كيف حالكم اخواني واخواتي ؟!
ان شالله تكون بخير
منذ زمن لم اكتب موضوع هنا..
واخيرا حان الوقت ليرى الموضوع النور فقد كتبته منذ اشهر
وبقي مخزنا في منتدى قبل النشر بسبب كسلي وانشغالي ^^"
اترككم الآن للقراءة مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة ^^
لنتعرف معا على :
تعريفها , شروطها , نشاتها , أسبابها
داوفعها , انواعها , خطرها , وعلاجها
.
التعريف اللغوي:
قال في اللسان تحت مادة " شيع" :
شيعت فلانا اتّبعته , وشايعه :تابعه وقوّاه ويقال : شاعك الخير : أي لافارقك.
وشاع الشيب : انتشر , وشاع الخبر : ذاع , أشعت المال : فرقته .
والشاعة الأخبار المنتشرة , ورجل مشياع : أي مذياع لا يكتم سراً .
يقال شاع الخبر أي كثر وقوى , وشاع القوم انتشروا وكثرو
والمعنى المشترك البارز بين هذه المعاني اللغوية
لمادة شيع هو الانتشار والتكاثر .
التعريف الاصطلاحي :
هناك عدة عدة تعريفات للاشاعة ومنها :
- " كل قضية أو عبارة مقدمة للتصديق , وتتناقل من شخص الى آخر
دون أن تكون لها معايير أكيدة للصدق "
- " بث خبر من مصدر ما في ظرف معين , ولهدف ما يبغيه المصدر
دون علم الآخرين , وانتشار هذا الخبر بين أفراد مجموعة معينة "
- " الأحاديث والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس , والقصص التي
يروونها دون التثبت من صحتها أو التحقق من صدقها "
- " أخبار مشكوك في صحتها ويتعذر التحقق من أصلها ,وتتعلق بموضوعات
لها أهمية لدى الموجهة اليهم ويؤدي تصديقهم الى إضعاف روحهم المعنوية "
وكما نلاحظ هناك رابطاً بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي .
وعاملاً مشتركا وهو الانتشار والتزايد .
لابد للإشاعة من شرطين أساسيين حتى تروج وتسري
والشرط الأول يتعلق بموضوع الإشاعة ,
وكونه ينطوي على شيء من الاهمية للمتحدث وللمستمع .
أما الشرط الثاني فهو كون الوقائع الحقيقية على جانب من الغموض ,
وهذا الغموض ينشأ اما عن عن انعدام الأخبار , او اقتضابها , او تضاربها ,
او عدم الثقة بها , او ينشأ عن بعض التوترات الانفعالية
التي تجعل الفرد غير قادر أو غير متهيء لتقبل الوقائع التي تقدمها الأخبار اليه .
و ان الشرطين الاساسيين للإشاعة " الغموض و الاهمية"
يرتبطان ارتباطاً كمياً بسريان الإشاعة .
وقدر الإشاعة السارية يتغير تبعاً لمدة أهمية الموضوع
عند الأشخاص المعنيين , وتبعاً لمقدار الغموض المتعلق بالمسألة المعنية.
والعلاقة ما بين الاهمية والغموض ليست علاقة " اضافية " وانما " تضاعفية " ,
بمعنى أنه إذا كانت الاهمية صفرا ,أو إذا كان الغموض صفراً , فلن تكون هناك إشاعة .
ليست كل الاشاعات من صنع الخيال , بل قد تحتوي احياناً على خميرة من الحقيقة
أو نواة من الواقع يصاغ حولها نسيج الاشاعة ,ولكنها كثيراً ما كانت وتكون مختلقة ,
فان كانت كذلك فان منشأها أن صانعها يتسغل أهمية الحدث أو الشخص محور
الاشاعة ويستغل جهل الناس , أو عدم امتلاك المعلومات الكافية ليفتري من
بنات افكاره اشاعة يضرب بها خصمه , وأحياناً يلجأ الى تفسير مشوه ا
و مغرض وقع لهذا الشخص محور الاشاعة ,أو قلب للوقائع , أو طمس لبعض الحقائق .
وأحياناً تبدأ الاشاعة خبراً صحيحاً تماما , فإذا تناقله الناس زادوا عليه من خيالهم
حتى يغدو مشوقاً مثيراً ,فما أن يمشي خطوات حتى يغدو ككرة الثلج
لا تزال تتزايد كلما دحرجتها .
