وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 49
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)


    وماذا تتحمل النساء؟


    حياة النساء
    بين الخيال والواقع


    دراسة اجتماعية بقلمي (عمر قزيحة)


    في الغد
    بإذن الله تعالى

    تمهيد الدراسة

    الحلقة الأولى
    الحلقة الثانية
    الحلقة الثالثة
    الحلقة الرابعة
    الحلقة الخامسة
    الحلقة السادسة
    الحلقة السابعة
    الحلقة الثامنة
    الحلقة التاسعة والأخيرة

    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 10-3-2018 الساعة 02:37 AM

  2. 8 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية MED-D

    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    80
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بإنتظار المقالة يا استاذ عمر p:

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MED-D مشاهدة المشاركة
    بإنتظار المقالة يا استاذ عمر p:
    حاولتُ البدء بها عدة مرات، وكل مرة يأتيني مانع ما،
    سأحاول الآن، بإذن الله تعالى.

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد الدراسة

    ماذا تتحمل النساء من الرجال؟ لماذا ينسب الرجال النكد إلى النساء؟ لماذا (وراء) كل رجل عظيم امرأة، لا العكس؟ أيعني هذا أنها (خلف) الرجل، أم يعني العكس تمامًا، وأنها هي التي تمهد الطريق للرجل ليتصدر، وبالتالي هي (أمامه)؟ البداية تأتي من النظرة الدونية التي يحملها بعض الرجال، إن لم يكن معظمهم، إلى المرأة، على أنها المسؤولة عن إطعامهم وتنظيف ملابسهم وبيوتهم، غافلين عن أمر جوهري، وهو أن من طبع النساء إسعاد أهل البيت، وغافلين عما هو أكثر أهمية، أن المرأة تعتبر البيت بيتها، وبالتالي هي تهتم بنظافة بيتها وترتيبه، لأنه؛ بالنسبة إليها؛ مملكتها الأولى إن كانت تعمل، ومملكتها الأولى والأساسية والوحيدة إن لم تكن تعمل.

    منذ بداية خَلْق الإنسان، كان للرجل درجة أعلى، فقد خلقه الله تعالى قبلها لِيُسْكِنَه الجنة، وخلق (من ضلعه) امرأته، وذلك (ليسكن إليها)، فأيما امرأة لم تحقق السكن لزوجها، فإنها فاشلة في واجبها، بل وفي إنسانيتها نفسها. وكلامنا؛ هنا؛ عن (السكن) يقتضي أن تكون المرأة هي الهادئة، الحانية، الرقيقة، التي يستكين زوجها من هموم الحياة ومصاعبها بين ذراعيها، وبلمسات يديها، لتحمل المرأة هذه الطباع معها في تربيتها أبنائها، وانظر كيف يستكين الطفل الرضيع بين ذراعي أمه، وانظر إن حاول الرجل تهدئة طفل يبكي!

    ورغم ذلك، ما يزال الرجل ينظر إلى المرأة باستعلاء، مرددًا في كل مناسبة تسنح له: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولَّوَا أمرهم امرأة)، وإذا ما أبدَتِ المرأة شيئًا من الذكاء، كان هتاف الرجل، كأنه اكتشف علوم الكون بأكملها (إن كيدكن عظيم)، والرجل غافل عن مضامين هذه الكلمات التي يرددها، ومعانيها، بل وحتى عن صحتها من عدم ذلك.

    وهناك أمر آخر، يدخل في صميم قلب المرأة وتكوينها، وهو حب الزينة والحلي واللباس الجديد، فترى كثيرًا من الرجال يظنون أن (عقل المرأة قليل) بسبب ذلك، غافلين أن الله تعالى خلقها كذلك، وأكد ذلك في كتابه الكريم: {أو من يُنَشَّأ في الحلية} أي الزينة، وماكان ذلك إلا للرجل نفسه، فالرجل الذي يعترض على (عقل) المرأة، لا يعلم أن المرأة تبلغ قمة (الكمال) حينما تتزيَّن بالحلي وباللباس، بل ولا يعترف بأنه يشعر بملل شديد من امرأته إن لم تهتمَّ بهذه الأمور، وتبدو في أجمل منظر لها، إذ تراها عيناه! ويغفل عن مضمون الحديث النبوي الشريف: (إن نظر إليها سَرَّتْه)!

    ترى؛ هل أخرجَتْ حواء آدم من الجنة؟! هل هي كانت السبب في ذلك؟ ولنفترض؛ جدلًا؛ أنها كانت السبب، فهل يجب أن تحمل نساء الأرض جميعًا هذا الأمر فوق رؤوسهن إلى يوم الدين؟!وما المضمون الحقيقي والفعلي، وراء تلك الكلمات التي يرددها الرجال، وبعضهم يقولها متفاخرًا بنفسه أنه رجل: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة)،
    (إن كيدكن عظيم)؟!

    سنعرض لكل هذه الأقوال تفصيليًا، ولكن بعد أن نبتدئ بقصة الجنة، دعونا ننظر في القرآن الكريم، لايوجد موضع واحد يحمِّل الله تعالى فيه حواء الخطأ بمفردها، بل إن كل الآيات تأتي في صيغة المثنى (فوسوس لهما الشيطان، فأزلهما الشيطان عنها، فأكلا منها فَبَدَت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهم من ورق الجنة)، عدا موضع واحد فحسب، كان اللوم فيه على آدم وحده (وعصى آدم ربه فغوى)، بل إن التوبة عن هذا الفعل كانت لآدم (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)، ما يدلنا بوضوح تام، على أن الخطأ لا تحمله حواء، وبالتالي خطايا البشرية كلها لم تتسبب بها المرأة!

    وحتى لو قال قائل، وأتى بأدلة، أن حواء قد قالت لآدم دعنا نأكل من الشجرة، فحصل ما حصل، فإن الخطأ يحمله كلاهما، آدم وحواء، كلاهما عصى أمر الله تعالى إذ أكل من الشجرة، ولايمكن أن تُحَمَّل المرأة وحدها الخطايا فوق رأسها، ولا أن يُنظَر إليها هذه النظرة الدونية، على الإطلاق.

    ورغم ذلك،كانت النظرة الدونية إلى المرأة قائمة، في عصور ما قبل الإسلام، ونعني هنا الحياة الجاهلية تحديدًا، فالمرأة لا تُقاتِل، بل الرجال وحدهم يُقاتِلون في بيئة قاسية،كل الحياة غزوات مستمرة، وقتال دائم دائب، والمشكلة أن المنتصرين كانوا يعودون بنساء القبيلة الأخرى سبايا في أيديهن! ورجال القبيلة المهزومة يعاودون الهجوم لعلهم ينتصرون ويرجع كل منهم بأمه وامرأته وأخته وابنته...

    وقد أدى هذا الأمر إلى ما هو أكثر فداحة بعد ذلك، أدى إلى عادة وأد البنات، أي دفنهنَّ بعد ولادتهن، وعدم ترك فرصة الحياة لهن، وحتى لو كانت هذه العادة محصورة في قبائل معينة، إلا أنها كانت وصمة عار كبرى لمن فعلها.

    وسنستطرد في تبيان تفاصيل واقع المرأة، وحياة النساء، وفق النظرة الدينية لها، في اليهودية والمسيحية والإسلام، ثم وفق النظرات الاجتماعية، وهل توافقت النظرات الاجتماعية مع أوامر الله تعالى أم لا، وسنبيِّن معاني تلك المقولات التي يستعلي بها الرجل على المرأة...

    وللحديث تتمة بإذن الله، فتابعونا.
    وإلى الحلقة الأولى من هذه الدراسة،
    والله الموفق.

  6. #5

    الصورة الرمزية MED-D

    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    80
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    تبدو مقالة مميزة من مقدمتها بل حتى عنوانها يحمل تساؤلات عديدة
    اعجبتني معالجتك السريعة لما سيطرح على امتداد المقالة
    هي مقالة بصبغة نون النسوة علها تقربنا من الصورة...
    متابعك ان شاء الله
    ..)

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MED-D مشاهدة المشاركة
    تبدو مقالة مميزة من مقدمتها بل حتى عنوانها يحمل تساؤلات عديدة
    اعجبتني معالجتك السريعة لما سيطرح على امتداد المقالة
    هي مقالة بصبغة نون النسوة علها تقربنا من الصورة...
    متابعك ان شاء الله
    ..)
    بارك الله بك هذا الكلام الطيب
    وأسأله تعالى أن يوفقني في كافة جوانب هذه الدراسة
    متابعتك تشرفني

  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الأولى


    ولنتابع مع (النساء) وواقع حياتهن، اجتماعيًا ودينيًا، واقعيًا وافتراضيًا، ولنتوقف؛ منهجيًا؛ بادئ الأمر بتعريف كلمة (النساء)، وهل كلمة (نسوان) كلمة صحيحة أم أنها من العاميات المحكية؟

    أولًا، في المفرد، نقول: امرأة، وإذا ما دخلتها أل التعريف، نقول (المرأة) لا (الامرأة)، أما (النساء) فهي تشير إلى جمع كثير، ومثلها (النِّسوان، النُّسوان، النَّسوان)، هذه كلمة فصحى، وتُنطَق بالكسر؛ وهو الأشهر؛ وبالضم، وبالفتح، أما (النسوة) فتشير إلى جمع قليل، ومن هنا نرى في القرآن الكريم سورة (النساء)، وفي أوامر الله تعالى إلينا، أو في أمور التعميم، كلمة (النساء) كذلك: (إذا طلقتم النساء) (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)، أما حينما أخبرنا الله تعالى عن قصة امرأة العزيز وصاحباتها، فكان الكلام عن الجمع القليل: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه).

