الزمان، المكان، الحدث... متجدد

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 23
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 5-5-2018 الساعة 01:06 AM

  2. 7 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الأولى _ بطاطا مقلية
    الزمان: عام 1986
    المكان: البيت
    تحديدًا
    : في المطبخ
    الحدث: لست أعرفه بعد، اخفضوا بصركم قليلاً لتعرفوه!
    التفاصيل: غادر أهلي المنزل لأسباب لا أذكرها، وبقيت مع إحدى إخواتي البنات
    أولًا: قررت أختي أن تقلي بعض البطاطا
    (طبعًا كنت أرى هذا الأمر أشبه بالسحر الذي لا يمتلكه سوى البنات، تقشير البطاطا ثم تقطيعها قطعًا طويلة رفيعة بحجم واحد، أمر إعجازي فعلًا)!
    ثانيًا: بدأت أختي بقلي البطاطا مع قليل من الزيت (زيت القلي)
    ثالثًا: دُقَّ الباب هنا، فتحته لأجد بنت عمتي، ناديت أختي لتكلمها، وذهبت أنا إلى المطبخ أتفرج على البطاطا في المقلاة، وهنا خطرت لي فكرة جعلتني أدرك أن أختي لا تعرف كيف تقلي البطاطا، وأنه يجب أن أعلمها كيف تفعل ذلك!
    رابعًا: حملت زجاجة الزيت (زيت الزيتون) لأسكب قليلًا منها فوق المقلاة، وهكذا سيتم قلي البطاطا بشكل أسرع، وسيكون طعمها أطيب، ولكن المشكلة (البسيطة) أن الزيت لم يُسكَب داخل المقلاة، بل نزل على شعلة النار تحتها!
    خامسًا: مشهد رائع فعلًا! النار ترتفع عن يمين ويسار المقلاة، والمقلاة تختفي تحتها تدريجيًا... (شعرت بأنني حققت إنجازًا كبيرًا وقتها)، ولا أعلم لماذا أخذت أختي تصرخ من الرعب آنذاك!
    سادسًا: لم تنتهِ الأفكار العبقرية هنا، فرغم كل شيء مددت يدي بشجاعة لأطفئ قارورة الغاز، ورغم ذلك ظل لسانا النار بالارتفاع نفسه.
    سابعًا: حملت غالون المياه وصببت كل ما فيه فوق النار، لأن المياه تطفئ النار، ولكنها لم تفعل هنا، وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل على العكس، ارتفعت النيران عاليًا حتى كادت تصل إلى السقف!
    ثامنًا: كنا نسمع أنهم يغشون الحليب ويزيدون فوقه الماء، أما أن يغشوا الماء نفسه كذلك! فالله المستعان حين يغيب الضمير في هذا العالم! يبدو أن هذا الماء قد زادوا فوقه الحليب!
    تاسعًا: يبدو أن (الغشاشين) قد (استحوا على دمائهم) فانطفأت النيران فجأة خلال ثانية واحدة تقريبًا!
    ملحوظة: داخت أختي هنا، وخطر لي أن أصب فوق وجهها بعض الماء، لكني خشيت أن يؤذيها، كونه ماء مغشوشًا، فأيقظتها بصفعتين رائعتـ... مدويتين، نزلت بهما دفعة واحدة على خديها، ولا أدري لماذا قامت وهي تصرخ وتولول فوق رأسي! أهذا جزاء المعروف؟؟
    أ_عاشرًا: بعد كل هذه السنوات، يجب أن تبرز هاتان النظريتان مرة أخرى للدراسة والتحقق:
    أ_ ما المادة التي يجب أن نضيفها إلى الماء، حتى نستطيع إذكاء النار بدلًا من إطفائها؟ وكيف يمكن تعديلها بمقادير صحيحة ليهب لسان النار بقوة (كما حققت أنا ذلك) من دون أن ينطفئ بعد ذلك؟
    ب_ الزيت أصاب النار تحت المقلاة، فلماذا ارتفعت النار عن اليمين وعن اليسار، ولم ترتفع وسط المقلاة؟! هل يرجع ذلك إلى أنه زيت زيتون وليس زيت قلي؟ أم لا فارق بين الأمرين؟!
    ملحوظة: أقدم هاتين النظريتين لكل الفيزيائيين والكيميائيين والهواة إن أحبوا، على أن يتذكروني حينما ينالون جائزة نوبل فيما بعد!!
    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 29-9-2017 الساعة 07:46 PM

  4. #3

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    من كان يتوقع أن تكون البطاطا المقلية بهذه الخطورة؟!

    أسعدك ربي من بارع

    كيف استطعت التدخل بالأمر ما دمت تعتقده سحرًا ؟!

    أذكر أن والدتي أخبرتني عندما كنت صغيرة أن أحذر من الزيت فهو يطلق المفقرعات الحارقة

    فكنت أهرب كلما وضعت الزيت في القدر خشية المفقرعات التي كنت أخافها في صغري

    ولم أعرف قصدها حتى تعلمت الطبخ وفهمت أنها تقصد بمفرقعات الزيت عندما يختلط بقطرات ماء ركدت في باطن القدر

    سابعًا:
    حملت غالون المياه وصببت كل ما فيه فوق النار، لأن المياه تطفئ النار، ولكنها لم تفعل هنا، وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل على العكس، ارتفعت النيران عاليًا حتى كادت تصل إلى السقف!
    يجب أن تدخل مادة الدفاع المدني للمنهج الدراسي، حتى تعلم أن الماء يزيد من الاشتعال في بعض الحالات

    وخصوصًا تلك التي تتعلق بالزيت، فالزيت الساخن يجن جنونه إن اقترب منه الماء

    ملحوظة:
    داخت أختي هنا، وخطر لي أن أصب فوق وجهها بعض الماء، لكني خشيت أن يؤذيها، كونه ماء مغشوشًا، فأيقظتها بصفعتين رائعتـ... مدويتين، نزلت بهما دفعة واحدة على خديها، ولا أدري لماذا قامت وهي تصرخ وتولول فوق رأسي! أهذا جزاء المعروف؟؟

    يا الله وما أجمله من معروف! موقف أضحكني كثيرًا بالفعل طريقة مبتكرة الحمد لله أن أخوتي لم يكتشفوها بعد

    أذكر مرة طلب مني شقيقي أن أساعدهما في تركيب الحاسوب الدسك توب ولما وصلته بالكهرباء أمسك السلك بيدي

    أحاول سحب يدي لكنه التصق بيدي شعرت وكأن روحي تسحب وصوتي يخرج ضعيفًا متقطعًا وهما يضحكان مني يعتقدان أنني أمازحهما

    حتى اقتحم ابن خالتي الغرفة وأطفأ الكهرباء فسقطت مغشيًا علي أتعلم ماذا فعلا؟ حاولا ضربي بلوح خشبي ليمتص الكهرباء من جسدي

    لكن الحمدلله تدخل والدي بالوقت المناسب واكتفوا بربط قطع من الخشب حول ساقي وساعدي

    سلمك ربي وباركك ممتنة لمشاركتنا هذه القصة الظريفة

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح القلم مشاهدة المشاركة

    من كان يتوقع أن تكون البطاطا المقلية بهذه الخطورة؟! لا أظن أن أختي توقعت ذلك، لكنها تابت عن قلي البطاطا حينما نكون وحدنا في المنزل بعد هذه الحادثة، بل إنها لم تعد تتجرأ على قلي البطاطا إن لمحتني قرب المطبخ حتى لو لم نكن وحدنا!
    أسعدك ربي من بارع : كل الشكر لكلامكِ الراقي أختي الكريمة، وأسعدكِ الله في الدارين

    كيف استطعت التدخل بالأمر ما دمت تعتقده سحرًا ؟! تقشير البطاطا وتقطيعها هو ما أعتبره سحرًا، وحتى الآن لم أنجح في محاولة واحدة، وبالتالي القطعة التي تغلب عليها القشور أرميها، والتي تكون البطاطا أكبر فيها من القشرة أقليها، وآكلها!

