|
|
مرحبًا بكم جمع الكرام وأهلًا مرحبًا في هذه الأيام الفضيلة
مرحبًا بكل عمل صالح يضاعف أجرنا مرحبًا بالخيرات تترا مع كل حرف رفعة وأجرا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
الصيام مدرسةٌ عظيمة، فيها يكتسب الصائمون أخلاقاً جليلة، ويتخلَّصون من صفاتٍ ذميمة، ويتعودون على اجتناب المحرمات.
فالحمد لله على نعمه أن بلَّغنا رمضان وقد حُرِمَ من هذه النعمة كثير من الناس
والحمد لله على نعمة العشر الأواخر من رمضان نعمة من الله أسبغها علينا فهل نحن شاكرون
لقد استقبلنا رمضان بالبهجة والسرور، وها قد أسرعت الأيام بنا حتى ذهب أكثره وقد أحسن أناس في الأيام الماضية
فصاموا النهار وقاموا الليل، وقرأوا القرآن، وتصدقوا وأحسنوا، وتركوا المعاصي والسيئات،
فلهم الأجر العظيم، والثواب الكبير، وعليهم المزيد في الباقي من أيام رمضان المبارك
وقد أساء آخرون فأخلُّوا بالصيام، وتركوا القيام، وسهروا الليالي الطوال على قيل وقال
وإضاعة المال، ومنعٍ وهات، وهجروا القرآن، وبخلوا بأموالهم، لكن الله تعالى ذو الفضل العظيم
يقبل التوبة ويعفو عن السيئات لمن تاب وأناب، وقد جعل سبحانه العشر الأواخر من رمضان
فرصة لمن أحسن في أول الشهر أن يزاد، ولمن أساء أن يستدرك ما فاته؛ ويغتنم هذه الأيام العشر في الطاعات وما يقربه من الله تعالى
ومن هذا المنطلق سننشر أقلامنا الرمضانية شكرانًا لنعم الله علينا
وتعريفًا بالأخلاق والقيم الرمضانية وللتذكير .. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
فموسم الخيرات يكاد ينقضي فما نحن فاعلون ؟ أيام قليلة يأتي يوم الجائزة
فما أنتم عاملون في هذه الأيام القليلة المتبقية من هذا الشهر العظيم ؟
هيا بنا لنلون أيامنا بالأقلام الرمضانية ولتكن نيتنا خالصة لوجه الله لنفوز بخير ثواب
هي فعالية خفيفة ستستمر حتى نهاية رمضان
سوف نطرح أقلامًا يختار كل عضو قلمًا يكون صاحبه طوال مدة العشر الأواخر من رمضان
يكتب ما يختص به فقط وحسب استطاعته مثلًا قلم الصبر يكتب ما يستطيع عن الصبر
إما أن يكتب لنا قصة قصيرة أو آية مع تفسيرها تبين فضل الصبر
أو حديث يحث عليه أو قصة مأثورةشيء من التراث أو أبيات جميلة
شيء واضح يوصل إلى الهدف بأسلوب محبب منتظم غير فوضوي
قلم البر والتقوى
قلم الصبر
قلم الإيثار
قلم الصدقة
قلم الشكر
قلم الذكر
قلم حفظ اللسان
قلم الأمانة وحفظ العهود
قلم الورع
قلم الخوف والخشية
قلم الرجاء
قلم العفو والمغفرة
قلم الإخلاص
قلم التوبة
قلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قلم الحياء
قلم حسن الخلق
قلم الزهد
قلم الجود و الكرم
يمكن أن يختار القلم أكثر من عضو لكن يفضل لو يختار كل عضو قلمًا مختلفًا
وستكون نقاط المشاركات من نقطة إلى خمس نقاط
إذن فانطلقوا واجنوا نقاطكم .. نسأل الله أن يكون أجرها في الآخرة أجل وأعظم
|
|
|
وعليكم السلام .. ورحمة الله .. وبركاته ...
فكرة زاهية .. ليتها بدأتْ توافقًا مع رمضان!
الآن! ..
لنرَ ..
رغم أنّ هذه الفترة فترة امتحانات .. لدى عين ... ودخولي سيصْعُب أكثر أكثر! ...
لكن! ..
سآخذ بقلم [ الصبر ] ... لعلي إن تمكنتُ من الدخول لحظةً وجيزة .. طرحتُ شيئًا لو يسيرًا!
