وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،،
سبحان الله ! حينما يجيد الطبيب عمله،ويعرف من أي منفذ إلى عميله ينفد،خاصة الطبيب النفسي،ويولد كما وصفته أنتِ عنده شعوراً "بالأريحية"،،
ياإلهي هايبرا،لأول مرة أجرب كيف يكون العلاج النفسي،كل معلوماتي عنه،هو غرفة بيضاء وسرير أبيض مرتفع وعميل بثيباب سوداء وطبيب طويل الهامة عليه معطف أبيض،وتسجيل في الغرفة يدور_الصورة المستوحاة من الروايات_،لكن أن تكون الصورة كهذه؟!..وددت دوماً أن أحضر جلسة من أمثال تلك،وها أنا أخيراً يُحقق مُناي !
كل شيء بدا خيالياً منذ البداية،أن يكون طبيبكِ الأول على خلاف دينكِ لهو أمر صعب بحق،أغبطكِ أن عرفتِ كيفية التعامل معه_حيث أنني لا زلتُ أخشى دخول أي مكان يُحتمل وجود رجال فيه فما بالكِ بالذي على خلاف ديني؟!_،النهاية جاءت صادمة ورائعة جداً جداً،
" أنا سني وإنما كنت أختبرك "
وددتُ لو أرى وجهكِ حينها !
قد تبدأ إحدى الجلسات معي دون علمي بأنها جلسة
جملة توقفتُ عندها كثيراً،
" ما هي نوعية العالم المثالي الذي تعيشين به ؟ "
سؤال لم أره إلا في الروايات،غريبٌ جداً،بيد أني أخال أنْ لو صاغه"الذي تريدين العيش فيه" لبات أوضح،وحقيقة لايوجد عالم مثالي في حياة نسميها"دُنيا"،لكن يمكننا التخيل بالطبع،وحتى مع هذا أجدني لا أكاد أتصور عالما مثالياً إلا في جنة الله ويوم تنتهي الدنيا،رزقنا الله الفردوس الأعلى منها،اللهم آمين،،
لأنه سُجّل في حالتك بأن لديك تقبل للأديان الأخرى
بدت الجملة غريبة في أذني،لا أدري لماذا؟!
حسنا ، أنا أتقبل الناس بأشكالهم ، بجنسياتهم ، بمبادئهم باعتقاداتهم ، ويشمل ذلك دينهم ، وليست لدي أي مشكلة في دين الشخص الذي أمامي ، فمن أهمية العالم المثالي الذي أعيشه هو أنني أريد العيش مع الآخرين بكل تفاهم وصدر رحب بغض النظر عما يكونون من الداخل
بالطبع،لكن هذا التفاهم وذاك الصدر الرحب يختلفان قطعاً تبعاً لإختلافهم من الداخل،لا يمكن أن يكون تفاهمكِ مع نصراني بذات التفاهم مع اليهودي وأكيداً ليس بذات التفاهم مع من هو بنفس دينكِ،لأن لديه الإيمان نفسه الذي تحملين،والإعتقاد نفسه الذي تعتقدين،والأسس نفسها التي تسيرين عليها في حياتكِ اليومة،أي أنه يطبق التعاليم نفسها والأخلاق نفسها التي تطبقينها،أوليس التفاهم مع هذا أفضة من أولئك؟!،فضلاً عن أن الإسلام بحمدالله قد حدد لنا أسس التعامل معهم،فقط الشيعة يدينون ذات الدين،سابقاً كنتُ أصاحبهم ،بيد أنه بعد الأحداث الأخيرة ازداد الكره بشكل كبير بين متبعي السنة وبينهم،لازلتُ أقول أن لو صادفتُ واحدة سأصاحبها،لكن لن يكون التفاهم بيينا قطعاً مثل التفاهم بين من توافقني المنهج،أما بالنسبة للنصارى،فأصدقكِ القول أنني رافقتُ بضع منهم قبل عامين،ولم أكن أرتاح أبداً بجوارهم،وكنتُ أتألم دوماً لأن المسلمين حولي لم يكونوا يظهروا لهم أننا على حق وهم على خطأ،وكانوا هم دوماً يحاولون التصرف بالحسنى،_لكن فقط لأنني وقفتُ وزميلتي نخاطب أستاذاً لنا في درجتين نقصتهما تفشت في المدرسة إشاعة"أن كيف اثنتان منتقبتان واقفتان للتحدث أمام أستاذ نصراني"_!!،وزيادة على هذا كنت أرى البغض جليا من أفواههم في كل حديث لي إليهم_وما تخفي صدروهم أكبر_،وكانوا ثلاثة منهم خلتهم أصدق أصدقاء،لكن في لحظة فعلت إحدهن كارثة للأخرى،حتى إني رأيتها تشهق باكية "أن كيف فعلت هذا بي"؟؟وكأن الله تعالى أراد أن يريني أمام عيني تصديق قوله تعالى"تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"،ثم إني عدتُ إلى المدينة لأرتاح منهم أبداً،وتبدو لي كل لحظة قضيتها معهم أبشع وأبشع،والحمدلله رب العالمين،،
هايبرا،موضوعكِ منذ عنوانه أذهلني،بل أكثر من ذلك أتعلمين؟..وكأنني أخطو أعتاب رواية،بيد أنها ليس كذلك،حفظكِ الله أختي وسلمكِ من كل مكروه،خبرتِنا أنكِ بحمد الله شُفيتي،فلا أعادكِ الله هناك قط،جميلٌ جداً أن نجعل من أليم واقعنا دروساً وتجارب تغذينا بالمعرفة،تمهد لنا الطريق،و أنَّى لنا التصرف والتعامل مع أناس هذا الطريق مستقبلاً،شكراً غير منضوبة وممنونة أبداً هايبرا،وجزاكِ الله خيراً،دمتِ وعين الله تكلؤكِ أختاه،وفي أمان الله ورعايته،،
المفضلات