    أذكر أن والدتي أخبرتني عندما كنت صغيرة أن أحذر من الزيت فهو يطلق المفقرعات الحارقة

    فكنت أهرب كلما وضعت الزيت في القدر خشية المفقرعات التي كنت أخافها في صغري

    ولم أعرف قصدها حتى تعلمت الطبخ وفهمت أنها تقصد بمفرقعات الزيت عندما يختلط بقطرات ماء ركدت في باطن القدر: شعور متبادل، ولذا اخترعت طريقة أخرى، بأن أضع الزيت في المقلاة وأرمي فوقه البطاطا، ثم أشعل النار، وأهرب قبل أن تلحق بي قطرات الزيت الحارة


    يجب أن تدخل مادة الدفاع المدني للمنهج الدراسي، حتى تعلم أن الماء يزيد من الاشتعال في بعض الحالات

    وخصوصًا تلك التي تتعلق بالزيت، فالزيت الساخن يجن جنونه إن اقترب منه الماء: كنت آنذاك ما بين السابعة والثامنة من عمري تقريبًا، لذا أدهشني ارتفاع النار بدلًا من انطفائها



    يا الله وما أجمله من معروف! موقف أضحكني كثيرًا بالفعل طريقة مبتكرة الحمد لله أن أخوتي لم يكتشفوها بعد: بصراحة لم أجرؤ أن أرش عليها الماء، قلت إن تسبب الماء (المغشوش) في اشتعال النار، فقد يؤذي أختي وربما يسبب لها إغماء طويلًا، فصفعتها لتستيقظ! وأضحك الله سنكِ دومًا، والحمد لله على ذلك.

    أذكر مرة طلب مني شقيقي أن أساعدهما في تركيب الحاسوب الدسك توب ولما وصلته بالكهرباء أمسك السلك بيدي

    أحاول سحب يدي لكنه التصق بيدي شعرت وكأن روحي تسحب وصوتي يخرج ضعيفًا متقطعًا وهما يضحكان مني يعتقدان أنني أمازحهما

    حتى اقتحم ابن خالتي الغرفة وأطفأ الكهرباء فسقطت مغشيًا علي أتعلم ماذا فعلا؟ حاولا ضربي بلوح خشبي ليمتص الكهرباء من جسدي

    لكن الحمدلله تدخل والدي بالوقت المناسب واكتفوا بربط قطع من الخشب حول ساقي وساعدي: يا ويلي! موقف لا تُحسَدين عليه، صعب جدًا جدًا، آلام الكهرباء قاسية لا تُحتَمل، والحمد لله أن أخاكِ وابن خالتكِ لم ينفذا ما حاولا فعله، وإلا لتضاعفت المصيبة لا سمح الله.

    سلمك ربي وباركك ممتنة لمشاركتنا هذه القصة الظريفة
    شكرًا جزيلًا لحضرتكِ الكريمة للمشاركة القيمة، والتي أعتز بها، كل الشكر والامتنان.

  6. #5


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الثانية _ سندريللا

    الزمان: سنوات قليلة إلى الوراء
    المكان: إحدى المدارس
    الحدث: تلميذة صف سادس تريد الغنج والدلال
    تحديد الحدث: رفعت هذه البنت يدها خلال الشرح، فظننتها تريد أن تسأل عن أمر ما
    تتمة الحدث: قلت لها، بكل حماسة تعليمية: "تفضلي".
    فكان أن غادرت مكانها، وأتت نحوي بسرعة كبيرة، لترفع شعرها بأصابعها قائلة بميوعة شديدة مثل قطة مبحوحة: "بربك يا أستاذ، أنا ما بشبه سندريللا"؟!
    (يا سلام! كلك ما بتطلعي 10 سنين وكم شهر، جاية تدللي عليي هلأ، بس تكرم عينك، ما رح خيب لك آمالك)!
    من هذا المنطلق: قلت لهذه البنت التي تظن نفسها فينوس العصر الحديث: ولو، متل سندريللا لكان، هي يللي بتشبهك مش أنتِ يللي بتشبهيها
    (ابتسمت المفعوصة ابتسامة طويلة عريضة، و...)
    ولكنني تابعت قائلًا بتهكم: بس سندريللا بعد نص الليل، بتصير بشعة، بتقرف!
    (اتسعت عينا المفعوصة من المفاجأة والصدمة)
    فأكملت قائلًا بحماسة شديدة: أهلين يا سندريللا، أهلين!
    صاحت التلميذة بغضب كبير: تضرب سندريللا وساعتها!
    ؟!: قولكم ليش غيرت رأيها؟ هي بدها أني قل لها أنها بتشبه سندريللا، وأنا ما خيبت لها آمالها، خيبت لها ياهم شي؟؟ فليش لتغير رأيها هيك فجأة؟؟ الله يعين على عقول البنات الأطفال، كل شوية برأي! أو شو رأيكم!!
    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 29-9-2017 الساعة 07:50 PM

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الثالثة _ دموع ال؟!

    الزمان:
    سنوات طويلة إلى الوراء
    المكان: أحد المحلات التي قصدناها، لشراء شي ما
    الحدث الأول: وجدنا المحل مغلقًا
    الحدث الثاني: عدنا اليوم التالي، ووجدنا المحل مفتوحًا، وحين قلنا لصاحبه إننا قصدناه ولم نجده، حصل شيء غريب
    التوضيح: انهار الرجل في بكاء مرير يقطع القلوب
    التساؤل: (ترى هل تأثر إلى هذا الحد بأننا أتينا إليه ولم نجده؟ لم نكن نعلم أننا مهمون إلى هذه الدرجة)!
    التوضيح الحقيقي: أخبرنا الرجل؛ وهو يبكي؛ بأن امرأته كانت تشطف الأرض حافية القدمين وكانت تشغل الغسالة في نفس الوقت، وسربت الغسالة مياه، فتكهربت كل المياه، وماتت امرأته مصعوقة بالكهرباء.
    الحدث الثالث: أوصينا الرجل على ما نريد (لأننا لم نجده جاهزًا)، وانصرفنا على أن نرجع بعد يومين.
    الملحوظة: كنا نشعر بالحزن الشديد لهذا الرجل وما تعرض له من المصاب الفادح.
    الحدث الرابع: رجعنا بعد يومين، فلم نجد الرجل كذلك، ولكن المحل كان مفتوحًا، وابنه يتولى عمليات البيع والشراء، فسألناه عن والده، ليخبرنا بما يأتي:
    الختام: والده سافر ليلتقي ب(العروس) و(يكتب الكتاب) و(يعمل حفلة الزواج)، و(شهر العسل) ثم سيرجع بعد ذلك!!
    علامات التعجب: هل كان يبكي هذا الرجل على امرأته فعلًا؟؟ نسمع أن الشخص قد يبكي حتى تجف دموع عينه فلا يجد دمعة أخرى، أما أن يبكي حتى تجف دموع قلبه؟؟ فهذا ما لم نسمع به من قبل!!

  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الرابعة _ شاورما بجبنة

    الزمان: شهر تموز، عام 2009
    المكان: منزل حضرتنا المتواضعة
    الحدث: التأكد من موهبتي في عالم الطبخ

    تفاصيل الحدث الأول (الحدث الطبخي)!:
    الخطوة الأولى: حضرت صينية شاورما وأدخلتها الفرن، على نار متوسطة، وانتظرت حوالي 8 دقائق.
    الخطوة الثانية: فتحت باب الفرن، وألقيت فوق الشاورما بجبنة قشقوان مبروشة!
    السبب: هكذا ستصبح أطيب، لا شك في ذلك!
    الخطوة الثالثة: نزلت لأشتري زجاجة بيبسي، وإذ بأحد أصدقائي تحت منزلي.
    جملة استطرادية: صديقي هذا يحب الشاورما حبًا جنونيًا، ولا يستطيع إلا أن يأكلها يوميًا.