وإن لم تسنح الظروف .. فالعذر منكم حقًا .. لأن الفترة القادمة .. مزدحمة لدي! ^^"
آمل أن نرى تفاعل من الجميع .. حتى لو بخواطر قصيرة! ^__^
ألقاكم على خير .. وفي أمان الله ...
عين الظلام
|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
شكرًا على الفكرة الرائعة بوح ^^
أختار قلم الصدقة..
|
وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~
أهلاً بوحتي^^,
طــيب
أختار قلم الذكر،
وإن شاء الله اكتب
أخاف ما اكتب
بس بكتبxD,
بإذن الله
استغفرالله
إلى اللقاء حتى عودتي
بوركتِ بوحة القلب
وبارك ربي تلك الأفكار الجميلة ما شاء الله
الفواصل رائعة وكل شيء فيك رائع ما شاء الله
وفقك ربي
في حفظ المولى،،
~
|
|
قلم الصدقة [خاطرة (؟)]
في عالمٍ مجاورٍ لعالمنا.. تتخذ الحياة التجريدية أشكالاً مجسمة..
المتسولون هنا يحملون الوجوه ذاتها.. وجوه المرايا.. ترى وجهك في وجوههم وتعرف أن ما تعطيه لهم، هو لك في الحقيقة..
يعلّق كلٌّ منهم حول رقبته شاشةً سحريةً صغيرة ترى عبرها مستقبلهم، ويمكنك رؤية ذلك المستقبل وهو يتغير خلال انتقال القطعة النقدية من يدك إلى أيديهم..
عند أبواب الجمعيات الخيرية تقبع صناديق بريد حمراء عتيقة.. حين تحوّل مبلغًا من خلالها، ترى اسمك على الظرف في خانة المستلم، متبوعًا بعنوانٍ يخصك يقبع في حياةٍ أخرى..
خلف الواجهات الزجاجية لبنوك الصدقات تستطيع أن ترى الورقة النقدية التي أودعتَها لديهم.. تستطيع متابعتها وهي تتكاثر وتتضاعف يومًا بعد يوم، رافعةً معها رصيدك باضطراد..
في ذلك العالم يحمل الفقراء تذاكر زرقاء زاهية اللون، يُعطونك إياها مقابل المال لتصرف بها علاجًا مضمونًا لك أو لأحبابك من الصيدلية المتربعة في زاوية الطريق والتي تحمل لون التذاكر الزاهي ذاته..
لديهم هنا صرافٌ أنيقٌ تجده منتشرًا حتى في الأزقة الصغيرة.. تودع فيه صدقتك وتكتب عبر لوحة المفاتيح اسم مشكلتك في الخانة المخصصة لها، فتُنير الشاشة بعبارةٍ تبشرك بالفرج..
في جيبك تجد بطاقةً لا يمكنك التخلص منها.. بطاقةً تحمل أوزارك ومدى بُعدك عن نارٍ قد تلفحك بلهيبها يومًا.. وعلى كتفك عُلق مؤشرٌ يشي بمقدار همومك.. ومع كل درهمٍ تنفقه في سبيل ربك، تختفي إحدى سيئاتك تلقائيًا، ويزداد بُعدك عن المصير المرعب، ويرتفع مؤشر سعادتك..
في عالمنا نحن، توجد الأشياء ذاتها تمامًا، ولكننا فقط لا نستطيع رؤيتها!
التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 18-6-2017 الساعة 11:50 PM سبب آخر: سلمك ربي وبارك حرفك الندي
|
قلم الصدقة [قصة]
الفتى السارق
الاسم: مجهول..
في كل يوم أمرُّ من هذا الحي المتواضع في طريق عودتي من عملي، غير أني لم أتوقف هناك قبلاً..
المنازل هنا تبدو جميعها آيلةً للسقوط وكأنها بُنيت قبل بداية التاريخ.. وحتى الخطوط العميقة في الوجوه التي تطالعك هنا تنتمي لحقبةٍ قديمةٍ لا تعرف لها زمانًا.. خطوطٌ تجعلك تتساءل هل هم من عالمنا ذاته؟
كنتُ لأظن أن هذا الحي عبارةٌ عن بقايا تاريخٍ قديمٍ عاش هنا، وأن هذه الوجوه هي لأجسادٍ محنطةٍ تعبِّر عن تراثٍ منقرضٍ مرَّ ذات يوم.. غير أن المكان - رغم كل ما ذُكر- لا يشبه الموت في شيء! فمما أراه هو يشع بالحياة والحركة والعمل وحتى الابتسامات من بين تلك الخطوط العميقة!
