[تفاعلي] # جُــنْدُ الــقَلَم #

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 20 من 121

مشاهدة المواضيع

  1. #11

    الصورة الرمزية تباشير الفجر

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    501
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: # جُــنْدُ الــقَلَم #



    لا أذكر أول مرة سمعت فيها كلمات تلك الأغنية..
    كان ذلك بعيدا جدا..ولا أذكر أني تأثرت بها كثيرا...ربما كنت أصغر من أن أعيها بوضوح..
    لكن بعد سنين طويلة ، سمعتها تغنى مرارا وتكرارا ، من مغن يفترش الطريق...
    ....بالضبط يفترش "النفق"..


    كل صباح كنت اجد الصوت الزنجي الحزين، والوجه الطيب الممتلئ ، يعزف على القيثارة القديمة ، في نفق المترو في كورت هاوس -أرلنغتون -فرجينيا ..وهو يغني كل صباح -تقريبا- تلك الأغنية الشهيرة الحزينة..التي صارت جزءا من كلاسيكيات الفن الأمريكي ، وهي التي تمتد بتاريخها إلى فلم قديم من أفلام شارلي شابلن.."الأزمنة الحديثة"..
    الأغنية تعبر عن الصراع مع الحياة المريرة ، فلم شارلي شابلن كان عن صعوبات تأقلم الإنسان مع مجتمع الآلة التي لا قلب لها..والأغنية ، بكلماتها تحاول ان تقول شيئا مثل ضمادة الألم..مثل المسكن أو الجبيرة لمواصلة الحياة..
    المغني موهوب ، صوته شجي ، نصف متسول ، يلقي عليه المارة قطعهم المعدنية ، ويشكرهم ..ربما موهبته لا تقل عن مواهب النجوم..لكن شكله ، أو منظره ، أو ذكاؤه الأجتماعي (=استعداده للتنازل) أقل منهم جميعا..لذا يصعدون هم إلى القمة..ويبقى هو وأمثاله في مترو الأنفاق..


    ينشد المطرب الأسود بصوت شجي..."ابتسم"..smile

    ابتسم حتى لو كان قلبك موجوعا..
    ابتسم حتى لو كان يتحطم..
    ستتخطى الغيوم التي تلبد السماء..
    لو ابتسمت خلال ألمك ومخاوفك..
    وسترى الشمس ،تشرق من أجلك..


    ....
    أنر وجهك بالابتسامة..
    وأخف كل أثر للحزن..
    قد تكون دمعتك قريبة..
    لكن هنا بالضبط يجب أن تحاول..
    وأن تستمر بالمحاولة..
    ابتسم ،.. ما جدوى البكاء؟
    ...ابتسم..وستجد أن الحياة تستحق المحاولة..
    فقط لو أنك ابتسمت..



    **************

    تسمع الكلمات من فم المغني في مترو الأنفاق ، هو الذي يعيش على هامش الهامش ، فتجده أصدق في التعبير عنها من أولئك النجوم اللامعين الذين غنوها..(وقد غناها الكثيرون والكثيرات عبر السنوات..)
    تلك الكلمات تبدو أصدق وأكثر ثراءً عندما تصدر من شخص ابتسامته فعل تحد لما حوله من ظروف...
    وتكاد تبدو مثل حبة مواساة ، لحياة تكاد لا تستحق أن تعاش !


    ...

    سمعت الكلمات من قبل.ولم أهتم بها كثيرا إلا عندما سمعتها من ذلك المغنى في النفق.لم تحفر في قلبي إلا منه..

    ابتسم ، حتى لو كان قلبك موجوعا..
    ابتسم ، لأن الحياة تستحق المحاولة !..

    ************************

    ....لكن ابتسامة تساعد على تحمل حياة لا تستحق أن تعاش ، لا يمكن أن تقارن ، بابتسامة ما بعد الحياة..
    ابتسامة الموت..من أجل أن تكون الحياة تستحق أن تعاش..
    كل تلك الكلمات ، وذلك اللحن ، سيبدو مخدرا متقنا ، مقابل أن ترى تلك الابتسامة ، على وجه شهيد سوري..
    "ابتسم" ، في نفق المترو ، تجعلك تمسح دمعتك على حياة كالموت..
    أما ابتسامة الشهيد السوري ، فهي تصفعك على قبولك بحياة كالموت..تقول لك ببساطة أنه قد مات مبتسما من أجل أن يكون لك ، لأولادك ، لأولادهم ربما ، مستقبل أفضل..
    ابتسامة الشهيد السوري ، رغم كل ألمه وجراحه ، كانت للتخفيف عنك ، لا لكي تتحمل ما يجب أن لا تتحمله..بل لكي تعلم أن الأمر ليس بالصعوبة التي تتخيلها..

    وأنه قد يكون سارا جدا..وباعثا على الابتسام..

    *****************
    حار النقاد في ابتسامة الموناليزا..
    ويحق لنا أن نحتار في ابتسامة الشهداء..
    هل يرون حقا وفورا ما أعد الله لهم ؟

    هل يبتسمون لجلاديهم في سخرية مترفعة؟

    هل يودعون أحباءهم ؟

    هل يقولون لنا أن نمشي على خطاهم ؟

    هل يبتسمون ليشعروننا بالقوة؟

    هل هو مجرد تقلص في عضلات الوجه ؟ أم أن من يقول ذلك لديه انكماش شديد في قلبه بحيث يعجز عن رؤية ذلك؟
    ....

    لا أدري..
    كل ما أعرفه ، هو أن "ابتسم"..التي سمعتها في مترو الأنفاق ، تساعد على تحمل حياة كالنفق...
    ...أما ابتسامة الشهيد..
    فهي تشق النفق ، لغد أفضل..


    أحمد خيري العمري

    التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفْ ; 6-12-2012 الساعة 11:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...