حياة البشر في عالمنا هذا لا تكاد تخلو من الحاجات والمشكلات
التي تثير اهتماماتهم , وان أرض الجماهيرلا تكاد تتلبج فوقها سحب " الغموض "
وتنتشر فيها بذور الاهتمامات حتى تستحيل تربة خصبة تزدهر فيها نباتات الشائعات .
ولن تلبث هذه الشائعات حتى تصّاعد في سرعة الى عنان السماء فتحجب عن الرائي او تكاد ,
آفاق الرؤية الواضحة , وتسد امام ناظريه السبيل , فلا يرى جبال الحقائق الموضوعية الراسخة ,
هذه التي انما تحدد قممها في السماء الصافية من المنطلق .
فيمكن ببساطة عزو ظهور الشائعة الى انعدام المعلومات , ومن هنا ينادي
من يودون القضاء على الإشاعة بضرورة اظهار الحقيقة كل الحقية بتفاصيلها ,
وعدم اخفاء شيء عن الجماهير حتى لا يكون هناك سبب لظهورها.
ومن الاسباب الأخرى ما يتضافر مع هذا السبب مثل :
- الدوافع النفسية في الانسان .
- انعدام المستوى التهذيبي الرفيع من الامة .
- تقطع الاسباب بين الناس .
- انعدام الثقة بين فئات الشعب أو بين القاعدة والقمة
أو التعرض لهزات وأزمات وضغط خارجي مع افتقار الى
الايدي الخبيرة الحكيمة التي تخرج الامة من ورطتها ,
وتقوم بالاجابة على كل طارئ وحل كل مشكلة قبل استفحاله .
ينشأ الطفل في بيئة تعودت أن تردد أخباراً تقدم لها بهذه اللازمة :
سمعت أن..... , يروون في الحي أن ...... ,أظن أن..... الخ.
هذه اللازمة هي التي تشكل الارضية الاولى للاشاعة ,
وتربي الطفل التربية التي تؤهله في المستقبل أن
يكون ناقلا لجرثومة الاشاعة,ومن هنا في الحقيقة ولدت الاشاعة ,
وتهيأ مناخها ووجدت تربتها الصالحة للنموها .
والمنطلق الثاني , والدافع الثاني للشائعة من داخل النفس الانسانية
وهو الحرص على تفسير ما يقع من احداث تفسيرا مقبولا مقنعاً حتى
ولو لم يكن يملك الشخص عناصر هذا التفسير , والمعلومات الكافية التي
تكوِّن اطاراً كاملاً وصورة واضحة للأحداث فان لم يجد الرواية الكاملة عن الحدث
لجأ الى خياله يستكمل الصورة وملامح الوقائع ليقدم لنفسه ثم للناس رواية كاملة .
والدافع الثالث , ان ذاكرة الانسان لاتحتفظ بصور الاشياء كاملة وتفاصيل الامور
والاحداث الى آماد طويلة بل تتعرض تلك المخزونات للاختزال والانتقاص من أطرافها ,
وتجري عليها عملية تسوية وطمس أو تشويه وابراز على نقاط معينة اخرى ,
وهذا النقص من جهة ثانية منطلق آخر من منطلقات الاشاعة حين يروي الخبر
بعد جري له كل تلك العمليات الداخلية من اقتطاع أو تركيز .
والدافع الرابع عجلة الانسان وتلهفه على الامور وعدم توافر الوقت الكافي
لديه لتقصي الحقائق , ولما كان الفضول أقوى من الامكانات وأسرع من الزمن
المتاح كان الدفع والالجاء الى ارض الاشاعة بهذا العنصر.
اضف الى هذه الدوافع دافع الحقد على المنافسين أو الخصوم أو أي أشكال الكره
والأنانية مما يحفز الى تحطيمهم ولو باختلاق الشائعات ضدهم أو تفسير سلوكهم
تفسيرا يخدم أغراض الطرف المطلق للاشاعة .
ودافع آخر منطلقه الغموض الذي يكنتف الخبر موضوع الاشاعة أو الشخصية ,
وهذا الغموض الذي يتسبب في التوتر العاطفي الذي ينتهي
اما الى نوع من الهزيمة النفسية والكبت لعدم المقدرة على حله وتسهيله
أو ينتهي الى اشاعة يطلقها الانسان فينفس بها عن تلك التوترات.