يبدو الأمر متناقضًا، ولطالما أثار فضولي وإعجابي في آنٍ واحد.. إنه يروي تفاصيل دقيقةً لحكاياتٍ عاشت هنا.. ويعرض لوحةً بديعةً يمتزج فيها الألم بالأمل.. أود التعرف عليها حقًا، ولكن لا يمكنني أن ألمح وأعرف كل شيء بمجرد أن أمر بينهم مسرعًا في سيارتي..
ولكني حصلتُ على احتكاكي الأول وعلى حكايتي الأولى في ذلك اليوم..
كان يومًا شديد الحر والقيظ.. وقد تأخرتُ في عملي بعض الوقت مما جعل التعب يأخذ مني مأخذه.. مُبردُ السيارة معطل، والسَّموم العابر من النافذة لا يزيد حلقي الجاف سوى جفافًا.. كل هذه الأمور اجتمعت علي لتقنعني بالتوقف عند أقرب متجرٍ لتناول ما يروي ظمئي ويسد رمقي.. وأظنكم ستخمنون أن أقرب دكانٍ عثرَت عليه عيناي كان قابعًا في الحيِّ المتداعي ذاتِه!
أوقفتُ سيارتي بحذرٍ أمام الدكان الصغير.. على بابه استرخى رجلٌ عجوزٌ في كرسيه الخشبي وأخذ يتأمل المارة نافثًا دخان سجائره في الهواء..
حوّل بصره إليّ حين رآني أتقدم نحو دكانه، ولم يدقق كثيرًا في ثيابي الأنيقة أو سيارتي اللامعة، بل اكتفى بأن قال: تفضل! أهلاً بك فلدينا كل ما تحتاجه.. خذ ما يلزمك ولن نختلف على السعر بإذن الله!
ثم عاد يحدق بالمارة ويده لا تزال تشير إليَّ بالدخول..
كان دكانًا متواضعًا مزدحمًا بما يمكن أن يلزمني بالفعل.. فتحتُ الثلاجة الصدئة في الزاوية وأنا أتساءل عن مدى صلاحية ما تحمله في جوفها المعدني.. تناولتُ في النهاية علبة عصيرٍ وشطيرةً مغلّفة، وقررتُ الاكتفاء بهما..
لم نختلف على السعر بالفعل، ودفعتُ للشيخ الدريهمات التي طلبها، ثم توجهتُ إلى سيارتي..
وضعتُ الشطيرة وعلبة العصير فوق السيارة حتى أتمكن من إخراج مفتاحها من جيبي، إلا أن ما حدث لم يكن في الحسبان!
ما كان هذا..؟ أهو قط..؟ كلا..! ليس قطًا، وإن كان يبدو مثله في سرعته وخفة حركته!
كان مجرد طفل.. لعله في السادسة.. ضئيل الحجم بشكلٍ ملفت، لذلك ربما يكون أكبر مما قدرتُ بعامٍ أو عامين.. بالكاد رأيته وهو يخطف مشترياتي من فوق السيارة.. وحين أدركتُ ما حصل وأردتُ الصراخ واللحاق به كان قد اختفى في أحد الأزقة!
هزَّ عجوز الدكان رأسه وحوقل ثم قال: عليك أن تكون أكثر حذرًا هنا، فاللصوص الصغار لن يرحموك..
ثم عاد ينفث دخانه في الهواء وكأن شيئًا لم يكن!
دخلتُ السيارة مغتاظًا.. ليس من حال الحي الفقير أو من فقدي لمشترياتٍ بالكاد كلّفتني شيئًا.. ولكن.. ليس هذا ما تمنيتُ أن أراه في هذا الحي القادم إلينا من غياهب الماضي! ليست هذه لوحة الألم المختلط بالأمل التي توقعتُ أن أجدها هنا!
ليس المال هو من فقد طريقه إلى هنا فحسب، بل المصلحون والوعاظ نأوا بأنفسهم عن ولوج هذه المتاهة البشرية..
قد يظن العجوز أن دخانه مبرَّرٌ ويُنسيه همومه.. وقد يظن الصبي أن سرقته هي مصدر دخله.. الفقر ليس عيبًا، ولكنه ليس مبرِّرًا كذلك.. هذه الحياة مليئةٌ بالأمل رغم الألم.. لو تعلموا كيف يقاومون لتمكنوا من العيش بسعادةٍ رغم كل شيء!
