أضيف في :2 - 11 - 2012
في تحركات يراد منها قلب المعادلة والتخويف من الثوار السوريين, كشف مصدر رفيع في "الحزب الاسلامي العراقي" لـ"السياسة" ان نظام الأسد اجرى اتصالات مباشرة مع جهات مسؤولة في الاردن وتركيا, واتصالات غير مباشرة عبر مسؤولين اردنيين مع الحكومة الاسرائيلية قبل نحو عشرة أيام, بحجة مواجهة خطر تنظيم "القاعدة" والتنظيمات الجهادية المتطرفة التي تتمركز في سورية.
وقال مصدر الحزب الاسلامي الذي تربطه صلات وثيقة بحزب "العدالة والتنمية" التركي برئاسة رجب طيب اردوغان ان النظام السوري أبلغ جهات في الحكومة الاردنية انه عثر على وثائق تثبت وجود تنسيق بين السلفيين في الاردن و"القاعدة" في سورية, وان الاخير لديه مخطط لنقل اسلحة ومتفجرات وانتحاريين لتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة في عمان, ولذلك من الضروري بلورة تحرك مشترك أردني - سوري لمواجهة هذا الخطر.
واضاف المصدر ان نظام الاسد طلب من مسؤولين اردنيين نقل رسائل الى الحكومة الاسرائيلية تضمنت تسليمهم بعض الوثائق التي عثر عليها خلال مداهمات الجيش النظامي في مدينتي دمشق وحمص, وتشمل خططاً ل¯"القاعدة" لنقل اسلاميين متطرفين وانتحاريين الى هضبة الجولان المحتلة, بهدف اشعال الهضبة بعمليات مسلحة عنيفة فور سقوط النظام.
وبحسب المصدر, فإن النظام السوري أجرى اتصالات مكثفة مع مسؤولين في حزب أردوغان تمحورت حول دور تركي لوقف اي دعم لوجستي عسكري لقوات "الجيش السوري الحر" واعتقال القيادات المهمة في هذا الجيش ومنع آخرين من الدخول الى تركيا, وان تجري أنقرة محادثات مع دول حلف "الناتو" لإقناعها بضرورة مواجهة خطر "القاعدة" المتنامي داخل سورية, وقطع اي علاقة مع المعارضة السورية في الخارج.
ولم يعرض النظام السوري, حسب المصدر, أي تنازلات سياسية على المستوى الداخلي أو الاقليمي, حيث اكتفى خلال اتصالاته مع عمان وأنقرة وتل أبيب بملف سيطرة تنظيم "القاعدة" على اجزاء واسعة من المناطق التي يعتقد انها واقعة تحت نفوذ "الجيش السوري الحر", وما يمكن ان يجلبه من تداعيات على الأمن الاقليمي.
وقال المصدر ان الحكومة التركية على قناعة بأن المحور الايراني - السوري الذي ساند "القاعدة" في العراق في السنوات القيلية الماضية, يقوم حالياً بتوجيه "القاعدة" وتقديم تسهيلات إليها لدخول سورية وتنفيذ عمليات انتحارية لإشاعة الخوف في المنطقة, مشيراً الى ان كل العمليات التي تستهدف المدنيين السوريين هي من تنفيذ جماعات من "القاعدة" لديها ارتباط وتنسيق عاليين مع النظامين السوري والايراني.
وأكد المصدر ان المخابرات التركية توصلت الى معلومات مفادها ان النظامين السوري والايراني نجحا في الفترة السابقة في تجنيد عدد مهم من خلايا "القاعدة" داخل العراق وفي سورية خلال تصاعد الازمة العراقية بين سنوات 2005 و2008, وهذه الخلايا يتم استخدامها في الفترة الراهنة لخلط الاوراق داخل سورية.
وبحسب المصدر, فإن نظام الاسد يحاول ان يرسم خطوته الحاسمة للقضاء على الثورة بدعم اقليمي ودولي تحت عنوان محاربة خطر "القاعدة", ويحاول ان يستثمر بعض التصريحات الصادرة عن مسؤولين اميركيين واوروبيين لتحقيق هذا الهدف.
وفي هذا الاطار, شكلت المواقف الأميركية بشكل خاص مصدر قوة له على المستوى الميداني في تكثيف استخدام الاسلحة الثقيلة والطيران ضد المدن السورية, وعلى المستوى السياسي لأنه بات يطرح مبادرات بعيدة عن اي تنازلات.
وحذر المصدر من مؤامرة إقليمية - دولية للقضاء على الثورة السورية بذريعة خطر "القاعدة", مشيراً إلى أن اسرائيل وروسيا تلعبان دوراً محورياً في نجاح هذه المؤامرة و التأثير على الغرب لقبولها, فيما تبذل دول مجلس التعاون الخليجي أقصى الجهود لإفشال هذا المخطط الذي يلعبه النظامان السوري والايراني.
واتهم المصدر الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي بأنها تحاول تضليل الإدارة الأميركية من خلال إرسال وثائق مفبركة عن انتقال المئات من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية, وهو فرع تنظيم "القاعدة" في العراق, الى الاراضي السورية, بهدف إقناع واشنطن بالتحاور مع نظام الاسد وتغيير موقفها المؤيد للثورة.
وقال المصدر ان التزامن بين تصاعد التفجيرات الارهابية في بغداد ودمشق يعكس التنسيق بين النظامين السوري والايراني والمالكي لصياغة رسالة قوية الى العالم والغرب محورها الاساس أن خطر "القاعدة" يهدد العراق والمنطقة من جديد, وان على الدول الكبرى ان تعيد قراءة الازمة السورية وتتخذ مواقف جديدة حيال الثورة.
وفي هذا الاطار, تضمنت بعض اللقاءات بين اعضاء في "التحالف الشيعي" الذي يقود حكومة المالكي وبين ديبلوماسيين اميركيين في بغداد بشكل صريح طرح المخاوف التي تتعلق باستباحة "القاعدة" والمتطرفين العراق اذا انهار نظام الاسد وما يمكن ان يشكله ذلك من تهديد على المصالح الستراتيجية الاميركية.