واحيانا تكون الشائعة نوعا من استرضاء النفس , وعدم القدرة على مواجهتها بالفشل ,
ومن هذا الصنف الطلبة الفاشلون في امتحاناتهم يلجأ الكثير منهم الى رشق المدرسين
والطلبة الآخرين بالتآمر والخيانة والحاباة وأنهم أزيحوا من الطريق ليخلو الجو لطالب
عميل للاستاذ أو قريب ..... الخ .
وعلى أي حال فإن الدوافع وراء الاشاعة عديدة ويصعب حصرها, ولأن مجراها
في النفس الانسانية متشابك معقد, فأحيانا حب الظهور يشكل الدافع
وأحيانا الحقد , أو الكبت , أو حب الاستطلاع , أو الاسقاط , وأحيانا الإعجاب .
وباختصار يمكن أن نقول أن طبيعة التشابك في دوافع الشائعة يمكن
أن تكون مستمدة من طبيعة التشابك في النفس الانسانية ودوافعها السلوكية .
... الإشاعة و التذّكر ...
ليست كل حالات الاشاعة يكمن وراءها قصد التزوير والاختلاق ,
ولكن العقل الانساني وحافظته كثيرا ما يتعرض للنسيان ونقص المعلومات ,
وكثيراً ما يميل الانسان الى " التسوية " في رواية الأخبار ,
بمعني ان يقتنص الأجزاء التي داخلها الوهن وليس على ثقة منها ,
لأن ذاكرته لم تعد تحتفظ بالمعلومات بشكلها الأول .
ولو تتبعنا خط سير الاشاعة لوجدنا أنها كلما مضت متوغلة في رحلتها
مالت الى أن تصبح أكثر قصراً, وأكثر احكاما , وأكثر سهولة في فهمها وروايتها,
وتقل ألفاظها وتفاصيلها .
تعتبر الإشاعة من أخطر الاسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات أو الأشخاص ,
وكم أقلقت الاشاعة من أبراء وحطمت عظماء و هدمت و شائج و تسببت جرائم
و فككت من علاقات و صداقات وكم هزمت من جيوش وأخرى من سير أقوام ؟!!
لخطرها وجدنا الدول تهتم بها و الحكام يرقبونها معتبرين اياه مشاعر الشعب
نحو النظام صعودا أو هبوطا وبانين عليها توقعاتهم للأحداث سواء
على المستوى المحلي أو الخارجي .
ولسنا مبالغين حين نقول ان ما واجهه النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث الإفك هو حدث الأحداث في تاريخه عليه الصلاة والسلام ,
فلم يمكر بالمسلمين مكر أشد من تلك الواقعة , وهي مجرد فرية واشاعة مختلقة
بيذنت السماء كذبها , ولكنها لولا عناية الله كانت قادرة على أن تعصف
بالأخضر واليابس ولا تبقي على نفس مستقرة مطمئنة , ولقد مكث مجتمع المدينة
بأكمله شهراً كملا وهو يصطلي نار تلك الفرية وبتعذب ضميره وتعصره الاشاعة الهوجاء ,
حتى تدخل الوحي ليضع حداً لتلك المأساة الفظيعة , وليكون درسأ تربوياً رائعاً
لذلك المجتمع ولكل مجتمع مسلم الى قيام الساعة
وصدق الله : " لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم "
وللاشاعة القدرة على تفتيت الصف الواحد والرأي الواحد وتوزيعه وبعثرته ,
فالناس أمامها بين مصدق ومكذب ومتردد متبلبل ,
فغَدَا بها المجتمع الواحد والفئة الواحدة فئات عديدة .
بعد أن علمنا خطر الإشاعة لابد من معرفة وسائل التحصن منها والدفاع ضدها
وقد يتبادر الى الذهن ان توفير المعلومات الصحيحة يطفئ الاشاعة ويضيق عليها الخناق ,
والحقيقة أن النظرة للموضوع بهذا الشكل تبسيط للاشاعة ولعلاجها,
اذ قد تروج رغم توافر المعلومات الصحيحة , لان المعلومات والجدل ليسا كافيين
لمحو الشائعات التي تعيش على المخاوف والاحقاد ,
فهذه الشائعات تكمن دوافعها في نفوس مروجيها وليس السهل انتزاعها .
ومن هنا فقد كان لابد في معالجة من التفهم الشامل للقضايا المتعلقة بالاشاعة ,
ولا بد قبل ذلك ومعه وبعده من تماسك الاجتماعي وثقة متبادلة
بين مختلف فئات الشعب وبين القاعدة والقمة .
