من قصيدة الطين
للشاعر إيليا أبو ماضي


نسي الطين ساعة انه طين حقير فصال تيها وعربد

وكسا الخز جسمه فتباهى وحوى المال كيسه فتمرد

يا أخي لا تمل بوجهك عني ما انا فحمة ولا أنت فرقد

أنت لم تصنع الحرير الذي تلبس واللؤلؤ الذي تتقلد

أنت لا تأكل النضار اذا جعت ولا تشرب الجمان المنضد

أنت قي البردة الموشاة مثلي في كسائي القديم تشقى وتسعد

لك في عالم النهار أماني ورؤى والظلام فوقك ممتد

ولقلبي كما لقلبك احلام حسان فانه غير جلمد

أأماني كلها من تراب وأمانيك كلها من عسجد

وأماني كلها للتلاشي وأمانيك للخلود المؤكد

لا فهذي وتلك تأتي وتمضي كذويها وأي شيء يؤبد ؟