...
منذ صغري وأنا أسمع عبارات المديح والثناء تنهال على بشرى ابنة عمتي، فلطالما تغنت
عائلتي الكبيرة بمدى ذكائها واجتهادها،وفي نهاية كل عام دراسي وظهور النتائج تكون
بشرى الأولى على مدرستها، ومرات عديدة على مدارس المنطقة،إذ غالباً ماتحصل على المعدل
الأقرب إلى %99 من المجموع العام، وإذا حصلت في عام ما على أقل من ذلك بدرجتين فهذا يعتبر تراجعاً خطيراً يُحسب له ألف حساب.
عمتي فاطمة طبيبة عيون مشهورة،وزوجها جراح مشهورٌ أيضاً مماجعل من بيتهم بيت علمٍ وعمل،
فالجدية والإلتزام صفة من صفات كلأهل المنزل،
هذه السنة تقدمت بشرى لإمتحانات الثانوية العامة،
والكل يتوقع لها أعلى المعدلات التي تمكّنها من دخول كلية الطب البشري
لكن هذا حلم والدها وليس حلمها،
مالذي تريده بشرى الذكية إذا ؟!
نسيت أن أخبركم أنها عبقرية في مجال الكومبيوتر وكل مايتعلق ببرامجه،
بالإضافة إلى ولعها بالروبوتات والدارات الكهربائية والميكانيك،
وكم أدهشتنا باختراعاتها التي ظنناها عجيبة،وماهي إلا تطبيقات
لقوانين الفيزياء،لقد كانت غرفتها أشبه بمختبر علمي،إنها حقاً
شخصية استثنائية،فكيف تستطيع العائلة أقناعها بدخول كلية الطب؟
وإقناعها بإن الدراسة كيفية عمل المخ البشري أهم من دراسة الذكاء الصناعي؟
طلبت عمتي من والدي التأثير على بشرى لأنها تحترمه،ولكن والدي
يحترم رأي الآخرين ولايعطي رأيه إلا بعد مناقشتهم والتفكير والإستماع
الجيد لهم،فدار بينهما هذا الحوار:
أنت تعلم ياخالي كم أحب مجال المعلوماتية فأنا لا أتخيل نفسي طبيبة أبدا رغم أنّنّي اعتدتُ على مرافقة أبي وأمي إلى أماكن عملهما منذ صغري،إلاّ أن هذه المهنة لم تشدّني إليها قط.
لكن يا بشرى الطب مهنة نبيلة ووالدكِ مهدّا لك الظروف والطريقللوصول إلى هذا الهدف.
ومن قال إنّ علوم الكمبيوتر والتكنلوجيا لاتخدم الإنسانية؟
ألا يعتمد الطب حاليّا على الأجهزة التكنولوجية والكمبيوترات المتطّورة لإنقاذ حياة المرضى وإجراء أعقد العمليّات الجراحيّة؟ ألم تساهم هذه
الأجهزة في تطّور مهنة الطب؟
كلامكِ سليم،فعند وصول الإنسان إلى نقطة تحّول في حياته فعليه
التروّي ليحددّ تماماً ميوله ونقاط القوة لديه،كما عليه خذ مشورة الأهل
والمحيطين به،فخبرتهم بالحياة مهمّة، لذا أقترح عليكِ دراسة ماتحبين
بمجال هندسة الأجهزة الطبية،فهذا يجمع بين كلَ اهتماماتك واهتمامات والديكِ أيضاً.
فعلاً ياخالي هو مجال مميز،وأظن أن أقتراحك سيعجب العائلة كلها كما أعجبني
وأنتِ يا نورة هل استقريتِ على رأي، فمنذ كنتِ صغيرة وأنت تقررين كل أسبوع مهنة،فمرة معلمة،ومرة صحفية،ومرة رائدة فضاء،ومرة مصممة ديكور.
على كلٍ أمامنا وقت لحسم الموضوع،لن أختار يا
أبي إلا المجال الذي أحبه وأبرع فيه وأتميّز به
[إن الله يحب إذا عمل احدكم عملاً أن يتقنه].
وآلآن آحبتي ... آرجوآ آنكم آستفدتم ..
ولكن نسيتُ نقطة مهمة آود تذكيركم بها
فهي البدآية لكل قرآر..
وهو الاستخارة
( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِفَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ,
وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك )
خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِيأَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ,
اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك )شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي
أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ )
فاللهم اقدر لي الخير حيث شئت ورضني به
آهدي باقة الشكر والامتنان ..
آلى العزيزة آنسة كوتيل ..
على تذكيري بأمر آلآستخارة .. فشكراً لك..
لآتنسوآ آلدعآء لآخوانكم في سوريا..
وأود آن آشكر.. جميلتي ms hagar ehad على التصميم الذوق..
آريغآآآتو هجّوري..:")
لآتنسوآ آلصلآة على الحبيب المصطفى..
المفضلات