عدنان إبراهيم كنتُ أسمع عنه ولم أسمع له.. وكل ما كنتُ أسمعه كان إما مدحًا لفكره التجديدي وإما ذمًا له لسبه الصحابة، واتهامه بالتشيع..

واعتقدتُ أن الانتقاد الموجّه له إنما هو مبالغة، فلعلّه بالغ في حديثه عن الفتنة والفئة الضالة وما إلى ذلك، فقررتُ أن أستمع إلى محاضراته مباشرة وأحكم بنفسي، وكدتُ أشيب من هول ما وجدت!

كان الرجل ذو علمٍ جم دون شك، وفصاحةٍ نادرةٍ جدًا في هذا العصر، ولكن...

لعل سبه للصحابة -على قبحه الشديد- هو أهون ما أتى به! فهو يستهزئ بالصحابة بطريقة مشينة لا يستسيغ المرء أن يسمعها عن شخص لا يعرفه، فما بالك بالصحابة!

وقد سمعتُ من استهزاءه بالصحابة ما هو أشنع بكثير من الأمثلة المذكورة في الموضوع..

ثم استهزأ برجال الدين والأئمة الأربعة والسلف الصالح، واتهمهم بالتدليس في كتاباتهم لأجل الشهرة (!) ثم وصل به الأمر إلى الاستهزاء بالله عز وجل -والعياذ بالله- وبـ"نظرية" الخلق المباشر! (فهو يؤمن بنظرية دارون والتطور! ولعل من أفضل الردود على النظرية هو رد الشيخ فاضل سليمان في إحدى محاضراته)..

وشكّك في أحاديث البخاري، والتي يدرك من يطلع جيدًا على علم السند كم كان إيصالها إلينا أمرًا معقدًا ودقيقًا.. والتشكيك في أحاديث البخاري يعني التشكيك في السنة النبوية وبالتالي في الشريعة الإسلامية!

وفوق هذا فإن فيه كبرًا وعجبًا لا يليق بصاحب علم.. فهو يصرخ ويسب لأن شيخًا نادى يومًا شخصًا بقدره بـ "يا بني"! وهو يدّعي أن سبب منعه من الخطبة في أحد المساجد هو خوف الفتنة من شدة تقديس الناس له! وأن أحدًا لا يجاريه في العلم، وأن باستطاعته كتابة مجلدات من العلم الذي يحمله إذا رغب في ذلك!

لعل الشباب المنبهر به أعجبهم ميله إلى إعمال العقل والتحدث بلغة الشباب والعصر، في زمنٍ صار معظم رجال الدين فيه "تقليديين" لا تصل رسائلهم إلى الشباب أسلوبًا أو مضمونًا.. فتعلق الشباب بأول من وجدوه يحكّم عقله دون أن يحكّموا هم عقولهم في اختيارهم هذا.. فالتعصب الذي هربوا منه وقعوا فيه في تعصبهم له..

والجهل والخرافات التي ادعوا أنهم يفرون منها تقبع عند شيخهم عدنان إبراهيم.. فهو الذي يمتلك قلمًا لا ينفذ حبره لأنه كتب به يومًا عن "مولانا"! وهو الذي يجعل الضوء يعمل دون كهرباء، ويتمكن من العثور على الأشياء الضائعة في مكانٍ لا يعرفه دون أن يتحرك من مكانه!

هدى الله الجميع..

شكرًا جزيلاً على الموضوع الهام، وعلى الردود المثرية.. جزيتم خيرًا..