    ولم يذكر الله تعالى لفظ (امرأة) منسوبًا إلى (الرجل)، إلا إن كان بينهما جفاء: (وامرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة) (ضرب الله مثلًا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط)، أو تخلو علاقتهما من الفرح والسعادة: (وكانت امرأتي عاقرًا)، أما بشكل عام، فالكلام عن (الزوج) _ وهي كلمة للجنسين، الذكر والأنثى: (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد)، (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)...كما يُطلق على الزوج الأنثى، كلمة (الأهل)، ومنها الحديث النبوي الشريف: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
    إذًا، ماذا عن النظرة الدينية، اليهودية والمسيحية والإسلامية إلى المرأة؟

    نبتدئ؛ تراتبيًا؛ لنذكر النظرة اليهودية أولًا، وهل يكفينا كمثال عن مكانة المرأة (الحقيقية) في الديانة اليهودية، أن نذكر الصلاة اليومية لديهم؟ يقول فيها الرجل: (مبارك أنت يا رب، لأنك لم تجعلني لا وثنيًا ولا امرأة ولا جاهلًا)! وتقول المرأة في صلاتها اليومية: (مبارك أنت يا رب لأنك خلقتني بحسب مشيئتك)!
    الرجل يعتبر الوثنية والنساء والجهل بمكانة واحدة من السوء، فيبارك الرب لأنه لم يجعله إحدى هذه الأمور، فهل يكفي هذا للدلالة على المكانة الفعلية للمرأة لديهم؟

    بل إن الرجل هو من أسمى المرأة كذلك لديهم ووفق معتقدهم! ففي ديانتهم" "فأوقع الرب الإله سباتًا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه، وملأ مكانها لحمًا، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي، هذه تدعى امرأة، لأنها من امرئ أُخِذَت".


    والخروج من الجنة سببه حواء، كما يَرَون، والله تعالى عاقبها عقابًا أبدًا أزليًا بسبب ذلك، إذ يسأل الرب آدم: (هل أكلتَ من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها)؟ فيجيب آدم: (المرأة التي جعلتَها معي هي التي أعطتني من الشجرة فأكلت)، فيقول الرب لحواء: (تكثيرًا أُكَثِّر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا، وإلى رَجُلِكِ يكون اشتياقكِ، وهو يسود عليكِ).


    أما واقعيًا، فالحيض يجعل المرأة نفسها نجسة! فإذا جلست في مكان ما، وهي حائض، نجَّسَتْه، وإذا أمسَكَتْ بشيء، نجَّسَتْه، بل إن زوجها إن لمسها مجرد لمس، وهي في حيضها، ينجس هو الآخر، ولكن لا داعي لأن يطهر نفسه، بل يطهر تلقائيًا حينما يحلُّ المساء (ولا أعلم ماذا لو لمسها مساء، هل يطهر حينما يحلُّ الصباح، أم في المساء التالي)!
    وواقعيًا كذلك، لا يَحرُم على الرجل إتيان امرأته وهي حائض، لكنه إن فعل ذلك سينجس سبعة أيام كاملة، وبعض الباحثين قالوا إن المرأة كانت تُنفَى إلى بيت (الدناسة) طالما هي في حيضها، وانظروا إلى اسم البيت، لنعلم مكانة المرأة الواقعية لديهم بالضبط!

    واستملاك النساء كإماء، أمر أقرَّته الشريعة اليهودية، وهذا الأمر الذي أثار الكثيرين في وقتنا الحاضر ضد الإسلام، غفلوا أو تغافلوا عن وجود العبيد ومنذ قديم الزمان، رجالًا ونساء، وصَبُّوا سمومهم على الإسلام فحسب.


    ونتابع بموضوع النساء، إن كانت الحرة تعاني هذه النظرة الدونية، فماذا عن الأمَة المملوكة؟ وفي قصة النبي إبراهيم عليه السلام (أبرام أو أبراهام في اليهودية)، مع امرأته سارة (ساراي في اليهودية، وأصل الاسم آرامي بمعنى النبيلة أو الأميرة)، حينما لم تحبل الأخيرة لأنها عاقر، طلبَت هي نفسها من زوجها أن يدخل بجاريتها (هاجر) ففعل ذلك، وكانت سارة تريد أن تنسب أولاد هاجر لنفسها إذا ما حبلت الأخيرة وولدت، وذلك بقولها: (ادخل على جاريتي لعلي أُرزَق منها ببنين)! ما يدلنا فعلًا على مدى مكانة المرأة المملوكة المتدنية لديهم، ولما حبلت هاجر (صغرت مولاتها في عينيها)!

    ونشير هنا إلى طبع في النساء، الاهتمام هل ولَدَت فلانة، ولماذا لم تَلِد فلانة، وسنفصل ذلك في موضعه فيما بعد، أما الآن، فإن الاهتمام منصب على مكانة المرأة، الجارية المملوكة ترى مولاتها صغيرة في عينيها، لأنها؛ أي الجارية؛ حبلت، بينما مولاتها عاقر، وإذ تلد هاجر، تتعرض للإذلال من سيدتها، فتهرب، ليخاطبها الرب؛ ولا يعني هذا تكريمها بأن ربها أوحى إليها، بل إن الرب أمرها (ارجعي إلى مولاتك، واخضعي تحت يديها)، وبرجوع هاجر، يقول النبي إبراهيم لامرأته سارة: (هي ذي جاريتكِ في يدكِ، افعلي بها ما يحسن في عينيكِ)!


    أما التلمود، فيفرِّق بين الخاضعات والمستقلات، فالنساء الخاضعات (البنت القاصر، والمرأة حينما تتزوج، والأرملة التي يتزوجها أخو زوجها الذي توفي)، والنساء المستقلات (البنت المحررة، والمطلقة، والأرملة)، وللنساء المستقلات مكانة اجتماعية لا بأس بها (تخطب المرأة بنفسها، أو بمبعوثها)، ولكن لا ننسى أنها حين تتزوج، تدخل في فريق النساء القاصرات!


    والنظرة الدينية اليهودية إلى النساء، تقتضي منعهن تعلم الأمور الدينية، وذلك بقول بعض علمائهم (كل من علَّم بنته التوراة، فكأنه علمها الدعارة)!

    ومع ذلك، النظرة الاجتماعية فيها بعض العجاب، فالقانون اليهودي يمنح الجنسية اليهودية لابن اليهودية، ولو كان أبوه مسيحيًا أو مسلمًا، ولكنه لا يمنحها لابن اليهودي، إن لم تكن أمه يهودية!


    وما زلنا في النظرات الدينية، نعرضها باختصار، ولو أردنا التوسع لما كَفَتْنا مجلدات لهذا الموضوع..
    . وإلى النظرة المسيحية، فالإسلامية من بعدها...

    تابعوا معنا.


    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 8-1-2018 الساعة 07:18 AM

  9. #8

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,627
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أولاً أهلاً بك أستاذ^^,
    ما شاء الله الموضوع جذاب
    يكفي أنه عنا،
    الحمدلله لحقت قبل تتراكم علي الحلقات،
    صراحة ما شاء الله تبارك الرحمن أبدعت
    موضوع دسم ويبكي
    طبعاً لأنو نحن مظلومونxD,
    استغفراللهxD,
    طييييب
    متشوقة للتكملة جداً
    وتحمست لأرى
    من زمان ما تحمست لشيء
    وكيف لآاء وهو يتكلم عنا
    تعجبني النظرة العادلة لكل شيء،
    وهناك نقطة ضرورية وهي:.
    (*نفسي تتكلم عن لفظة (العنوسة)
    يعني نظرت المجتمع للمرأة التي لم تتزوج
    وكأنو الزواج كل شيء
    يعني ما شاء الله الرجل يقولون عنه عازب
    أما الفتاة عانس
    طيب لنفرض أنو ما تريد الزواج
    ليه يسمونها هكذا؟!!،
    ويعني هل الزواج كل شيء
    ونسوا لما خلقنا له
    أعرف رجلاً بلغ الأربعين تقريباً وزيادة ولم يتزوج وعادي المسألة
    أما الفتاة مسكينة ينظر لها نظرة غير*)
    *هذه مهمة لأتزود من علم إضافي*
    أفرد حلقة كاملة لها
    أرجو أنو ما تردني،
    أرى أنو رأيك مهم جداً
    وأريد معرفته منك،
    موضوع جمييييييييل جداً ومشوق
    متابعة بإذن الله لك
    باركك ربي
    وفي حفظ المولى،،