    تفاصيل الحدث الثاني (حدث العزيمة):
    أنا: ما رأيك أن أدعوك إلى الغداء؟ أعددتُ صينة شاورما (غير شكل)!
    هو، (وعيناه تبرقان): شاورما؟!
    أنا: بل ووضعتُ فيها جبنة، وليس أي جبنة، بل جبنة قشقوان!
    هو، (وعيناه تبرقان): جبنة قشقوان!
    أنا: وسأشتري البيبسي وأصعد لآكل، وقد دعوتك إلى الغداء معي.
    هو، (وعيناه تبرقان): شاورما؟! جبنة قشقوان!
    شعرت بالسعادة لأني سأسعد هذا الصديق الذي أحبه، واشتريت البيبسي (زجاجة كبيرة)، فصديقي يشرب البيبسي أكثر مما يشرب الماء.

    تفاصيل الحدث الثالث (حدث الوليمة):

    صعدنا إلى البيت، ودعوت رفيقي ليجلس على الكرسي أمام طاولة الطعام، معززًا مكرمًا، واتجهت إلى الفرن، لأطفئه، وأفتح بابه، وأخرج صينية الشاورما منه، متجهًا بها_بكل فخر بإنجازي في الطبخ_ إلى طاولة الطعام، و...
    صديقي (في ذهول): هل هذه شاورما دجاج؟ أم شاورما لحم؟ أعرف بوجود هذين النوعين، لكني لا أرى أمامي سوى شاورما فحم!
    أنا (مبتسمًا): المهم شاورما يا رجل! ولا تنسى، هذه شاورما...
    وتابعت (كأني أذكر له ذلك أول مرة): فيها جبنة قشقوان!
    صديقي (يفرك عينيه، ناظرًا إلى الصينية): الله وكيلك، لست أدري أي منهما شاورما، وأي منهما الصينية! كلتاهما زنوج متفحمين!
    أنا (متسائلًا): هل تريد أن تفوِّت على نفسك الشاورما؟ أنت حر!
    صديقي (وقد نسي الاعتراضات كلها): لا، لا، من قال ذلك؟ سنتذوقها!
    وغمس صديقي قطعة من الخبز وسط الشاورما، ليخرجها ممتلئة بها، ثم يضعها في فمه، ليبتدئ عملية الأكل، لأظن أنا أني أرى عينيه تدوران في محجريهما، تريدان الفرار من موضعهما، لشدة (حلاوة) ما يأكل... ولا أدري صراحة كيف تمكن من ابتلاع اللقمة 😀 لكنه انقض بعدها على زجاجة البيبسي الكبيرة ليفرغ حوالي ليتر ونصف في جوفه دفعة واحدة!

    تفاصيل الحدث الرابع (خطة الفرار):

    صديقي (بحماسة): أين ال... آه؟ أه! الحمام!
    أنا (بحماسة مماثلة): خلف هذه الغرفة قرب الممر، تجد ال... الآه؟ آه! الحمام!
    صديقي (بسعادة): حسنًا، أنا ذاهب إلى الحمام!
    أنا (بسعادة مماثلة): حسنًا، أنت اذهب إلى الحمام!
    وانسلَّ صديقي ليدور حول الغرفة متجهًا إلى باب الخروج، فاتحًا إياه بكل الحذر، ويبتدئ النزول على الدرج...
    أنا (بصوت عالٍ): إلى أين؟
    صديقي (بجفول): أأأأأه!! هـ... هذا أنت؟ كيف؟
    أنا (بهدوء): هل ظننت أن خطتك عبقرية إلى هذه الدرجة؟ ثم إنك نسيت شيئًا مهمًا...
    هو (بدهشة): وما هو؟
    أنا (بتهكم): إننا لم ننقل الحمام إلى الدرج بعد!
    أنا (بجدية زائفة): فإياك، ثم إياك، أن تفعلها هنا! ستبهدل نفسك أمام الجيران!
    صديقي (بجنون): وااااااااااااااااااااااااااع!!

    تفاصيل الحدث الأخير (الختام):
    أنا: صديقي، أنت هنا، جيد أني رأيتك، أنا أدعوك إلى الغداء!
    صديقي (بحماسة جارفة): أعوذ... أقصد لا لا، أنا تغديت الآن، والله العظيم!
    أنا: يا خسارة! كنت أنوي أن أدعوك كي ننزل إلى طرابلس، لنأكل!
    صديقي (كذلك بحماسة جارفة، ولكن حماسة سعيدة): نعم، نعم، صحيح أنني قد تغديت، لكن ما يزال في المعدة متسع كبير!
    أنا (متظاهرًا بالحماسة): جيد، جيد، إذًا سأدعوك غدًا إلى المطعم، بشرط ألا تكون قد تغديت قبل، وذلك حتى تأكل وفق الأصول، أما الآن، فتفضل معي إلى البيت لتملأ متسع معدتك بشيش طاووق لم تأكل له مثيلًا في حياتك!
    صديقي (في جنون): ولييي!! أعوذ بالله! معدتي ممتلئة عن آخرها، ولا مكان فيها نهائيًا.
    ثم يبادر صديقي بالفرار، ويتكرر هذا الموقف، كلما أردت أن أدعوه إلى الطعام، سواء أكان فطورًا أم غداءً أم عشاءً... ثم سافر صديقي بعد ذلك، وأنا أعتقد، وربما أجزم، أنه لن ينسى طعم الشاورما (الرائع) الذي أطعمته إياه، فحتى في بلاد الغربة لن يستطيعوا أن يأتوا بمثل الشاورما التي طبختها له آنذاك...
    ملحوظة قبل الختام (لتوكيد ما أقوله لكم الآن): راسلتُ صديقي بعد سفره بسنوات، وحينما
    سألتُه إن كان يتذكر طبخة الشاورما بجبنة قشقوان... رد متحمسًا مؤكدًا أنه قد تغدى الآن!!
    فهل من متشكك ببراعة طبخي النادرة، وأنهم في بلاد الغربة لن يستطيعوا أن يُنسُوا صديقي طعم فمه!!

  9. #8


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الخامسة _ ممسحة أحذية، ولكن!

    الزمان: أواخر الثمانينات (ربَّما)!
    المكان: بناية العائلة وما يجاورها
    الحدث: كلب يحوم حول بنايتنا ويحاول دخولها، وكل مرة يلاحقه الأولاد بالحجارة فيهرب، ثم يعود اليوم التالي، وكأنه قد نسي حجارة الأمس.
    بعد ذلك: نزل الحنان (فجأة) على قلوب أطفال البناية وأدركوا (بغتة) أن هذا الكلب (مسكين)، فأخذوا يلقون إليه ببقايا الطعام.
    النتيجة الحتمية: أن الكلب الذي كان لا يفارق بنايتنا، وهو يُضرب بالحجارة، لم يعد يفارقها وهو يراها مكان الأكل والمأوى.
    وهكذا كان: أن الكلب أخذ يرابض معظم وقته قرب درج البناية، وويل لأي غريب يتقدم محاولًا الدخول، ولكن ليس دائمًا، فالكلب كان يتمتع بـ(التنبلة)، فيغفو معظم وقته، فيمر به من يمر من دون أن يشعر الكلب بالدنيا بما فيها.
    وبما أننا لسنا في فلم كرتوني، يتناول حياة الكلب الذي كان بائسًا ثم حقق الأماني وودع البؤس إلى ما لا نهاية، بما أننا في الحياة الواقعية، فلا بد لهذه الحكاية من:
    الحدث الثاني: وكان ذلك في إحدى نوبات (التنبلة)، إذ كان الكلب نائمًا في وضح النهار، حين تفضل بالقدوم إلى بنايتنا جمع من النساء، كُنَّ قادمات لزيارة جدتي (رحمها الله)، وإذ بنا نفاجأ جميعًا بإحداهن تقول بانبهار:
    _ ما أجمل ممسحة الأحذية هذه!
    نظرنا إلى بعضنا، ثم في الهواء، ثم في الأرض، نبحث عن هذه الممسحة الوهمية، ثم خفقت القلوب انبهارًا لما يحصل، خوفًا على المرأة المسكينة مما سيحصل... فلقد رفعت ساقها وأولجتها في رقبة الكلب بعنف لتفركها من دون شفقة... وهب الأخير نابحًا برعب شديد قبل أن يهرب بسرعة فائقة من تلك المقصلة ذات الكعب العالي التي تكاد (تفك رقبته) من موضعها!!
    ختام الحدث: الحمد لله أن إحدى رفيقات هذه المرأة التي ظنت الكلب ممسحة أحذية، كانت خلفها فأمسكت بها في اللحظة المناسبة قبل أن تسقط على ظهرها... كذلك الحمد لله أن الشهقة التي صدرت من فم المسكينة، أو من أعماقها، لم تذهب بروحها، فقد ظنناها ستقع ميتة لما أصابها من الرعب...

