محلاً للسخرية في زمننا هذا .

    فاللحية التي ميز الله بها الرجل أصبحت اليوم عيباً لدى الجهلاء وما أكثرهم .
    وأنا شخصياً عانيت كثيراً بسبب عدم حلقي للحيتي .
    عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية كنت ألقى معاملة سيئة من زملائي في الصف .. فهذا يستهزئ وهذا يوصيني بحلق اللحية !!!
    حتى إذا أردت الحديث مع أحدهم يقول وبكل جرأة ( إحلق لحيتك أولاً ثم تكلم بعد ذلك ) !!
    وأنا لا أعمم هنا ... فهناك من الزملاء من يكن لك كل الإحترام في حديثة معك , والابتسامة لا تفارقه .
    اللهم صل وسلم على محمد .

    صدق ولله كنا قبل عدة اعوام ننهى ونزجر من قام بمس لحيتة

    الان فقد تغيرت الاحوال سار الناس ينهوننا على عدم اطلة اللحاء

    فنظر كيف قام ابليس (علية لعائن الله) بقلب حال المؤمنين

    اللهم ثبتنى على دينك ولا تجعل بيننى ظالم ولا فاجر(اي كاذب)


    تشكر اخي على الطرح الموفق
    فجزيت خيراا
    التعديل الأخير تم بواسطة azooozs ; 2-1-2011 الساعة 02:09 PM

  18. #18

    الصورة الرمزية أمة الحنان

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المـشـــاركــات
    2
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    السلام عليكم

    بارك الله فيك

  19. #19


    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المـشـــاركــات
    50
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    مشكور على الرد أخ عمر و أرجو أن تتحملني في ردي حيث أنه طويل شوي و فيه مخالفة لبعض آرائك

    وقولك البعض قال بتحريمها ، احذر هداك الله هذا البعض الذي تقول عنه هو النبي عليه الصلاة والسلام
    أقصد بالبعض بعض علماء الدين و قد اختلفوا نسبة للمراجع التي استدلوا بها

    و بصراحة لا أعلم إن كان تصرفي صح أو خطأ لكن أنا سابقا كنت أطيل لحيتي و لم اكترث بسخرية من حولي و نظرات الآخرين و لكن بعدها تحاورت مع مدرس دين و كان هو ذو لحية خفيفة و أقنعني بأنه ليس من الواجب إعفاؤها تماما و إنما ظاهر ذلك سنة حيث أنه لم يرد نص صريح صحيح بحرمة الأخذ من اللحية
    و إن كنا نقصد بذلك أن نخالف الكفار و المشركين فإن بعض رجال الدين من الكفار و المشركين يقومون بإطالة لحاهم كما يفعل اليهود و بعض المسيحيين بصراحة هذه الكلمة أصابتني بصدمة
    و استشهد بأن المعتمر الأصلع عند التقصير يأخذ قليلا من لحيته إذا لم يتمكن من الأخذ من شعر رأسه أو شاربه

    و كقناعة أنا إلى الآن لست مقتنعا تماما بأنني على صواب حيال اللحية و لكني أميل إلى رأي المدرس حيث
    أنني كنت ممن يقضي معه بعض الأوقات في الحوار و التعلم منه في غير أوقات المحاضرات و ربمى لشدة احترامي له اصبحت أتأثر به و الآن بالنسبة لي أصبح لي ما يقارب الأربع سنوات ملتزما بلحية و لكن قصيرة

    واما استدلالك بشيوخ الأزهر ،،، فأقول لك إن ربك الذي في السماء لم يأمرك أن تقتدي بعلماء الأزهر ولكن أمرك بطاعة نبيك صلى الله عليه وسلم
    كلامك صح لكني ما أتوقع انهم شرعوا لأنفسهم حلق اللحية من فراغ
    و أنا لم أقل بأنهم قدوتي بدل الرسول أو أني سآخذ منهم الشرع و لكن أنا أعتقد بأنهم اجتهدوا في ذلك
    و قد يكونو أصابو و قد يكونوا أخطأو

    فأنا أبحث عن تبريرهم لحلق اللحية


    قال تعالى { وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ} ، وحلق اللحية أو الأخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله وتمثيل بالشعر أيضاً

    منطق غير سليم بتاتا حيث أن الآية لم تحدد اللحية دون ما سواها
    و إلا لو أخذنا بهذا لكان حلق أي شيئ في الجسد محرم أيضا بما في ذلك شعر العانة

    و بالنسبة للأحاديث الشريفة
    وقال -صلى الله عليه وسلم- في تحريمها (( خالفوا المشركين ، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب )) متفق عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام (( جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى ))رواه مسلم

    فهي ليست بالضرورة تعني التحريم قد يكون من باب الندب إلى الشي
    في الحديث الأول ورد توفير اللحى من باب مخالفة المشركين و كما ذكرت لك أن كثير من رجال الدين المشركين يعفون لحاهم الآن
    و السؤال هنا هل لو أن المشركين و الكفار جميعهم يعفون لحاهم سيكون واجبنا مخالفتهم و حلق اللحى؟
    و في الحديث الثاني فمن باب أن جز الشارب مستحب فأغلب الظن أن إرخاء اللحى مستحب أيضا

    أخي عمر أرجو عدم فهمي بشكل خاطئ و لكن أي شخص لا يقوم بإعفاء اللحية حين يقرأ موضوعا كهذا لا يحب أن يكون ممن يتضمنه الكلام و يحاول أن يدافع عن نفسه

    و أنا منهجي لا أعيب على أحد فعله مالم تتفق جميع فرق الإسلام على تحريمه فأنا لا أستنكر على الناس حلق لحاهم حتى و إن لم أتفق معهم في إباحة ذلك

    هذا و أسأل الله لي و لكم التوفيق و الهداية لما هو صواب

  20. #20

    الصورة الرمزية ترانيم امل

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    506
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |[ اللحية ::: زينــــة الرجـــــال ؛ والهيبــة والوقـــار ]|

    اي والله اللحية زينة ووقار للرجال


    يعني لمن تشوف واحد ملتحي وواحد بدون لحية حتلاحظ الفرق

    انا اعرف واحد ما يطلع له شعر في لحيته
    الرجال يبكي يقول انا ما اعتبر نفسي رجال لو ما طلعتلي لحية

    جزاكم الله خير على الموضوع والادلة والفتاوي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...