ناداها للنزول، فصاحت أن يمهلها هنيهة. أمسك بتلابيب صحيفة يتسلى بقراءتها ريثما تمضي هذه الهنيهة. بدأ الوقت يمر سريعًا بسرعة الحلزونة التي تحمل فيلاً على ظهرها وهي تزحف، وشعر بأن حروف الصحيفة تخرج من الورق وتطير لتدور حول رأسه وتمتص السواد من شعره فتحيله أبيض ناصعًا. مضت الهنيهة، وتلتها هنيهات، وهمّ مرارًا بكتابة وصية يوصي فيها من بعده بالصبر والاحتساب في مواصلة الانتظار... وفي النهاية، فُتح الباب، وخرجت منه مندفعة بكل حيوية وقالت: "ألم أخبرك أن الأمر سيستغرق هنيهة؟". أجابها أن نعم، وقام يمشي برفقتها متجنبًا النظر إلى شعره في المرآة التي على يسار الممر.

[ الصمت حكمة ]