    ولكن، ما زلت من وقتها، وإلى الآن، ما زلت من حوالي ثلاثين عامًا لم أستطع أن أفك غموض هذا اللغز... ما الرابط بين الكلب وممسحة الأحذية؟؟ أم أن تلك المرأة قد أتت بما لم يأتِ به الأولون ولا الآخرون!!

  10. #9


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة السادسة _ سر المهنة!

    الزمان: مرحلة التسعينات
    المكان: منزل أحد أفراد العائلة
    الحدث: طفلتهم أصابها العناد الشديد ولا تريد أن تنام، ووالدتها مشغولة بالتدريس الخصوصي، والبنت بين الشقاوة والعفرتة لا تهدأ
    الحدث الثاني: تطوعت أنا بكل خبرتي... لا، لا، لم يكن لدي خبرة في التعامل مع الأطفال، ولكني تطوعت بذكاء فذ نادر وجعلت الطفلة تنام خلال أقل من دقيقة تقريبًا
    الحدث الثالث: من اليوم التالي بدأت الطفلة تحكي لأمها كلامًا غير مترابط ولا منطقي، فظنت أمها أنها قد رأت كابوسًا مخيفًا في نومها
    ولم تعلم هذه الأم أن ابنتها كانت تحكي لها الحقيقة وبكامل وعيها وإدراكها
    كشف الأسرار: كل ما حصل أني اقتدت الطفلة إلى فراشها وهمست لها بأن كلبًا كبيرًا يصعد الدرج في هذه اللحظات، وإذا رآها مستيقظة فسيأكلها، أما إن كانت (شاطرة) و(نايمة) فسأقتله أنا.
    (أما لماذا لا أقتله في الحالتين، ولماذا سأتركه يأكلها إن لم تكن نائمة، فهذا ما لم يخطر في عقلها الطفولي أن تسأل عنه، والحمد لله، وإلا لانهارت الخطة كلها)
    وهكذا: أغفت الطفلة في لحظات بسرعة خيالية تستحق تسجيلها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية (أو ربما أغمي عليها من الرعب حتى اليوم التالي)!
    الختام: حينما علمت والدتها بإبداعي هذا في مساعدة ابنتها على النوم، اعترضت واستنكرت ولم يعجبها ما حصل...
    وما بعد الختام: لا بأس، فالمعروف لا يضيع، و(اعمل الخير وارم به في البحر)!

  11. #10


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة السابعة _ الكلمة الصعبة

    الزمان: أيام الثانوية
    تحديدًا: صف الثانوي الأول
    وطبعًا: لا أتكلم عن هذه السنة ولا عما سبقها من سنوات قريبة، بل أتكلم عندما كنا نحن تلاميذ المرحلة الثانوية، أي عام 1995
    الحدث: اليوم الأول، الحصة الأولى، دخلت معلمة الصف، وأخذت تشرح باللغة الفرنسية.
    وبالتأكيد: كلمة (تشرح) كلمة مجازية، فقد انطلقت مثل الصواريخ تتكلم بالفرنسية بسرعة فائقة، ونحن نتبادل نظرات الحيرة فيما بيننا
    ولكم شعرنا بالسعادة مع ارتفاع رنين الجرس، بعد حصة بدت لنا وكأنها قرن كامل، لما حملته إلينا من السأم والضجر

    الحدث الثاني: دخل الناظر مع انتهاء رنين الجرس، ليخبرنا بالخبر الآتي:
    الناظر (بحماسة): الحصة الثانية عندكم فرنسي.
    أحد الزملاء (متهكمًا): وماذا كنا نأخذ في الحصة الأولى؟ إيطالي؟
    الناظر (بغضب): الحصة الأولى فرنسي، والحصة الثانية فرنسي؟ هل يلزمك معجزة كي تفهمها؟
    وهكذا: تابعت المعلمة (الشرح) والكلمات تتداخل ببعضها، والمعلمة تتكلم كأنها من فرنسا فعلًا، وتحول حرف (الراء) إلى (غين)...
    وفجأة: تمهلت المعلمة لتقول لنا كلمة (teste) ثم تتابع قائلة باللغة العربية: (يعني نص).
    ردة الفعل الأولى: انطلقت بعض الزغاريد من زميلة أو اثنتين في الصف (كل عددهن كان خمس تلميذات آنذاك)
    ردة الفعل الثانية: هتف أحد الزملاء بانفعال جارف: (الله أكبر، الله أكبر، معجزة معجزة يا جماعة)!
    ردة الفعل الثالثة: وكانت مني أنا، لم أهزأ بالمعلمة مثل زميلي هذا (كان عددنا أربع تلاميذ)، بل قلت لها بكل هدوء وجدية: (يسلمو، هذه الكلمة الوحيدة التي لم نفهمها حتى الآن، شكرًا على تفسيركِ لنا إياها)!
    ولا أعلم، والسنة الثانية والعشرون على مضي هذه الحادثة تكاد تنتهي، لماذا غضبت المعلمة مني أنا، وتجاهلت الزغاريد والتكبيرات، لتطلب مني مغادرة الصف!
    يبدو أن: هذه المعلمة لا تحب من يشكرها، وتحب من يرد بأسلوب ساخر متهكم!
    ولكن: لا بأس، الله على الظالم!

  12. #11


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الثامنة _ حماسة تعليمية

    الزمان: عام 1995
    المكان: الثانوية
    تحديدًا: صف الثانوي الأول
    الحدث: معلمة اللغة الفرنسية تشرح لنا، أقصد تتكلم وتتكلم وتصبُّ في آذاننا من المفردات والتعابير ما لا يستطيع أحد متابعته، ما لم يكن فرنسيًا أبًا عن جد، ليدرك النزر اليسير مما يسمع!
    والغريب: أن اثنين من الرفاق الشباب كانا يجلسان بمنتهى الهدوء، ودفتر كلٍّ منهما أمامه، وهما يكتبان بحماسة شديدة، المعلمة تشرح، أقصد تتكلم، وهما يكتبان.
    العادة: التي تعودتها هذه المعلمة أن هذين الزميلين دائمَي الفرار قبل وصولها إلى الصف، ولم تَرَهما من شهر تقريبًا، لذا استغربت استغرابًا شديدًا أن تراهما وقد تحولا إلى ملاكين هادئين ودودين فجأة، ففي حال وجودهما النادر لتعذر الفرار لسبب أو لآخر، كانا ينامان في الصف، بمنتهى البساطة!
    وعلى حين بغتة: هبَّ أحد الزميلين من مكانه، ليسأل المعلمة سؤالًا، جعلها تطلق شهقة قوية، ثم تجمد مكانها، والحمد لله أنها لم تسقط مغشيًا عليها، أو مصابة بالسكتة القلبية.
    وللصراحة: هذا السؤال لا يمكن لمعلمة لغة فرنسية، ولا معلمة أي مادة من المواد التعليمية أن تتوقعه، بل لا يمكن حتى لتلميذ، مهما بلغ خياله، أن يتوقعه.
    ولكني: لا أعلم سبب هذه الانفعالات الغريبة من المعلمة، فرغم كل ما قلناه عن السؤال، إلا أنه كان من ثلاث كلمات فحسب، فإن كانت كلمات ثلاث كادت تزهق روح المعلمة، فكيف الحال لو كان السؤال من عشر كلمات مثلًا؟
    وببساطة: كل ما فعله زميلنا أنه وثب واقفًا، صائحًا بالمعلمة: (أليس الصرصور بحيوان)؟!
    وبعد أن تمالكت المعلمة نفسها، صاحت (مستنكرة بأشد الاستنكار): Quoi؟
    رَدَّ زميلنا (متحمسًا): لم أسألكِ إن كان الصرصور (كوا) أم أنه ليس (كوا)، أسألكِ هل هو حيوان أم لا؟
    نظرت إليه المعلمة بغضب شديد، ولكنه لم يهتمّ، لا بها، ولا بغضبها، و
    هو يتابع (بالحماسة ذاتها): احكي ضميركِ، نحن نلعب لعبة (إنسان، حيوان، شيء)، واللعبة كانت الآن على حرف الصاد، أنا كتبت الصرصور للحيوان، ورفيقي يعترض، ويقول إن الصرصور ليس حيوانًا!
    وأضاف زميلنا (بمنتهى التهكم): إلا إن كان الصرصور من فصيلة بني آدم، وأنا لا أعلم!
    هتف زميلنا الثاني (متحمسًا): وأنا كتبت صبيدن، وهو يعترض، ويقول إن الصبيدن ليس حيوانًا!
    وأضاف زميلنا (بمنتهى التهكم): إلا إن كان الصبيدن من فصيلة بني آدم، وأنا لا أعلم!
    (الصبيدن: من الحيوانات البحرية)
    الختام: أخذت المعلمة تصرخ باللغة الفرنسية، بكلمات أعتقد أنها هي نفسها لم تفهمها ! ثم تمالكت نفسها قليلًا، لتطردهما معًا من الصف.
    ملحوظة: أنا لا أدري لماذا كل هذه المبالغات من المعلمة في ردود فعلها؟ أخونا سألها سؤالًا بسيطًا، المسكين محتار ويريد أن يتعلم اللغة الفرنسية بأن يعلم إن كان الصرصور حيوانًا أم لا! وكان بإمكان المعلمة أن تأخذ بيده إلى طريق العلم والنور وإتقان اللغة الفرنسية بأن تجيبه بنعم أو لا، ولكن... الله على الظالم!!

