أضيف في :20 - 11 - 2012
في قلب لمحتوى الأزمة السورية رأسا على عقب، وبموقف يخالف كل التطورات العسكرية والسياسية، دعا مرشد إيران والداعم الأكبر لنظام بشار الأسد، آية الله علي خامنئي، المعارضة السورية بالاستسلام كي تحل الازمة السورية، وتأتي دعوة الخامنئي هذه، وسط انجازات ميدانية للجيش السوري الحر الذي سيطر أمس على قاعدة عسكرية مهمة في ريف حلب، وفيما يتواصل الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا للشعب السوري.
ومن جانبة، قال المرشد علي خامنئي إن حل الازمة السورية يكمن في منع إرسال الاسلحة الى هذا البلد وقيام المعارضة بالقاء السلاح لتتمكن من إيصال مطالبها الى الحكومة. وأضاف في تصريح نقلته امس وسائل اعلام ايرانية ان حقيقة القضية السورية هي ان جبهة الاستكبار تعتزم تفكيك حلقة ارتباط المقاومة في المنطقة التي تقع بجوار الكيان الصهيوني الغاصب.
واعتبر ان السبيل لحل الازمة السورية يكمن في منع ارسال الاسلحة الى هذا البلد، وقال لو تم تزويد المعارضين في كل بلد بالأسلحة من خارج البلاد فمن الطبيعي ان يتصدى النظام الحاكم للمعارضين.
وتابع مرشد ايران، إذا ألقى المعارضون في سوريا السلاح، فستتوفر إمكانية مطالبة الحكومة بالاستماع الى وجهات نظر المعارضين والسماح لهم بإبداء مواقفهم.
إنجازات الثوار
ميدانيا، بات الثوار يسيطرون سيطرة شبه كاملة على مقر الفوج 46 في ريف حلب التابع للقوات نظام بشار الأسد والذي اقتحموه الأحد، بحسب ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" امس، مشيرا الى قصف يتعرض له المقر من مواقع للقوات النظامية.
وقال المرصد في بيان ان "الفوج 46 في ريف حلب الغربي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية من القوات النظامية اثر سيطرة مقاتلين من كتائب عدة على اجزاء كبيرة منه".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" ان الفوج "بنسبة تسعين في المئة منه تحت سيطرة المقاتلين"، مشيرا الى ان الفوج عبارة عن قاعدة فوق مساحة 12 كيلومترا مربعا تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق في ريف حلب، لا سيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون اخيرا.
وقال مصدر عسكري سوري في حلب لوكالة "فرانس برس" ان "القاعدة تحت السيطرة الكاملة للمسلحين منذ مساء (أول من) امس"، مشيرا الى ان "الهجوم كان كبيرا"، وان المقاتلين المعارضين استخدموا "اكثر من خمس دبابات وقذائف هاون وقذائف اخرى صاروخية، ما اضطر الجيش الى الانسحاب تدريجيا".
واوضح المصدر ان الجيش بدأ يقاتل من المنازل القريبة من الفوج. و"عندما أدرك حجم الهجوم، انقسمت القوات الى وحدات صغيرة وانسحبت الى قواعد اخرى قريبة".
في محافظة ادلب تدور، بحسب المرصد، "اشتباكات بين قوات النظام والكتائب الثائرة المقاتلة على الاطراف الجنوبية لمدينة معرة النعمان يرافقها سقوط قذائف على المنطقة في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المدينة" التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول.
ووقعت مواجهات مسلحة امس بين مقاتلين معارضين وآخرين اكراد في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المعارضون اخيرا في محافظة الحسكة (شمال شرق).
وقال المرصد في بيان ان تسعة مقاتلين اصيبوا بجروح في الاشتباكات بينهم اربعة من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وان الاشتباكات اندلعت اثر "هجوم على حاجز لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي".
واوضح مدير المرصد ان تظاهرة سبقت الاشتباكات وطالبت بخروج المقاتلين غير المتحدرين من راس العين من المدينة.
وقال ناشط كردي يقدم نفسه باسم هفيدار في بريد الكتروني ان هناك "احتقانا منذ أيام بين الطرفين في المدينة"، وان "أحد عناصر الجيش الحر أحرق علما تابعا لحزب الاتحاد الديمقراطي ما ادى الى ردة فعل من الجهة الأخرى التي قامت بحرق علم للجيش الحر".
وافاد المرصد في بيان لاحق ان "قناصا من مسلحي الكتائب المقاتلة اطلق النار على رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في راس العين عابد خليل"، ما ادى الى مقتله.
وانشأ الاكراد في عدد كبير من مناطقهم خلال الاشهر الاخيرة مجالس محلية لادارة هذه المناطق في ظل الفراغ الذي تركه انسحاب قوات النظام منها، انتخبوا على راسها مسؤولا في كل مدينة.
في ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك العميد عبدالله الدرعاوي واربعة من عناصر الشرطة عندما اطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي في مدينة النبك الذي يضم مقار الادارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
في هذا الوقت، يستمر التوتر في دمشق وريفها منذ اكثر من اسبوع. وسجل صباح امس، بحسب المرصد السوري، قصف على منطقة السيدة زينب القريبة من دمشق والبلدات المحيطة بها مصدره القوات النظامية. كما تعرض حي الحجر الاسود في جنوب مدينة دمشق للقصف.
وأطلقت قوات الأسد صواريخ على ضواح جنوبية في دمشق في ما وصفه نشطاء معارضون بقصف عشوائي لمنع تقدم الثوار من ضواح تقطنها الطبقات العاملة إلى وسط المدينة.
وقال النشطاء إن هذا هو أعنف قصف في 40 يوما من الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يهدف إلى إحباط المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة الذين يعملون من احياء سنية على أطراف العاصمة.
وقال رامي السيد من المركز الإعلامي السوري إن طائرات مقاتلة قصفت ما بدا وكأنه اهداف للمعارضة أول من أمس. وأضاف أن منصات إطلاق الصواريخ احدثت اليوم دمارا هائلا وعشوائيا.
وقال نشطاء معارضون إن الصواريخ والقنابل اصابت مناطق الحجر الاسود والتضامن والقدم التي فر منها السكان بدرجة كبيرة بعد أن سقطت تحت سيطرة الجيش السوري الحر المعارض.
المفضلات