اليوم أنا "جاك"
فتح سؤاله بئر الذكريات العميق لدي
فأصبح ماؤه يفيض دون توقف ...أتذكر الان كل شيء ..
ركضت مسرعاًخارجاً من غرفتي
وقع طرف عيني على صورتي في المرآة
لربما صورة وجهي المذعور أكثر إخافة مما رأيته في غرفتي
ركضت مسرعاً الى أمي ...بوجه أبيض كالحليب
وصوت متقطع مرعوب ..
"أمي ..أمي ..انهم هنا انهم يصرخون ..أمي سيأخذونني ..
أمي انا خائف.."
لم أستطع منع نفسي من اخبارك رغم انني أعلم ماذا ستقولين
نهرتني كالعادة.. فعلي أن أكون أقوى كما تريدين
استمعت إلى نهرك المتكرر ثم جررت قدمي إلى تلك الغرفة المسكونة لم أرد الدخول ولكن لا بد من ذلك ..
لطالما نظرت من نافذتها الذي يقع فوق سريري أريد ان أرى العالم في الصباح ..
لطالما أخبرتني أن العام في الخارج مليء بالوحوش لذا لا يجب أن أخرج بمفردي..
كنت أنظر دائماً إلى الأطفال في الخارج ..أظن أنهم يشبهونني كثيراً ..لكنهم لا يمتلكون عيوناً شاحبة مثلي
ولا يقشعر جسمهم دائماً كما يرتعد جسمي مراراً كل دقيقة ...
عذراً أمي لا أظن أنهم هم الوحوش لربما أنا الوحش..
ما لبثت أن فرغت من أوهامي حتى طرق الباب ..إنها الساعة الثالثة فجراً من يوم الاثنين
وهو موعد قدوم الرجل الغراب ..ليس أبي ولاأظن أنني قد أعلم من هو أبي في يوم من الأيام ...
فأنتي لم تخبريني عنه شيئاً من قبل...
دخل وجلستما معا على تلك الطاولة المستديرة وأنا أنظر إليكم من الفتحة الصغيرة في باب غرفتي
فتح كعادته واحدة من تلك الملفات الصفراء المهترئة وفي داخلها كانت هناك صور متعددة و نصوص كثيرة
لم أميز كالعادة ما في تلك الصور ..ولكنني أسمع بوضوح صوت استغاتها ..
**
أصوات الفرقعة والآهات ازدادت هذه الأيام ..
انني أطير كثيراً في الفضاء ... وهناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون لغرفتي ليلاً
يجلسون معي كثيراً وينغمسون في أحاديث متعددة ..
أحس أحيانا أنهم يحدثونني وأنا أبادلهم الأحاديث ولكن ما ألبث إلا أن أنسى كل شيء..
لم أعد أخاف منهم ...
أصبحت معتاداً على هذه التحركات الغريبة صباح الأربعاء..
ولكن لربما الأصوات أكثر نحيبأ وتعطشا للدماء من قبل..
إنني أسمع ذلك الصوت بوضوح ..
صوت يفزع له قلبي دائما .."سننتقم "
خرجت من غرفتي سريعاً بحركةلا إرادية توجهت إليك "أمي" بسرعة
ولكنني تذكرت أنه لا يفيد اذا اخبرتك ..فسينتهي الامر بك بنهري بأني يجب أن أكون قويا
ولاأدع تلك" الأوهام "تخيفني ...لم أعد اخاف أمي..لقدأصبحت قويا ً..
لاحظتي وجودي فابتسمت لي ابتسامتك الصفراء المعتادة ..
قلت بصوت حنون يخلو من العطف :"استعد بني سنذهب اليوم لمهمة عليك ان تكون مستعدا ً"
استمعت لأمرك ..وذهبت لغرفتي لأستعد للمهمة جلست
على الأرض وبدأت أصفي ذهني سنؤدي اليوم دوراً مختلفاً..
أنا لست بيتركالأسبوع الماضي ولا أنتي أمي جاسمين ذات الشعر الأصفر والعيون الجميلة ..
اليوم سأكون شخصاً جديداً..
أتيت بعد قليل لتخبريني بدوري ...اليوم أنا "جاك "..
كان الظلام يكسو المدينة و سادها السكون..
نزلنا من منزلنا ونحن نعبر العديد من الشوارع لربما اكون قد مررت فيها من قبل..
ولكنني لا اتذكر ..فكل الشوارع ليلاً تحمل نفس الطابع ..
إنه طابع مرعب أليم ..
عبرنا الشوارع سريعاً..وكل ما اقتربنا كل ما احسست بالظلام داخلي ..
وكأن روحي تسحب وخارت كل قواي..
أغلقت عيني كما امرتني و وضعت يداي على أذني و بعدها مشينا مبتعدين ..
وما إن عبرنا شارعين حتى سمعنا صوت سيارات الشرطة وهي تشق سكون الليل ..
تكررت مهماتنا كثيراً ..لن أستطيع ان أحصيها قطعاً عادة ما كنت اخبرك أن الأشباح تتبعنا فتردين علي بردك البارد "كفى أوهاماً"
اليوم أيضاً أردت ان أخبرك ولكنني لم أستطع ....استجمعت كل قواي وكل ما أستطيع لأسيطر على نفسي ..
"ابتعدي عني ..أمي أرجوك .."
"من انت أيها الصبي ولم أنت هنا ؟"
أعاد سؤاله إلي صوابي ...لم لا أستطيع الرؤية ..
وضعت يداي على عيني ..لعلي أرى النور ..ولكنني لم أر سوى الأحمر
يداي كلاهما ملطختان بالدماء بجانبي زجاجة مكسورة..
وأمام عيناي ترقد امرأة مغرقة بالدماء ..
أمي ..لم أنت كذلك ما كل هذه الدماء ..
لم لاأستطيع الحراك .. لقد سلبوا مني كل شيء كما أخبرتك ..
لقد أخذوا انتقامهم منكِ بيدي ..
رفعت رأسي إليه وأخبرته :"أنا ..جاك"
أريد أن أسرع بالبحث عن ضحيتي القادمة ...فأنا ما زلت عطشاً..
أريد المزيد من الدماء..
~تـــــــمـــــت~
المفضلات