وصلتُ منزلي والفتى السارق يحتل أفكاري.. إنه مجرد طفل.. من المؤسف أن يُترك هكذا دون توجيهٍ حقيقي.. إن تقويمه أسهل من تقويم الكبار الذين عفا على أفكارهم الزمن ولم يعودوا قادرين على تغيير مسار حياتهم المتيبس كتيبس ظهورهم المنحنية.. إن تمكنتُ من إصلاح هذا الفتى، فسأكون قد أنقذتُه وأسديتُ له ولنفسي خدمةً جليلة!
كان هذا ما عقدتُ العزم عليه.. وهذا ما كان!
في اليوم التالي تعمدتُ التوقف عند الدكان ذاته على أمل رؤية الجسد الضئيل مجددًا.. استقبلني العجوز استقبال الأمس.. لم يُعرني اهتمامًا خاصًا، ولعله لم يعرفني.. أو هذا ما أعتقده على الأقل..
ابتعتُ بعض المثلجات ورقائق البطاطس هذه المرة علّها تكون طُعمًا أقوى للفتى السارق.. وضعتها فوق سيارتي كما فعلتُ بالأمس، وتظاهرتُ بالانشغال بأمر المفتاح بينما أنا على أهبة الاستعداد.. وفعلاً.. ظهر فجأةً من العدم!
كأنه مجرد شبحٍ خارق السرعة.. قفز متناولاً الحاجيات دون أن يتوقف عن الجري، ولكن لحظة الالتقاط تلك كانت اللحظة التي أطبقتُ فيها عليه بذراعَيَّ ككماشةٍ متأهبة لا تتزحزح!
كان الفتى يقاوم كقطٍ شرس، ولكنه قطٌ هزيل لا يملك من القوة ما يمكّنه من الإفلات من أنياب مفترسه.. تمكنتُ من إلقاءه داخل السيارة، أقفلتُ عليه الباب الذي كنتُ قد أعددتُ قفل الأمان فيه، ثم دخلتُ السيارة وانطلقتُ مبتعدًا!
لم يكن الطريق خاليًا ولكن أحدًا لم يبالِ بما حدث.. بدا وكأنهم اعتادوا مشهدًا كهذا.. كان الفتى يتحرك بجنونٍ داخل السيارة ويحاول فتح الباب تلو الآخر وهو يصرخ: لن أدعك تأخذني إلى الشرطة! أنزلني حالاً! دعني أذهب!
أوقفتُ السيارة في جانب الطريق والتفتُ إليه قائلاً: لن آخذك إلى الشرطة.. أود التحدث إليك وحسب..
كنتُ أنظر إليه بثبات ولكن لم يبدُ أنه اقتنع بكلامي.. واستطعتُ هنا إلقاء نظرةٍ متفحصةٍ عليه.. أظن الآن أنه في الثامنة.. جسده النحيل يجعله يبدو أصغر من ذلك.. ثيابه مهترئةٌ بشكلٍ مريع.. بشرته محترقةٌ من الشمس.. شعره بنيٌّ جعد.. وعيناه عسليتان واسعتان جدًا! في الواقع يبدو وكأنهما تحتلان معظم وجهه.. أو ربما نحلُ وجهه الشديد جعلهما تبدوان كذلك.. كان يحدق إليّ بحقد.. بنظرات رجلٍ خاض معترك الحياة كله!
أعرف أنه لا يزال طفلاً في داخله.. أعرف أنني أستطيع الوصول إلى فطرته النقية.. أعرف ذلك تمامًا!
سألته مباشرةً ودون مواربة: أريد التحدث إليك رجلاً لرجل.. لماذا تسرق؟ ألا تعرف أن السرقة حرام؟
هز كتفيه بلا مبالاة.. توقعتُ أنه سيرفض الإجابة ولكنه انطلق قائلاً: لا يهمني سوى أن أجد ما آكله.. الناس مثلك لا يمكن أن يفهموا هذا..
سعدتُ لتجاوبه معي، وعدتُ أقول: هذا لا يبرر اعتداءك على حقوق غيرك.. ألا يجلب لك أبوك ما يكفي من الطعام؟
- ليس لدي أب..
- ماذا؟ أهو متوفي؟
- لا أدري.. قالت أمي إنه قد رحل منذ زمن.. لا أعرفه ولا أعرف شيئًا عنه..
- ماذا عن أمك؟ هل تعمل؟
- كانت تعمل عاملة نظافةٍ في إحدى المدارس..
- كانت؟ هل تركت العمل؟
- لقد ماتت..
كان يتحدث بهدوءٍ عجيب، وعيناه لا زالتا تحدقان بثبات رجلٍ لا يعرف الاستسلام إلى قلبه سبيلاً..
