×[ نَبْـضُ الحـيَـاةِ ]×
بسـم الله الرحمن الرحيم
[ مَفْهوم الحَيَاة ]
إن المتأمل في واقع الحياة , يقف عاجزا عن إيجاد و اقتناء اللفظ الواصف لها ..
الحياة , هي محرك لأحداث , دافعها , بعد إذن الله ذي التقدير الحكيم سبحانه .
[ الأَحْدَاث ]
حقيقة هي , أن لولا اختلاف الليل و النهار, و تغير الفصول, و تبدل الأحوال من حسنٍ لسيء, و من سيء لحسَن,
لجَمدت الأجساد, و ماتت العقول داخلها ..
إن الدافع, المحفز, القوة الخفية المحركة للخص إنما هو نمط الحياة و طبيعتها, و ليس أي أمر آخر, فكما أن القلب يدفع الدم
لسائر أنحاء الجسد, فإن طبيعة الحياة أو الأحداث, تدفع بالناس للعمل, و تحفزهم ..
و كما القلب أيضا , فإن الآثار التي تنتجها الأحداث من دفع و تحفيز, لا تصب في صالح الإيجابية دائما , فالدم
يصاب ببعض الأمراض و يؤثر على عمل القلب أحيانا , كمثل الناس الذين تعتريهم بعض المكدرات, الأمراض, الإحباطات,
التي تجعل منهم أناسا جامدين, خاملين, ضعيفين, كمثل من أبتلي بمرض في قلبه أضعف دبيب الحياة فيه !
[ نَبْـض ]
تبدو العلاقة بين الحياة و أحداثها, وبين الناس, والآثار الناتجة , مثيلة بالقلب و دمه , تماما كما ذكرت!
فكما أن قوة دفع الدم من القلب يؤثر في الجسد , فإن الأحداث تؤثر أيضا ..
كيف ذلك؟ حسنا , يبدو هذا جليا ظاهرا للعيان لو فكرنا بحال بعض الدول, لنقل المتقدمة-مع أني ضد هذا المسمى لأن الحقيقة أن الدول المتقدمة ليست سوى دولا مستعمِرة سخرت البشرية خدما و عبيدا لها ومنعتهم من التقدم- و الدول النامية, في الدول القوية, و الضعيفة, المستقرة و الغارقة في ظلمة الحرب وسوادها, و لنقارن بين الناس في تلك الدول ,
و سنجد نبضا مختلفا في كل دولة عن الأخرى.
فنبض الدول المستقرة, والمتقدمة, القوية, سيكون في الغالب مستقرا .
أما الدول التي نُهِبَت خيراتها,و غرقت في السواد المكون من مزيج من الفقر والجهل و الحرب , سنجد على الغالب أن نبضها
سيكون تحت المستوى الطبيعي عادة!
ذلك أن التأثير الذي تحدثه أحداث الحياة, سيعكس على الواقع صورة يصعب تغييرها, إلا بتغيير الحياة , و أعني بذلك تغيير
حالة الجهل إلى علم و الفقر إلى غنى, أو حتى تحويل الغنى إلى فقر , العلم لجهل ... و هكذا.
لا أنكر أن سنة الله في الكون أن يعلو شعب مدة معينة ثم يندثر, و تندثر حضارته.
و لكني أود إيضاح شيء واحد :
الأمة الوحيدة , الشعب الوحيد , العقيدة الوحيدة , الحضارة الوحيدة , المسموح لها بالتقدم أيما وقت تشاء ,
و بأي مقوم شاءت , بشرط موافقته للمعتقد الديني الخاص بها هي بالتأكيد :
الأُمَّـــةُ الإِسْـــلاَمِـيَّــة !!
حسبنا هذا الشرف و كفى , و لكن لن يحدث هذا بالتمني و البكاء على الللبن المسكوب , قطعا لا !!
إنما يحدث بعقول تفكر , و أبصار ترى , و آذان تسمع , و بالتالي فستكون هذه الأمة التي تعقل و ترى بعين البصيرة و
تسمع الحق, لن تكون سوى أمة الحق أمة الإســلام !
و أي إسلام نرى اليوم؟ أي اضطراب في النبض يجتاح العالم الإسلامي و يكتسحه بلا هوادة ؟ دونما وقفة واحدة من
أبناء هذه الأمة المكلومة, للتفكر في الحال , و اتخاذ ما يقتضيه ؟؟
هذا هو الواقع ولا حول ولا قوة إلا بالله .. لست سوداوية في نظري , و لكن الخوف دفعني لهذا , كمثل الأم التي
تفعل القاسي المؤلم, لإيقاظ أبنائها من غفلة أصابتهم, أو نكسة ردتهم و حادت بهم عن جادة الحق.
قلت هذا لأني لم أحتمل رؤية الإسلام, يُهْدَم ! بأيدي أبنائه, و بمعاونةٍ في المقام الأول من أعدائه الحاسدين الحاقدين.
وَ صلي اللهم و بارك على سيد الخلق , نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[ يَــتْــبَــع: لا نُرِيدُ إِسْلَامًا بِالاسْمِ فَقَط! ]
المفضلات