العفاريت ذات الأنوف الطويلة *
يُحكى أنه ،في قديم الزمان ، كان هناك عفريتان ، لهما أنفان طويلان ، يعيشان في الجبال العاليةفي شمال اليابان . كان أحدهما عفريتاً أزرق والآخر عفريتاً أحمر . وكان الاثنانفخورين بأنفيهما اللذين يستطيعان مدهما مسافات بعيدة عبر الحقول ، وكانا دائماًيتجادلان عمّن أنفه هو الأجمل .
وفي أحد الأيام ، كان العفريت الأزرق يستريح علىقمة الجبل ، حين شمّ رائحة زكية تنساب من مكان ما في السهول .
حينها قال لنفسه : "ياه ، ثمة شيء له رائحة زكية ، ياترى ماذا عساه يكون؟"
ثم بدأ يمد أنفه أطولفأطول مقتفياً أثر الرائحة الزكية . وتمدد أنفه حتى عبر سبعة جبال وهبط إلى السهول، وأخيراً انتهى به المطاف عند قصر لأحد الأثرياءفيداخل القصر كانت ابنة السيد ، الأميرة "الزهرة البيضاء" ، تقيم حفلة . و كانت دعتإلى تلك الحفلة العديد من صديقاتها الأميرات الصغيرات الأخريات . وكانت الأميرةالزهرة البيضاء تعرض أمامهن كل مالديها من ثياب نادرة وثمينة وجميلة . وكانتالأميرات قد فتحن كنز الملابس وأخرجن مافيه من قطع القماش الرائعة ، تلك التي كانتتعطرها روائح البخور الفواحة . ذلكم هو العطر الذي شمّه ذلك العفريت الأزرق .
فيتلك اللحظة ، كانت الأميرة تبحث عن مكان تعلق عليه تلك الأقمشة لتراها الأميرات علىنحو أفضل . وحين رأت أنف العفريت الأزرق قالت : " أنظروا ، أنظروا ، إن أحدهم قدنصب لي قضيباً أزرقاً في الشرفة . لنعلق عليه الأقمشة"
ودعت الأميرة وصيفاتهافعلّقن قطع القماش الرائعة على أنف العفريت . وشعر العفريت الذي كان يستلقي بعيداًعلى قمة الجبل أن شيئاً يدغدغ أنفه . فأخذ يسحبه إلى حيث هو هناك على قمة الجبل .
وحين رأت الأميرات قطع القماش الجميلة تطير في الهواء ، دُهشن كثيراً وحاولنالإمساك بها ولكن بعد فوات الأوان .
وحين رأى العفريت الأزرق القماش الجميلمعلّقاً على أنفه فرح كثيراً ، وجمع الأقمشة وأخذها معه إلى البيت . ثم قام بدعوةالعفريت الأحمر ، الذي يعيش في الجبل المجاور لزيارته وقال له :"أنظر إلى أنفيالرائع . لقد جاءني بكل هذا القماش الجميل " .
شهر العفريت الأحمر بالحسد عندمارأى ذلك وتمنى ، من شدة الحسد لو كان بإمكانه أن يتحول إلى عفريت أخضر ، ذلك أنالعفاريت الحمراء لا يمكن أن تُصبح عفاريت خضراء .
وبانفعال قال العفريت الأحمرموجهاً كلامه للعفريت الأزرق : "سأريك أن أنفي مازال هو الأفضل . ماعليك إلا أنتنتظر وسوف ترى"منذ ذلك الوقت والعفريت الأحمر ظل يداوم على الجلوس على قمة جبله كليوم ، يدعك أنفه ، ويتشمم الهواء . مرت أيام عديدة ولكنه لم يشم أية روائح عطره . نفذ صبره ، وقال :"حسناً لن أنتظر أكثر من ذلك . سأمد أنفي إلى السهول حيثما اتفق ،ومن المؤكد أنه سيعثر على شيء ذي رائحة زكية هناك "
بدأ العفريت الأحمر يمد أنفهأطول فأطول حتى عبر سبعة جبال وهبط إلى السهول ، وأخيراً استقر به المطاف عند قصرالثري نفسه .
وفي تلك اللحظة كان ابن الثري "الأمير الشجاع"وأصدقاؤه الصغاريلهون في الحديقة . وحين رأى الأمير الشجاع أنف العفريت الأحمر هتف : "أنظروا إلىهذا القضيب الأحمر الذي وضعه أحدهم هنا ، هيا بنا نتأرجح عليه" وأخذوا حبالاً قويةوربطوها بالقضيب الأحمر وصنعوا منها عدة أرجوحات . وراحوا يلهون ويلهون ! بل كانعدد من الفتيان يتعلقون بأرجوحة واحدة ويحلقون بها عالياً نحو السماء . وكانوايتسلقون على القضيب الأحمر ويتقافزون عليه صعوداً ونزولاً ، بل إن أحدهم بدأ يحفربالسكين على ذلك القضيب الحروف الأولى من اسمه .
كم كان ذلك يسبب من الألمالشديد للعفريت الأحمر المستلقي على قمة جبله ! لقد أضحى أنفه ثقيلاً لدرجة أنهأصبح لا يتمكن من تحريكه . ولكن حين بدأ ذلك الفتى يحفر عليه حروف اسمه سحب العفريتالأحمر أنفه بكل مالديه من قوة ونفض عنه جميع الفتيان . ثم سحبه إلى الجبل بأكبرسرعة ممكنة .
ضحك العفريت الأزرق ، وظل يضحك ويضحك على هذا المنظر . بينماالعفريت الأحمر لم يكن ليملك إلى الجلوس ودعك أنفه قائلاً :"هذا جزائي بسبب حسديللناس . لن أمد أنفي إلى السهول مرة أخرى"
بعد كل 3 ردود ساكتب اسطوره جديده
المفضلات