.
.
.
folla
\
/
\
وعليكمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاته
فُــلةَ الكنانةِما فعلتِ بــي؟!
ذكرتني بأيامِ الكرسي البالي ، و طقطقاتُ الأقلامِ خلفَ معلمتي ،
و بــ حنينِ الوطنِ ، و بـ وبــ ... آهٍ يا فلةُ ما فعلتِ ؟
ربما لم يدركْ شوقي ، أن شوقهُ لوطنه خُتم بأعماقهِ
حتى سيق على اسمهِ صدفةً " أعني أن أوافقَ بين الشوق و شوقي "
يا فتاتي ،
الحنينُ الغضُّ لا ينهالُ إلا من قلوبٍ عجمتْ حبَّ الوطنِ ، ومارستْ تذوقَ نسيمه على شرفاتِ الغربةِ ...
و احتست عذبَ رحيقهِ كلما هطلَ عليها فجرٌ أو مساءٌ مثقلٌ بــ الحنين ..
اسمحي لي ببعضِ إطالةٍ على ضفاف القصيدةِ :
غُرْبَةٌ وَحَنِيِن
/
\
/
اِختلافُ الليلِ والنهــارِ يُنســي *** اذكُـرا لي الصِّبـا وأيامَ أنســي
::
::
أحبُّ هذا البيتَ جدًا ،
الأنسُ وأيامُ الصبا ،
ذكرياتُ الحنينِ للوطنِ
الحرقةُ على البعدِ منذُ الاستهلالِ ..
::
:: وصِفــا لي مُـَِلاوةً مِنْ شــبـابٍ *** صـُوِّرَت مِنْ تَصَوّرَاتٍ ومــس ِ
عَصَفَتْ كالصَّبا اللعوب ومرت *** سـُـنـَــة حـلـوة ولـــذة خـــلـس ِ
::
::
تشوقٌ مرٌ للوطن ...
يصورُ فيهِ صباه القابعَ بوطنهِ ..
و كأنهُ طفلُ الوطنِ الذي ما إن يطؤ ترابهُ يغدو طفلًا أو شبابًا يتفتقُ حيويةً ،
وما إنْ يغادرهُ يشيخُ فجأةً ..
/
\
/
وسلا مصرَ هل سلا القلبُ عنها *** أو أسا جرحَهُ الزمان المؤسي؟
::
::
أحــــبُّ هذا البيتَ ...
لتهنأ مصرُ بأحبابٍ كــ فلة وشوقي ..
/
\
/
كـلـمــا مـرت الـليالـي عـلـيــه *** رقَ والعهـد في الليالـي تُقسِّـي
::
::
يصورُ رقةَ قلبهِ كلما مر طيفُ الحنينِ لوطنهِ و كأنهُ تركَ على النيلِ وجدهُ وغادرَ
ليعودَ في ليالي الغربةِ يسألُ عن فؤاده الظامئ إلى شواطئ الاسكندرية ..أو أنوار القاهرةِ
/
\
/
مسـتطـار إذا الـبـواخــر رنـت *** أول الليل أو عـوت بعد جَرْس ِ
راهـبٌ في الضلوع للسفن فطن *** كـلـمـا ثـرن شـاعـهـن بـنـقـس ِ
::
::
يصورُ شدةَ حبهِ لوطنهِ ،
كما لو كان الوطنُ ابنًا لهُ فقدَ أثرهُ للتوِ ..
و سمعَ عنهُ للتوِ ...
يستطيرُ فؤادهُ حينها ...
لذكرِ الفؤادِ للفؤادِ ...
/
\
/
يــا بنةَ الـيـم مـا أبـوك بخـيـــل ** مـالـه مـولـعـًا بـمـنعٍ وحبـس ِ؟!
أحــرام عـلـى بـلابـلــه الـــدوح *** حـلال لـلـطير من كل جنـس؟!
::
::
يناجي هنا ،
السفنَ الغاديةَ أو الرائحةَ ..
يساءلها عن وطنهِ ، و كأنهُ يطالبُ بحرهَا ،
بقطعةٍ من وطنهِ
ولا يكفيهِ سوى أن يخطوَ على تربها ..
/
\
/
كـــل دار أحـــق بـالأهــــــل إلا *** فـي خبيـث من المذاهـب رجس ِ
::
::
صدقَ ،
من لا يحبُّ وطنه ، يخونُ تربةً نقيةً تحتضنهُ ، حيًا أو ميتًا ..
/
\
/
نـفـسـي مرجـلٌ وقـلبـي شـــراع *** بهما في الدموع سيري وأرسي
واجـعـلـي وجـهـك الفـــــــــنـار *** ومجراكِ الثغر بين رمل ومكس ِ
::
::
يصورُ نفسهُ ،
وأشواقَ قلبه ..
وغليانَ الحب الهائج بين الضلوعِ ..
والذي لا يترجمه سوى ، همسِ الدموعِ ..
/
\
/
وطنـي لو شغـلتُ بالخـلـد عنــه *** نازعتنـي إليـه في الخـلـد نفسي
::
::
أروعُ بيتٍ في القصيدةِ
لا يعرّفُ ،
ولا يتذوقُ إلا بصفحاتٍ ...
" أخذ عليه البلاغيون هنا كونه فضل مصر على الجنة ، والجنةُ قطعًا تريدها النفسُ "
لكنها مبالغةٌ رقيقةٌ لتوضيحِ الشوقِ المزمنِ الذي
لو خيّر لاختارَ الوطنَ ..
/
\
/
وهـفـــا بالـفــؤاد في سلسـبيــل *** ظمــأ للســواد من عيـن شـمس
شـهـد الله لم يغـب عن جفونـي *** شخـصـه ســاعة لم يخل حسـي
::
::
والخاتمةُ أروعُ ...
شهدَ اللهُ ، حبنا لأوطاننا ، عشقنا لترابها ، وجدنا بريح أهلها ،
و دعواتنا بحفظها ...
/
\
/
فلــَّتِي ..
سلِمَ الناقِلُ ، ورحمَ اللهُ القائلَ ..
لكِ تحيتي يا غاليةُ ..
.
.
.
المفضلات