  13. #12


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة التاسعة _ الرأس المسكين

    الزمان: ربع قرن (فقط) إلى الوراء
    المكان: شرفة منزلنا
    الحدث: كنت ألعب مع أختي بكرة القدم، وأنا أنصحها بأن لا تضرب الكرة عاليًا كي لا تقع تحت البناية وأضطر إلى النزول لإحضارها
    تتمة الحدث: نادتني والدتي، وأعطتني خشبتين متصلتين ببعضهما بمسمار لأرميهما في النفايات
    تتمة تتمة الحدث: خرجت إلى الشرفة، وأنا غير مرحب لقطع اللعب بهذه الطريقة، فالكرة لم تسقط من الشرفة، ومع ذلك يجب أن أنزل!
    تتمة تتمة تتمة الحدث: نظرت أسفل البناية، لأرى هل هناك أحد... فأفلتت إحدى الخشبتين بغتة وهوت...
    تتمة تتمة تتمة تتمة الحدث: كان زوج عمتي مارًا تحت البيت، ليفاجأ بضربة نارية في رأسه فجأة، جعلته يطلق صرخة عالية قبل أن يسقط أرضًا... بينما قبعته ترتفع في الهواء في منظر جميل مبهر رائع!!
    والحقيقة: أنني لا أدري كيف حصلت هكذا معجزة، أن يتعرض رجل لضربة على رأسه فتطير قبعته إلى الأعلى!!!
    ومع ذلك المشهد: أسرعتُ أنبطحُ في أرض الشرفة، هاتفًا بأختي أن تفعل مثلي، ولم أبق مكاني طبعًا، بل أخذت أزحف لأدخل البيت بسرعة، وذلك للسبب الآتي:
    فمع تلك الصرخة الرهيبة التي انطلقت من فم المسكين: امتلأت الشرفات والنوافذ، وما إن رأت عمتي زوجها ملقى أرضًا من دون حراك، حتى أخذت تولول وتصيح وتهدد وتتوعد (القاتل) بأنها ستشرب من دمه!
    وبقلبي الكبير: قلتُ لها؛ فيما بيني وبين نفسي طبعًا؛ الله يسامحك يا عمتي، فورًا جعلتِ مني قاتلًا!!
    وبسرعة هائلة:
    أسرع الرجال، ومن خلفهم نساء عائلة القتيـ... أقصد الضحية... أقصد زوج عمتي التي نزلت الخشبة على رأسه، وذلك للاطمئنان عليه.
    وبالتأكيد: كنتُ من ضمن المسارعين إلى الاطمئنان عليه، فلقد آلمني قلبي فعلًا على هذا الذي حصل له، وإن كان هو المخطئ (بكل تأكيد) فمن هذا الذي طلب منه أن يمرَّ من تحت شرفة منزلنا في هذا الوقت بالتحديد؟!
    وبصعوبة شديدة: اعتدل الرجل، ممسكًا برأسه المسكين، متمتمًا بصوت لا يكاد يُسمَع: لقد انفجر شيء ما في رأسي، يبدو أنها سكتة قلبية!
    قاطعه عمي مستنكرًا:
    سكتة قلبية في دماغك؟!
    يا للهول: يبدو أن ضربتي هذه أفقدت زوج عمتي توازنه الفكري!
    ولكن: ما زال زوج عمتي في وعيه ذهنيًا، فقد حاول تصحيح خطئه: أقصد سكتة دماغية...
    قاطعه والدي مستنكرًا: سكتة دماغية؟! هذه خشبة ألقوها على رأسك يا رجل!
    صاح زوج عمتي بغضب هادر: خشبة؟ ألقوها؟ على؟ على رأسي؟ رأسي أنا؟ من... من فعل ذلـ... آآخ... آآآآخ.... آآآآآآآآخ!!!
    (طول بالك يا رجل! كلها شقفة خشبة (حتة خشبة بالمصري)، إيه الحال لو كانت حديدة؟ كنت رح تسمع الضيعة كلها صراخك؟ يا حيف على الرجال)!!
    فوجئت بأن: والدتي التي انضمت إلى بنات عمتي، تنظر إليَّ بغضب شديد
    ومع ذلك: أحسستُ بالفخر لأن يدي الضعيفة الهزيلة قد تمكنت من إلقاء الخشبة بهذه القوة الرهيبة، حتى لو كان ذلك من غير قصد!
    ولكنني: لم أعلن أنني الفاعل، وذلك بسبب الرعـ... أقصد بسبب تواضعي الشديد
    النهاية: الحمد لله أنها مرت هكذا، ولم تفتح رأس الرجل، أو يضطر إلى المستشفى
    ملحوظة ختامية: لا أعرف إن عرف زوج عمتي وقتها من يكون الفاعل

  14. #13


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة العاشرة _ الكيس الغامض


    الزمان: ربع قرن (فقط) إلى الوراء
    المكان: غرفة أختي
    بداية الحدث: مغادرة أهلي البيت لمشوار ضروري، وبقائي أنا واثنتين من أخواتي البنات
    متابعة في بداية الحدث: جمعنا ما معنا من مال، وانطلقتُ مسرعًا إلى أقرب دكان لأشتري البطاطا الشيبس ودفوف الشوكولا وتنك البيبسي
    وذلك لأننا: كنا محرومين من هذه الأصناف اللذيذة، لكثرة الشائعات حولها وأنها تسبب السرطان وما إلى ذلك!
    الحدث الحقيقي: كنت؛ إذًا؛ واثنتين من أخواتي نأكل الشيبس والشوكولا ونشرب البيبسي
    تتمة الحدث: انتهينا من تلك (الوليمة) ولم يكن عند أحدنا الهمة لينزل ليرمي البقايا في النفايات
    تتمة تتمة الحدث: خرجت إلى الشرفة، وأنا غير مرحب لما سأفعله لأني لم أتعود إلقاء شيء من الشرفة ولكن للضرورة أحكام
    تتمة تتمة تتمة الحدث: استعنت بالله، ثم (هيلاهوبا) وإلى الحقل المحيط بالمنزل من جهته الخلفية.
    تتمة تتمة تتمة تتمة الحدث: لا أعلم ما حصل بعدها، وأرجو ألا تكونوا قد انتظرتم خبر سقوط الكيس على رأس أحد، فهذا من باب سوء الظن يا جماعة
    تتمة تتمة تتــ.... لا لا، بل هذا حدث آخر لا علاقة له بالحدث الذي أحكيه لكم (على الإطلاق): كان عمي يعتني ببعض الأعشاب في الحقل، حين سمع صوتًا بعيدًا يصيح (بااااا)، ظن هو أنه مناداة ل(بابا) فرفع رأسه من بين الأعشاب وهمَّ بالنهوض، لكن سرعان ما غير رأيه، بسبب كيس هوى على رأسه بغتة أعاده إلى الأرض عنوة... كيس يحوي بعض أكياس الشيبس وست تنكات بيبسي فارغة (فقط)، والألعن أن الكيس لم يكن محكم الإغلاق فانفتح، ليجد الرجل نفسه (يسبح) بين بقايا الشيبس وقشور الشوكولا وقطرات البيبسي...
    والغريب: أن عمي أخذ يسب ويلعن بلغات متعددة آنذاك!
    وإن كنت أعلم: أن عمي لا يجيد الكلام إلا باللغة العربية والعامية، فمتى تعلم كل هذه اللغات؟؟ أم أن الفرحة ب(سباحته) وسط هذه (البقايا اللذيذة الرائعة) جعلته يعرف اللغات المنقرضة فجأة؟!
    الخلاصة: هذان حدثان، لا يربط بينهما شيء (بالتأكيد)...
    الملحوظة الختامية: الكيس (الغريب) الذي هوى على رأس عمي... أظن (مجرد ظن) أني قد رأيته من قبل، لكن لا أعلم أين ولا متى...
    السؤال الأخير: هل يعلم أحد منكم أين ومتى؟؟؟

