السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني وجودكم في موضوعي هذا وقصتي مع الأغاني
طبعًا أنا لا أجيد المقدمات لذا سأبدأ فورًا بالقصة..ولكني أخبركم هذه قصتي الحقيقية ومعاناتي آخر سنتين تقريبا مع الأغاني
في البداية أنا كنت فتاه عادية أحاول بذل قصارى جهدي للإلتزام بتعاليم الدين ولذلك لم أكن أستمع الى الأغاني نهائيًا ..
ولكن في آخر السنين التي مرت كنت أستمع الى أناشيد فيها موسيقى و كنت أقول (أصلًا الموسيقى مختلف فيها والأغاني فيها كلمات مش منيحة أما هاي الأناشيد ما فيها شي فعادي أسمعها) وهذا كان رأيي ورأي أهلي وصديقاتي وبل كان رأي بعض المشايخ الذين كنت أستمع لهم ..
وطبعًا كنت (مبسوطة على حالي ومفكرة حالي متدينة وأقارن حالي مع بعض الأقارب اللي بسمعوا الأغاني وأفكر حالي شيخة قدامهم ><)
مع أنني كنت أستمع إلى الأغاني في الأعراس ولم أكن أطيق الوضع ,, ولكن بعد ذلك ظهرت( موضة ) أناشيد الأعراس وطبعًا كان لها نفس نغمة الأغاني وبمسمى الأناشيد دخلت الى بيتنا , وصرت أعطي لنقسي التبرير ذاته (إنو هدول كلماتهم محترمة مش زي الأغاني) ..
وأصبحت أستمع لهم ليس فقط في الأعراس بل أيضًا في الأيام العادية ..
وصدف في ذلك الوقت (تقريبًا صف تاسع) أن إلتقيت بفتاه كانت تستمع الى الأناشيد والأغاني معًا (لدرجة أنه ذات مرة كنا في رحلة ووضعت في "mp3" خاصتها أغنية ل "مايكل جاكسون" وتحتها مباشرة أنشودة "لمشاري العفاسي")
وفي البداية كنت أنكر عليها الكلام وأستغرب منها , وكان لديها فرقة أجنبية مفضلة تبقى تتكلم عنها وتغني أغانيها طوال الوقت (للأسف كنت أجلس بجوارها طوال السنة), وكانت تتكلم عن مغني في هذه الفرقة مسلم ولكن إسلامه بالإسم فقط إذ كانت لديه "GF" وكان يضع وشما ويشرب الخمر وكانت تسنكر عليه ذلك وفي نفس الوقت تحب فرقته ..
في الواقع لم أفطن لهذا التناقض الإ مؤخرًا ,,المهم أصبح لدي الفضول لأعرف هذه الفرقة ففتحت على "Google" وبحثت عنها , ثم وسوس لي الشيطان أن أستمع لأغنية ممن كانت تردده هذه الفتاة وطبعًا جرتني لغيرها فإستمعت لجميع ألبوماتهم (على أساس صوتهم حلو والأغنية عجبتني) , ثم بعدذلك صحوت الى نفسي قليلًا وكففت عن ذلك بعض الوقت ..
ولكن أصبح بعدها لدي (هوس) في سماع أغاني الأنمي اليابانية وكنت أسمعها كلما أفتح الجهاز لأصمم أو عندما أشتغل في البيت ومن ثم تطر الوضع قليلًا فإذا بي أستمع لأغاني أجنية مركية على صور أو فيديوهات أنمي>>كانت قليلة ومعدودة,,ولم أكن أستمع للأناشيد إطلاقًا إذ أنها لم تعجبني وأصبحت (دقة قديمة) وأذني تريد تغيير اللحن , وفي هذا الوقت كنت أبرر لنفسي أنه (أغاني الأنمي اليابانية مش مفهوم منها حاجة وكل اللي بدي إياه منها هو نغمتها الحلوة)>> شوفوا التبرير ما أقبحه ..
رويدًا رويدًا مع البحث وجدت أغاني تلك الفرقة مركبة على فيديوهات أو صور أنمي وأصبحت أستمع لها على أساس إنها أغاني أنمي .