    ~

  10. #9


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أولاً أهلاً بك أستاذ^^,
    ما شاء الله الموضوع جذاب
    يكفي أنه عنا،
    الحمدلله لحقت قبل تتراكم علي الحلقات،
    صراحة ما شاء الله تبارك الرحمن أبدعت
    موضوع دسم ويبكي
    طبعاً لأنو نحن مظلومونxD,
    استغفراللهxD,
    طييييب
    متشوقة للتكملة جداً
    وتحمست لأرى
    من زمان ما تحمست لشيء
    وكيف لآاء وهو يتكلم عنا
    تعجبني النظرة العادلة لكل شيء،
    وهناك نقطة ضرورية وهي:.
    (*نفسي تتكلم عن لفظة (العنوسة)
    يعني نظرت المجتمع للمرأة التي لم تتزوج
    وكأنو الزواج كل شيء
    يعني ما شاء الله الرجل يقولون عنه عازب
    أما الفتاة عانس
    طيب لنفرض أنو ما تريد الزواج
    ليه يسمونها هكذا؟!!،
    ويعني هل الزواج كل شيء
    ونسوا لما خلقنا له
    أعرف رجلاً بلغ الأربعين تقريباً وزيادة ولم يتزوج وعادي المسألة
    أما الفتاة مسكينة ينظر لها نظرة غير*)
    *هذه مهمة لأتزود من علم إضافي*
    أفرد حلقة كاملة لها
    أرجو أنو ما تردني،
    أرى أنو رأيك مهم جداً
    وأريد معرفته منك،
    موضوع جمييييييييل جداً ومشوق
    متابعة بإذن الله لك
    باركك ربي
    وفي حفظ المولى،،

    ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أهلًا بكم أختي الكريمة
    والموضوع عنكنَّ لأنه لا بد من إنصافكنَّ
    وكلامكِ حقيقة واقعية يا أختي الكريمة، فعلًا النساء يلحق بهن ظلم كبير
    والتكملة مقبلة لدينا عدة حلقات، أبلور فكرتها في ذهني لأسجلها تباعًا إن شاء الله تعالى
    وما تفضلتِ به، عن نظرة المجتمع للمرأة التي لم تتزوج، ولفظة (العنوسة) التي تلاحقها،
    من المواضيع الضرورية التي يجب دراستها، ولها مكانها هنا بإذن الله تعالى، وسيكون لها حلقة كاملة
    إن وفقنا الله تعالى لذلك
    متابعتكِ تشرفنا، بارك الله بكِ ولكِ، وحفظكِ من كل سوء


  11. #10

    الصورة الرمزية Lumi

    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المـشـــاركــات
    143
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    المشكلة لا تقف هنا ، فنحن لا نُظلمُ من قبل الرجال فقط
    نحن أنفسنا قبلنا بالظلم وتسببنا في بعضه
    ربما كان هذا لجهلٍ منا ، وربما مجرد خضوع للطرف الأقوى
    لا زلت إلى الآن أذكر عندما تعطينا جدتي -حفظها الله- محاضرةً
    طويلةً عريضةً مفادها أن الولد أفضل من البنت وأنه ولو وُلِدَ البارحة
    يحقُ له أن يضرب أخته ولو كانت في الثلاثين من العمر ولا يحق لها الإعتراض حتى!
    وكيف أن الرجال قوامون على النساء مما يعني أنهم أفضل منهن
    وحتى بعد أن أشرح لها معنى الآية تعود وتعطيني محاضرة أخرى!
    ولا ننسى أيضا أن هناك من الرجال من يعطينا حقنا وزيادة
    فقد أنعم الله عليّ بأب متفهم وعطوف
    لدرجة أنه عندما يرى عدم قدرتنا أو يحس بكثرة الأعمال
    يطلب من أخوتي صغارا وكبارا مساعدتنا في التنظيف
    وكذلك بعض أقاربي من الرجال يأبى إلا أن يخدم نفسه ، فيغسل ملابسه و يرتب فرشه!
    شكرا لتطرقك إلى هذا الموضوع الجميل أستاذنا الجليل
    ودمتم جميعا في رعاية الله وحفظه أحبائي

  12. #11


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسيره الاوهام مشاهدة المشاركة
    المشكلة لا تقف هنا ، فنحن لا نُظلمُ من قبل الرجال فقط
    نحن أنفسنا قبلنا بالظلم وتسببنا في بعضه
    ربما كان هذا لجهلٍ منا ، وربما مجرد خضوع للطرف الأقوى
    لا زلت إلى الآن أذكر عندما تعطينا جدتي -حفظها الله- محاضرةً
    طويلةً عريضةً مفادها أن الولد أفضل من البنت وأنه ولو وُلِدَ البارحة
    يحقُ له أن يضرب أخته ولو كانت في الثلاثين من العمر ولا يحق لها الإعتراض حتى!
    وكيف أن الرجال قوامون على النساء مما يعني أنهم أفضل منهن
    وحتى بعد أن أشرح لها معنى الآية تعود وتعطيني محاضرة أخرى!
    ولا ننسى أيضا أن هناك من الرجال من يعطينا حقنا وزيادة
    فقد أنعم الله عليّ بأب متفهم وعطوف
    لدرجة أنه عندما يرى عدم قدرتنا أو يحس بكثرة الأعمال
    يطلب من أخوتي صغارا وكبارا مساعدتنا في التنظيف
    وكذلك بعض أقاربي من الرجال يأبى إلا أن يخدم نفسه ، فيغسل ملابسه و يرتب فرشه!
    شكرا لتطرقك إلى هذا الموضوع الجميل أستاذنا الجليل
    ودمتم جميعا في رعاية الله وحفظه أحبائي


    نعم يا أختي الكريمة، ظلم النساء ليس فقط من الرجال، بل لطالما كان الظلم من النساء أنفسهن،
    وما ذلك إلا لأنهن نشأن في تربية تقول إن الحكم للرجل، وإن الذكر يحق له أن يفعل ما يشاء،
    بل إن بعض الأمهات يرفضن اعتراض بناتهن على خدمة أخواتهن الشباب، بحجة أن هذه الخدمة واجبة عليهن!
    كل هذا سأتطرق إليه ضمن هذه الدراسة المطولة بإذن الله تعالى
    حفظكِ الله تعالى وحفظ لك والدكِ وأكرمكما في الدارين

  13. #12


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الثانية

    أما في الديانة المسيحية، فنلحظ اختلاف واقع المرأة وحصولها على التقدير والاحترام، إلا أن التفوق يبقى للرجل، وعلى المرأة أن تخضع له خضوعًا مطلقًا: (أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد، ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء).

    ورغم دعوة النساء إلى الخضوع لرجالهن، إلا أن النظرة إليها كانت على أنها ذات دور اجتماعي وتربوي كبير، ومساواتها بالرجال في الحقوق أحيانًا: (كذلك العجائز في سيرة تليق بالقداسة، غير ثالباتٍ، غير مستعبدات للخمر الكثير، معلمات الصلاح، لكي ينصحن الحَدَثات أن يكنَّ محبات لرجالهن، ويحببن أولادهن، متعقلات، عفيفات، ملازمات بيوتهن، صالحات، خاضعات لرجالهن، لكي لا يُجَدَّف على كلمة الرب).


    وعلى المرأة أن لا يعلو صوتها على الرجل: (ولكن لست آذن للمرأة أن تعلِّمَ ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت)، وتُمنع من الكلام في الكنيسة: (لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونًا لهن في الكلام... فإن أردن أن يتعلمن شيئًا فليسألن رجالهن في المنزل، لأنه من المعيب للمرأة أن تتكلم في الكنيسة).


    ومسألة خروج آدم من الجنة تتحملها المرأة: (ولم يكن آدم هو الذي انخدع، بل المرأة انخدعت، فوقعت في المعصية). (وآدم لم يُغْوَ، لكن المرأة أُغوِيَت فحصلت في التعدي)، (فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت).


    ولا يجوز للرجل أن يترك امرأته، كما لا يجوز لها ذلك: (وأما المتزوجون فأوصيهم، لا أنا بل الرب، أن لا تفارق المرأة رجلها، وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة، أو لتصالح رَجُلَها، ولا يترك الرجل امرأته)، ويجب على الرجال أن يحبوا نساءهم، وهذا الحب يرتقي إلى المكانة الدينية الكبرى: (أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة)، بل يجب أن لا يفرقوا في الحب بين أنفسهم وبين نسائهم: (يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم، من يحب امرأته يحب نفسه).


    والمؤمنون، رجال ونساء، وروح الرب تنزل على الجنسين، لا علىى الرجال فحسب: (وعلى عبيدي وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبَّأون)، (لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح، ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع).


    ومكانة الرجل من مكانة المرأة كذلك: (غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل، في الرب، لأنه كما أن المرأة هي من الرجل، هكذا الرجل هو بالمرأة، ولكن جميع الأشياء هي من الله).


