بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه المصطفى وآله وصحبة أجمعين
أما بعـــــــــــــــــد :
الصوت نعمة من نعم الله يهبه الله لمن يشاء فصنف جعله في الحلال والآخر في الحرام
منهم من تغنى به بالقران وأخر من تغنى به بالغناء رادفاً له المعازف...
فالنبي علية الصلاة والسلام قال : (ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلون الحر - الفروج -، والحرير، والخمر، والمعازف) رواه البخاري
أي إن المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ )
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره إنه الغناء ) يعني لهو الحديث.يقول ابن القيم رحمةالله في كتابه عن الغناء: " هو بريد الزنا"الغناء بريد الزنا، الغناء رقية الشيطان
فقد أضحى هذا الزمان صورة حية، وشاهد صدق على صحة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد استحلت المعازف وعلا شأنها، وارتفعت قيمتها، حتى أصبح المغنون والمغنيات - عند كثير من الناس - أعظم شأناً، وأرفع قدراً من الدعاة والمصلحين، واستحق هذا العصر لقب عصر الغناء بجدارة فإنا لله وإنا إليه راجعون , تجد البعض من أبناء المسلمين يستمعون لهذه الموسيقى كاستنشاق الهواء وبعضهم من يرفع صوت الموسيقى بسيارته فو الله لا تجد سيارة متحركة إنما تجد موسيقى متحركة فلم يكتفي بسماعها لوحده بل تعدى ذلك لان يسمعها لغيره ليؤذي بها غيره من المسلمين وتجد البعض منهم يستمع إليها وقت الآذان ووقت الصلاة ولا يكترث لهذا المنادي إنما شغله مزمار الشيطان عن صوت الحق والشيء المحزن إن أبنائنا شغوفون بالموسيقى الغربية التي لا يعلم هذا الشاب بلغة هذا المغني فلعله يشتم الإسلام والمسلمين فتجد هذا الشاب يترنح ويرقص كالنساء عليها ولعله أوقف سيارته بالطريق ونزل ليرقص ويترنح وكأنه يتخبطه الشيطان من المس فيا من هُم بغفلةٍ إن هذا ما هو إلا علامة من علامات الساعة الصغرى...
فيا أسفاه كثرت البرامج التي تدعم الغناء والمغنيين ومن أبرزها سوبر ستار الذي يتابعه الملايين والذي باركته اليهود وهذا البرنامج يضم عدد من الشباب من الجنسين وعليه يتم التسابق والتصويت من جميع البلدان العربية والتي لم يكترث الكثير منهم لما يدفعه للفواتير الهاتفية ولكن وللأسف الشديد تجده لا يكترث لما يحدث للأمة العربية من فقر وقتل وظلم ولو طلبت منه التصدق بريال واحد فقط لدعم إخوانه المسلمين يشق عليه ذلك ويتمنع , يبخل على نفسه بالآجر والحسنات ولكن لا يبخل عليها من حمل الوزر من السيئات ... تفكر أخي وأختي في الله .. 80 مليون عربي مع الغناء و4 ملايين ضد قتل الأفغان!..الله اكبر
أمتي ما دهاك؟ لما هذا الضياع واللهث
خلف المحرمات .. لما صرفتم نعم الله بالمحرمات... لما قابلتم الإحسان بالا ساءه
لما ضيعتم أوقاتكم في أمور لا تعود عليكم بالنفع وصرفتم أموالكم في أمور سوف تسألون عنها يوماً ما ولعله قريب!!!!!
قال صلى الله عليه وسلم:( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع :عن عمره فيما أفناه ،وعن شبابه فيما أبلاه ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) رواه الترمذي.
فإضاعة الوقت من علامات المقت.
قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
ولقد أدرك سلفنا الصالحأهمية الوقت يقول ابن مسعود رضي الله عنه:"ما علمت أحدا سمع بالجنة أو النار ثم يأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة آو قراءة أو إحسان" .
سبحان الله تجد من هو متتبع بالساعة والدقيقة والثانية لهذه البرامج المنحطة يجلس بالساعات
يجدها تمر بسرعة البرق ولكن إن سمع مناديٍ جعل صوته في ذكر الله ينادي إلى أرحنا بها يا بلال
تجده متثاقل متهاون يصليها بغير خشوع ولا تفكر ولعله يؤخرها عن وقتها وهي لا تأخذ من وقته دقائق
ولعله تركها ولا أهميه لذلك بخلاف متابعة البرامج المنحطة والحرص عليها أ واه
كذلك المتسابقون جعلوا أصواتهم مزامير من مزامير الشيطان
اعلم إن الصوت نعمة من نعم الله عليك وفيها بلاء لك فأسأل نفسك هل ترنم هذا الصوت بخير أم بشر
؟
فداود علية السلام قد وهبه الله من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء، يُرجع بترجيعه، ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه، كلما سبح بكرة وعشياً صلوات الله وسلامه عليه.