وإستمعت طبعًا بعدها لغيرها من أغاني الفرق الأجنبية المعروفة وأعلل لنفسي (إنو عادي الأغاني الأجنبي المهم إني ما بسمع أغاني عربي)
وحدث وقتها أن حضر عرس أخي وطلب مني أن أعد له قائمة من أناشيد الأعراس التي كنت أحبها ثم أضاف إليها بعض الأغاني العربية قائلًا (مهو أناشيد الأفراح أصلًا إلها نفس موسيقى الأغاني وإحنا بنسمعها عادي وفي أغاني كلماتها منيحة برضو ممكن تنحط ولا هي الشغلة بس بمسمى إنو هدول مغنيهم منشد وهدولاك مغني)<<يبرر هو الآخر
وطبعًا منذ سمعت تلك الجملة أصبحت أبرر لنفسي أنا الأخرى وبدأت بسماع هذه الأغاني (ع أساس كلماتها منيحة) وبعض الأغاني الوطنية التي وللأسف حلل مشايخنا سماعها ..
وبعد فترة وجدت نفسي أستمع لكل ما هب ودب من الأغاني
ونأتي الآن الى وضعي وأنا أستمع لها ,,فلا تظنوا أن سماع الأغاني يمر مع المرء بسلام ..
ففي بداية سماعها قل سماعي للقرآن وقرائتي له ولولا أنا أمي تحب دائمًا سماعه لما فعلت,وطبعا من هجر القرآن ضعف في العبادات الأخرى فأصبحت أقصر في صلاتي ومن ثم أصبحت معرضة لخطر الشيطان بشكل أكبر (لأنني تركت وسائل الدفاع عن النفس) فأُبتليت بالوسوسة وصرت أتوسوس من كل شي (لدرجة صرت أتوسوس أسلم على الناس وحتى أهلي) وأصبحت من الضيق الذي شعرت به أدعو على نفسي بالهلاك أو أبكي بكاءً (هستيريا) في الحمام أو غيره ..
وطبعًا ضاق أهلي بي وبوسوتي وبدأوا بمحاولة تعليمي طرق القضاء على الوسوسة ,, ولكن ما فائدة هذه الطرق وأنا لا أصلي ؟؟
فكنت أتحسن قليلًا ثم أعود الى الوسوسة ..
وكنت أفطن الى أن هذه الوسوسة متعلقة بتقصيري في الصلاه , فأذهب لأتوضأ (بمشقة)وأصلي ثم أعود وأستمع للأغاني في ذات اليوم وأنقطع عن الصلاة وطبعًا نسيت كل المواضيع التي قرأتها على أن الأغاني تسلط الشيطان على الإنسان وكلما زاد سماعه لها زاد الشيطان عليه تسلطاً
ذكرني بهذه القاعدة مؤخرًا رواية للأسير عبد الله البرغوثي _فك الله أسره_ تحت عنوان "المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم "<طبعًا كنت أي كتاب مقدسي أسارع بقرائته بحكم حبي الشديد لها
ثم تذكرت قاعدة (ما كان كثيره مسكر فقليله حرام) وحاولت تطبيقها على الأغاني فوجدتها قد إنطبقت فالأغاني هي مسكرات حسية ومعنوية في ذات الوقت , وتذكرت كيف جعلتني الأغاني لا أطيق سماع القرآن وأسارع الى إطفائه كلما سمعته (أستغفر الله) ولكن هذا كان واقع حالي , وتذكرت كيف أن أموري زادت سوءاً ليس على صعيد الوسوسة فحسب بل حتى في دراستي بحيث أنه نزل معدلي في الثانوية الى الثمانين بعد أن كنت لا أنزل أبدًا عن التسعين , وتذكرت كتابة كانت على جدار المدرسة (العلم نور ونور الله لا يهد عاص)
وهائنذا نادمة على ذلك وأعاهد الله أن لا أستمع الى الأغاني العادية وأغاني الأنمي وحتى الأناشيد التي تحتوي على الموسيقى
ولم أذكر لكم القصة الإ لتستفيدوا منها وتعتبروا ..
وضعت لكم بعض المعلومات والأدلة على تحريم سماع الأغاني:
أدلة التحريم من القرآن الكريم:
قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: لهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه". و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72). وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري). وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني). "وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
أقوال أئمة أهل العلم:
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي).
وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
الاستثناء:
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540). الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
في النهاية
أتمنى من كل قلبي أن تدعو لي بالثبات وأن ييسر الله لي حفظ كتابه الكريم ليحفظني
دمتم بود
C L O U D S
المفضلات