عدتُ أسأله محاولاً الولوج إلى أعماقه: ماذا عن بقية أقربائك؟
- ليس هناك أحد.. كنتُ أعيش مع أمي بمفردنا ولم يكن يزورنا أي أحد..
- والآن أنت في المنزل لوحدك؟
- لا، فلا أستطيع دفع إيجار الغرفة بمفردي..
- أين تعيش إذًا؟
هزّ كتفيه مجددًا بلا مبالاة: هنا وهناك..
أسفتُ لوضعه المزري ولكن لابد من مخرجٍ ما.. فعدتُ أسأله بإصرار: لماذا لا تعمل؟ هل لا تزال تدرس؟
كانت نظرته مليئةً بالاستخفاف وهو يقول: ماذا تريدني أن أعمل بالضبط؟ لا أحد يقبل بجعلي أعمل لديه، فالكل هنا يحلم بالعمل، ولا يمكنني تحمل مصاريف الدراسة..
- ولذلك تسرق؟
كانت نظرته مليئةً بالتحدي الآن وهو يقول بقوة: عليّ أن أعيش! الحياة ليست حكرًا عليك!
لم أحر جوابًا الآن.. لم يبدُ أن للطفولة النقية أثرًا باقيًا في نفسه.. ولكني أعرف أنها هناك.. في مكانٍ ما.. حاولتُ إمساك طرف خيطٍ ما فسألته: أتحب أمك؟
بدا مترددًا ومتفاجئًا من السؤال.. ولكنه تمالك نفسه وأجاب: بالطبع!
تابعت وأنا آمل أنني على الطريق الصحيح: أتعرف أين هي الآن؟ أتعرف أين تذهب حين ترحل عن هذه الحياة؟
أجابني بعد لحظة صمت: أعرف.. إنها.. إنها في الجنة عند الله..
وألقيتُ بآخر أوراقي قائلاً: أتعرف أنك إن استمريتَ بالسرقة فلن تتمكن من الذهاب إلى الجنة معها؟
وهنا حدث شيءٌ ما.. كان ذلك أكثر مما توقعتُه.. فقد انقلب القط الشرس فجأةً إلى هرٍّ وديعٍ مسالم.. عاد الرجل الصلب طفلاً.. عيناه الكبيرتان تحدقان بي بخوف.. ونبرته البريئة تسأل متعجلةً الجواب: أحقًا ما تقول؟ هل أنت جاد؟ ألن أتمكن من الذهاب إلى أمي؟
سررتُ بإحرازي تقدمًا معه فأجبت: لن تتمكن من ذلك إن استمريتَ بالسرقة.. فالسرقة حرام ولا ترضي الله.. لذلك لن تذهب عندها إلى الجنة..
ذُعر الفتى وزادت نظرته وداعةً وهو يقول: ولكن أمي قالت إنني إذا تابعتُ العيش وكنتُ قويًا فسأتمكن من الذهاب إلى الجنة.. وسأتمكن من العيش معها مجددًا!
قلتُ مُصرًا: هذا صحيح.. عليك أن تكون قويًا وألا تستسلم.. ولكن ليس بالسرقة! ليس بالحرام! حاول أن تجد عملاً وتمسك بالأمل دومًا وستجد المخرج لا محالة..
كانت عيناه الجميلتان دامعتين الآن.. هز رأسه بصمت وهو يحدق في الأرض بذهول.. أيقنتُ أنني قد تمكنتُ أخيرًا من إحداث الأثر المطلوب، فحررتُ قفل الباب وقلت: هيا يا بني يمكنك الذهاب الآن.. لا تستسلم أبدًا ولا تعد إلى السرقة.. سأعود لأتفقدك بعد أسبوع وأرجو أن أسمع منك أخبارًا طيبة! سأكون عند الدكان ذاته..
هز الفتى رأسه بأسى دون أن يرفع ناظريه عن الأرض.. ثم نزل من السيارة وسار ببطء وكأنما يحمل هموم الدنيا على ظهره..
كنتُ سعيدًا بتخليصه من عادته السيئة تلك.. لقد نجحتُ بالفعل! هذا الفتى لن يكون عالةً على المجتمع بعد اليوم.. لقد تمكنتُ من إنقاذ نفسٍ بريئة.. لم أشعر في حياتي برضا كالذي شعرتُ به وقتها..