    وكذلك حال المرأة في أيام الحيض، الأمر يقارب حالها في النظرة اليهودية، كل من يلمسها يكون نجسًا إلى المساء، كل ما تنام عليه أو تجلس عليه يكون نجسًا، ولكن النظرة المسيحية لا ترى أن الرجل يطهر من تلقاء نفسه، بل إن كل من يلمس فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسًا إلى المساء، وكل من مسَّ متاعًا تجلس عليه، يغسل ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجسًا إلى المساء، وكل من يلمس شيئًا كان موجودًا على الفراش، أو على المتاع الذي تجلس عليه يكون نجسًا إلى المساء، وإن عاشرها رجل، وأصابه شيء من طمثها، يكون نجسًا سبعة أيام، وكل فراش ينام عليه يصبح نجسًا.


    هذه كانت النظرة المسيحية إلى المرأة، ونلحظ؛ حتى الآن؛ التوافق في تحميل النساء خطيئة الخروج من الجنة، وفي أن الرجل أعلى درجة منهن، فماذا عن النظرة الإسلامية إلى النساء؟ وهل الحجاب فريضة (إسلامية) فحسب؟ وماذا عن النقاب؟ وماذا عن المصافحة فيما بين الرجال والنساء؟
    ولا ننسى؛ بإذن الله تعالى؛ الإجابة والتوضيح في الأقوال (الإسلامية) التي يتعالى بها الرجال على النساء: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، (إن كيدكن عظيم).

    تابعوا معنا الحلقة القادمة من هذه الدراسة، وما يليها من الحلقات، إن شاء الله.




  14. #13

    الصورة الرمزية MED-D

    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    80
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    السلام عليكم ورحمة الله ..
    عدت بحمد الله..)
    لم تكن عندي فكرة عن احتقار الديانة اليهودية للمرأة في كتبهم و المسيحية معتدلة الى حد ما في التعامل مع حساسيتها
    كتبهم أظنها ليست مرجعا موثوقا لحكم على وضع المرأة (اغلبها محرف في رايي...
    لا أريد الخوض في حساسيات دينية)
    أظن ان نظرة الإجتماعية لها كفيلة بإعطائنا صورة الحقيقة لمكانتها ..)

    بإنتظار الحقات القادمة لتكوين صورة أفضل..)


  15. #14


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MED-D مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله ..
    عدت بحمد الله..)
    لم تكن عندي فكرة عن احتقار الديانة اليهودية للمرأة في كتبهم و المسيحية معتدلة الى حد ما في التعامل مع حساسيتها
    كتبهم أظنها ليست مرجعا موثوقا لحكم على وضع المرأة (اغلبها محرف في رايي...
    لا أريد الخوض في حساسيات دينية)
    أظن ان نظرة الإجتماعية لها كفيلة بإعطائنا صورة الحقيقة لمكانتها ..)

    بإنتظار الحقات القادمة لتكوين صورة أفضل..)

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أهلًا بك يا غالي، ربما تكون كتبهم كما ذكرتَ، ولكنها الموجودة أمامنا وأمامهم،
    وهذه الوصايا والآيات يعتبرونها الصواب، وبالتالي تُعامَل المرأة لديهم وفق أساسها
    سأتابع ابتداء من الغد إن شاء الله تعالى

  16. #15


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~خالد~~ مشاهدة المشاركة
    متابعٌ للدراسة ومستمتع بها على أني أخالفك جزئيًا في مسألة النظرة الدونية للمرأة، فقد مضى الزمن الذي سادت فيه هذه النظرة، ففي أيامنا هذه يبسط النساء أجنحتهن حتى لنكاد نطالب بحقوق الرجل XDDD : دائمًا ما أقول ذلك فالنساء؛ الآن؛ يكدْنَ يسيطرن على حقوق الرجل فعلًا، ولكن دراستي تنطلق من (بعض) البيئات، ما تزال هذه النظرة سائدة فيها.
    قلت جزئيًا؛ لأنني لا أنفيها تمامًا ولكنها باتت محدودة، والتعميم في قولك:

    "ورغم ذلك، ما يزال الرجل ينظر إلى المرأة باستعلاء، مرددًا في كل مناسبة تسنح له: (النساء ناقصات عقل ودين)، (لا يفلح قوم ولَّوَا أمرهم امرأة)، وإذا ما أبدَتِ المرأة شيئًا من الذكاء، كان هتاف الرجل، كأنه اكتشف علوم الكون بأكملها (إن كيدكن عظيم)، والرجل غافل عن مضامين هذه الكلمات التي يرددها، ومعانيها، بل وحتى عن صحتها من عدم ذلك."

    تعميمٌ لا يصح إطلاقًا.. ألا ترى كيف استغرقتَ جنس الرجال بالألف واللام؟!
    بل إني لا أكاد أعرف -شخصيًا على صعيد بيئتي- من ينتقص امرأة بهذه الطريقة التي وصفت.

    والموضوع بصفة عامة يصور الرجل على أنه الوحش الضاري، والمرأة الحمل الوديع، وليس الأمر كذلك، وإن يومًا كان!

    في بيئتي كذلك لا نرى هذا الأمر، ولكني؛ كما أسلفتُ أعلاه؛ أتناول بيئات أخرى ما تزال فيها هذه المشاكل.

    ذلك وأتمنى منك أستاذنا شيئين اثنين:

    الأول: أن تبتعد عن التعميم: حاضر.
    والثاني وهو الأهم: أن تحترس في الفصل القادم (المرأة في الإسلام)؛ فلا تأتي في تأويل النصوص بما يخرج عن فهم سلفنا الصالح، وعلمائنا الأجلّاء. : بالتأكيد يا أخي، لن أخرج عن قول علمائنا ومذاهبنا الفقهية، ولغتنا العربية، ولن أضع أي تأويل شخصي، فهم العلماء، وما أنا إلا دارس في مدارسهم.

    وفقنا الله وإياك.. وإنا من المتابعين. ^_^

    دمت بخير ~

    جزاك الله خير الجزاء لدعائكَ الطيب، ودمتَ بأمان الله تعالى

  17. #16


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~خالد~~ مشاهدة المشاركة
    نسيت إضافة أمر مهم..
    كلي أملٌ أن تعرض الدراسة لصور الظلم الجديدة التي تتعرض لها المرأة في وقتنا الحاضرة، كالمساواة المطلقة الخارجة عن مقتضى العدل، المجحفة للمرأة؛ فليست كل مساواة عدلًا كما لا يخفى؛ وكاتخاذ المرأة سلعةً رخيصة للتسويق والترويج، وكالسفور وذبح الحياء، وهذه الأخيرة من صور ظلم بعض النساء لأنفسهن.
    إلى غير ذلك من صور الظلم غير المعهودة فيما غبر من الدهور.
    فإن أنت عرضت لها تمت الفائدة إن شاء الله، والمعذرة إليك عن الإسهاب، وأرجو أن يجد مقترحي منكم المكان الأرحب.

    دمتَ بخير ^^
    حاضر يا أخي الغالي، سأعرض لهذا؛ بإذن الله تعالى؛ ضمن هذه الدراسة
    بل هي من أساسيات الدراسة هنا، والنساء يظلمن أنفسهن بهذا، والنساء يظلمن النساء الأخريات
    بتصرفات أخرى، سنتعرض إليها بتفصيل بإذن الله تعالى
    بارك الله بك أخي الغالي، ومقترحك على الرأس والعين، ودمتَ بأمان الله تعالى

  18. #17


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة الثالثة


    أتى الإسلام وسط بيئة جاهلة، بيئة لا تقيم الاعتبار إلا للذكور فحسب، لأن منهم المقاتلين، وأساس حياتهم القتال والغزو، فكانت الأنثى ضعيفة، عرضة للسبي من قبل رجال القبيلة المنتصرين، فكانت مُهانة حتى من قبل أهلها، وقد أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون}.

    وكانت المرأة لا ترث، بل كانت جزءًا من الميراث، وللذكور أن يتوارثوا أزواج آبائهم، وإن أراد من يرثها تزوجها بغير مهر، لأن أباه دفع لها مهرًا قبل ذلك، وإن شاء زوجها وأخذ مهرها، ولا رأي للمرأة لا بالقبول ولا بالرفض!


    أما الإسلام فنظر إلى المرأة نظرة الاحترام والتقدير، فالمرأة لا تُوَرَّث: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا}، ولا تُحرَم حقها في الميراث: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدن والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا}.

    ونظر الإسلام إلى الأنثى على أنها هِبَة من الله تعالى إلينا، فهي؛ في ذلك؛ كالذكر، كما ورد في القرآن الكريم:
    {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا}...
    ولنلحظ معًا (إناثًا) بالتنكير، و(الذكور) بالتعريف، وذلك لأن للذكور مرتبة أعلى، فأخذوا التعريف، وكان للإناث شرف الأسبقية في ذكرهن في الآية الكريمة، ومن هنا يقول بعض القائلين: (إن من يُمْنِ المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر)، لأن الله تعالى ذكر هِبتَه لنا (الإناث) قبل (الذكور).

