[ضمن المسابقة الأسلامية ] [ موضوع الاستئذان ]

[Brhom Kun]

المقدمة

البيوت في الإسلام لها حرمه، جعلها الله سبحانه وتعالى سكناً يفيء إِليها الناس، فتسكن أروحهم، وتطمئن نفوسهم، ويأمنون على أعراضهم وحرماتهم، لذلك شرع الله سبحانه وتعالى أحكاماً وآداباً لتحفظ لهذه البيوت حرماتها، وتحقق للساكنين بها الأمن والاطمئنان. من هذه الآداب آداب الاستئذان.

معنى الاستئذان

هو طلب الإذن بالدخول إِلى مكان لا يحق الدخول إليه إِلا بإِذن

حكم الاستئذان

الاستئذان للدخول إِلى البيوت المسكونة واجب وذلك لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا على أَهْلِهَا ۚ ذلكم خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة النور الأية رقم 27 ]ولقول رسول الله صل الله عليه وسلم (الاستئذان ثلاث، فإِن أُذِنَ وإِلا فارجع) [أخرجه مسلم في الأدب باب تحريم النظر في بيت الغير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]ويدخل الاستئذان في البيوت الأماكن العامة، ومكاتب المصالح الحكومية، وغير الحكومية المغلقة لقولة تعالى (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّه ِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) [سورة النور الآية رقم 61]ولحديث كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: (أتيت رسول الله صل الله عليه وسلم ولم أسلم، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ارجع فقل السلام عليكم أأدخل) [أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن]

الحكمة من تشريع الاستئذان

1. مراعاة حرمة المسلم، وصونًا لعورته، والحفاظ على حرماته، إِذ لا يأمن من يدخل على البيوت دون استئذان أن يرى عورات ساكنيها
   
2. إيناس الساكنين في البيوت وإِزاله الوحشة من نفوسهم قبل الدخول، ولكي يستعد أهل البيت لاستقبال المستأذن.

أحكام الاستئذان وآدابه
تختلف كيفية الاستئذان باختلاف البيوت والسكانين فيها ، إِذ أن من البيوت ما ليس لها أبواب ، ومنها ما هي مغلقة ، ومنها ما هي عامة وليست خاصة ، ومن الساكنين من هم من أهل الرجل ومنهم من ليس من أهل الرجل لذلك نجد أن الحكم يختلف من سكن إِلى سكن آخر ، ومن ساكن إِلى ساكن آخر، ونجمل الاحكام المتعلقة بالاستئذان بالتالي : السنه في الاستئذان أن يكون في ثلاث مرات لا يزيد عليها ، إِلا في حاله أن أصحاب البيت لم يسمعوا الاستئذان فإِن أذن له دخل ، وأن لم يؤذن له أو لم يأتِ رد رجع . ولا يشترط في الاستئذان لفظ معين ، بل يكتفي بأي لفظ يفيد الاستئذان :كالتسبيح والتكبير والتنحنح ونحو ذلك ، لحديث أبي أيوب أمه قال : ( قلت يا رسول الله أرأيت قول الله : (حتى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا على أَهْلِهَا ۚ ) هذا التسليم قد عرفناه فما الاستئناس؟ قال : يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت ) [ أخرجه الطبراني كما في الدر المنثور ] وقد يكون الاستئذان بدق الباب أو الجرس ، فينبغي أن يكون الدق خفيفاً يُسْمِعُ ولا يُزِعجُ ، لما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كانت أبواب النبي صل الله عليه وسلم تقرع بالأظافر [ أخرجه أبو بكر الخطيب في جامعه]فإذا رد أهل البيت على المستأذن وقالوا من هذا ؟ فليعرف بنفسه وذلك بذكر اسمه ولا يقول: أنا ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( استأذنت على النبي صل الله عليه وسلم فقال من هذا ؟ فقلت : أنا . فقال النبي صل الله عليه وسلم : أنا أنا كأنه كره ذلك ) [ أخرجه البخاري في الاستئذان باب من قال نت هذا فقال أنا ] أما البيوت غير المسكونه أو الأماكن العامة كمباني المصالح الحكومية والمؤسسات والشركات ، ودور العلم وأماكن البيع والشراء ، التي يكون للإنسان فيها منفعة ومتاع ، فإِن الاستئذان فيها غير واجب ولكن يستحب فيها السلام لقوله تعالى (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) [ سورة النور الآية رقم 29] إلا أن يكون قد تخصص لكل منهما باب مغلق يمنع الدخول ؛ فإِنه حكمه يكون كحكم البيوت الخاصة .

أوقات استئذان الخدم والأطفال


هناك أوقات حددها الإسلام لاستئذان الخدم والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم للدخول إِلى البيوت التي ليس لها أبواب وأقفال ، وهي ثلاثة أوقات:

1. قبل الفجرعند الاستيقاظ من النوم ، وقت خلع ثياب النوم ولبس ثياب النهار .
   
2. وقت الظهيرة وهو الوقت الذي يقبل فيه الناس ، ويستريحون ويتجردون من بعض ثيابهم للتبرد ، والتخفيف من معاناة الحر .
   
3. وبعد صلاة العشاء ، وهو وقت وضع الثياب والاستعداد للنوم .

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [ سورة النور الآية رقم 58] ويكون الاستئذان واجباً على كل طارق مكلف ، سواء كان رجلاً أم أمرأة أو أعمى ، أما الأطفال فإنهم غير مكلفين ، وإنما على أوليائهم أن يدربوهم على آداب الاستئذان ، ومتى بلغوا سن الرشد وجب عليهم أن يستأذنوا لقوله تعالى (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [سورة النور رقم الآية 59 ]وكما يكون الاستئذان واجباً على الأقارب، كذلك على الأقارب والأرحام، كالأم والأخت وسائر المحارم لما روى عن عطاء بن يسار أن رجلاً قال للنبي صل الله عليه وسلم ( أستئذان على أمي ؟ قال : نعم . قال : إني أخدمها ؟ قال : استأذن عليها فعاودها ثلاثًا ) [ أخرجه الطبراني ]



يتبع