وعُدتُ كما وعدتُه بعد أسبوع.. أردتُ الاطمئنان إلى أنه لم يعد لعادته القديمة.. شحنتُ نفسي بالتفاؤل.. وتوقفتُ عند الدكان ذاته حيث يتصاعد دخان سجائر العجوز في الهواء.. توجهتُ إليه وبادرته قبل أن يبدأ تحيته المعهودة: هل تعرف أين أجد ذلك الصبي؟ الفتى الذي كان يسرق هنا في هذه المنطقة..
حدق العجوز إلي وقال: تذكرتك.. أنت الذي اصطحبتَه معك قبل أسبوع.. جئتَ في وقتك.. هل لك أن تخبرني باسمه؟ فقد كانت الشرطة تسألني عنه هذا الصباح..
أصبتُ بصدمة.. الشرطة! لقد عاد للسرقة إذًا.. هل ضاعت كل جهودي سدى؟
أعاد العجوز سؤاله: ما هو اسمه؟
نظرتُ إليه بذهولٍ مفاجئ: اسمه؟ أنا.. أنا لا أعرف.. أنا.. لم أسأله عن اسمه..!
هز الشيخ رأسه متأسفًا.. فبادرتُه مجددًا: هل يرفض إخبار الشرطة باسمه؟
أجاب العجوز بلا تردد وبلا مبالاته المعهودة: الجثث لا تتحدث يا بني.. هناك من عثر عليه ميتًا مساء الأمس.. يقولون أنه مات جوعًا.. كان حصاد لصوص الحي وفيرًا هذا الأسبوع، أتساءل لماذا تحمّل الألم لدرجة الموت دون أن يسعى لاصطياد طعامه.. فحتى القمامة هنا لا تحمل في جوفها ما يصلح للأكل!
~
ومضة
ليس ذنبًا أن يسرق ليأكل.. الذنب أن تعرف بجوعه وتبيت شبعانًا!
"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائعٌ إلى جنبه وهو يعلم به".. حديث شريف
"المضطر إلى طعام الغير إن كان فقيرًا فلا يلزمه عوض، إذ إطعام الجائع وكسوة العاري فرض".. ابن تيمية
"أما والله لولا أني أظن أنكم تستعملونهم وتجيعونهم حتى لو أن أحدهم يجد ما حرم الله عليه لأكله لقطعت أيديهم، ولكن والله إذ تركتُهم لأغرمنكَ غرامةً توجعك".. عمر بن الخطاب [لصاحب غلمانٍ اتُهموا بالسرقة]
التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 18-6-2017 الساعة 11:53 PM سبب آخر: حروف تتسامى روعة وتقطر حكمة .. سلم قلمك نابضاً بالإبداع
|
في البداية أحببت ذكر هذه الآية العظيمة
للذكر،
قال عزّ وجل:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
دوماً أذكرها في نفسي حين يلم بي أمرٌ أو يفاجئني حزنٌ
أحبها من كل قلبي،
حين أريد طمئنت النفس
وتسكين الألم
ألهج بالذكر
الذكر آه وما أجمله وما أحلاه
فأنهُ يغشى القلب ويزيل سوادهُ
ويلطف الروح ويبلسم الجرح
لله ما أحلى ذكره، في القلب ينيره
قد أسرني بمعانيه التي تفوق الحسان
كم طمئن بالي حين ضج
وكم أراح قلبي حين توجع
تصرع الدنيا ومازالت تصرع
فإذا بذكر الله هو الحصن
كم مرةٍ سهوتُ يارب
وكم مرة نسيتُ فآهٍ للحمق
وفي حين الخطب أذكرهُ
آهٍ فهل يصفح عني إذا اعترفت بالجرم؟،
وهل يعفو أن تداركت الذنب؟،
رباه أنت كل من لي
فاجعل لساني في كل وقتٍ لك ذاكراً
وكيف انسى من لا يُنسى
من فضله علينا عظيمُ،
~
|
السلام عليكم .. ورحمة الله .. وبركاته ...
خوفًا من أن تنقضي العشر .. دون رد أكتبه هنا ...
آثرتُ كتابة هذا الكلم القليل .. رغم أني كنتُ أرغب في كتابة قصة قصيرة ...
ولكن! ..
لضيق الوقت ..
كلمٌ قليل .. أفضل من لا شيء ...
فلا أظنها - القصة - .. ستأتي الآن .. مع الامتحانات! ^^"
سأبدأ .. بما كنتُ أود قوله ...
وأخالني اخترتُ قلم الصبر!
وألفتُ من هذا الانتباه .. إلى نقطة عظيمة ...