  15. #14


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    Exclusive رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الحادية عشرة _ تلفزيون رخيص

    الزمان: أربع سنوات قد مضت
    المكان: مول تجاري كبير
    الحدث الأول: كنت قد قصدته لأسأل عن شيء للابتوب فيه، فرغم أنه مول مشهور بغلائه الشديد، إلا أن أحد محلات الكومبيوتر الشهيرة بالبرامج الأصلية، كان فاتحًا فيه، وأسعاره أرخص من الخارج.
    تتمة الحدث: بعد أن سألت عما أريد، قررت القيام بجولة ضمن هذا المول بقصد الفرجة فقط والاستراحة قليلًا من الحر الشديد خارجه...
    تتمة تتمة الحدث: مررت بجانب محل لمحت لديه هواتف خليوية، فدخلت أتفرج.
    ولكنْ: لقد كنت مخطئًا، فالمحل يعرض (بعض) الهواتف الخليوية ولكنه أشبه بصالون متسع، بحيث لا تستطيع أن ترى آخره، وفيه المئات من التلفزيونات...
    ولقد: شعرتُ باستنكار شديد، إذ أرى أسعار الهواتف الخليوية، والتي تفوق نظيرتها في المحلات العادية بأضعاف لا حصر لها، فراتبي مثلًا بالكاد يكفي لشراء هاتف من أسوأ وأتعس ما يكون!
    تتمة تتمة تتمة الحدث: سمعت صراخ صاحب المحل:
    "شو هالحكي مدموازيل؟ آه؟ أنا عم بيعك تلفزيون وكالة، تلفزيون ما في منو، أحدث المواصفات بالعالم، وأضخم قياس، وبدك أني نقص لك من حقو"؟؟
    الرد منها: "ولو! أنا زبونة عندك هلأ، راعيني شوية".
    الرد، بل الصراخ والجعير منه: "ولا يمكن، عم قول لك التلفزيون وكالة ما عم تفهمي عليي؟ أنا عندي وكالة من الشركة، وأقل من 25 ألف دولار يا مدموازيل بفرنك، بفرنك ها، ولك بفرنك واحد، ما رح بيع".
    الرد العنيد منها: "ولو! ما عم قول لك أنا زبونتك؟
    العناد الأشد منه: "افهمي عليي وما توجعي لي راسي، التلفزيون ب 25 ألف دولار، والدولار ب 1515 ليرة مش ب 1500".
    تتمة تتمة تتمة تتمة الحدث: انصراف المرأة غاضبة من المحل.
    الحدث الثاني: كان وجه صاحب المحل محتقنًا، ربما لفشله في البيع، وربما لأن هذه الزبونة (وجعت له رأسه) وما رضيت تشتري هالتلفزيون (التحفة)، وإذ بعين صاحب المحل تأتي في عيني، وكأنه وجد الخلاص، صاح الرجل:
    "ألا تريد أن تشتري التلفاز؟ هذا أكبر حجم، وهذا فول (الله أعلم أي "فول: full"، نزل فوق رأسي بمصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان)"...
    كنت أنا قد رأيت هذا التلفزيون أثناء صراخه مع الزبونة التي لم تشتري، وأعتقد أنني لو اشتريته، أقصد أنني لو حصلت عليه هدية (فمن أين لي بمبلغ كهذا؟ وحتى لو كان أعتقد من التبذير صرفه على تلفزيون)... إذًا لو حصلت عليه وأردت وضعه مكان التلفزيون في بيتي لتوجب عليَّ أن أكسر باب الشرفة وقسمًا من الحديد المحيط بدرابزين الشرفة وأترك أكثر من نصف هذا التلفزيون يتدلى في الهواء فوق روؤس الناس...
    علمًا بأن أغلى تلفزيون، في المحلات والشركات العادية، لا يكاد يتجاوز الألف دولار بقليل، فمن أين أتى هذا الذكي بال 25 ألف دولار سعرًا له؟ ثم ماذا عن هذه الزبونة؟ هل لو خفض لها صاحب المحل ألفًا أو ألفين، هل كانت ستدفع 23 ألف دولار ثمنًا لتلفزيون!!
    وهكذا كان الرد مني، وبمنتهى القرف المصطنع: "هذا التلفاز؟؟ إنه صغير الحجم جدًا، على صالون (الفيللا) يا رجال"...
    لمحت بوادر الصعقة في وجه المسكين، فرفعت كتفي لأنصرف
    مضيفًا في ازدراء تام: "لا بيناسبني مثل هذا التلفزيون الرخيص"!!
    ختام الحدثين: ترى ماذا كان سيفعل صاحب المحل لو علم أنه لم يكن في جيبي أكثر من 6000 ليرة أي ما يعادل 4 دولارت فقط، يلزمني منها 4000 ليرة (أقل من 3 دولار بقليل) حتى أرجع إلى بيتي؟؟
    ما رأيكم؟ كيف كانت ستكون ردة فعله لو عرف ذلك ماذا

