يجلسان في الصالة أمام التلفاز..
"ماما" يقول الصغير..
ترفع نظرها إليه، كانت مشغولة بعمل بعض الصوف
"نعم حبيبي؟"
"ماما، شو يعني هاد: سبعة ستة؟" ويشير إلى شاشة التلفاز
تلتفت إلى الشاشة..
كُتب في الشريط "عاجل: قتلى يوم الأحد في سوريا 76 مع استمرار القصف على عدّة مناطق"
تبتلع غصّتها، "قتلى" ؟!
لا شيء عاجل!!
تنظر في عينيه البريئتين المتسائلتين
وترتعد وهي تتذكر أطفال الحولة، وكرم الزيتون، وحمزة، وأكثر!
تترك ما في يدها وتحتضنه لتنال بعض الأمان منه!
تعاود النظر إلى الشاشة، ما كان يجب أن أترك قنوات الأخبار أمامه، كل المشاهد مؤلمة! تقول لنفسها..
تأخذ ريموت التحكم وتطفئ الشاشة ودمعتان تغيمان عينيها.. تتمالك نفسها
يُبعد نفسه وهو يقول..
"ماما شو يعني؟"

تأخذ نفسًا عميقًا:

"
ماما حبيبي،

هاد

سبعة وستين..

هاد..

رقم!!
"

و..

يعتصر قلبها!