تحت ظلال المودة، واستعانةً بشعاع الشمس لنسج اللفائف الذهبية، سارت طوابير المجد نحو القمم.
تنساب من جبال الكلم حيث السماء سموها، أنهار الحرْف والحرِف؛ إنها حرفة الكتابة!
اندفعتْ من ذاك الرأس المدبب بعد أن نُزع عنه الغطاء، لتُنبتَ على جنبات الدرب مروجًا خضراء.
ما لبثتْ أن ينعتْ تثمر أزهارًا تتنافس في اللون والشذا؛ تميل صوبها النسائم، تداعب بتلاتها ليفح العطر منها أبخرة.
تتصاعد تلك الأبخر ممسكةً بأيادي بعضها البعض، تحث أخواتها على اللحاق به لإكمال اللوحة.
تتكاثف شقيقات الأريج حول عنق اليراع كسحب المسك والكافور، لتأخذ دورها في رسم آيةٍ أخرى، فتندفع منسابة لتغذي الرقيم.
اتكئتْ على أطراف تلك البقعة البيضاء، قبل أن يوجهها سيدها نحو الارتصاص.
اكتستْ من الحرير فستانًا، وتسلقت أسطر الورقة، لتعلن عن نضب سمفونية حرفية لها أن تظهر للعيون.
يطبق بجدرانه الغليظة المسماة [غلاف ]
على بناته المدعوات بـ[الصفحات]، كإطباق المحار على اللآلئ!
يتطاير بين الأيدي التي أرادتْ نفوس أصحابها لذاتها بعض عبير زهر الكلم، ليُخرج لهم يلامسون شغافه ويلامس شغافهم.
يُخرج بكل ما حوى وجواه قد سكن من عبق، عبق كلمٍ قد قطن وسكن ها هنا، في درانا دار القلم
لهم الود كل الود، مع باقاتٍ من الورد، إذ سطروا باليراع كلمًا، لا يخبو بريقه مع تتابع السنوات والأعوام.
اليوم نغلف بصحيفة من أريج، محملة بالكافور، ومزينة بنقش يسحر العيون؛ حتى تُقدم بعضًا من نفائس هذا الدار، لتزين مستقبلًا هذا الدار.
المفضلات