وقد نبه القرآن الكريم الى علاج الاشاعة من خلال
رده على مفتريات الافك واشاعات المنافقين حول البيت النبوي الطاهر فقال :
- " لولا اذْ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا "
فالاصل احسان الظن المتبادل بين المؤمين والمؤمنات ما لم يثبت
بدليل قطعي يخرم ويخدش هذه الثقة كما قال تعالى :
" لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فاذا لم يأتوا يالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ".
- ثم بينت سورة النور وسيلة علاج اخرى بعدم تداول الخبر فقالت :
" ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم "
وهذه في الواقع اجدى وسيلة لهدم اشاعة ما , لان حياة الاشاعة في تناقلها وتداولها .
فالعلاج القرآني يتلخص في التماسك الاجتماعي,
وثقة المؤمنين ببعضهم , ثم عدم اشاعة الفاحشة في مجتمعهم بعدم تناقل الاخبار ,
وعدّ ناقل الاخبار عن الناس قاذفا يستحق الجلد والعقاب الاجتماعي بعدم قبول الشهادة .
هذا الضبط اللساني الشديد أدب وخلق حرصت تعاليم هذا الدين على ايجاده في المسلمين ,
ففي القرآن الكريم :
" يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا "
"والذين هم عن اللغو معرضون" " واذا مروا باللغو مروا كراما"
"ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا "
" ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة "
وفي السنة :
" كفى بالمرء اثما أن يحدث بكل ما سمع "
" وهل يكب الناس على وجوههم في النار الاحصائد ألسنتهم
"
وهذه خلاصة وسائل علاج ومقاومة الشائعات :
- عدم ترديد الإشاعة .
- رصد الشائعات وتحويلها الى جهاز مختص .
- التماسك الاجتماعي والثقة المتبادلة وحسن الظن
والتفسير الحسن لسلوك الناس وتصرفاتهم ما لم يثبت العكس بدليل قاطع .
- اصدار البيانات وتوفير المعلومات عن القضة أو الموضوع الذي أثار
غموضه ظنون الناس وشكوكهم وهواجسهم وأطلق ألسنتهم بالاشاعة .
- التهذيب الخلقي والتربية السليمة التي تطبع الناس ب
الصدق والجد والانصراف الى المهم وعدم التلهي بمضغ الاحاديث .
- اقتفاء خط سير الاشاعة وتتبع مسارها للوصول الى جذورها
ووضع اليد على مطليقها ومحاسبتهم بحزم .
- العلم بالاشاعة والتحليل السليم لها والفهم القائم
على الأسس العلمية ومعرفة الدوافع النفسية.
...ختاماً ...
نقول ان المجتمع الاسلامي الذي صنعه الرباني
هو اكثر المجتمعات تحصناً ضد للاشاعة ,ومناعة تجاه الحرب المعنوية ,
بما أوتي من تماسك , ومن منهج التفكير والاستدلال لا يأخذ بالظن ولا يتوقف عند الشكوك ,
ومنهج أخلاقي يمنع الاغتياب , والطعن في الأعراض , والخوض في الحرمات .
بهذه جميعا تفوق المجتمع الاسلامي على الدنيا في مقاومة الاشاعة ,
ويملك أن يتفوق اليوم وصمد لأي حرب نفسية ان اتبع نفس المنهج واتخذ نفس الاحتياطات .
المصدر :
كتاب الاشاعة
لــ أحمد نوفل
لن تخرج من الموضوع دون ابداء رأيك .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
ما
موقفك من الإشاعة
؟
وهل انت ممن يتناقلون الآخبار ؟
هل توافق هذا المثل ام لا ؟ ولماذا ؟!
" لا تُصَدّق كُلَّ ما تَراه ولا نِصْفَ ما تَسْمَعُه " Believe not all that you see
nor half what you hear
و ما مقدار تصديقك للاخبار التي تسمعها ؟!
.
.
.
... بالنهاية ...
اتمنى ان اكون قد وفقت باختياري ونال الموضوع على استحسانكم..
واشكر مصممة الفواصل على تصميمها الراقي
>> صراحة نسيت من هي لاني كتبت الموضوع منذ فترة
طويلة وطلبت الفواصل في موضوع الطلبات ^^"
وهذا بنر الموضوع سأكون شاكرة لمن يضعه في توقيعه ^^
المفضلات