آثار مدينة غارقة قرب سواحل اليابان تحير العلماء
أطلق عليها جزيرة «اتلنتيس» الآسيوية
نموذج المدينة اليابانية الغارقة
لندن: «الشرق الاوسط»
اصبحت آثار بحرية عميقة اكتشفت تحت مياه بحر الصين الشرقي موضع مناقشات بين علماء يابانيين واميركيين. وبينما يعتقد اليابانيون انها بقايا مدينة غارقة انشأتها واحدة من الحضارات الآسيوية البائدة، يعتقد الاميركيون انها ليست سوى آثار لأحجار حفرتها حركة المياه والتأثيرات الجيولوجية للارض. ويعود تاريخ هذه الآثار الى عدة آلاف من السنين وهي تقع فوق قاع البحر بالقرب من جزيرة يوناغوني في أرخبيل رويكيو في اليابان، وقد اكتشفها احد الغواصين عام 1986. وبحر الصين الشرقي هو امتداد بحري غرب المحيط الهادئ تحده الصين وكوريا الجنوبية وتايوان وجزر رويكيو وكويشو.
واعتبرها بعض العلماء اليابانيين مدينة غارقة بل وجزيرة «اتلنتيس» للمحيط الهادئ! والمعروف ان «اتلنتيس» هي جزيرة اسطورية يقال انها تقع في المحيط الاطلسي غرب جبل طارق. ويزعم ان الفيلسوف الاغريقي افلاطون قال انها غارت في اعماق المحيط نتيجة زلزال عنيف.
واظهرت الآثار البحرية قطعا تبدو وأنها قد صنعت بشكل اضلاع متساوية، أي انها من صنع الانسان، وسلالم حجرية بدت وكأنها تقود الى أعالي احدى الزقوررات (الاهرامات الصغيرة) المماثلة لتلك التي اكتشفت في دولة البيرو. كما عثر على مواقع تشابه الحمامات والمسارح. ولذلك ساد الاعتقاد بانها بقايا حضارة بائدة اندثرت تحت البحر.
وأبدى ماساكي كيمورا الباحث الجيولوجي في جامعة ريوكيو اهتمامه بالآثار، وبدأ بدراستها علميا. وحاول على مدى اكثر من 15 عاما، قياس ابعاد المدينة الغارقة ووضع نموذجا مصغرا لها.
ويعتقد كيمورا ان تاريخ المدينة يعود الى ما بين 3 و10 آلاف سنة مضت الا انه لم يتمكن من التعرف على «مهندسيها» حتى الآن! وهو يعتقد انها تعرضت الى كارثة طبيعية ربما كانت على شكل امواج «تسونامي» عاتية دمرتها. وفي البداية افترض الباحث الياباني ان كل تلك الآثار لم تكن سوى حفريات من اعمال قوى الطبيعة البحرية الا انه تخلى عن هذا الافتراض في ما بعد، وأخذ يبحث عن ادلة عن سكانها، وذلك بعد ان دقق في الابعاد المتساوية للاحجار واكتشف آثارا لأنفاق، ومناجم، وقنوات، والكثير من درجات السلالم.
كما اكتشف كيمورا علامات منحوتة على بعض الاحجار يعتقد انها تمثل رموزا لغوية بدائية، واشكالا منحوتة كأنها تعبر عن اشكال لحيوانات، بل وحتى لأشخاص.
ويقول الباحث الياباني ان شكل المنحوتات يدل على انها صنعت في آسيا. الا ان روبرت شوخ البروفسور بجامعة بوسطن الاميركية يشكك في فرضية المدينة الغارقة قرب يوناغوني. وبعد ان زار آثارها ودرسها والتقى مع كيمورا، قال انه لم يجد أي ما يشير الى انها من صنع انسان، خصوصا ان تركيبة الصخور تسمح بتكسرها الى اضلاع وسطوح، كما ان قوى الطبيعة، ومن ضمنها الحركات الزلزالية المتواصلة في هذه المنطقة من العالم، هي التي حفرت كل تلك الآثار.
وتلتزم السلطات اليابانية الصمت تجاه هذه الآثار فهي لا ترى فيها، في افضل الاحوال، سوى نتاج لحضارة شعب آسيوي آخر، ولذلك تسير ابحاث كيمورا ببطء شديد، الأمر الذي يحيط بالأسرار جزيرة «اتلنتيس» الآسيوية في يوناغوني.
المفضلات