  16. #15


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الثانية عشرة _ كباية الشاي

    الزمان: عام 1998
    المكان: بيت أحد رفاقي
    الحدث: تلبيتي دعوته إلى بيته أول مرة في حياته
    بداية الأحداث: رفيقي يستقبلني بحفاوة مبالغ بها، ويخبرني؛ كأني لا أعلم؛ أن رفيقنا الثالث لم يصل بعد.
    لا أدري: هل رأيتُ أنا صديقنا الثالث هذا جالسًا في الصالون معنا مثلًا، وهو غير موجود!
    تصاعد الأحداث: استأذن رفيقي ليعدل ملابسه ويغير تسريحة شعره!
    السببب: إنه يريد أن يبدو أحلى وأجمل!
    وهكذا: غاب صديقي غيابًا مطولًا، وأنا أهتف به كل فترة متسائلًا هل انتهى، فَيَرُدُّ متحمسًا: اصبر قليلًا يا صديقي!
    وأخيرًا: تكرم رفيقي بالرجوع إلى الصالون، بعد أن كدت أغفو من الملل، خاصة وقد مرت نصف ساعة تقريبًا أو أكثر على غيابه، لـ(يبدل ملابسه) و(يغير تسريحة شعره) و(يبدو أحلى وأجمل)!
    وبصراحة: خطر لي ساخرًا متهكمًا أنه لو كان معي أي خاتم، لقدمته إليه مباركًا له، إذ إنني سوف أعتبره خطيبتي! ولن أبالي بِرَدَّة فعله آنذاك، لأنه يستحق العقاب، يستطيع أن يبدل ويغير ما يحلو له قبل أن أصل!
    ولكن: لم تَفُتِ الفرصة بعد، وصديقي يرجع إلى الصالون، ببنطال يكاد يَجُرُّه على الأرض جرًا، وقميص متجعد بشكل عجيب، كأنما مرت فوقه سيارة مسرعة، وشعره متناثر بشكل لا مثيل له، بضع شعرات إلى الأعلى، وقسم منه يتطرف يمينًا، وقسم يسارًا، حتى ظننته أشبه بالغوريللا!
    وما كان مني: إلا أن أغرقت في الضحك، وكلما حاولت أن أتمالك نفسي، أجد أنني أحدق في صديقي، لترجع نوبات الضحك الساخرة، والمسكين يتميز غيظًا!
    وبعد ذلك: تمالكت نفسي لأسأله بجدية تامة: هل تريد رأيي حقًا؟ وإذ أجاب المسكين بالإيجاب أخبرته أنه مثل البدر، وما كاد المسكين يبتسم سعيدًا، حتى أضفت قائلًا: في حالة المحاق طبعًا!
    ولا أعرف: لماذا انفجر صديقي في نوبة من السباب والصراخ!!
    وهكذا: (اختفى) صديقي ربع ساعة أخرى، ليبدل ملابسه ويغير تسريحة شعره ويبدو أحلى وأجمل، قبل أن يرجع إلى الصالون بشكل مقبول هذه المرة، والحمد لله!
    وما كاد رفيقي يجلس: حتى انطلق مثل الصاروخ، معلنًا أنه سيقدم إليَّ واجبات الضيافة، متجاهلًا سؤالي عن رفيقنا الثالث.
    وبسرعة هذه المرة: رجع صديقي، يحمل إبريق الشاي بِيَد، وكوبين كبيرين بِيَد أخرى.
    وأصارحكم أنني: تساءلت بدهشة فيما بيني وبين نفسي، كيف يستطيع أن يحمل إبريق الشاي بِيَد واحدة، ومباشرة، كأنه لا يشعر بحرارته الرهيبة!
    ولكن الغرابة: أن صديقي وضع الإبريق على الطاولة، وفتحه ليخرج منه كيسين من الشاي، ويصب لي في أحد الكوبين سائلًا جعل عينيَّ تتسعان ذهولًا، فما نزل منه لا يمكن أن يكون شايًا على الإطلاق!
    وذلك لأن: السائل الذي ملأ الكوب أسود فاحم السواد، بطريقة لا يمكن لشاي في لبنان بأكمله، بل ربما في العالم بأكمله، أن يأتي بها!
    والغريب العجيب: أنني لاحظت وجود أعواد من قش الشاي، الأمر الذي جعلني أتساءل بدهشة عن مدى ذكاء رفيقي، ليجمع في الشاي بين الأكياس والقش معًا!
    وهتف رفيقي متحمسًا: قلتَ لي إنك تحب الشاي جدًا، وهذا الشاي على ذوق ذوقك، ستشرب شايًا لم تشربه في حياتك!
    وكانت غلطة فادحة: أن صدقته، فلقد شربت رشفة، لولا بقية من الحياء لبصقتها أرضًا، مع مذاق الشاي السنسكريتي حتمًا، فلقد كان مقرفًا للغاية، لم أستطع معه من منع صيحة الاشمئزاز من الانطلاق من فمي، إضافة إلى أن الشاي بارد، بل متجمد، كأنه قادم من أحد القطبين، الشمالي أو الجنوبي!
    هذه هي: شجاعتك أيها البطل الهمام في حمل الإبريق إذًا!
    وبمنتهى الضيق: هتفت برفيقي متسائلًا إن كان قد صنع هذا الشاي أمس، أو قبله، فردَّ مستنكرًا مؤكدًا أن الشاي طازج، إذ إنه قام بإعداده بعد الفجر مباشرة!
    هتفت بمنتهى التهكم: فعلًا، فعلًا، الشاي طازج، من الفجر إلى الآن، حوالي خمس ساعات، وكيسا الشاي وأعواد الشاي في الإبريق، ما شاء الله! كيف خطرت ببالك هذه الفكرة العبقرية؟ وما دمتَ داهية إلى هذا الحد، لماذا لم يخطر في بالك أن تسخنِّه على الأقل؟!
    أجاب صديقي مستنكرًا: أسخنه؟! لم يكن عندي وقت، فلقد نفدت قارورة الغاز، ولم أستطع أن أتفرغ لتبديلها، فلقد كنتُ أبدل ملابسي وتسريحة شعري كما تعلم!
    هتفت (منبهرًا): آه يا ختي! جمالكِ الساحق يا ختي بهر عيوني، وأضاء دروب ليلي، و...
    ولكن: لم أستطع متابعة التهكم، فلقد ارتفع رنين الجرس وقتها، فأسرع صديقي ليفتح الباب، وهو لا يكاد يصدق أنه نجا من لساني، ثم سمعت صيحته السعيدة باسم رفيقنا الثالث المدعو إلى هذا الشاي الرائع، والذي تكرم علينا بالحضور بعد تأخير يكاد يقترب من ساعة كاملة!
    وبما يشبه الخيال: اندفع هذا الصديق إلى الصالون، والعرق يسيل على وجهه، ويغطي عينيه تقريبًا، ليهتف بسعادة بالغة: بيبسي!!
    وهنا أخذتُ أنظر بدهشة: لأبحث عن هذا البيبسي المزعوم، وصديقي يلحس شفتيه بلسانه، متجاهلًا نداءات صاحب الدار، ووصفه إياه بأنه ضيف (يتمتع بالذوق) وليس كل الضيوف هكذا!
    وبغتة: أدرك ذهني الحقيقة، فأسرعت أهتف بالمسكين الآخر طالبًا إليه أن يتمهل، فهذا ليس بيبسـ...
    ولا داعي: لأعذب نفسي بإتمام الكلمة، فلقد حمل هذا المسكين الكوب، ليجرع نصفه مرة واحدة!
    وكانت النتيجة الكارثية: أخذ رفيقنا يترنح يمينًا وشمالًا، وملامح الاشمئزاز تعلن عن نفسها بوضوح تام في وجهه، وبدا كأنه يريد أن يتقيأ لشدة القرف، وهو يبصق؛ من فمه؛ أعواد الشاي الرفيعة، عدا عن أن الشاي كان من دون سكر (وهذه الميزة الوحيدة فيه)، ولكنها بالنسبة إلى صديقنا هذا كارثة ما بعدها كارثة، تُضاف إليها كوارث الطعم والتجمد!
    وفجأة: اختفى كل هذا، بل إن رفيقنا استدار إلى صاحب الدعوة، مصفرًا بإعجاب شديد، هاتفًا بحماسة نادرة من بعد الصفير، متسائلًا: (من صنع هذا الشاي)؟!
    وبمنتهى قلة الذوق: مدَّ رفيقي صاحب الدعوة لسانه لي، وأخذ يشير بأصابعه إشارات الشماتة، قبل أن يقفز من مقعده صائحًا بفرحة جنونية: أنا، أنا، أنا...
    صاح به رفيقنا بمنتهى التهكم والعصبية: الله يكسر إيديك، قل إن شاء الله!!
    الختام: انطلقت ضحكتي مدوية شعرت أنني سأتمزق لفرط قوتها، بينما انطلق صاحب الدعوة بالسباب، لأنه قد ابتُلِي برفاق لا يفهمون في الذوق، ولا يعرفون طعمة أفواههم...
    ويبقى السؤال: لماذا لم يقل رفيقي (إن شاء الله) حينما دعا عليه صاحبنا بأن يكسر الله يديه؟! لماذا؟!

  17. #16


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الثالثة عشرة _ لا عنوان ولا تعليق!

