سبحانك يا الله ، يا مذل الجبابرة والأكاسرة والقياصرة ، لا عز إلا عزك ولا جاه إلا جاهك .
أنظروا إلى الأصنام كيف يذلها الله إذا شاء ، فمن قبل هرب صنم تونس وبعده سُجن صنم مصر وبعدهم هرب الجرذ إلى جحره في ليبيا تحت الأرض وبعده فجر الله فاجر اليمن في عقر داره ، وهاهو الآن يتأرجح الكرسي في سوريا تأرجحا ، والشعلة مشتعلة في المغرب العربي تنتظر التالي ، سنة الله في الظالمين ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .
على كل ظالم متجبر أن يعلم علم اليقين أن دين الإسلام هو آخر دين، وأنه دين أهل الأرض كلهم، وأن ظهوره وانتشاره كائن لا محالة .
ومن هذا المنطلق كانت سنة الله عز وجل أن يُظهر دينه وإلا على الحاقدين ودعاة الشرك والباطل والظالمين أن يتوبوا ، وإما أن يجمعوا أمتعتهم ويستعدوا للمغادرة، لأنهم والله سيغادرون نقسم على ذلك غير حانثين .
أيها الظالمين المتجبرين إسمعوها وعوها وأنصتوا جيدا: إياكم إياكم أن تغركم جيوشكم وتلك الكلاب التي جمعتم حولكم الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأعوان الظالمين ووصفهم بأنهم من أهل النار بل سماهم في حديث بالشرطة ، إياكم إياكم أن تغركم جموعكم إن كنتم على الباطل تظلمون ، فجنود الله هي أشد قوة وجيوش الله متى شاء هيأها ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
إن الظالمين والكفرة والمشركين ليس لهم إلا الدمار ، فقصة عاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون وغيرهم أكبر شاهد على ما نراه .
فكل الدساتير والقوانين التي تخالف الكتاب وتحاربه وتظن أنها تقوم مقامه أو هي أفضل منه فستصير رمادا ولا يبقى منها ولا ذرة واحدة ، فالحكم لله وحده وهو آت لا محالة فاسمعوا وليسمع كل منافق هذا الحديث الصحيح الذي يرعب المنافقين ويبشر بزوالهم القريب إن لم يحكموا بشرع الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت"
ومعنى الملك الجبري: أي الملك بالقوة وهو ما نعيشه هذه الأيام وكل المراحل قبلها قد مرت .
فالله أكبر ، هذا من البشارات .
والشاهد من الحديث جزؤه الأخير ، وأما المراحل الأولى فقد سبقت ، فمنهاج النبوة راجع لا محالة .
المفضلات