    هذه هي البنت!
    هذه التي كان يتشاءم منها أولئك الرجال، بات لها مكانة عظيمة، فهي مفتاح الجنة، ولا يجوز إهانتها ولا تفضيل الذكر عليها: (مَنْ وُلِدَت له ابنة، فلم يئدها ولم يُهِنْها، ولم يُؤثِر ولده عليها، أدخله الله بها الجنة).
    وإن كانت كلمة "الولد"؛ في اللغة؛ تشمل "الذكور والإناث"، إلا أن رجال العرب كانوا يكرهون الإناث، ويرونهن مصدر العار، ولا يفتخرون إلا بأولادهم الذكور، وبالتالي، المقصود بالحديث: "ولم يؤثر ولده عليها"، أي الذكور منهم.

    ومكانة الأخت كمكانة البنت،، مفتاح الجنة، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عَال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا، حتى يَبِنَّ، أو يموت عنهنَّ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)، مشيرًا بالوسطى والسبابة. (ويَبِنَّ، تعني ينفصلن، ربما بالزواج، أو بالموت).
    وكذلك في الحديث الصحيح: (من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان، فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن، فَلَهُ الجنة).
    إلا أن هذا لا يعني غياب التربية الصحيحة، والتربية الصحيحة إضافة إلى الرحمة تُدخِل الرجل الجنة: (من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة، قيل يا رسول الله فإن كانتا اثنتين، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعض القوم أن لو قال: واحدة، لقال: واحدة).

    وهذا جزء من الأحاديث التي وردت بهذا الصدد، وليس كل الأحاديث، ولكن للاستشهاد بالمكانة التي أتى بها الإسلام للنساء،
    والأم لها مكانة عظيمة، لا تبلغها؛ بل لا تدانيها مكانة، فهذا الصحابي جاهمة السلمي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يريد الغزو، فيقول له المصطفى صلى الله عليه وسلم (هل لك من أم)؟ فيقول (نعم)، ليأمره النبي (فالزمها فإن الجنة تحت رجليها). وهي تعلو الأب بثلاث درجات، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رجلًا سأل النبي من أحق الناس بصحبته، فقال النبي (أمك) قال (ثم من)؟ قال (أمك) قال (ثم من)؟ قال (أمك) قال (ثم من)؟ قال (أبوك).

    ووضع الإسلام الرجل بموضع القيادة: {الرجال قوامون على النساء}، ذاكرًا سببين لذلك: {بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}، محدِّدًا بواضح الكلام: {وللرجال عليهن درجة}، وعلى المرأة أن تسعى إلى رضا زوجها عنها، حتى لو أخطأ معها، كما في الحديث النبوي: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بِيَد زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى).

    وأي رجل يخاف الله، يخطئ في حق زوجه، فتأخذ بِيَده، مقسمة أنها لن تذوق النوم حتى يرضى عنها، كيف سيكون رَدُّه هنا؟ ربما يراها أجمل وأفضل امرأة في الدنيا كلها، ويتعلق بها تعلقًا شديدًا، بخلاف ما لو كان الأمر أن يخطئ فيكون الرد بالصراخ والتذكير بأنها إنسان مثله _ كأنه لا يعلم ذلك مثلًا _ ومن كلمة هنا وأخرى هناك، تتسع الجراح في القلوب، ويبدأ البغض بالتسلل التدريجي إلى الحياة الزوجية، وكم من النساء لا يدركن ذلك، وتظن إحداهن بأنها تنتصر لحقها، ثم تشكو من بعد ذلك جفاء زوجها مع الأيام!

    ومكانة المرأة من زوجها يحددها الإسلام باللفظ الصريح، في الحديث الصحيح: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، والأهل هنا المقصود بها الزوج الأنثى.

    لقد خلق الله الرجل والمرأة طبعين مختلفين، يتميز الرجل بالحزم أكثر، وتتميز المرأة بالحنان أكثر (وقد نرى اختلافات، لكننا نتحدث عن القاعدة العامة)، وترك القيادة للرجل، وجعل الحمل والولادة ورعاية الأطفال للمرأة، والرجل يتولى الإنفاق بقدر استطاعته، وإلى من يحاولون ذر التراب في الأعين، والحديث عن حقوق المرأة، لو أتى الإسلام بعكس هذا، وكانت للمرأة القوام ووجوب الإنفاق، لاعترضوا كذلك! فما اعتراضهم إلا للاعتراض فحسب، ومحاولة إظهار أنفسهم على أنهم يحملون حقوق النساء أكثر من الدين!

    لقد جعل الله تعالى للرجال خصائص، وللنساء خصائص أخرى، ومنها الحمل والولادة، وليس هذان الأمران يَسِيرَين، ولا نتكلم عن الصعوبات والمشاق فحسب، بل نتكلم عن الثواب والأجر بإذن الله، ولنلحظ ذلك في القرآن الكريم، ولنسأل هل نعرف معنى (كُره) بضم (الكاف)؟ ومعنى (كَره) بفتح الكاف؟ قال تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كَرهًا}، (الكَره) بفتح الكاف هو الأمر الشاق علينا، ولا نحبه، أما (الكُره) بضم الكاف، فهو الأمر الشاق علينا ونحبه! ترى، بحق من وردت كلمة (الكُره) في القرآن الكريم؟ لقد وردت ثلاث مرات، مرة واحدة بحق المجاهدين: {كُتِبَ عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم}، ومرتين اثنتين بحق الأم: {حملته أمه كُرهًا ووضعته كُرهًا}، أيكفي هذا لنعلم ما للنساء من مكانة مميزة في الإسلام؟!

    ولكن، ماذا عن المقولات التي يتداولها بعض الرجال، بل حتى يتداولها بعض النساء كذلك؟
    ماذا عن الآية الكريمة: {إن كيدكن عظيم}؟ والغريب أن نرى بعض الناس يرددونها: (إن كيدهن عظيم)! الآية الكريمة تعرض لنا الموقف الذي تعرض له عزيز مصر، وكلامه لامرأته: {فلما رأى قميصه قُدَّ من دُبُرٍ قال إنه من كيدكن، إن كيدكن عظيم}! وليست حالة تقريرية من الله تعالى بحق النساء، وربما لو سمعنا عن ذكاء امرأة، قلنا {إن كيدكن عظيم} ولكن إعجابًا، وليس تقليلًا من شأنها، ولا اتهامًا بالمكر والخداع، {إن كيدكن عظيم} من كلام عزيز مصر لامرأته، وليست انتقاصًا للنساء في الإسلام!
    والمؤسف أن بعض الناس يبالغون في تحقير النساء بسبب فهمهم الخاطئ هنا، وأذكر أن مدرِّسًا كان يدرِّسنا مادة الأخلاق في الدين، افتتح أولى حصصه بالقول: (إن المرأة أسوأ من إبليس! والدليل قول الله تعالى عن الشيطان "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا" وقول الله تعالى عن النساء "إن كيدكن عظيم")!!

    أما (النساء ناقصات عقل ودين)، فليس لنا أن (نتمايع) في الأخذ بالحديث، ونفسِّره على أنه (مزاح من النبي صلى الله عليه وسلم مع النساء)، والدليل أنه قال لهن ذلك يوم العيد! فالمزاح النبوي لا يكون إلا بالحق، ثم من الذي يستنكف عن إخبار النساء بالوحي الإلهي يوم العيد، خوفًا على مشاعرهن، ثم يمزح معهن بنفس الكلمات؟ هل تختفي مشاعرهن هنا؟!

    نقصان عقل المرأة عن عقل الرجل، من جهة شهادة امرأتين بشهادة رجل، ونقصان دينها لإسقاط الصوم والصلاة عنها، في الحيض والنفاس، وما عدا ذلك لا يجوز رميها بنقص العقل ولا بنقص الدين، ثم إن هذا النقص العقلي نتج عنه كمال المجتمعات، فلو أن عقلها مكتمل كل الاكتمال، لما تحملت مناغاتها الطفل وملاعبته حتى يهدأ ويستكين، ولما وجد الطفل في حضنها الأمان والاطمئنان.

    وبما أننا نذكر الحيض، فإن الدين الإسلامي يرى نجاسة الحيض بما يخرج من الدم، ولا تنجس النساء إطلاقًا، وللرجل أن يباشر زوجه؛ وهي حائض؛ فيلاعبها وتلاعبه، ولكن من فوق اللباس، ولا ينبغي له مواطأتها خلال الحيض، ولكنه لا ينجس على الإطلاق بلمسها ولمس فراشها ولا تنجس الأشياء التي تلمسها المرأة تلك الأيام، فهي إنسان لا يوصف بالنجاسة، وليس الحيض إلا خروج دم فاسد لا أكثر ولا أقل.

    وآخر المقولات التي يتداولها بعض الرجال: (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، أو (لن يفلح قوم يملك أمرهم امرأة)، والحديث الثاني لا يؤخذ به، إذ إن راويه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متهم بالكذب، أما الصياغة الأولى (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، فهي صياغة صحيحة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا الكلام هكذا، بل بلغه أن بوران تولَّت ملك الفرس، فقال بحقها هذا الكلام، وبوران هذه ابنة أبرويز، كانت فائقة الجمال، ووصفوها بأجمل النساء في الفرس والترك معًا، خلفت أخيها شهريار في الحكم، ولها مقولة شهيرة: (ليس ببطش الرجال تُدَوَّخ البلاد، ولا بمكايدهم يُنال الظفر، وإنما ذلك بعون الله وقدرته تعالى).