لعلها تكون ملموسة .. غير أنّ العقل لا يتعظ لها دومًا ...
فالآن .. ومع هذه الأيام حيث يرتفع القيظ ... فيشق الصوم .. ولا بد لنا من صبر ...
ولكن! ..
أهو سهل؟!! ...
كلنا نعلم أنّ الله يجازي ابن آدم على عمله .. الحسنة بعشر أمثالها .. إلى 700 ضعف .. إلخ ...
إلا الصوم .. فهو لله .. وهو من يجازي عليه ...
وحينما نتحدث عن الصبر .. نجد آية .. يقول الله فيها ... " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ...
فإذا كان الصوم .. يُجازي الله عليه العبد .. بالقدر الذي يشاء ...
والصبر .. جزاؤه هو الآخر .. وافر وعظيم ...
فماذا بعد هذا .. نبحث عن دافع .. لتحمل مشقة الصيام .. مع الصيف!! ...
إن كان الصوم في الشتاء .. هو الغنيمة الباردة ... فالصوم في الصيف .. هو الغنيمة الوافرة! ...
فسابقوا إلى الأجر .. ولا تتأففوا .. أنكم تلتمسون حرًا .. يشق عليكم صيامكم ...
بل خذوه باب أجرٍ .. وقد كتبه الله لنا!
أعاننا الله جميعًا .. على الصيام .. والقيام .. وسائر العبادات! ^___^
دمتم بخيرٍ .. وطاعة! ...
عين الظلام
التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 21-6-2017 الساعة 09:46 PM سبب آخر: حروف تتسامى روعة .. سلم قلمك نابضاً بالإبداع
|
قلم التوبة
.........
هناك في زاوية المسجد رأيته!
يبكي بحرقة هزت كياني ! ترى ما به؟ فضول تآكلني؛ مالذي يبكيه؟
تقدمت دون أن أعلم السبب! ربما هو الفضول؟ أو ربما أحساس بداخلي أراد مواساته؟! لست أدري!
جلست أمامه أرى انعكاس صورتي في عمق عينيه الحمراوين.. أجفلني البؤس والانكسار في نظراته
بادرته التحية فأجابها بإيماءة خفيفة بالكاد تلحظ من بين شهقاته
لم أدر ما أقول، لكني توقعت أنه قد فقد عزيزًا لتوه فقلت " أعظم الله أجركم " ففاضت بالدمع عيناه وعلا صوت نحيبه!
لم أستطع تركه بهذه الحال فأخذته لداري، تارة أواسي حالة وتارة أداري، حتى هدأت عبراته !
وبعد أخذ وعطاء.. استفاض يروي بغصة قصته ..
هو شاب في العشرين من عمره، لم يعرف الفقر يومًا أو تذوق لوعته!
كان الطفل المدلل لوالديه، نشأ منعّمًا مرفهًا لا يسئل عما فعل أو يفعل، فكبر منغمسًا في الملذات غارقًا في بحور من أهواء نفسه
لا يقوم إلى الصلاة إلا متكاسلًا، يبغض الذكر، وصيامه تسقيط فرض، صوم عن الأكل والشرب فحسب!
لم يعلم من الخشوع إلا اسمه، لم يتذوق بيوم لذة المناجاة أو ركنت للطمأنينة نفسه!
يقضي يومه ما بين لهو ولعب، لا تفارق نغمات الأغاني شفتيه، وكأنما هي ترنيمة تهب الحياة!
حتى كان قبل يومين ...
عندما ثقب إطار سيارته أما مسجد القرية الذي لم يدخله يومًا بإرادته!
لكن ساقه اليوم إليه حر الهجير فاضطر للدخول !
جلس في زاوية المسجد يطلب برودة تطفئ حر ما وجد خارجه، يستمع لخطبة إمام المسجد .. كان موضوعها عن التوبة
فرأى نفسه بمنظار آخر وهزه عمق الغفلة التي كان يسبح في لججها !
عندها صرخ الإمام بحرقة (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ))
فأعتصر الألم فؤاده وشلت مخافة الله لسانه وأحرقت الدموع مقلتيه، فانسابت تتدفق ومعها كل ذكريات أوزاره وآثامه
هل ستقبل توبته؟ هل تغفر كل زلة اقترفها وذنب اكتسبه؟!
