بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"الشباب" زهرة تذبل فإما تكون شامخة تسرّ الناظر أو كسيرة فتَـــأْفــل
العُمْر يا شباب لن يعود إليك ، اليوم تُجاهر بأنك تريد تضييع وقتك وغداً ستنوح :
ياليت الشباب يعود يوماً ؟؟!!
ها أنت فيه فلا تنتظر المشيب لتبكي على الأطلال . .
مرحلة الشباب فترة تقرر فيها بقية حياتك ، فتذكر حين الخسارة أنك أنت من ألقيت نفسك في مسلك الندامة ، أو كُن على العكس وتزود من خيري الدنيا والآخرة واستمتع بحياتك وشبابك كما أرتضاه لك رب البرية ، فتوازن بين إشباع رغباتك الشهوانية والروحية . .
للأسف كَثُرة في هذه الأزمنة المُلهيات واستفحل أمر المفسدين والمخترعين لكل منكر وقبيح . . عدا المباحات التي أصبحت مدعاة لتفويت فرائض وواجبات . .
للاختصار وعدم الإطالة أردت من مقالتي ما نراه اليوم من بعض الشباب من إنطوائية وعدم مخالطة المجتمع ، إما بسبب ألعاب الفيديو أو المسلسلات بأنواعها وخاصة الرسوم المتحركة أو الأفلام وغير ذلك . . .
منهم من لا يرى النور إلا قليل ؛ من غرفته إلى قضاء حاجته من مأكل ومشرب ووو ومن ثم العودة إليها . . لا يجالس أهله ولا يجتمع بصحبة صالحة ولا حتى يرى الشمس إلا إن كان هناك ما يوجب عليه الخروج !!!
حتى لا يعرف كيف يتكلم في المجالس ولا يعرف الأصول والتقاليد والأعراف والعقائد ؛ لا يدري ما يجري حوله !!
وبعضهم يَكبُر ولا يعلم معنى الرجولة كـ-ذكر- !!
أما الفتيات فغريزتها وتفكيرها وعقليتها تجعلها فضولية لأعلى درجة لتطالع ما هب ودب ولا تعرف الصحيح من السقيم . .
جيل اليوم لا يدركون موقعهم من الإعراب . . . نفس مهزوزة وفتن طاغية وأوضاع مريرة ،، ومع هذا كله نرى تغافل وتجاهل من قبل الأهل والمجتمع . .
شبابنا نأمل منهم خير عظيم وننتظر تغييرهم للسلبيات الكثيرة ولا نريد أن ننصدم بالواقع . .
لست بمتشائم ولست بمنأى عنهم فأنا منهم ولا أدعي النزاهة مما رميتهم به {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} . . نسأل الله أن يصلح حالنا ويردنا إلى رشدنا ويغفر زلاتنا
المهم في الأمر أننا متى تعلّقنا بهذه التفاهات فلن نسلم من أضرارها الكثيرة ، ولا يكذب الإنسان على نفسه بعدم التأثر ! فالتطبّع وارد ، ومعلوم أن كثرة المساس تبلّد الإحساس والمداومة على شيء يفقدك الشعور بتغيّره ، كما أن رؤية المنكرات والاعتكاف عليها تجعلك تتطبّع في استحبابها ولا تستقبحها ، وتراها أمر عادي . .
عدا الأضرار العقدية والنفسية ،، حتى وصل الأمر أن يبكي الإنسان الذي وهبه الله عقل ؛ لأنه رأى دراما كاذبة لا تَمُت للحقيقة بصلة ؛ أكانت من أشخاص حقيقيون أو رسوم متحركة !!
وقد يصل الأمر للضيق والهمّ بسببها . . فأي حال وصلنا إليه . .!
ثم إننا في مرحلة تعلّم وتجميع لشتات المعلومات والخبرات فما أشنع أن ننشأ على مثل هذه السخافة المحضة ؟!!
اللهم سلّم سلّم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم
وسلامتكم
المفضلات