    وقامت بوران هذه بعمليات الإصلاح خلال فترة وجيزة في حكمها، ولكن كلام النبي صلى الله عليه وسلم بحقها، لأنها تحمل طبع الخيانة من أخيها، أخوها الذي دَبَّر مكيدة كبرى وانقلب على والده ليستولي على الحكم منه، تاركًا والده يُقتَل بِيَد رجاله، بل وحاول الزواج بامرأة أبيه، ورماها بالزنى حينما رفضت ذلك، وإذ أوهمته بموافقتها مقابل تبرئتها وتسليمها قتلة والدها لتثأر منهم فعل ذلك، وخان الرجال الذين ساعدوه ليستولي على الحكم!
    وما ذكرنا قصته إلا لنؤكد طبع الخيانة التي تحمله أخته مثله، ولو أننا لا نعلم موقفها من مقتل أبيها والانقلاب عليه، ولكنها إذ طلبها ابن ملك خراسان للزواج، واسمه فيروز، ردَّت بأن الملكة لا يجوز لها أن تتزوج علانية، وأعطته موعدًا في ليلة معينة ليأتيها سرًا، فأتاها، فغدرت به وقتلته، ليأتيها والده بجيوش كبيرة ويقتلها ثأرًا لابنه.

    في هذه المرأة قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، وربما يكون الحكم خاصًا بها وربما يكون عامًا في كل النساء، ولكن حتى لو كان عامًا، فليس ذلك انتقاصًا للمرأة، بل لما تحمله من العاطفة والحنان الزائدين، فلعلها لا تجرؤ بعض الأحيان على إطلاق حكم بقتل قاتل أو قطع يد سارق، لا لوضعها في مرتبة أدنى من الرجال!

    وبعد تفسير وبيان معاني هذه الأقوال، وتبيان نظرة الإسلام إلى المرأة، نتابع وإياكم الدراسة
    بإذن الله تعالى بالنظرات الاجتماعية، والواقع الفعلي الذي تحياه النساء، سواء في مجتمع الإسلام أم في سواه...
    تابعوا معنا.


  19. #18


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    إلا أنني سأتناول، ضمن النظرة الإسلامية، المواضيع الآتية:
    _ المصافحة بين الرجال والنساء.
    _ حكم الحجاب والنقاب.
    _ شغل البيت للنساء.

    وذلك في دراستنا، يوم الغد، إن شاء الله تعالى
    بعد دوام العمل
    (وأعتذر للبطء في تسجيل الحلقات للوضع الصحي الحالي)

  20. #19


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الرابعة

    وينظر الرجال إلى النساء بنظرة اجتماعية، تختلف من منظور كل رجل، وفهمه الدين، وأخذه ببعض آراء العلماء، فمن الرجال من ينكر على النساء اللواتي يصافحن الرجال، أو غير المنقبات، ومنهم من يعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا!
    وإذا نظرنا في موضوع النقاب، نؤكد؛ أولًا؛ أن النقاب لم يبدأ في الإسلام، بل كان موجودًا قبل ذلك، وعرفته الشعوب القديمة كالبيزنطيين واليونانيين، وكان لدى نساء اليونان عادة حجب الوجه بطرف المئزر أو بحجاب خاص، وفي مدينة إسبارطة كانت الفتيات يكشفن وجوههن، حتى زواجهن، فلا تبدي الفتاة وجهها من بعد ذلك.
    وفي الجاهلية نفسها، بعض الفتيات كُنَّ يَنْتَقِبْنَ، ومن هنا المثل العربي (ذكرني فوكِ بِحمارَي أهلي)، وقصته أن رجلًا في الجاهلية خرج يبحث عن حمارين ضاعا لأهله، فالتقى بفتاة منقبة وأعجبته، فأخذ يمشي معها يتحادثان، ثم كشفت له نقابها، ليتبين له أن أسنانها نخرة سوداء، فقال لها (ذكرني فوكِ بِحمَارَي أهلي)، ما يدلنا على أن النقاب موجود من قبل ظهور الإسلام، ولكن السؤال ماذا عن حكم النقاب في الإسلام؟ وهل يحق للرجل أن يجبر نساء بيته على أن يلتزمن النقاب، أم لا؟
    النقاب؛ قبل ظهور المذاهب الفقهية الأربعة؛ كان حاضرًا لدى نساء الإسلام، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كان الحديث الصحيح: (لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين وهي محرمة)، ولكن ما زلنا نبحث في وجوبه من عدم الوجوب، وبغض النظر إن كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا، مشيرًا إلى وجهه وكفيه)، صحيحًا أم لا، فإن تفسير ابن عباس رضي الله عنه، للآية الكريمة: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، أن ما ظهر منها هو الوجه والكفان، يقطع بعدم الوجوب ظاهرًا، ولكن للفقهاء الأربعة مذاهب وآراء في هذا الأمر.
    فالمالكية قالوا إن النقاب غير واجب، ولكنه مستحب، أما الأحناف فكان رأيهم إن وجه المرأة ليس بعورة، ولكن بعض أئمتهم قالوا بوجوب النقاب، لأن المرأة لا تعرف إن كان الرجل الذي ينظر إليها يفعل ذلك شهوة منه أم لا، وبالتالي أصبح النقاب واجبًا كَسَدٍّ للذرائع لنظرات الفتنة، والحنابلة كانوا أكثر تشددًا في موضوع تغطية النساء وجوههن، إذ ذهبوا إلى القول إن جسم المرأة كله عورة، حتى أظافرها، ولا يجوز لها أن تكشف وجهها ويديها إلا لمن يطلب يدها فحسب، واختلفت آراء الشافعية، فقالوا إن النقاب واجب، ولا يُكشَف الوجه إلا عند الحاجة، كما قالوا إن النقاب غير واجب على النساء، إلا في حالة الفتنة.
    ومن النقاب إلى النساء اللواتي يصافحن الرجال، وكيف ينظر المجتمع إليهن؟ كثيرًا ما نسمع الاعتراض على مسألة المصافحة، لأن الحديث النبوي يَنُصُّ على: (لئن يُطعَن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يَمَسَّ امرأة لا تَحِلُّ له)، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمسَّ النساء، وأنه قال: (إني لا أصافح النساء)، والذهاب إلى أن حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يصافح النساء من تحت الثوب) حديث ضعيف، والقول إن عمر بن الخطاب كان يصافحهن عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت، بل إن مصافحة أبي بكر الصديق العجائز أمر لا يثبت كذلك.
    ولكن، وقبل أن نتكلم عن (المسِّ) ومعانيه، وننظر إلى الحديث الأول بنظرة استفهامية، ننظر في آراء مذاهبنا الفقهية الأربعة، فنرى أن المالكية قالوا إنه لا يجوز للأجنبي أن يلمس وجه الأجنبية ولا كفيها، ولا يجوز لهما وضع كفه على كفها بلا حائل، لا الشابة ولا العجوز، (أي أنهم قد يحللون المصافحة إن وُجِد الحائل)، بينما الحنابلة قالوا بتحريم مصافحة الشابة، ولكن لا بأس بمصافحة العجوز، وفي رواية أخرى عنهم كراهية المصافحة حتى للعجوز، أما الأحناف، فقالوا إنه لا يجوز للرجل أن يمس وجه امرأة ولا كفها، وإن أمن الشهوة، لوجود المحرم، ولانعدام الضرورة والبلوى، وهذا للشابة، أما العجوز فلا بأس بمصافحتها بل لا بأس بأكثر من المصافحة، لأن عبد الله بن الزبير استأجر امرأة عجوزًا لتمرِّضه، فكانت تكبس رجليه، وتفلِّي رأسه، وأباح الشافعية المصافحة، ولكن بتحقق شرطين أساسيين، أمن الفتنة، ووجود الحائل.

    والسؤال، هل يتبين لنا من كل ذلك أن المصافحة حرام قطعًا؟ وماذا عمن يذهب إلى القول والاستنتاج من الأحاديث الصحيحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم صافح النساء؟ ثم إن حديث: (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له)، لم يستدلَّ به أي من الفقهاء الأوائل، ما قد يجعلنا ننظر نظرة الشك إلى صحته، ولكن، دعنا نأخذ به على أنه صحيح، فإن المس في اللغة العربية، وكذلك ورد في القرآن الكريم، يحمل معنى المباشرة الزوجية، وحتى اللمس أتى بهذا المعنى تقريبًا، فهو مقدمات المباشرة، إذ يقول ابن مسعود رضي الله عنه عن قوله تعالى: {أو لامستم النساء} قال: (هو ما دون الجماع، والقبلة من اللمس، وفيها الوضوء)، كما قال عمر بن الخطاب: (إن القبلة من اللمس فتوضأ منها)، ويدخل في ذلك حديث أبي هريرة: (فاليد زناها اللمس)، وكذلك قول ابن عباس: (لعلك مسست).
    وحديث أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كُتِبَ على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذن زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدِّق ذلك الفرج ويكذِّبه)، يقول عنه ابن عباس: (ما رأيتُ شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة)!