وقال الأوزاعي: حدثني عبد الله بن عامر قال: "أعطي داود من حُسن الصوت ما لم يعط أحد قط، حتى أن كان الطير والوحش ينعكف حوله، حتى يموت عطشاً وجوعاً، وحتى إن الأنهار لتقف".
وقال وهب بن منبه:"كان لا يسمعه أحد إلا حجل كهيئة الرقص، وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله، فيعكف الجن، والإنس، والطير، والدواب على صوته، حتى يهلك بعضها جوعا"ً.
عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ فقال: ((لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود)).
وقد كان داود عليه السلام مع هذا الصوت الرخيم، سريع القراءة لكتابه الزبور كما قال الإمام أحمد: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)).
، فكان يقرأ الزبور بمقدار ما تسرج الدواب، وهذا أمر سريع مع التدبر والترنم والتغني به على وجه التخشع، صلوات الله وسلامه عليه.
كذلك ألا تعلم أن من نعيم أهل الجنة الحور العين
فإن غنَّت هذه الحورية فيا لذة الأسماع، وإن آنست فيا لذة الأُنس بسماع الغناء والكلام والمحاضرة، هؤلاء حوريات أهل الجنة الذين أنشأهم الله في الجنة إنشاءً.
يغنين ولكن ليس كغنائنا؛ فُحش وخنا ومجون وتحلل، وبعضنا –يوم انتكست بصيرته- يأخذ هذا الغناء ليدخله إلى بيته، ليفسد بيته، ولينشر الفحش في بيته، وليخرج ملائكة الرحمن من بيته، وليدعو إلى الرذيلة في بيته،
أما موسيقاهن يا من نزَّه نفسه عن الموسيقى في هذه الحياة، فيرسل الله ريحه فتهز ذوائب أغصان أشجار الجنة فتحدث صوتًا يشبه صفير كل صوت طير في الجنة؛ فلا تسل عن ذاك النعيم، وهن يغنين بأصواتهن الرخيمات اللذيذات، لو قضى الله الموت على أهل الجنة طربًا بهذا الغناء لماتوا، ولكن خلود بلا موت.
قال ابن عباس: ويرسل ربنا ريحًا تهز ذوائب الأغصان، ريحًا تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالآذان يا خيبة الآذان لا تتبدلي بلذاذة الأوتار والعيدان، خابت أذن تركت ذاك النعيم، وتلذَّذت بالأوتار والعيدان المحرمة (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولهذا يوجد من اعتاد على سماع الغناء و اغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لا غية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب"
قال الإمام ابن القيم رحمه الله
حب القرآن وحب ألحان الغنا ,,, في قلب عبد ليس يجتمعان
فللغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق فهو يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، وإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن إتباع الهوى، ويأمر بالعفة وترك شهوات النفوس وينهى عن إتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بعكس ذلك كله فهو يهيج النفوس إلى الشهوات وهو بريد للزنا .
لا تقول لي إن ابن حزم رحمه الله يبيح الغناء
فبعض الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يبيحه مسلم فكيف يبيحه عالم , فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية..ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات , كالتبرج والاختلاط والدعوة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، حيث تقف فيه المغنية عارية أو شبه عارية أمام العيون المتعطشة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية. ويتمايل الجميع رجالا ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه.
فأعلم أخي الحبيب انه لن تنفعك عند الله إباحة ابن حزم أو غيره للغناء بما انه التحريم جاء به نص صريح من النبي صلى الله عليه وسلم , كذلك فقد استثنى من الآلات والمعازف " الدف " فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا", فبغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم.
فأين هذا من هذا؟
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت رضي الله عنه ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة) . فقالوا مجيبين:" نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا"
ولكن حتى الأناشيد في وقتنا هذا جعل لها إيقاع خاص وأدخلت إليها المعازف فعلى ذلك هناك ضوابط تراعى في آمر الإنشاد وضعها لنا أهل العلم وهي :
( عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتاً مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني).
ختاماً : أتحب الشيطان ؟
بالطبع ستجيب لا !!إذا لماذا تستمع إلى كلماته وتصغي إلى مزاميره وتترنح معها ؟؟؟
ألا تحب الله؟؟
ستقول نعم!! إذ لماذا تعصيــــــــــــــــه؟؟ ولماذا تهجر كتابه ؟ وتصد عن سماع كلماته ؟
ألا جعلت سمعك مقتصراً على سماع القران وفي الآخرة لسماع غناء الحور
ألا قد سخرت صوتك في التغني به بالقران ليكون مزماراً من مزامير آل داود
نحن نعلم بالعذاب المعد لسامعي المحرمات فهل من توبة ؟؟
أحبتي لننزهه أنفسنا وأسماعنا عن اللهو و مزامير الشيطان، ونبدلها بحلق القرآن، وحلق سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لننال ثمرتها )يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)
.
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
والله و رسوله مبرؤون من ذلك .
المفضلات