رباه !! ويح لنفسي كم أساءت، وكم في الغي تمادت، رباه جئتك تائبًا فاقبل إلهي توبتي
فنادى الإمام برجاء " هذا رمضان، فرصة منحها الله لعباده، فبادر بالتوبة واغتنم فرصة قد لا تسنح لك في قابل الأيام"
فصرخ الشاب في نفسه أي والله سأغتنمها إن قبل ربي، سأغتنمها! سأغتنمها !
وبكى يغسل بعبراته سيئات ما مضى من عمره عازمًا على التوبة النصوح
وهذا حاله حتى الآن .. نظرت لحاله وحالي يالغفلتي !
أردت المواساة؟! بل أنا أحوج لها منه .. من أنا بجانبه وقد أحرقه حجم خطاياه وأخرجته حرارة اللحظة من أعماق غفلته
فكم قمت متثاقلًا للصلاة وكم تهاونت بالذكر ، وكم غرني الأمل ونسيت أخراي!
رباه جئتك تائبًا فاقبل إلهي توبتي
رباه جئتك تائبًا فاقبل إلهي توبتي
في ذات يوم هزني ضيف أنار بصيرتي
أحيا فؤادًا ميتًا وأضاء غيهب مهجتي
يا ويح نفسي قد نست إثمي وبؤس خطيئتي
قد غرني لهو الحياة وساقني في غفلتي
حتى ركبت صبابتي ريع الشباب مطيتي
روح الصلاة نفيتها والصوم أرفع حجتي
ركن الخشوع محوته لون السواد بصفحتي
حتى سمعت مناديًا من عمق مسجد قريتي
نادى الإمام بحرقة أدمت عيوني دمعتي
يا ويح نفس إن عصت قولًا أثار مخافتي
رمضان أقبل فاغتنم ! عفو الإله وسيلتي
يا رب عفوك طالبًا فاغفر إلهي زلتي
رباه جئتك تائبًا فاقبل إلهي توبتي
|
السلام عليكم شكرا بوح القلم على الموضوع المتميز وسااختار قلم الذكر -
|
- قلم الذكر -
عندما اتأمل في كلمة الذكر فـ اول مايخطر في بالي الله فهو المستحق للذكر دائما وابدا
فهو خالقنا وانعم علينا نعم كثيرة رغم معاصينا وتقصيرنا في حقه فهو يمهلنا ويعفو عنا حتى نرجع إليه
ونزداد ذكرا له فنحن من نحتاج اليه فلذكره فوائد كثيره منها :
1- يطرد الشيطان
2- يرضي الرحمن
3- ويزيل الهم والغم
4-ويجلب السرور وينور الوجه
5- ويجلب الرزق
6- ويورث محبه الله للعبد ومحبة العبد لله ومراقبته ومعرفته والرجوع اليه والقرب منه وغيرها كثير
وفي الاخير ادعوا الله ان يجعلنا من الذاكرين له اناء الليل واطراف النهار وان يثبت قلوبنا على طاعته ويعز الاسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين
التعديل الأخير تم بواسطة بوح القلم ; 23-6-2017 الساعة 06:36 AM سبب آخر: كلمات جميلة تنطق حكمة .. سلمت أناملك
|
أقلام عبقة بعبير رمضاني ينعش القلوب الكسيرة ويشفي الأرواح العليلة
سلمكم ربي جميعًا لجمال ما جادت به أقلامكم من ربيع حروفها
أسأل الله أن يكتب لكم بكل حرف سعادة وبكل كلمة كرامة وبكل سطر سلامة
وأن يرفع درجاتكم ويقيل عثراتكم ويغفر زلاتكم وينير دروب حيواتكم ويرزقكم من حيث لم تحتسبوا
ستضاف لكم نقاط التقييم في لوحة النقاط + ثلاث نقاط للمشاركة في الفعالية
تقبلوا منا هذا الإهداء البسيط ليس برفعة ما نثرتم من لآلئ حروفكم بل تعبير بسيط لامتنان قلوبنا
وكل عام وأنتم بألف ألف خير .. وعيدكم مبارك
|
أتساءل .. هل قمنا بما نستحق عليه التكريم! :/
عشر أواخر .. أو تسع أواخر ... انقضتْ كلها .. على مشاركة واحدة بسيطة! ^^"
مع ذلك .. لا أخفي إعجابي بالتصميم .. فبوركتم!
وأسأل الله حقًا .. أن ينفعنا بأعمالنا .. ويتقبل طاعاتنا .. ويعيد علينا رمضان .. أعوامًا مديدة ...
ونحن بصحة وعافية .. وخيرات ...
كل عام .. وأنتم بخير ... وإلى الله أقرب! ^__^
عين الظلام
|
المفضلات