    وهناك مشكلة أخرى، نراها في بعض المجتمعات الذكورية، وكم مرة سمعنا من امرأة أن زوجها ضربها لأنها تأخرت في واجبها الشرعي تجاهه، ولم تُحَضِّر الغداء له في موعده مثلًا، لننظر إلى الآراء الفقهية لأئمتنا الأربعة بهذا الصدد.
    ذهب الأحناف إلى أن خدمة المرأة لزوجها ديانةً لا قضاء، أي أنها تقوم بخدمة البيت، وليس لها أن تطلب أجرًا على ذلك، ولكنهم؛ أي الأحناف؛ ومعهم الإمام مالك، والإمام الشافعي، قالوا إن عقد النكاح اقتضى الاستمتاع لا الاستخدام وبذل المنافع، وإن أردنا النظر في التفصيل أكثر، لرأينا أن الشافعية والحنابلة وبعض المالكية يقولون إن خدمة المرأة البيت غير واجبة، لكن الأولى لها فعل ما جرت به العادة، أما جمهور المالكية فقالوا إن الخدمة واجبة للأعمال الباطنة التي جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها، ولكن إن كانت المرأة من أشراف الناس، فلا تجب عليها هذه الخدمة، ما لم يكن زوجها فقير الحال، لا قدرة له على استئجار خادم للقيام بأعمال البيت.

    ولكن الأرجح أنها ملزمة بهذه الخدمة، فالنبي صلى الله عليه وسلم حكم على ابنته فاطمة بها، ولزوجها الخدمة الظاهرة، أي العمل خارج البيت، ثم إنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي السكين واشحذيها بحجر)، ثم إن عقد النكاح يقتضي الاستمتاع، ولكن الاستمتاع للطرفين، وبالتالي على الرجل النفقة والكسوة، وعلى المرأة الخدمة الباطنة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته سيدة نساء الجنة، ثم إن العرف جرى على هذا، والعرف له حكم القانون ما لم يخالف شرع الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {وأمر بالعرف}، ولكن في آراء فقهائنا التنوع، وبالتالي إن من تجد أن خدمة البيت ليست واجبة عليها، أن تشترط ذلك مقدمًا لمن يطلب يدها، وإلا فإن موافقتها على عقد النكاح من دون هذا الشرط، يعني موافقتها ضمنيًا ومباشرة على إلزامها بخدمة زوجها وبيتها...
    وليس في هذا أي انتقاص لمقام المرأة! فكما تشقى هي في عمل المنزل، على الرجل أن يشقى في عمل الخارج ليؤمن لها النفقة والكسوة والغذاء، وليست المجتمعات الإسلامية، ولا العربية، وحدها من تمشي وفق نظام خدمة النساء أزواجهن وبيوتهن، فهذا الأمر عام في كافة المجتمعات، ومثال بسيط على ذلك، الإنكليزي كارل، كان يُلزم زوجته بغرامات مادية، ومن بينها غرامة تأخرها بتقديم طعام العشاء إليه (جنيه إسترليني)! حتى وصل الأمر إلى القضاء الإنكليزي، والمدعي كارل نفسه، أراد أخذ نصف ثروة زوجته، فألزمته المحكمة بدفع نفقة أسبوعية باهظة إلى زوجته، بدلًا من تلك الغرامات التي ألزمها بها، وبالتالي إن من يتتبع المسلسلات والكرتون الأجنبي، يرى أن أعمال البيت تقوم بها النساء كذلك...

    وما زلنا نتابع الكلام حول واقع النساء اجتماعيًا، وهل يتطابق مع الدين أم لا...
    تابعوا معنا

    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 18-1-2018 الساعة 09:20 AM

  21. #20


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الخامسة

    هل يتطابق واقع النساء كما أتى به الدين، مع معاملة أهلهن لهن واقعيًا؟ لا أظن ذلك! فما تزال
    مجتمعاتنا تنظر إلى أن المرأة مجبَرة على خدمة البيت، شاءت ذلك أم لم تشأ، متجاهلين آراء الفقهاء المتنوعة في هذا المجال، بل إن الأمر يذهب بنا إلى ما هو أشد ظلمًا لها من ذلك.
    فترى الأولاد الذكور يخرجون للنزهة، وللعب واللهو، ثم يعود أحدهم إلى البيت، لتجد البنت نفسها مضطرة إلى إعداد الطعام له، وانتظاره حتى يُنْهِيَ أكله، لترجع بالأطباق إلى المطبخ وتقوم بغسلها وجليها، وويل لها إن أرادت الاعتراض أو فكَّرَت بذلك!
    ومرة أخرى لا نعمِّم الأمر على الجميع، ولكننا نتناول الموضوع من ناحية الظواهر المنتشرة، وهذا الأمر يتجاوز المجتمع الإسلامي، ونراه موجودًا في المجتمعات الأخرى، وسبق لي أن درَّسْتُ في منطقة مسيحية، وكان عندي طالبة عمرها حوالي ثلاث عشرة سنة، حصل شقاق بين والديها، وانفصلا في السكن، فلم يسمح لها والدها بالعيش مع أمها، لأنها البنت الوحيدة، وبالتالي من سيقوم بخدمته وخدمة أولاده الصبيان؟!
    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن والدها ضربها ذات يوم، ومنعها الذهاب إلى المدرسة، وذلك لأنها (أخطأت) تقدير موعد خروج أخيها للنزهة، فقامت بغسل سترته، ولم تجف هذه السترة في الوقت المناسب لأخيها، فأرعد الأخير وأزبد، لتُضْرَب البنت من أبيها، لأنها (مقصرة)!
    والضرب ليس حصرًا للأب، وهنا نرجع إلى تناول واقع النساء بشكل عام، لا بمجتمع من دون سواه، وكم مرة سمعنا امرأة (تُرَبِّي) بناتها وحفيداتها على (وجوب طاعة الرجال في العائلة)، وأن الصبي يحق له أن يضرب أخته إذا ما (أخطأت)، ولا يجوز لها الاعتراض على ذلك!
    وعمليًا، لو اشتكت البنت أن أخاها ضربها، فإننا نرى والديها (لا والدها فحسب) يلومان الصبي لأنه ضرب أخته، التي هي (ضلع قاصر أعوج)، وعليه أن (يكبِّر عقله)، لأن النساء (ناقصات عقل ودين)!
    لكن، ماذا لو حصل العكس؟ ماذا لو أن البنت ضربت أخاها؟ ربما يكون أول من يلومها في ذلك والدتها، وكيف تتجرأ على ضرب أخيها، وهو (صبي)؟ ومن المؤكد أن البنت ستنال تقريعًا عنيفًا ولومًا قاسيًا جدًا، قد تستحقه فعلًا، لو أن الصبي سيناله فيما لو ضربها!
    وما زلنا لا نعمم الأمر، ولكن هذه الظاهرة موجودة ولا يمكن لنا إنكار وجودها، لتجد البنت نفسها تعاني النظرة الدونية، لا لشيء سوى لأنها بنت فحسب، وكأن هذه جريمة قد ارتكبتها، وهي لا تدري بذلك، ولكن الغريب أن النساء لا يتعرضن للظلم من قبل الرجال فحسب، بل من قبل النساء كذلك.
    فهذه البنت التي تجد نفسها حبيسة المنزل، والصبي يمرح ويلعب من دون حسيب أو رقيب، وذلك لأنه (رجل البيت)، وهي (بنت)، تتمنى أن يكون لها الحق في الخروج والنزهة وملاقاة صديقاتها، ولكن... حينما تحصل على هذا الحق، يتحول إلى شوكة مريرة تعانيها، ولا يَمُرُّ بها مشوار أو خروج من البيت، إلا باستجوابات مسبَقَة، واستجوابات لاحقة، من قبل أمها نفسها، حتى لتكاد تتخيل أن الأم ضابط مخابرات! أو؛ على الأقل؛ رئيس مخفر الدرك الذي يستجوب متهمًا ويريد الوصول به إلى الاعتراف!
    وفي البيوت الملتزمة دينيًا يَتِمُّ إجبار النساء، منذ صغرهن ربما، على الالتزام بالحجاب، وكذلك في بعض المجتمعات الريفية، ولا يعني هذا دعوتنا إلى ترك الحجاب، ولكن المشكلة في (إجبار) النساء من دون (تبيان الحكمة) لهن، وتعليمهن منذ صغرهن الصواب من الخطأ، وبعض البيوت تكون وسيلة التربية فيها أن البنت تجد نفسها محجبة، وهي لا تعلم السبب، بل إن الأمر قد يتطور إلى الأسوأ من ذلك، عند بعض الرجال، وأذكر أن أختًا من دولة عربية ما، أخبرتني؛ ذات يوم؛ أنها انفصلت بالسكن عن والدها منذ كانت في السابعة، لتعيش عند خالها، وذلك لأن والدها ضربها ضربًا مبرحًا، لأنه أتى من عمله فرآها تلعب مع أترابها، وهي لا تضع الحجاب على رأسها (مع أنها في السابعة، لم تبلغ مرحلة التكليف)، وكان خالها هناك، وأسرع على صوت صراخها ليمنع والدها من مواصلة ضربها، والأخير لا يكاد يمتنع من ذلك.
    ولا نورد قصتها هنا للتعميم، بل إنني مع مبدأ الالتزام المبكر من قبل البنت بهذا الأمر، ولكن الخطأ، كل الخطأ، أن تنشأ الفتاة، وفي ذهنها أن الحجاب (عادة) اكتسبتها من أمها، وذلك لأن والدها يريد أن تكون أمها كذلك (وهذه النظرة موجودة بالفعل في بعض العائلات)، لأن ذلك قد يؤدي إلى أمور أخرى لا تقل سلبية وفداحة.
    تلك (الاستجوابات) المبالغ بها من قبل الأم، والتي تتعرض لها البنت، جعل بعض البنات يَلْجَأْنَ إلى الكذب والتدليس على أمهاتهن، والاتفاق أحيانًا مع صديقاتهن لتغطية كذباتهن، وليس ذلك لأن هذه البنت تحب الكذب، أو لأنها سيئة الأخلاق، بل لأنها ضاقت ذرعًا بهذا الحصار والتضييق، بينما الصبي يأتي بيته بعدها بساعات، لتستقبله أمه بابتسامة الفخر، ولا تسأله أين كان، وإذا ما سألته أين كان، فذلك لِتُتْبِعَ إجابته سؤالًا آخر ملهوفًا إن كان قد أحسَّ بالسعادة إن شاء الله!!
    وهناك أمر قد يغفل عنه الأهل، أمر يتعلق بالبنت، وهو إدراكها مرحلة (الأُنْس) أي (حديث النساء)، والكلام عن العواطف والمشاعر، والحب والحبيب، والتفكير في الخطبة والعريس، يدخل ضمن هذا (الأُنْس)، فهل تستطيع البنت أن تُعَبِّر لأهلها عن ذلك؟ وكم من العائلات والمجتمعات تتقبل أن تتكلم بناتها عن هذا الأمر؟ أما إن تكلم عنه الصبي، فنجد الرد من والدته: (ما شاء الله، صار ابني رجلًا)، وفي أقل الأحوال (صرْتَ شابًا يا ماما)!
    وهنا تخفي البنت مشاعرها، لئلا تضع نفسها موضع الاتهام والتشكك، وتتعرض للمزيد من المضايقات كلما أرادت الخروج، وهنا مكمن الخطأ الكبير، لأن الأنثى؛ في هذه الحالة؛ ستبحث عن الأمان الذي تفتقده، والثقة التي حُجِبَت عنها من دون سبب، ما يجعلها فريسة سهلة لأي شاب يلقي على مسامعها كلمات الحب والهيام، لا لأنها وقعت في حبه، بل لأنها وجدت من يُحِسُّ بأنوثتها وبأنها (رائعة)، بينما أهلها أنفسهم قد نسوا ذلك! نسوا قول الله تعالى عن البنات: {أو مَنْ يُنَشَّأ في الحلية}، أي في الزينة، لذا تهتم الأنثى بجمالها منذ طفولتها، وبالتالي يسعدها أن تجد من يقدِّر هذا الجمال، ودور الأهل قد ينعدم، وإن كنا لا نعمِّم الموضوع، لكن كم من أبٍ؛ في مجتمعاتنا؛ يجلس مع ابنته ويكلمها ويحاورها، ويُبَيِّن لها حكمة الله تعالى في خَلْقِها، وتمييز صفاتها من الذكور، ويقوم بتوعيتها كي لا تقع فريسة الكذابين الذين يمتدحون جمال أي فتاة يرونها، وأن البيوت أبواب تُدَقُّ، لا نوافذ يتسلل منها أدعياء الحب؟!

