قالَ ابنُ القيم رحمه الله تعالى، في كتابه "مدارج السالكين"، وهو يتحدث عن منزلة الغَيْرَة وشمولِها لكثيرٍ من الأمور، فذكرَ منها الغيْرةَ على الوقتِ بقوله:
- الغَيْرَة على وقتٍ فات، وهي غيرةٌ قاتلة، فإن الوقت وَحِيُّ التَّقَضِّي -أي سريع الانقضاء- أَبِيُّ الجانب، بَطِيء الرجوع. والوقت عند العابدِ: هو وقت العبادةِ والأورادِ، وعند المُرِيد: هو وقتُ الإقبال على الله، والجمعِيَّة عليه، والعكُوفِ عليه ...بالقلبِ كلِّـه. والوقتُ أعزُّ شيءٍ عليه، يغارُ عليه أن ينقضي بدون ذلك، فإذا فاتَـه الوقتُ لا يُمكنه استدراكه البتة، لأن الوقت الثاني قد استَحقَّ واجبه الخاصّ، فإذا فاته وقتٌ فلا سبيل له إلى تداركِـه.

ومعنى أنها "غيرةٌ قاتِلَة" أي أن أثرَهـا يشبه القتلَ، لأن حسرةَ الفوتِ قاتلة، ولا سيمَـا إذا علمَ المتحسِّرُ: أنه لا سبيل له إلى الاستدراك.

[قيمة الزمن عند العلماء-عبد الفتاح أبو غدة]