وهذا مثال من الوصف الوجداني، وتقتضي الأمانة أن أذكر أنه ليس من تأليفي الشخصي، بل قرأته مرة على الإنترنت، وأظنه لأخت اسمها (سماح بتي)، وأخذت منه بتصرف:

خلوتُ نفسي ذات يوم أتأمل الطبيعة الزاخرة، لأجد نفسي في أحضان غابة كبيرة مفروشة ببساط طبيعي أخضر مليء بالأزهار مختلفة الألوان، فأعجبتُ بهذا المنظر الطبيعي الخلاب، تقدمتُ فسمعتُ زقزقة عصافير مريحة فطربتُ لألحانها، فتتبعتُ الصوت، فإذ بي أرى نهرًا مرتميًا في أحضان الغابة، به أسماك متلألئة ترقص على أنغام السكون بين مياهه العذبة الدافئة، محاطة بالورد العطر الذي يزين المكان لتكتمل الطبيعة ببهاء الأشجار متطاولة الشكل لتتعانق السحب وتمطر السماء فيتنفس الوجود وتغتسل الأشجار من حَرِّ الصيف، ولتستقبل الربيع بكل لهفة، يا له من يوم جميل! لقد رأيتُ فيه من عظمة خلق الله في لوحة فنية تنعش النفس...

وسأحوِّل هذا الوصف إلى وصف موضوعي، ليكون كما يأتي:
خلوتُ بنفسي ذات يوم أتأمل الطبيعة الزاخرة، لأجد نفسي في غابة كبيرة مفروشة ببساط طبيعي أخضر مليء بالأزهار مختلفة الألوان، تقدمتُ فسمعتُ زقزقة عصافير مريحة، تتبعتُ الصوت فإذ بي أرى نهرًا به أسماك، تسبح في مياهه، محاطة بالورد، ثم تجمعت السحب وأمطرت السماء ليزول حر الصيف.

من الممكن؛ إذًا؛ استخدام ضمير المتكلم في الوصف الموضوعي، ولكن؛ بما أننا لا نعرض مشاعرنا وأحاسيسنا، فإن ضمير الغائب هنا هو المؤشر: "غابة مفروشة، مليء، محاطة، تجمعت..." بينما في النص الأول، الوصف الوجداني، ضمير المتكلم هو المؤشر "خلوتُ، أتأمل، نفسي، أعجبتُ...".

في النص الأول (الوصف الوجداني)، نلحظ وجود التشابيه والاستعارات، بينما لا نستطيع استخدامها في الوصف الموضوعي، كما أننا نلحظ في النص الأول (الوصف الوجداني) وجود مشاعر الكاتبة وعواطفها الخاصة، ولا يجوز ذلك ضمن الوصف الموضوعي.