    وهل اكتفَت النساء بالكذب على أهلهن، كَرَدَّة فعل ضد الثقة المفقودة، والتشكيك المتواصل بهن؟ لا، بل إننا؛ ويا للأسف؛ بِتْنَا نرى كثيرًا من الفتيات المحجبات، قد ضِقْنَ ذرعًا بالحجاب، واعتَبَرْنَه قيدًا مزعجًا، وكم من فتاة مسلمة كانت محجبة ثم تخلَّت عن الحجاب؟ وكم من فتاة مسلمة رفضَتِ الحجاب واعتبرَتْه أمرًا لا علاقة له بالدين، لا من قريب ولا من بعيد؟

    ومع المسلسلات المدبلجة وسواها، وما يحمله بعضها من الفواحش في طيَّاته، حتى ليقدِّم إليك الزانية على أنها بطلة القصة! ويصوِّر لك كم تتعذب بحبها وابتعاد حبيبها عنها بسبب مؤامرات الحاسدين! كل هذه السموم؛ وربما تكون مقصودة، والله أعلم؛ تتغلغل تدريجيًا في قلوب الناس في مجتمعاتنا الإسلامية، حتى لتعتبر البنات أن مسائل (العشق) و(الغرام) و(مواعدة الحبيب إياها للقاء أو الأكل معًا في مكان ما) أمرًا طبيعيًا تمامًا، وليس فيه أدنى خطأ!

    دعونا نتفق على عدم تعميم الأمور، ودعونا نتفق على أن هذا الأمر موجود وبقوة، وتأثر النساء ببطلات المسلسلات المدبلجة أمر لا يخفى، وحينما زارت ممثلة تركية، اسمها (توبا)، دولة الإمارات منذ سنوات طوال (لا نتحدث عن زيارة عام 2015، بل قبل ذلك بسنين عديدة)، فوجئنا باختراع قصة شعر للفتيات، تحمل اسم (حلاقة توبا)! بل وسمعنا أن كثيرًا من البنات أردنَ تغيير أسمائهن إلى اسم (لميس)، أي الاسم الذي حملته هذه ال(توبا) في أحد المسلسلات التي أدت دور بطولتها.
    هذا الأمر، أي الإعجاب بــ(البطلات) الوهميات هؤلاء، أمر يتسلل في مجتمعاتنا الإسلامية (لا الإماراتية فحسب طبعًا)، وبالتالي قد تؤدي الممثلة دور (المسكينة) التي تُنْجِب ابنًا من عشيقها، ثم لا يتزوج بها هذا العشيق، ويتركها تتعذب! تُرَى، إن كانت هذه قدوة لبعض نساء المسلمين، فكيف سينظرْنَ إلى أمور الحب (العادي) الذي ليس فيه أي خطأ؟! (وهذا من وجهة نظر بعضهن، التقينا في المطعم وأكلنا وتحدثنا، ماذا في ذلك؟ لم نخطئ في شيء، بل لم يتكلم بكلمة سيئة واحدة! أما حصول اللقاء بينهما، ومن دون وجود أحد من عائلتها، بل ربما يحصل ذلك سرًا لا تعلم به العائلة، فكل ذلك لا تعتبره الأنثى خطأ، وهي ترى ما تراه من الأمور الفادحة اللعينة)!

    ونحن نرى الآن مجتمعاتنا تعاني ما يُسَمَّى (الحرية)، والتي لا علاقة لها بالحرية لا من قريب ولا من بعيد، بل هي (الإباحية) الغبية بكل معنى الكلمة، وتخلى كثير من الآباء عن أدوارهم في التربية، وخرجت النساء للحصول على الحرية، من دون اضطرار إلى الكذب على أهلهنَّ، فتَخلَّى كثير من النساء عن الالتزام، وباتت الملابس الضيقة والقصيرة (موضة) و(رمز الجمال والأناقة) للأسف، وأخذنا نرى الشباب يمشون في الشوارع خلف البنات، مطلقين أصوات الإعجاب، وكلمات الهيام تنهمر من الأفواه، وذلك في مجتمعات إسلامية (ولا نقصدها كلها، فما يزال هناك مجتمعات ترفض الانحلال الأخلاقي)، وبِتْنَا نرى؛ في اتجاه معاكس؛ المرأة ما تزال محاصرة بسيلِ الشكوك في كثير من البيوت، والتفرقة والتمييز بينها وبين الصبي قائمان على أشدهما، لنجد أنفسنا إزاء مشكلة أخرى، مشكلة (الغيرة)، و(هل صديقتي أفضل مني؟ أمها تتركها تفعل ما تريد، لماذا أنتِ يا أمي تعقدين الأمور)؟! ويدفع هذا بالأنثى إلى المزيد من الكذب والخداع لأهلها، لأنهما الوسيلة الوحيدة للحصول على ما تعتبره حقها المفقود!

    وإذا ما عُدْنَا إلى القواعد الأصلية، قبل حصول هذا الانفلات وبعده حتى، سنجد أن المجتمعات تظلم النساء في مسائل كثيرة، ومنها مسألة الزواج، لا؛ بل إن النساء أنفسهن يظلمن بعضهن بذلك، وشبح (العنوسة) يحوم فوق رؤوس الفتيات، مع نظرة المجتمع النسائية المشفقة!

    تابعوا معنا

    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 31-1-2018 الساعة 05:23 PM

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...