فجأةً انتابني ذلك الشعور بالثقل.. لم تكن أنفاسي طبيعية..
حينما يصرون علينا..
لن نجد في أنفسنا.. رغبةً في النطق أو تحريك الشفتين حتى
بالأمس كنّا واليوم ما عدنا..
بالأمس كانت رفيقتي.. واليوم "الله يسهل عليكِ"
بالأمس كان.. واليوم صار..
بالأمس بكيتُ وتألمتُ.. واليوم حلمتُ وضحكتُ
خلطوا عليّ حياتهم.. لستُ أهلاً ولا حتى مستعدة لقبولهم..
..
بالأمس كنتُ بريئةُ واليوم ما عدت ساذجة.. لم أجرب الكحل يوماً وها أنا ذا أكتحل بالسواد وذاب مع البكاء..
بالأمس كان سمعي اعتيادي واليوم أريد أن أغنّي.. وأصنع الموسيقا التي أسمعها صباحاً ومساءً وكل حين..
..
اليوم وغداً وبعد غدٍ وبعده وبعده وبعد بعده.. وبعده بكثير..
عليّ أن أستجمع أكبر قدرٍ من الذكريات..
فهذه آخر أيّام..
سأناديها غداً.. بالأمس
سأتذكره وسطنا.. سأحلم بإزعاجه
سأضحك على لغته البربرية
سأبكي على مواقفه الحنونة
وربما سأتحسر على كلّ ثانية مرت دونما وجوده حولي وحولنا..
...
كثيرون هم.. أجل كثيرون.. عائلة أسرة أصدقاء أحباء.. وعقلي مشتتٌ بهم.. وقلبي هائمٌ بحق..
يالها من عطلة.. وغداً يومٌ حافل بلا شك.. لا أدري لمَ لا ينتابني أيّ شعور حياله.. ربما سيكون يوماً مأساوياً على أسرتي.. ربما.. وربما سيكون يوم سعدٍ.. ربما.. الأمل بالله كبير.. ومع هذا.. فسأضبط المنبه على لا وقت.. كي أكون آخر من يتلق الصدمة..
...
وهنا آخر ما هذى به قلبي..
ربما لأمد..
ربما لوقت أمد..
ربما لا أعلم..
اليوم لم أخبر أحداً باشتياقي إليه..
ربما لن أستطيع غداً..
وخلال شهر..
هل أنتظر شهراً ويوماً ؟!

يكفي يكفي.. يكفي هذياناً..
سأنتمي لوسادتي.. ولا لأي مكان آخر.. سأنام.. حيث سترسَل أحلامي أشواقي إليهم.. وأمانيّ.. وكل رغباتي ..
..
بأن يحفظكم ربي من كل سوء.. يا.. من أحبّ