    الزمان: أيام قلائل قد خَلَت
    المكان: المدرسة
    تحديدًا: الصف الأساسي التاسع
    الحدث: إعطاء درس التشبيه
    تتمة الحدث: طلبتُ من أحد التلاميذ إعطائي تشبيهًا من عنده، قلتُ له أن يشبه أمه بأجمل شيء في هذا العالم......
    وإذ: بتلميذ آخر، بل بعبقري ندر مثيله في هذا العالم، يهتف متحمسًا، مجيبًا بدلًا من رفيقه، معطيًا تشبيهًا دوليًا... لو سمعته والدته لربما قسمته نصفين!
    فك الغموض: قال ذلك التلميذ، بهتافه الحماسي (أمي مثل الدب)!
    ولقد ظننت: أنني أخطأت السمع بادئ الأمر، فسألته ماذا يقصد بكلامه
    واتضح لي: أنني قد (ظلمته)! فهو قالها فعلًا (أمي مثل الدب)!
    الدليل: أنه أعادها قائلًا وشارحًا: (أمي مثل الدب) يعني (أمي مثل الدبدوب)!
    أَلَا: بارك الله به بهذا الشرح والتوضيح العالميين!!
    ولقد: استنكرت هذا التشبيه المهين للأم
    ولكنه اعترض بدوره: ألا ترى يا أستاذ البنات يحتضنَّ الدبدوب؟! يعني هذا أن الدب رمز الحنان، وبما أن الدب رمز الحنان، والأم رمز الحنان، ف(أمي مثل الدب)!
    أعتقد أن: لو سمعت الدببة نفسها بهذا الكلام لربما انتحرت لأنها لا تعلم هذه المعلومة!
    ولكني: أنصحها بالتروي والتمهل، فالشيطان نفسه لم يكن يعلم هذه المعلومة، فكيف الحال بالدببة!
    وختامًا: إلى أم هذا الصبي، كان الله تعالى في عونكِ، وأحتسبكِ في الدرجات العلا في الجنة بإذن الله تعالى وفضله ورحمته، كيف لا، ورب العالمين بشَّرنا بقوله: {إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}!!

  18. #17

    الصورة الرمزية Lumi

    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المـشـــاركــات
    143
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    متت من الضحك
    حسبي الله ونعم الوكيل ، أسئلة محيرة فعلا!!
    ذكرتني قصة الشاي بابنة خالتي فهي تدع الشاي لفترة طويلة حتى يصبح لونه أحمر داكنا
    وتزعم أنني عديمة "الذوق" وأن ما أشربه أشبه بالعصير فهو "خفيف" و "بارد"
    ولكن الحقيقة هي أنني ... فعلا لا أهتم للشاي ولو خُيرت لأخترت العصير!
    فأمي حماها الله وأبقاها تاجا على رؤوسنا هي من أوصتني بشربه مع أنني لا أطيق تذوقة !

  19. #18


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسيره الاوهام مشاهدة المشاركة
    متت من الضحك
    حسبي الله ونعم الوكيل ، أسئلة محيرة فعلا!!
    ذكرتني قصة الشاي بابنة خالتي فهي تدع الشاي لفترة طويلة حتى يصبح لونه أحمر داكنا
    وتزعم أنني عديمة "الذوق" وأن ما أشربه أشبه بالعصير فهو "خفيف" و "بارد"
    ولكن الحقيقة هي أنني ... فعلا لا أهتم للشاي ولو خُيرت لأخترت العصير!
    فأمي حماها الله وأبقاها تاجا على رؤوسنا هي من أوصتني بشربه مع أنني لا أطيق تذوقة !
    دامت لكم الضحكة بإذن الله
    وصفها خطأ بالتأكيد، فالناس أذواق في شربهم الشاي، بل في كل شيء
    صديق لي يعصر الحامض فوق الشاي ويضعه في الثلاجة حتى يتجمد ثم يأكله!
    وأسأل الله تعالى أن يحمي لكِ الوالدة ويحفظها بكل الخير

  20. #19


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد

    الحلقة الرابعة عشرة_ أولاد مَنْ؟

    الزمان: إحدى السنوات البعيدة جدًا
    المكان: إحدى المدارس
    الحدث: امرأة قادمة تأتي لتسأل عن نتائج أولادها بعد الامتحان الأخير، وقبل موعد توزيع العلامات الرسمي، لتطمئن قلبها
    الحدث الثاني والمحوري: دار بين المرأة والمدير الحوار (اللطيف) الآتي:
    المدير: أهلًا وسهلًا، تفضلي، خير؟
    المرأة: أنا قادمة لأسأل عن نتائج الأولاد لأني لا أستطيع الانتظار حتى...
    المدير (بغضب): يخرب بيتهم!
    المرأة (بقلق): لـــ... لماذا؟
    المدير (باللهجة الغاضبة ذاتها): بعد أن دفعت لأجلهم ما دفعت من المال، رسبوا!
    المرأة (غير مصدقة): أنت دفعت لأجل "أولادي" المال؟؟
    المدير (مؤكدًا): وإن لم أدفع لأجل "أولادي" المال، فلأجل من أدفع؟؟
    اتسعت عينا المرأة من هذه الإجابة، وأرادت أن تصحح للمدير، لكنه لم ينتبه إليها مرة أخرى، إذ
    يستطرد (بغضب): لقد دفعت لأجلهم "دم قلبي" وعينت لهم المدرسين الخصوصيين، ثم رسبوا، "يضربوا إن شاء الله"!!
    المرأة (بغضب أشد): وهل أتيتك هنا لأسألك عن "أولادك"؟
    المدير (بحيرة): لِمَ أتيتِ إلى هنا إذًا؟
    المرأة (بنفاد صبر): لأسأل عن أولادي!
    المدير (بدهشة): ما بهم؟؟
    المرأة (تكاد تنفجر): ولا شيء، سلامتك!
    المدير (بتفهم): معكِ حق!
    المرأة (بذهول): في ماذا؟
    المدير (وقد بدا عليه أنه فهم سبب الزيارة وتفهم دواعي غضب المرأة): في غضبك بسبب رسوب الأولاد، شيء ينشف الدم صحيح!!
    اندفعت المرأة تغادر الإدارة، وهي (تبرطم) ببعض اللغات غير المفهومة، فاستوقفها المدير
    هاتفًا (بامتنان): قبل أن أنسى، شكرًا لكِ
    توقفت المرأة لتسأل
    بدهشة شديدة: على ماذا؟
    المدير
    (بلهجة الامتنان ذاتها): أنتِ أول من كلَّف خاطره، وسألني عن أولادي، فشكرًا جزيلًا!!
    ترى... لم عادت المرأة بعدها إلى أسلوب (البرطمة)؟ ولم غادرت الإدارة وهي في حالة يرثى لها من الغضب؟؟
    لم فعلت هذا وذاك يا ترى!!

  21. #20


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الزمان، المكان، الحدث... متجدد


    الحلقة الخامسة عشرة _ القرود المتطورة!

    الزمان: عام 2001.
    المكان: دار المعلمين والمعلمات.
    الحدث: حوار (طريف) بيني وبيني إحدى المعلمات.
    الأكثر طرافة: تكرار الحوار بحذافيره مرتين خلال حصتين متلاحقتين.
    الحوار: وفق النحو الآتي:
    المعلمة (بتوكيد): وهكذا تطور الإنسان، كان قردًا وأصبح إنسانًا، كما قال داروين.
    أنا (بجدية زائفة): وماذا عن الغوريللا إذًا؟
    المعلمة (باستغراب): ماذا عنها؟
    أنا (بتهكم واضح): كيف ماذا عنها؟ الغوريللا من القردة العليا الشبيهة بالإنسان، فهل كنا قرودًا وتطورنا لنصبح بشرًا، وتطور (بعضنا) فأصبحوا غوريللات؟ وبالتالي نحن أدنى منزلة من الغوريللا؟؟
    المعلمة (بغضب شديد): كفى كفى، وإلا أخرجتك من الصف!
    أنا (في لامبالاة): افعلي إن أحببتِ، ألا يحق لنا أن نبدي آراءنا؟ أم أنه حين يتكلم داروين هذا وجب أن نسكت؟؟
    نتيجة الحوار: المرة الأولى: انتهى مع ردي الأخير.
    المرة الثانية: أخرجتني المعلمة فعلًا من الصف!
    الخلاصة: لم أندم ولم أهتم لإخراج المعلمة إياي من الصف، بل عقدت العزم أنه لو كررت هذا الهراء فسأكرر الرد، فإما أن تقنعني وإما لا حق لها في إسكاتي!
    السؤال: ما رأيكم؟!

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...